اكد سفيرنا لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان ان دول مجلس التعاون تمكنت من تحقيق مستويات عالية في البنى التحتية وانتشار التعليم والعمل على نشر الرخاء وايجاد طبقة متوسطة قوية وذلك منذ اكتشاف النفط.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها مساء أمس الأول السفير الدويسان في كلية العلوم السياسية في جامعة دارهام بشمال شرق انجلترا احدى الجامعات العريقة في المملكة المتحدة.
واشار الدويسان في محاضرة بعنوان «التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي الست» الى ان هذه الدول تنفرد بخصائص مميزة عن بقية دول منطقة الشرق الاوسط من بينها التكوين السياسي والموروثات الاجتماعية وكذلك فإنها تحكم بسلالات حاكمة لقرون من الزمن.
واوضح الدويسان وهو ايضا عميد السلك الديبلوماسي الاجنبي في بريطانيا ان هذه التحديات التي تواجه دول المنطقة داخلية وخارجية ومن بينها انه «لا توجد رؤية واضحة في دول الخليج حول استيعاب الشباب الذي يشكل اكثر من 60% من عدد السكان في سوق العمل مستقبلا».
وقال ان «أعمار هؤلاء الشبان تقل عن ثلاثين عاما في المتوسط وهم يحتاجون الى وظائف في هذه الدول التي يعتمد معظمها على مصدر واحد للدخل وهو النفط».
ودعا الى ضرورة «قيام مؤسسات خليجية برصد هذه الظاهرة لوضع الحلول الكفيلة لها حتى تتفادى اي اضطرابات اجتماعية او سياسية في المستقبل».
وتحدث الدويسان عن الوضع الديموغرافي في دول مجلس التعاون الخليجي مشيرا الى ان هوية الخليج بدأت تتضاءل مقابل العدد الكبير من الوافدين وتأثيرهم على الاوضاع الامنية حاليا والسياسية مستقبلا.
وشدد على ان التحدي الآخر يتمثل في ضرورة تنويع الاقتصاديات الخليجية وعدم اعتمادها الكلي على النفط ولذلك فإن هناك حاجة الى خطة متكاملة بين هذه الدول لتنأى بها عن اي تقلبات في اسعار النفط مستقبلا او ايجاد بدائل للطاقة.
ومن بين التحديات الاخرى التي ركز عليها الدويسان كانت المياه التي ستتحول الى مشكلة اذا لم تواجهها دول المجلس خاصة انها ليست لديها انهار وتعتمد على عدد من محطات التحلية وبعض المياه الجوفية لمواجهة احتياجاتها من المياه.
وحذر السفير الدويسان من ان دول مجلس التعاون ستواجه مشكلة في السنوات المقبلة اذا لم تجد حلا لمشكلة المياه وتوفيرها لسكانها.