حنان عبدالمعبود
اكد استشاري جراحة التجميل البروفيسير د.مصطفى حميدة ان اجهزة الليزر والموجات الصوتية وعمليات الحقن أحدثت ثورة في عالم التجميل حولت معها الجراحة التقليدية للتجميل الى خيار أخير، بعدما شهد طب التجميل طفرة نوعية في عملياته على مستوى العالم خلال السنوات العشر الاخيرة.
وأشار د. حميدة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بمناسبة قدومه كطبيب زائر بمستوصف بوشهري كلينك الى ان كل الاليات الحديثة المستخدمة في عمليات التجميل شجعت الكثير من الناس الراغبين في التجميل على الاقبال على هذه العمليات مقابل زيادة في تشجيع اطباء كثيرين على العمل في مجال التجميل في الوقت الراهن وليس كما في الماضي حيث كان التجميل يعتمد بشكل أساسي على العمليات الجراحية. وقال: جراحات التجميل على الرغم من دقتها فان لها مخاطر كبيرة تنطوي عليها ونحن كاطباء بدورنا علينا حماية المرضى، حتى لا تحدث لهم مضاعفات قد تنجم عن جراحات التجميل باستخدام الاجهزة والمواد المستحدثة في عمليات التجميل.
واشار د. حميدة الى ان الادوية سلاح ذو حدين وهناك المثل القائل «ومن السموم ناقعات الدواء» في اشارة منه الى ان هذه الادوية لم تأت من مواد طبيعية وانما من عقاقير كيميائية. وقال انه اذا لم تؤخذ الجرعة بشكل مضبوط وفي المكان والوقت المحددين فمن الممكن ان يتعرض الجسم الى مضاعفات، قد تؤثر بالسلب عليه، مشيرا الى ان جسم الانسان يحتوي على جهاز مناعة معقد وسهل في آن واحد لحمايته من اي مؤثرات قد تغزوه او تهاجمه، حيث ان الجهاز المناعي يتفاعل بسرعة كبيرة في افراز الاجسام المضادة لهذه المؤثرات.
واستطرد: ان الجراح الذي يستخدم المواد والعقاقير التجميلية دون علم، فان المساوئ التي قد تنطوي على ذلك قد تتسبب في تشويه الجسم، مؤكدا على ضرورة اجراء اختبار مواد التجميل والذي يتم في اجزاء معينة من الجسم وفي اوقات محددة باستخدام اجهزة الليزر في العمليات التجميلية لاختبار جلد الانسان ما اذا كان سيتفاعل بطريقة او باخرى مع الليزر المستخدم في هذه العملية وغالبا ما يتم عمل الاختبار على منطقة خلف الاذن لانها منطقة غير ظاهرة. وبين كذلك ان جميع الادوية والعقاقير المستخدمة في الطب بصفة عامة تم تجربتها وتنقيحها عبر العديد من التجارب حتى يتم قبولها وتداولها، موضحا أنه لا يمكن استخدام ادوية رخيصة لتحقيق توفير مادي للمريض او ربحية للطبيب، مشيرا الى انه كلما كبر الجراح وارتقى كبر معه استخدامه للادوات التي يستخدمها في العلاج وبالتالي فان المريض مطلوب منه ان يرقى الى هذه الدرجة.
وفي تعقيبه على استخدام مادة البوتكس في عمليات التجميل افاد بانه لابد ان تكون هذه المادة صالحة للاستخدام وان تكون محفوظة في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية لحفظ فعاليتها، واكد انه لابد من استعمال البوتكس في غضون 4 ساعات منذ فترة تحريره من التجميد الا ان استخدام مادة البوتكس قد يتسبب احيانا في حدوث حساسية فوق المضادات الحيوية الناتجة عن استخدامه في التجميل.
واشار حميدة الى ان استخدام مواد الداهم المحتوي على السليكون قد يتسبب في مشاكل تجميلية كثيرة حيث ان هذه المواد لا تستخدم على نطاق واسع ولفت الى ان مواد «الفيلرز» العادية تعتبر الاكثر استخداما عالميا، مؤكدا على اهمية العلاقة الامانية بين الطبيب ومريضه والتي تعد اهم مليون مرة من اي اموال كون الاخيرة تعتبر علاقة غير مستديمة. وقال انني استخدم مواد الفيلرز المختلفة منذ 9 سنوات واقوم بعمل اختبارات عليها بين الحين والآخر غير ان كل الاختبارات اجمعت على ان استخدامه يختلف تأثيره بحسب عمر المريض بما يحتويه جلده من انسجة حيوية تتأثر بهذه المواد حسب الفئة العمرية ونوعية الجلد المعالج في عمليات التجميل.
وتناول د. حميدة عمليات حقن وشفط الدهون وقال انها تعد من اكثر الآليات التي دخلت عالم جراحة التجميل، واشار الى ان حقن الدهون في الوجه واليدين وبعض مناطق الجسم الاخرى تعد من اهم العمليات المفيدة في التجميل حيث ان الدهون تمثل مخزن الخلايا الجزعية التي تنمي وتجدد سائر انواع الخلايا الاخرى في الجسم البشري، لافتا الى ان حقن الدهون يعتبر ثورة كبيرة في جراحات التجميل وفي العلوم الاساسية للجراحات عموما.
وابدى حميدة عدم اتفاقه مع اي جراح تجميل بشأن عدم استخدامه لعمليات حقن الدهون وقال ان هناك بعض الأطباء يستغنون عن عمليات حقن الدهون بعمليات حقن بمواد اخرى اقل تكلفة لانها تعد مادة للتكسب والتربح المادي، مؤكدا ان حقن الدهون يعتبر عملية تحتاج الى غرفة عمليات مجهزة ومعقمة جيدا اضافة الى ان التجميل عبر هذه العملية يعيش اطول فترة ممكنة دون الحاجة الى اجراء اي عمليات تجميلية اخرى.
وتطرق الحديث عن عمليات شفط الدهون فقال انها تمثل خطورة كبيرة على المريض الذي يلجأ الى طبيب لا يدرك او يعلم مغبتها حيث ترتكز هذه العملية على عمل فتحة مقدارها سنتيمتر واحد يتخلف وراءه سحب كمية من سوائل الجسم البشري العضوية وغير العضوية من دماء واملاح وتتسبب في تغيير التركيبة الكيميائية لسوائل الجسم البشري. وهذا يستوجب معادلة لحساب كمية السوائل الخارجة للتثبت من كميتها المفقودة والمطلوب تعويضها وهو الدور المناط بشكل رئيسي لطبيب التخدير الذي للاسف الشديد تسبب اعلامنا في الوطن العربي في التقليل من دوره بعد الهجمات الاعلامية التي تشن على اطباء التخدير وانهم يتكسبون من الهواء اموالا طائلة دون دور لهم في معالجة المرضى رغم ان طبيب التخدير هو الوحيد القادر على حساب معادلات عمليات شفط الدهون باعتباره اهم اركان هذه العملية. وأضاف ان عملية شفط الدهون لابد ان تتم في مستشفى معروف على ايدي اطباء من ذوي الكفاءة الطبية فإن طبقت كل شروط هذه العملية بطريقة صحيحة اتت ثمارها بالفائدة على المريض لانه من غير المعقول الا تكون هذه العملية اخطر من عمليات جراحات القلب المفتوح والمخ.
وبين حميدة ان بعض اطباء التخصصات الاخرى لاسيما الجلدية والتخدير والجراحة العامة تخطوا تخصصاتهم الطبية وتعدوا على تخصص طبيب التجميل بعد ان اصبحوا منافسين له لان تخصص التجميل اصبح مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا مما جعل كل من هب ودب يعمل في مجال عمليات التجميل، مؤكدا عدم ممانعته لذلك شريطة المعرفة والتدريب في هذا المجال.