الحملة الظالمة التي يشنها البعض ـ ولا يزالون ـ ضد المرشحة د.أسيل العوضي، لن تحقق لأصحابها الا قبض الريح، ولن تصل بهم الى الاهداف التي ارادوها.
فهؤلاء الذين حاكوا خيوط هذه الحملة في ليلة معتمة، وشرعوا يشعلون لهيبها المريب في زوايا الشارع الكويتي، يظنون ان المواطن الكويتي لا يمتلك الوعي العميق والعقل الحصيف اللذين يمنحانه القدرة على فرز الحقائق الناصعة، بعيدا عن هذا السيل الجارف من الاكاذيب التي شاء مخترعوها ـ عندما شعروا بعجزهم وافلاسهم في ساحة المنافسة ـ ان يدنسوا بها اثواب الشرفاء، ويلطخوا سمعة بناتنا الفاضلات، ويشوهوا وجوه رموزنا الاصلاحية الوطنية التي لا تنفك تمد اياديها لانقاذ هذا البلد وشعبه الطيب، قبل ان يوغل المفسدون في فسادهم، فيعطلوا التنمية، ويوقفوا عجلة التقدم، ويغلقوا نوافذ الحريات، ويحولوا بين المواطن الكويتي والاعتماد على العقل.
يريدون لهذا المواطن ان يسير في الحياة بعقلهم هم، وان يرفع شعاراتهم هم، التي نعلم جميعا انها ستلقي بنا في المجهول، او ستعود بنا الى حقب ظلامية راكدة مجدبة، توصد فيها الابواب وتكمم الافواه وتغسل العقول.
فهؤلاء الافاكون المخترعون للاباطيل، لا يريدون رأس أسيل العوضي وحدها، بل يطمعون في تخويف كل من يفكر لمصلحة الوطن والعقل والحرية، حتى يصير الكويتيون كائنات صالحة للخضوع لهؤلاء الظلاميين الذين يقودون كتيبة التخويف في البلاد وتنعق شعاراتهم باحتكار الحقيقة، وبنرجسية الرؤية الاحادية المشوهة التي يحملونها للانسان والوجود والعالم، وتنادي افكارهم ـ علنا أو ضمنا ـ بمخاصمة العلم والمعرفة والتقدم، واغلاق باب الحياة دون نصف المجتمع، الذي تشكله المرأة: الام والاخت والزوجة والابنة.
فإذا كانت الكويت تشهد حاليا معركة انتخابية بين عشرات من المتنافسين، فإن الكل يجمعون على ان المفاضلة بينهم تكون من خلال ما يحمله كل منهم من رؤية تخدم الوطن وتضيء الطريق نحو المستقبل، والكل يجمعون على ان اللعبة الديموقراطية لها اصولها وقواعدها، فلماذا يلجأ البعض ـ ان احسوا بقرب الهزيمة ـ الى اختراق القواعد والاصول، وانتهاك الآداب التي تعارفنا عليها جميعا، ويمضون في تشويه سمعة الشرفاء والعبث بمستقبلهم؟
لقد دعونا الله كثيرا ان تكون هذه الفترة الانتخابية عرسا ديموقراطيا حقيقيا، وعيدا وطنيا آخر يملأ نفوسنا بالفرح، فإذا بقلة من بيننا يخوضون المعركة الانتخابية مستخدمين سلاح الاحتيال والتلفيق واجتزاء الكلام وتحريفه، سعيا الى اثارة الغبار في وجه د.اسيل العوضي، الاستاذة الجامعية التي تحمل علما وفكرا، ورؤية وطنية طموحا، ترمي الى استعادة الوطن الكويتي ممن يريدون ان يختطفه، لمصلحة فكر معين، أو جماعة بعينها. فهل ذنب اسيل انها سعت الى المساهمة في تنمية هذا البلد وفي صنع قراره، ولم تجد في كونها امرأة ما يمنعها من الاضطلاع بهذه المهمة، في وقت يسعى فيه بعض «رجالنا» الى نفي المرأة من المجتمع ومحاصرتها في خانة «لوازم البيت»؟ وهل ذنب اسيل انها تؤمن بأن المفاضلة بين الكويتيين يجب ألا تكون بين رجل وامرأة، بل بين عقل وعقل، وبين اصلاح واصلاح، وانه لا فضل لمواطن على آخر الا بخدمة الوطن والعمل لرفعته.
ومع ذلك، نحن في نهاية المطاف لا نستغرب هذه الحملة الضارية الظالمة التي تشنها هذه القلة الكاذبة ضد د.أسيل العوضي، فالجميع يعرفون ان ذنب هذه الفاضلة وجريمتها و«مصدر فخرها» في وقت معا، انها سعت الى اسقاط الستار عن حالة فكرية مسكوت عنها في المجتمع الكويتي، تدبر للهيمنة على الشارع والناس والجامعة والبرلمان، ويبدو ان العوضي «أخطأت» حين وجدت نفسها في طريق التصادم مع «كتيبة الكذب»، هذه الكتيبة التي أيقنت انها لن تكسب المعركة امام الحق القادم، فلجأت الى الدسيسة والتدليس واختراع الاكاذيب، واللجوء الى التنصت على قاعات الدرس الجامعية، ولا عجب في ذلك، فكثير من الفاشلين لا يملكون الا ان يثيروا الغبار في وجوه الفائزين.
وكلنا ثقة بان اسيل العوضي ستنجح، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.