عبدالهادي العجمي
استضاف ديوان بن حثلين الرئيس السوداني الاسبق عبدالرحمن سوار الذهب بحضور عدد كبير من ابناء قبيلة العجمان، وعن هذه الزيارة قال امير قبيلة العجمان سلطان سلمان بن حثلين تشرفنا بزيارة الرئيس السوداني الاسبق الاخ عبدالرحمن سوار الذهب، وهذه الزيارة عزيزة على انفسنا جميعا وقد استمتعنا بالحديث معه واستفدنا كثيرا من اطروحاته، واضاف بن حثلين: ان هذا الرجل له مكانة كبيرة في قلوبنا جميعا لاعماله الجليلة ومواقفه الكبيرة جدا في حق شعبه عندما تنازل عن كرسي الحكم وقام بعمل جبار في تنظيم الحكم المدني وجعل انتخابات السودان انتخابات حرة ذات شفافية، ونحن نكن له كل تقدير واحترام ونرجو ان تتكرر هذه الزيارة بعون الله، ونقول له وطئت اهلا وحللت سهلا في بلدك الثاني.
وكان لـ «الأنباء» حوار مع الرئيس الأسبق عبدالرحمن سوار الذهب على هامش الزيارة اكد خلاله ان الهجمة الغربية الشرسة ضد السودان، والتي ظهرت بأمر اعتقال الرئيس عمر البشير الهدف منها تجزئة السودان وتبديد ثرواته وايقاف التنمية فيه، ومنعه من ان يكون قوة عظمى، مؤكدا ان الغرب يعلم ان السودان لو ترك 10 الى 20 سنة سيصبح قوة اقتصادية جبارة.
وتحدث الرئيس السوداني الاسبق عن طرد 13 منظمة اغاثة كانت تعمل بالسودان، مؤكدا ان الغرب يرى ان هذا القرار هو الخطأ الوحيد للحكومة السودانية، لكن هناك 112 منظمة تعمل في دارفور اكثر من نصفها لا تعمل للاغاثة بل للتبشير والبحث عن الغاز والنفط، مضيفا ان 80% مما تجمعه هذه الجمعيات من اموال تنفقه على نفسها.
وعبر سوار الذهب عن اعتزازه بتوجه المستثمرين الكويتيين للاستثمار في بلاده مؤكد ان استثماراتهم لاقت نجاحا كبيرا في مختلف المجالات، لافتا الى مساهمتهم في اعادة احياء الخطوط الجوية السودانية وغيرها من المجالات، ومشيرا الى ان هذا النجاح يدفعه لدعوة جميع الاشقاء في الدول العربية للاستثمار في السودان.
وعاد الرئيس السوداني الأسبق للحديث عما يواجهه السودان من هجمات غربية مؤكدا ان هناك محاولات لدفع السودان للتطبيع مع اسرائيل لكن هذا لن يحدث، وعبر عن اسفه لعدم وجود ردود قوية من قبل المسلمين والعرب على التهديدات المستمرة من الاسرائيليين ضد المسجد الاقصى والقدس، مشيرا الى ان لديهم خططا لتفجير المسجد الاقصى، لكن للاسف لا يوجد رد قوي من المسلمين والعرب يوازي تلك التهديدات.
وتطرق الحوار الى الديموقراطية الكويتية التي اشاد بها الرئيس سوار الذهب، لكنه اكد على ضرورة التعاون لما فيه مصلحة البلد، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
كيف تنظرون إلى قرار المحكمة الدولية باعتقال الرئيس البشير؟
انا سعيد ان اكون في الكويت حيث اشعر بدفء التأييد العربي لمواقف السودان خاصة في هذه الايام التي يتعرض فيها لهجمة شرسة والتي كما يعلم الجميع ليس المقصود منها الرئيس عمر البشير بل المقصود تفكيك السودان وتجزئته الى دويلات وهذا معروف لسياسات الغرب من قديم الزمان، وقبل الاستقلال حيث ان السودان يتمتع بمساحة شاسعة وثروات كثيرة جدا يدركها الغرب قبل ان ندركها نحن. مثلا وجود البترول في السودان معروف للدول الاستعمارية منذ الاربعينيات، وقد استطاع الغرب في ذلك الوقت بأجهزتهم الدقيقة ان يعرفوا ما في بواطن الارض ومن ذلك الوقت قرروا ان هذا البترول لن يستخرج الا بعد ان ينضب البترول من مواقع اخرى، كانت هذه سياستهم.
وقضية دارفور قُصد بها ايقاف التنمية الواسعة التي تجري الآن في السودان وكما هو معلوم ان البترول الذي حبانا الله به الآن يستغل لتنمية موارد السودان الاخرى مثل الزراعة والثروة الحيوانية.
برأيك ما الاسباب الحقيقية وراء اتهام السودان برعاية الارهاب وعدم التعاون مع المجتمع الدولي؟
وفق السياسة الغربية السودان يعتبر محاصرا، حيث انهم يعتقدون ان السودان يرعى الارهاب وهذه ان شاء الله في سبيل رفعها كما وعدنا الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما، وهناك ضغوط على السودان للاعتراف بإسرائيل «وهذا كلام فاضي» لا يمكن للسودان ان يستجيب لمثل هذه الضغوط لأن قضية فلسطين قضية الامة العربية والاسلامية ولن يفرط فيها العالم الاسلامي، وللاسف ما يحدث الآن بالقدس من التوسع في التهديد وهدم البيوت العربية مثل حي المغاربة وقيام مستعمرات يهودية في ظل صمت عربي واسلامي ودولي يزعج الانسان، وليس هناك تفاعل يتوازى مع هذا التهديد الذي ينذر بزوال فلسطين. فيما يبدو ان الاسرائيليين ينتظرون أي لحظة ليفجروا فيها المسجد الاقصى وهذا لا يستبعد، بل لديهم خطط لذلك، وللاسف لم تكن هناك ردود من قبل العرب والمسلمين تخيف اسرائيل ولو كان هناك رد قوي للامة العربية والاسلامية ضد أي مساس بالمسجد الأقصى لما أقدموا على حرقه، لكن للأسف لا توجد هناك ردود فعل تتوازى دائما مع الأحداث المخيفة والمزعجة، والآن تكاد تكون معظم الضفة الغربية ذهبت للمستوطنات اليهودية، الا ان ما يدعو للتفاؤل الآن ان وضع الأمة العربية والإسلامية فيه نوع من الصحوة.
المؤسسات الخيرية
بعد ان قام السودان بطرد 13 مؤسسة خيرية كانت تعمل في دارفور لكن ذلك قوبل بانتقاد كبير من بعض الدول فلماذا؟
هذه الدول ترى ان الخطأ الوحيد التي وقعت فيه حكومة السودان انها طردت هذه المنظمات الـ 13 من حوالي 112 منظمة، لكن المنظمات في دارفور كثيرة بشكل غير عادي وأؤكد ان نصف هذه المنظمات لم تأت للإغاثة انما جاءت للتبشير وللثروات والـ 13 منظمة التي تم طردها ثبت انها تعطي تقارير كاذبة وجاءت للتخريب وحادت تماما عن الاتفاقية التي وقعت معها. هذه المنظمات الغربية جميعها تعيش على أعمال الإغاثة وأصبحت الإغاثة لأنفسهم وليست للمتضررين لأن ما يجمعونه من أموال 80% منها يذهب للصرف عليهم، وعندما طردوهم أقاموا الدنيا وضغطوا على الحكومات حتى يرجعوهم لأنهم مستفيدون وما يعطى للشعب في دارفور قليل جدا قياسا بما يجمع، والرئيس السوداني عمر البشير لديه سياسة في ان يتخلص من هذه المنظمات خلال فترة وجيزة واعادة الناس الى قراهم.
وما حقيقة المشاكل المثارة بين تشاد والسودان؟
الرئيس الاميركي أوباما قبل الانتخابات بشهرين قام بجولة زار فيها العراق واسرائيل وتشاد، ونتساءل ما دخل تشاد مع أميركا، لأن الهيئات اليهودية الصهيونية خلقت له سيناريو وأتت بالناس المتضررين وقالت لهم عندما يأتي الرئيس الأميركي قوموا بالصراخ وقل له ان يأتي بجيشه لكي يحرركم، ومن هذا الكلام اعطوه صورة مختلفة تماما عما يجري في دارفور، لذلك تجده الآن بالرغم من ان لديه سياسة التغيير فقد اصبحت هذه الصورة التي رأها في تشاد راسخة في عقله.
اليهود يعتبرون السودان عدوهم الاول وفي قضية دارفور اليهود استطاعوا في فترة وجيزة (سنتين تقريبا) ان يجعلوا مجلس الامن يصدر 15 قرارا ضد السودان، كما ان اليهود قاموا بجلب صور من بوروندي وغيرها واستغلوا الشبه بين الافارقة وعملوا معرضا يعرضون فيه كيفية ابادة هؤلاء بطريقة وحشية على اساس انها في دارفور وعندما اجازوا القرار الاخير، الذي يقضي بأن تأتي قوات وتحتل «دارفور» بحجة حفظ الامن فيه، احتفل اليهود اكثر من اسبوع بهذا القرار، سمموا فكر اعضاء «الكونغرس» الاميركي وكما تعلمون ان اي عضو في الكونغرس لا يمكن ان يعود الى مقعده ما لم يؤيد اسرائيل تأييدا مطلقا وواضحا، وهم يعرفون ان السودان لو ترك لمدة عشر او عشرين سنة فسيصبح قوة لن يقدروا عليها لان تعداد السودان الذي اعلن قبل اسبوع 39 مليونا و150 الف نسمة، ومن الامور الايجابية ايضا ان الانجليز بدأوا التعليم بجامعة الخرطوم والتي بدأت مسيرتها عام 1902 وقبل ست سنوات احتفل بمرور قرن كامل على انشائها حيث انها متميزة جدا حيث انها كانت موازية لجامعتي اكسفورد وكمبردج في بريطانيا والاختبار الذي يؤديه الطلبة في جامعة الخرطوم هو نفس الاختبار في جامعتي اكسفورد وكمبردج.
الآن لدينا ما يقارب 38 جامعة عدا الثروات الموجودة في السودان مثلا في الثروة الحيوانية 130 مليون رأس من الجمال والابقار والماعز والخراف (الماشية) وايضا في مجال الزراعة حيث اصبح هذا المجال واسعا جدا، الغرب حريصون على تأخر السودان لانهم يعلمون انه لو استقر سيتغير شكله تماما لان الثروات الموجودة ستستغل وستكون لديه قوة اقتصادية جبارة.
معسكرات دارفور
بحكم رئاستك لمنظمة الدعوة الاسلامية هل البديل هيئات وجمعيات خيرية اسلامية في دارفور وهل هي قادرة على سد الفراغ؟
قالت مندوبة اميركا في مجلس الامن ان السودان الآن يتحمل مسؤولية وفاة أي طفل في دارفور مع انه من ناحية الغذاء لا توجد هناك مشكلة، لكن مشكلتنا هي كيف نخرج هؤلاء اللاجئين من المعسكرات التي تشرف عليها الهيئة الدولية للاغاثة الى قراهم التي تركوها، وهذه القرى تحتاج الى آبار ارتوازية لتوفير المياه، ومدارس ورعاية صحية والى خدمات اجتماعية متطورة وان شاء الله خلال الفترة القادمة ستصل الكهرباء الى دارفور وجميع المناطق.
هل انشاء سد سيكون له انعكاس ايجابي على الاقليم؟
نعم، انعكاس واسع جدا وهناك سدود اخرى من اربعة الى خمسة ومهمتها انتاج الكهرباء وتغذية المياه للمشاريع الضخمة ومئات الملايين من الاراضي الخصبة.
السودان مقبل على نهضة زراعية واسعة بشكل غير عادي ومردودها سيكون واسعا جدا في رفعة السوادن وفي سد وتغطية حاجة الدول العربية والافريقية من الغذاء بالذات.
كيف تقيمون توجه رجال الاعمال الكويتيين للاستثمار في السودان؟
نحن سعداء جدا ان نجد اخواننا في الكويت يتجهون للاستثمار في السودان وحقيقة استثماراتهم واسعة جدا وأثبتت نجاحها تماما خاصة في مجال الزراعة والبترول ومجالات اخرى وحتى في مجال الطيران وقد ساهموا مشكورين في احياء الخطوط الجوية السودانية مرة اخرى. كل ذلك يجعلنا نوجه الدعوة الى اشقائنا في بقية الدول العربية ان يحذوا حذو الكويت في انها تؤمن الاشياء الضرورية مثل الغذاء، وأنا أتصور بعد فترة عندما تزيد الاستثمارات في السودان بالنسبة للقضايا الزراعية والانتاج الحيواني تكون قد تأمنت تماما من ناحية الغذاء، حيث لم يعد لها حاجة للاستيراد، لأن هذا يأتيها من مزارعها التي تمتلكها في السودان، والآن القوانين الاستثمارية أصبحت مرنة وجاذبة للاستثمار.
بحكم خبرتك السياسية الكبيرة ما رأيك بمسيرة الديموقراطية في الكويت؟
الكويت تتمتع بوجود وجه ديموقراطي سليم ومعافى، كما ان استعمال الحق الديموقراطي مكفول بالدستور، لكن أيضا مطلوب تعاون أكبر بين الجميع لما فيه مصلحة البلد، مثلا في السودان نرضى بالحكم الشمولي رغم انه به وجه غير ديموقراطي، ولكن من مزاياه هو ان هناك مشاريع من الممكن ان تنفذ بحيث يكون هناك نوع من الاستقرار والآن في السودان أصبحت الأحزاب موجودة وكثيرة والأحزاب الرئيسية والكبيرة من 5 إلى 6 أحزاب هي حزب الأمة وحزب الاتحاد السوداني والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وحددت الانتخابات القادمة في فبراير العام المقبل وفق قوانين الاحزاب واصبح الحزب ما لا يقل عن 150 ألفا.