ضاري المطيري
طالب مرشح الدائرة الـ 3 (كيفان العديلية) م.نصار العبدالجليل الناخبين بالمشاركة الفاعلة وحسن الاختيار استجابة لخطاب صاحب السمو الأمير الشيح صباح الأحمد، مشيرا إلى أن الأزمات المتوالية التي عصفت بالوضع السياسي في الكويت تتحمله بشكل أكبر الحكومة لكونها تملك الأجهزة التنفيذية كما أن لنواب المجلس نصيبا من المسؤولية حيث لم يمنحوا الحكومة الوقت الكافي للإنجاز، وأرجع سبب التدهور في قطاعات الدولة المتعددة إلى غياب الرؤية والخطة، ولفت إلى وجود خطط تنموية ودراسات إستراتيجية ينقصها التطبيق. وأوضح العبدالجليل في لقائه مع «الأنباء» ان فكرة التأمين الصحي الشامل ستمنح المواطن خدمة صحية أفضل وستقضي على الزحام التي تعانيه الكثير من المستشفيات الحكومية، داعيا إلى خصخصة القطاع الصحي على أن يكون تحت رقابة الحكومة وتحت متابعتها، وحول قضية قروض المواطنين أوضح العبدالجليل انه سيتبنى مقترح إسقاط فوائد القروض مقابل تنازل الدولة عن فوائد قروضها للبنوك، لافتا إلى أن أزمة العالم المالية وقروض المواطنين ناتجة عن الربا المحرم، بينما رأى في المطالبة بإسقاط القروض برمتها أو بمقترح ما يسمى بـ «القرض العادل» عدم تحقق العدالة، مشيرا إلى ان صندوق المعسرين سيكون كفيلا أيضا بحل القضية إذا ما تم تعديله وتحسينه.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
من هو المستفيد الأكبر في رأيك من تطبيق نظام الخمس دوائر؟
التيارات وخاصة الإسلامية منها هي المستفيد الأكبر، خاصة وأن شعب الكويت شعب محافظ، ودائرتنا «الثالثة» على وجه التحديد دائرة فكر ودائرة محافظة، وبالتالي فإن احتمال وصول المحافظين وأصحاب الفكر اكثر من الدوائر الأخرى القبلية والطائفية، وعموما تجربة الخمس كانت فيها مصلحة وخصوص مع دخول المرأة كناخبة، حيث وصلت أعداد الناخبين إلى الضعف، ففي الدائرة عندنا 62 ألف ناخب.
قرار الترشح
ما الأسباب وراء ترشحك ونزولك تحت اسم التجمع الإسلامي السلفي؟
نزولي لم يكن باختياري الشخصي في الدرجة الأولى، إنما نتيجة إلحاح واصرار من بعض الإخوة، فاستخرت واستشرت وتوكلت على الله، ونزولي سيكون إضافة للأداء المتميز الذي قدمه التجمع الإسلامي السلفي في المجالس السابقة، من منطلق الشريعة ومن منطلق التنمية ومن منطلق تاريخ العمل الإسلامي السلفي في الساحة السياسية، وعلى الرغم من أن الصحافة لم تكن منصفة في هذا الشيء لكننا متأكدون أن أداؤنا بفضل الله طيب ولاقى القبول، وللتجمع قبول من أبناء التجمع وغيرهم بحمد الله لثبات مواقفهم وطرح المعتدل والمتزن البعيد عن التعنت والتأزيم.
لماذا اخترت الدائرة الـ 3 دون غيرها من الدوائر؟
علاقتي الشخصية بالدائرة جيدة جدا، ورغم أن حضوري الإعلامي غير ظاهر إلا أن تواجدي على مستوى الدائرة الـ 3 يأهلني بإذن الله، كما هو الحال في مناطق السرة والجابرية والعديلية، ولدي ثقة في الناخبين تمنحني القوة بتحقيق النجاح من أول مرة بتوفيق الله، وأنا متفائل في هذا الشأن كثيرا.
ألا ترى أن نزول 2 من التجمع في هذه الدائرة التي تشمل مرشحين إسلاميين كثر سيجعل هناك صعوبة في التحالف مع الآخرين ويقلل من حظوظ الإسلاميين عموما؟
في العموم انت لك خيار 4 أصوات وبالتالي مازال الباب مفتوحا، ونحن لم نغلقها على الناخب ونحتكر اصواته الأربعة، إنما نحن نطالبه بصوتين، والتعاون بإذن مع الآخرين سيظل موجودا، فقد كان هناك تعاون مع بعض المرشحين الذين وصلوا الى مجلس 2008، ويمكن أن يكون معظم من وصلوا، لنا تعاون معهم في التبادل، وأخيرا لا أظن أن إضافة اسم جديد سيؤثر في احتكار الساحة.
سبب التأزيم
عجلة التنمية متوقفة مع الأسف ونعيش في الكويت من إخفاق إلى إخفاق فما سبب ذلك؟
يتحمل هذا الإخفاق بالدرجة الأولى الحكومة، فالسلطة التنفيذية تتحمل المسؤولية الكبرى في هذه القضية لأنها هي من تملك السلطة وهي من تقوم بتنفيذ المشاريع، بل من المفترض عليها ان تقوم بوضع الخطط وتكون لها رؤى في قضية التنمية بجميع أبعادها وأنواعها، والإخفاقات منذ سنوات طويلة كانت نتيجة انعدام الرؤية والخطة الزمنية لدى الحكومة.
وفي الصيف الماضي جلس البعض من النواب مع الحكومة لوضع الأولويات وتحقيق الاستقرار السياسي لكن لم يتم لهم ذلك، ومن هذا الشق يتحمل الإخفاق أيضا نواب مجلس الأمة، وهنا قد نعطي نوعا من العذر للحكومة حيث لم يمنح وزراؤها ولو سنة للعمل والإنجاز، ولم تتم الاستجابة لطلب صاحب السمو الأمير بمنح الحكومة فرصة سنة قبل تقديم أي استجواب.
وأقول نعم عطلنا التنمية بتعطيلنا الاستقرار السياسي بطريقة غير مباشرة وذلك باتباع أسلوب الشدة في الحوار والطرح المتعسف والتلويح بالاستجوابات، فنحن نفقد فقه الأولويات في الأزمات، رغم وجود الإمكانيات البشرية والمالية.
فصار بالإمكان لأي نائب أن يقدم الاستجواب دون القيام بالتشاور والمشاركة مع زملائه النواب كما هي العادة، حتى صرنا نرى تسابقا على قضية الاستجوابات، كما عشنا جوا من تدني لغة الحوار كانت سببا رئيسيا للتأزيم منذ سنوات، كل ما سبق عطل وأخر التنمية من سيئ إلى أسوأ.
توقع وجه جديد
ما رأيك في أداء سمو الشيخ ناصر المحمد في رئاسته السابقة للحكومة؟
شخصيا لم أتعامل معه، لكن أرى أنه اعطي الفرصة الكافية في اكثر من حكومة ولم يوفق، والآن قد نحتاج الى وجه جديد على الاقل لكي تكون بادرة خير للنوايا الطيبة، وتجنبا للتأزيم مرة اخرى، لكن يبقى لصاحب السمو الحق المطلق في تعيين رئيس الحكومة، فإن رأى عودة المحمد فليس علينا سوى السمع والطاعة والتعامل مع الحكومة كما فعلنا في السابق، لكني أظن انه سيكون هناك وجه جديد.
قروض المواطنين
ما رأيك في مطالبة البعض بإسقاط قروض المواطنين أو بشراء مديونياتهم وإسقاط الفوائد فقط؟ وما الرأي الذي تتبناه في حل مثل هذه القضية التي أرهقت كاهل وفكر المواطن؟
إسقاط القروض برمتها كما طالب بها البعض لا أرى فيها عدالة بين المواطنين، فالبعض عليه قروض والبعض الآخر ليس عليه قروض فأين تكون العدالة؟ لكني أقف مع العلاجات المطروحة مؤخرا، كصندوق المعسرين، خاصة وأن هناك مطالبة بزيادة ميزانية الصندوق من 300 مليون دينار إلى 500 مليون، وإعادة تعريف المعسر بحيث يكون من تجاوزت الأقساط عليه 30% من راتبه، في حين أني أظن أن مقترح «القرض العادل» أيضا ليست فيه العدالة المطلوبة.
وهناك فكرة مشروع مطروحة أفضل مما سبق، وهي أن تقوم البنوك بالتنازل عن فوائد قروض المواطنين في مقابل تنازل الدولة عن فوائد قروضها المستحقة على البنوك، فهذا مقترح ممتاز خاصة إذا نظرنا إلى أن المشكلة في الأصل ناتجة عن تراكم الفوائد الربوية، فمشكلتنا الكبيرة التي لا يدركها البعض هي في الربا، فالربا هو من كان وراء الأزمة الاقتصادية التي حلت بالعالم.
التأمين الشامل
ما رأيك في الوضع الصحي بالكويت؟ وما الحلول والعلاجات في رأيك للنهضة بالصحة؟
الوضع سيئ جدا لدرجة أني أطلب من الله تعالى ألا أستمرض حتى لا أضطر للذهاب الى مستشفيات الدولة، فالطوابير بالمئات، والزحام شديد في العيادات الخارجية، قد تضطر أحيانا الى استخدام الواسطة، بل حتى الوافد بدأ يستخدم ويطلب الواسطة، وأيضا البيروقراطية والإهمال سبب انتكاسة الصحة وأدائها، لدينا خطط موجودة وجاهزة لحل أغلب قضايانا لكن ينقصها التطبيق، لدينا فائض وميزانية لم تستغل وعلاج هذه المشكلة بالتوجه نحو الخصخصة في القطاع الصحي وفي كل شيء، على ان يكون العلاج مفتوحا في كل المستشفيات والعيادات، والمواطن يكون له تأمين صحي شامل ليختار ما يريد، وعلى الحكومة والهيئات الطبية دور الرقابة في ذلك، وهذا النظام معمول به في العالم كله كأوروبا، بل عدم حملك للتأمين الصحي هناك يعتبر أمرا مستغربا.
الحقوق المدنية للبدون
ما الحلول المطروحة في برنامجك الانتخابي حول قضية البدون؟
ليس هناك شك في أن التجمع الإسلامي السلفي يهتم بهذه القضية ويوليها بالغ الاهتمام وينظر إليها من جانب إنساني وشرعي قبل كل شيء، وبحمد الله تعالى فالتجمع قريب جدا من البدون ومتعايش معهم ويحس بمعاناتهم، وليس لدى التجمع أي موقف سلبي تجاه القضية كما يصور البعض، فالدعاية المشوهة التي خرجت على التجمع لم تكن منصفة حول هذا الجانب.
بل إن التجمع السلفي طرح أطروحات كبيرة وتقدم بقوانين مدروسة في الدورة الماضية كفيلة بمعالجة أحوال البدون المعيشية، على الأقل من جانب الحقوق المدنية ومنحهم الحقوق الإنسانية، فدولة الكويت وصل بها الكرم إلى ضخ الملايين في الخارج والبدون أولى بهذا كله.
الحل في منظوري سهل جدا وهو بالسماح لهم بالوظيفة واستخراج رخص القيادة والإثباتات وعقود الزواج ومنحهم حق التداوي وأن يعاملوا كما يعامل على الأقل الوافدون من الجنسيات العربية، وأما قضية منح الجنسية فتأتي في المرتبة الثانية في حل هذه القضية، على أن يمنح كل من يستحق الجنسية وتنطبق عليه الشروط الجنسية دون تعنت أو تأخير.
نعمة حرية الإعلام
ما رأيك في مصطلح الإعلام الفاسد؟ وهل لدينا مثل هذا الإعلام في الكويت؟
في ضوء انفتاح الإعلام وتوافر الوسائل الحديثة لاشك سيكون هناك إعلام فاسد وإعلام صالح، فالإعلام صار مفتوحا على مصراعيه، لذا تجدر الإشارة إلى التنبيه أننا في الكويت نتمتع بنعمة الحرية التي منحت لنا ويغبطنا عليها الكثيرون في العالم العربي والإسلامي، وقد زارني بعض الزملاء البرلمانيين في دول الجوار فكانوا يحسدوننا على الحريات الممنوحة التي يندر أن تجدها في بلاد أخرى، فلنحمد الله على هذه الحرية والديموقراطية ولنوفيها الشكر.
فلقد منحنا الحرية والديموقراطية بالتشاور ودون الحاجة للاقتتال بينما امبراطوريات سقطت وأريقت دماء من أجل نيل الحرية، لقد منحناها بالتراضي وبتوفيق الله فيجب أن نرعاها ونحافظ عليها، لكن الحرية تنتهي بالتعدي على الآخرين وقد تصبح نقمة إذا أسيء استخدامها، لذا يجب أن تحكم، كما لا يمكن إنكار أن بعض الصحف ساهمت في إحياء النعرات الطائفية والفئوية.
ما توقعاتك بالنسبة للتغيير في مجلس الأمة القادم؟
أتوقع أن تكون نسبة التغيير في الدائرة الـ 3 بين 20 و30% ولا تزيد على ذلك، لأن الوقت كان قصيرا لظهور الأسماء الجديدة، وإن كنت متفائلا أن أكون أنا من الأسماء الجديدة، أما بالنسبة للدوائر الثلاث الأول فأظن أن نسبة التغيير لن تتجاوز 30%، وأما في الدائرتين الرابعة والخامسة فبوادر التغيير واضحة جدا حيث قد تصل إلى أكثر من 50%، ويبقى يوم الحسم اليوم.
ما توقعك لعمر المجلس القادم؟ وهل سيكمل الأربع سنوات أم يكون مصيره مصير المجالس الثلاثة السابقة؟
كثير من الناس متشائمون وعندهم احباط، لكن لا أحبذ هذا ولا أتمناه، فلا يجب ان نتنازل عن قضية ديموقراطيتنا وحريتنا لاننا من خلالها نحافظ على التنمية والتطوير، وأنا متفائل برأيي خاصة إذا قام النواب بوضع الخطوط العريضة لأسلوب التعامل والتفاهم، فمشكلتنا حاليا هي انعدام الحوار وتقبل الرأي الآخر، وعدم تحلي البعض بأدب الاختلاف.
ما توقعاتك في عدد مرشحي التجمع السلفي الذين سيصلون إلى قبة البرلمان؟
أتوقع ان نحافظ على نفس الرقم الماضي 4 أو أكثر بتوفيق الله ثم بمؤازرة الناخبين.
بلغ عدد الإسلاميين في المجلس الماضي نحو 22 نائبا، فما أعدادهم المتوقعة بحسب نظرتك للشارع اليوم؟
الأرقام السابقة التي وصل إليها عدد التيار الإسلامي وأنا أحب أن أسميه التيار المحافظ لأننا كلنا مسلمون، تعكس حال الواقع الكويتي، فشعب الكويت شعب محافظ، فلذا أتوقع المحافظة على نفس الاعداد مع نسبة تغيير في الألوان والاشكال فقط.
اعتذار ووصية
هل من كلمة أخيرة تحب أن تقدمها لناخبيك في الدائرة الثالثة في ختام هذا اللقاء؟
في البداية أحب أن اعتذر لجميع الناخبين في الدائرة الثالثة ممن لم استطع ان أقابلهم شخصيا أو أتواصل معهم أو أقوم بزيارتهم في دواوينهم ومجالسهم، فالوقت قصير جدا وحل المجلس السريع ساعد أيضا في قصره، لكني أعدهم بتلبية زيارتهم والجلوس معهم في أقرب وقت ممكن.