عبدالله العنزي
أكد رئيس مجلس الامة السابق ومـــرشح الدائـــرة الـ 2 جاسم الخرافي ان اختيار رئيس الوزراء هو حق اصيل لصاحب السمو الأمير وليس من اختصاص المجلس الحديث بهذا الشأن، فنحن مخولون بمراقبة الاداء الحكومي سواء كان للوزراء او رئيس الحكومة، واهم ما يجب العمل به في الفترة المقبلة هو التعاون لأبعد الحدود بين المجلس والحكومة حتى نستطيع تجاوز الحقبة الزمنية الصعبة التي مرت بها البلاد مؤخرا وطي هذه الصفحة الى الابد.
وبين الخرافي خلال حديثه اثناء افتتاح مقره الانتخابي بالصليبخات مساء امس الاول انه ليس من الشطارة او الشهامة الحديث عن اخطاء الحكومة على الرغم من اقرار الجميع بها، ولكن لا يجوز ان اشتكيها على الملأ وبشكل تأزيمي وهذا يقودنا الى الازمات فالحكومة في النهاية هي حكومة الكويت وليــــست حكومة اسرائيل، اما عن علاج مشاكلنا في المجلس كنواب فيجب علينا اولا ان ننــــتقد انفسنا قبل الآخرين وان نعالــــج مكامن الخلل الذاتي قبل الالتفات الى الغير وهذه الاشياء هي القوة في حل الازمات وتجاوزها، ونحن نريد معالجة الاخطاء وليس اثارتها ويجب علينا ان نحرص على المصداقيــــة امامــــكم وامام البلد من خلال مد جسور التعاون بينــــنا كنواب وبين الحكومة واذا ما قمنا بالتمثيل عليكم من اجل العودة الى الكرسي فقط «فما فينا خير للكويت»، وزاد بقوله: ان البلد ما يستاهل ما يحصل الآن فهناك ثوابت تربينا عليها من الجيل السابق ويجب نقلها الى الجيل القادم مثلما تسلمناها فأساس المجتمع الاخلاق والقيم الثابتة، وهذه القيم كانت دائما مصدر قوتنا وتماسكنا ويجب علينا التمسك بها الى ابعد الحدود والمناسبات وان نفتخر بانتمائنا وولائنا للكويت، والازمات السابقة بينت ان هذا التماسك والتآخي هو الحصن المنيع الذي حفظ الكويت وأهلها.
وشدد الخرافي على ان الكويت هي للجميع وليست لفرد او فئة معينة ويجب ألا يكون هناك مجال للشك في بذلك وعلينا العمل بشعار «الكويت للجميع» ولا احد فوق القانون وكلنا سواسية امامه فنحن في دولة مؤسسات، يجب علينا الالتزام بذلك في احلك الظروف، وما مرت به البلاد من ازمة سياسية خانقة في الفترة الاخيرة لابد ان نستثمرها في اختيار الافضل في هذه الانتخابات وان نغلق الابواب امام اي تسرب لليأس بداخلنا، مضيفا ان الشعب الكويتي شعر بالملل من كل هذه الاحداث التي عطلت الحياة السياسية في البلاد ولكن ارجو الا نصل الى مرحلة اليأس واللاعودة، فديرتنا بخير واذا ما كانت هناك اخطاء فيجب علينا جميعا ان نجتهد لإزالتها.
مشاكل في البلد
واشار الخرافي الى وجود مشاكل في البلاد وهي مشاكل ليست بالقليلة وخدماتية ايضا في التعليم والصحة والتربية والكهرباء وغلاء المعيشة لكن الله اعطانا نعمة كبيرة يجب الا نغفلها عن تنمية البلاد ولابد من العمل من قبل جميع المواطنين سواء كانوا مسؤولين في الدولة او أفراد على تصحيح هذه المشاكل وان لم يكن ليس لهذا الجيل فالجيل القادم، فنحن في عاتقنا امانة عظيمة يجب ألا نفرط فيها وان نوصلها الى الذين بعدنا في نفس الصورة كما تسلمناها من السابقين ان لم نستطع التغيير، مشيرا الى انه يخشى ان يصل تذمر المواطنين الى قولهم ان الكويت تبني في الخارج ومهملة في الداخل وهذا القول خطير يجب ان نعمل بجد من اجل عدم الوصول اليه.
الايمان بأهمية الوقت
وقال الخرافي ان التعاون والإيمان بأهمية الوقت وعدم تضيعه من اهم بدايات النجاح في القضاء على المشاكل والاتفاق جميعا ككويتيين على طي صفحة الماضي التي ولدت الاحباط والا نستمر في التباكي على ما حصل فيها، كذلك لابد ان نتفاءل وان ننظر الى نصف الكأس المملوء وليس الى النصف الفارغ، ودور مجلس الأمة المقبل بهذا الامر هو اعادة تصحيح مسار الحياة السياسية وعدم توزيع الاتهامات وان يكون مجلس متعاونا مع الحكومة بعيدا عن العمل الشخصاني والتأزيم وان يشرع القوانين التي تحتاجها الكويت وان يعمل وفق المادة 50 من الدستور التي تنص على انه شريك في العمل مع الحكومة ولكن في ظل عدم التداخل في الاختصاصات، اما دور الحكومة فهي ان تكون حكومة قوية وفعالة وقادرة على ادارة البلد وتضع رؤيتها ومشاريعها والبرامج التنموية وخطتها الخمسية في اطار مدروس وتنفذ التنمية العادلة والمتوازنة والبدء بالمشاريع في جميع القطاعات والبنى الاساسية وانعاش الاقتصاد والامر المهم كذلك هو النهوض بالمستوى المعيشي للمواطنين.
الانجرار وراء الفتن
وحذر الخرافي من الانجرار وراء الفتن في جعل المجتمع الكويتي الصغير مجتمع طوائف وطبقات، فنحن رأينا الفتنة عندما تدخل المجتمع ونعرف اضرارها ولا نريد الوقوع بهذا الامر وعلينا التمسك والالتزام بالوحدة الوطنية وان نعمل بها ونتمسك بمبادئها بفعل وليس بالشعارات فقط من خلال الحوار الوطني البناء الصادق والابتعاد عن الشخصانية في الطرح والعمل ووضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار كان.
واشار الخرافي الى ان هذه الانتخابات فرصة لمراجعة الذات والتأمل من أجل اختيار الافضل للمرحلة المقبلة ايصاله للعمل في مجلس الامة والذي هو كمؤسسة لا يوجد بها اي عيب ولكن العــــيب في الاشخاص اللذين يدخلونها وعلينا اختيار من يضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار ويعمل للجيل الحالي والقادم ويفعل دوره الرقابي بعقلانية ومن لا يؤجج العلاقة بين المجلس التنـــــفيذي والتشريعي وهذه الامور هي التي حرص صاحب السمو على التأكيد عليها خلال حديثة للشعب، مشيدا في الوقت ذاته بالعلاقة بين الحاكم والمحكوم فــــهي اتت قبل اكثر من 300 عام وحتى من دون دستور مكــــتوب وعـــــن طريق الاخـــــــتيار فنحـــن من اخترنا آل الصباح ليحكمونا وهم لم يحكمونا بالسيف كما يحدث في العديد من البلدان بل حكمونا بعلاقة محبة واخوة وصداقة، لذا فالكويت تستحق ان نحافظ عليها وان نجتهد ونجتهد ونجتهد لتقدمها والا نصل لمرحلة اليأس.
وبين الخرافي انه وخلال جولته في الصليبخات والدوحة في هذه الانتخابات او سابقتها او حتى خلال شهر رمضان سمع ملاحظات تتعلق بالخدمات في المنطقة ولكي نرتقي بالخدمات لابد من التعاون بين نواب الدائرة الثانية واهالي المنطقة وان يكون هذا التعاون حيا حتى نستطيع ازالة العقبات امامهم.
وعلينا في المرحلة المقبلة وضع تلك المطالب في رزنامة الحكومة وفي الميزانية العامة للدولة من اجل تنفيذها وعدم الاكــــتفاء بالأسئلة والطلبات من الحكومة فقط، وقال الخرافي: لكــــنني اريد التأكيد في النهاية على انــــني سأعمل ما في وسعي في هذا الشأن على الرغم من قناعتي بأن النائب يمثل الشعب جميعا وليس دائرته فقط.