آلاء خليفة
اكد المرشحون لمجلس 2009 مسلم البراك وجمال العمر ود.معصومة المبارك على ضرورة الاهتمام بمخرجات الجامعات لتتوافق مع احتياجات سوق العمل.
وطالبوا خلال ندوة «الكويت اولا» التي نظمتها جمعية طلبة الاسنان وجمعية طلبة الصيدلة بمركز العلوم الطبية، الحكومة بدفع عجلة التنمية وبناء اكثر من جامعة والسماح للجامعات العربية بفتح افرع لها في الكويت للحفاظ على الابناء من الهجرة الى الخارج.
وقد اوضحت مرشحة الدائرة الاولى (شرق ـ الدسمة) د.معصومة المبارك انه ليست هناك دائرة انتخابية صعبة واخرى سهلة، انما آلية العمل السياسي هي التي تفرض نفسها، ويتطلب من المرشح التواصل مع الناخبين الذين اصبحوا على درجة كبيرة من الوعي، لافتة الى انها ترشحت في الدائرة الاولى التي تعتبر كويتا مصغرة وتضم جميع الاطياف لكنها مستقلة، ورغم اللغط الذي اثير في وسائل الاعلام فهي تؤكد انها لم تعرض ولم يعرض عليها الدخول ضمن اي تيارات او تحالفات، وزادت: انا متمسكة باستقلاليتي مع احترامي لكل التيارات والكتل ولا نزايد على وطنية احد.
واشارت الى انه بعد حالة الارباك السياسي التي انتابت البلد في السنوات الثلاث الاخيرة من تشكيل 5 حكومات و3 مجالس نيابية وحالة الاحباط التي سادت ابناء الشعب الكويتي، تولدت رغبة حقيقية لدى ابناء الوطن المخلصين في التغيير.
وعن العزوف عن المشاركة في الانتخابات، قالت: نستنجدهم ونستنهض الوطن من خلالهم حتى لا يستفحل الخلل في الدولة.
واكدت د.المبارك ان على المرشح ان يكون واقعيا في الطرح وألا يحلق بالناخبين في احلام ويجعل من نفسه البطل الهمام الذي سيحقق تلك الاحلام، بل عليه ان يجعل الكويت همه الاول والاخير.
وشددت د.المبارك على اهمية الامن التعليمي، موجهة رسالتها لوزارة التعليم العالي بضرورة التدقيق والتحقق من مستوى الجامعات التي يبتعث اليها طلبتنا، فليس من المجدي ان يأتي طالب بعد عدة أشهر قليلة بشهادة وهو لا يملك من العلم «قشوره»، مؤكدة على ضرورة وجود خريجين مؤهلين لخدمة ابناء الوطن.
وذكرت د.المبارك انه يفترض ان تعمل الحكومة ضمن خطة عمل تحدد من خلالها الاحتياجات والطاقات البشرية التي تحتاجها، فليس من المعقول ان يكون هناك طبيب واحد في مستوصف لمنطقة سكنية كاملة، مشددة على ضرورة وجود رؤية لكيفية ادارة المستوصفات والمستشفيات بناء على حجم السكان لكل منطقة سكنية، بما يخفف من العبء الملقى على الطبيب حتى لا يكون عرضة للاجهاد ومن ثم الخطأ، مؤكدة ان وزارة الصحة مسؤولة عن معالجة تلك المسألة بطريقة علمية مدروسة وليس بشكل عشوائي.
واكدت ضرورة ان يتفاعل الناخبون تفاعلا ايجابيا ويراقبوا ويساعدوا النائب في رؤيته واطروحاته، فالكل في بوتقة واحدة حتى نخرج المجتمع مما وصل اليه الآن.
وتابعت د.المبارك: ليس من المقبول تعسف بعض النواب في استخدام الاستجواب، فبعدما تم تعييني وزيرة للصحة وبعدما اديت القسم لم ادخل باب الوزارة، وعقب اقل من 20 دقيقة من جلسة القسم تعالت الاصوات انه يجب محاسبتي ذلك لأنهم ناقشوا ملف العلاج في الخارج وطلبت مهلة شهر حتى ادرس الملف كاملا لافتة الى ان هذا الاسلوب غير مجد للوزير الذي جاء لينتج، مؤكدة اهمية ان يعطوا الوزراء فرصة للعمل لمعرفة من جاء ليعمل وينجز ومن جاء للتمتع بالكرسي.
مخرجات التعليم
ومن جهته ذكر النائب السابق ومرشح الدائرة الـ 3 (كيفان ـ العديلية) جمال العمر ان مخرجات التعليم في الكليات الطبية ترسم مستقبل الخدمات الصحية في الكويت، مشددا على ضرورة وقف دراسة الطلبة في الجامعات والمعاهد غير المعترف بها والتي لا تقدم التعليم المطلوب لتخريج اجيال مؤهلة وقادرة على الدفع بمسيرة البلد نحو الامام، مشددا على ان مهنة الطب مهنة انسانية في المقام الاول وليست مهنة تجارية او علمية، موضحا ان الطبيب الجيد هو من يصنع المهنة وليس العكس.
واكد ان غياب الخطة الحكومية ساهم في تعطيل التنمية واصبح الوضع من سيئ إلى أسوأ، موضحا ان التيارات السياسية التي كانت ممثلة في الحكومة غيرت اجندتها حاليا، واصبح معظمهم مستقلين نظرا لان تمثيلهم في الحكومة اثبت فشله، وتابع اعتقد ان هناك نوابا استخدموا الرقابة بشكل مبالغ فيه بما ادى الى النتائج السلبية، وفي المقابل اعيب على الحكومة التي تخلي جميع وزرائها عن مسؤولياتهم وتلقيها على رئيس الوزراء على الرغم من ان القرارات تصدر من جميع الوزراء وليس من الرئيس فقط.
واشار العمر الى ان يوم 16 الجاري هو يوم التغيير، فعلى جميع ابناء الشعب الكويتي ان يصرخوا صرخة واحدة يقولون فيها: «ترى احنا ملينا من واقعنا ونريد التغيير» ولاسيما ان الكل يشعر بحالة من الاحباط.
واردف النائب يأتي الى المجلس وكأنه «بالع موس» مما يسمعه ويراه ويتلمسه من هموم يعيش فيها المواطن الكويتي في جميع المجالات التعليمية والصحية وغيرها.
الجامعة جزء من الحراك السياسي
وقال العمر: ان الجامعة جزء من الحراك السياسي الذي تعيشه البلد، وقد وصلنا الى مرحلة ان مجلس الامة اصدر قانونا بجامعة الشدادية نظرا لغياب خطة الحكومة في هذا المجال، فالوضع اصبح عبارة عن وزراء بلا خطة ونواب يؤيدون وآخرون يعارضون وكانت الحكومة حكومة ردود افعال بما تطلب استقالة الحكومة وحل المجلس والعودة للشارع الكويتي من جديد.
واضاف: ان مجلس الامة لا يمكن ان يكبل يد الحكومة في اقرار مشروع ولكن يمكن ان يعطل مشروعا بالتهديد مثلما حدث في «الداو كيميكال» و«المصفاة الرابعة» وغيرها من المشاريع.
وتابع: كنت عضوا في اللجنة المالية والاقتصادية وطلبنا من الحكومة خطة عمل، فاحضروا لنا خطة عبارة عن «قص ولزق» ومن سرعتهم في القص واللزق نسوا ان يضموا خطة وزير النفط على الرغم من ان 90% من عائدات الكويت من النفط واضافوها فيما بعد وان كانت بالنسبة لي مشروع منهجية عمل بخطة وليست خطة، وحتى يومنا هذا لم تقدم الحكومة خطة واضحة لان هناك مفهوما خاطئا ومع الاسف بعض التيارات مسؤولة عنه وهو الاعتقاد بأن الحكومة اذا قدمت خطة فسيكون عليها «ممسك» للمحاسبة.
نواب التأزيم
وبدوره، أوضح النائب السابق ومرشح الدائرة الـ 4 (الجهراء ـ الفروانية) مسلم البراك أن الحكومة اطلقت كذبة وحاولت تصديقها وإجبار الآخرين على تصديقها من خلال وسائل الإعلام ألا وهي مصطلح «نواب التأزيم»، وقال اتحدى هذه الحكومة بل اتحدى ابواقها من حملة الدفوف الذين دائما وابدا في القنوات الفضائية لا شأن لهم إلا ترديد ما تحاول ان تقوله الحكومة، أتحداهم بأن يعطوني تفسيرا واحدا لمصطلح «نائب التأزيم» فالحكومة تمتلك الاعلام والقنوات الفضائية الخاصة وتستطيع ان تؤثر فيها كما تملك اغلبية الصحف الموجودة الآن على الساحة في الكويت، فأتحداها ان تحضر ملفا تنمويا واحدا فقط نجحت فيه فهذا هو الجانب الخلافي بين النواب والحكومة في قضية القدرة على صناعة التنمية، مؤكدا ان الحكومة فشلت في جميع الملفات التنموية فشلا ذريعا ولم يكن هناك مجلس أمة ففي عامي 76 و86 انقلبت السلطة على الدستور وامسكت مقدرات البلد التشريعية والتنفيذية وحققت اكبر قدر من الفشل في قضية التنمية، فهل يعقل ان كلية طب بجامعة الكويت لا تمتلك مستشفى جامعيا، وهل يعقل ان جامعة الشدادية التي بسبب عجز الحكومة عن اتخاذ قرار اصدر مجلس الامة قانونا لمدة 10 سنوات تكون جميع مرافق الجامعة منتهية ويبدأ العام الدراسي بها، لافتا الى مرور 5 سنوات ولم ينجز بها شيء سوى بناء سور؟
وأشار البراك الى ان المشروع الوحيد الذي بدأت الحكومة في السير نحو تحقيقه هو زيادة الطاقة السريرية الاستيعابية للأسرّة في الكويت، مؤكدا انها ليست فكرة الحكومة وانما فكرة صاحب السمو الأمير.
صناعة التنمية
وتابع قائلا: نحن بحاجة الى صناعة التنمية في كل مجالاتها التعليمية والصحية والبنية التحتية، واعادة النظر في قضايا ملحة ومنها القضية الاسكانية وقضايا المرأة والبدون وابناء الكويتيات، فليس من المعقول ان يتوزع 38 الف كويتي بين البحرين ومصر والاردن للدراسة نظرا لعدم وجود جامعات تستوعب تلك الاعداد من الطلبة.
وحذر البراك من محاولات البعض حاليا لإيصال الناس الى الكفر بالديموقراطية اما بالعزوف عن التصويت او بالذهاب لصناديق الاقتراع وهم في حالة احباط شديد، لافتا الى ان على كل مواطن مسؤولية وطنية في البحث عن التمسك بالدستور وعدم التفريط في مستقبل الاجيال والدفاع عن الكرامة وان تكون له كلمة في 16 الجاري لإعادة صياغة وصناعة وبناء وتنمية الكويت كدولة.
ومن ناحية اخرى قال البراك: لو اجتمع 50 نائبا على صناعة التنمية في الدولة في مقابل حكومة سيئة فسيظل الوضع من سيئ إلى أسوأ، مؤكدا ضرورة تجريب نمط جديد في التشكيل الحكومي يخرج الكويت من الفشل المستمر على مدار 40 عاما، في ايجاد حكومة بعيدة عن الترضيات والمحاصصة والعلاقات الشخصية.