- اليوحة: التسامح الديني متجذر في ثقافتنا ودستور الكويت يدعو للانفتاح على الآخر
محمد هلال الخالدي
في تظاهرة فنية جميلة احتضنت فيها الكويت أحد مظاهر التعاون والتسامح الديني بين جمهورية تركيا وجمهورية پولندا الصديقتين، حيث أقامت سفارتا البلدين في الكويت وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرضا للصور الفوتوغرافية حول «المساجد والكنائس» في تركيا وپولندا مساء أمس الأول بمناسبة ذكرى مرور 600 عام على العلاقات الديبلوماسية والتعاون المشترك بين البلدين، وقد نال المعرض إعجاب الحضور من أعضاء البعثات الديبلوماسية والجمهور بما تضمنه من أعمال فنية ساحرة، والأهم بما يحمله المعرض من رسالة تسامح ديني وانفتاح ثقافي رائع يعبر بوضوح عن دور الكويت ومنهجها الداعم للمحبة والسلام.
وفي كلمته قال السفير التركي مراد تامير إن هذا المعرض هو محاولة لإظهار عمق العلاقات المتينة التي تربط تركيا وپولندا خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة، والتي اتسمت دائما بالتسامح والتعاون بين الشعبين حتى في أثناء الخلافات العابرة.
وأوضح تامير أنه تناقش مطولا مع سفير پولندا حول الطريقة الأمثل لإبراز تلك العلاقة المتميزة، فوجدوا أنه لا يوجد أفضل من إبراز قيم التسامح الديني والتعايش السلمي بين الشعوب خاصة في هذا التوقيت وفي هذه المنطقة من خلال إقامة هذا المعرض الفوتوغرافي الذي يوثق تلك القيم من خلال دور العبادة وخاصة المساجد والكنائس في هذين البلدين والتي يمتد كثير منها إلى مئات السنين، مضيفا أن هذه الأمسية الجميلة ومع هذا الحضور المتميز من الأصدقاء والزملاء فرصة جيدة للتعبير عن شكرنا وتقديرنا لدور الكويت المتميز في هذا الإطار.
من جانبه، ألقى السفير الپولندي جريجور أولزاك كلمة قال فيها أشعر بالسعادة الغامرة عندما أخبره السفير التركي مراد تامر بفكرة إقامة المعرض الفوتوغرافي للمساجد التركية والكنائس الپولندية للاحتفال بمناسبة مرور 600 عام من العلاقات بين البلدين، بين أن إحدى القصائد الپولندية تقول «الناس مختلفون، ويجب أن يكونوا مختلفين، لكن من المهم أن يكون هذا الاختلاف جميلا».
وتابع: اننا نختلف عن الأتراك، وكل شعوب العالم لديها اختلافاتها، وهذا المعرض يعكس بوضوح جانبا من هذا الاختلاف، لكن المهم انه اختلاف جميل، اختلاف يكشف عن التسامح والاحترام المتبادل والتنوع الثقافي الذي يغني تجاربنا الإنسانية.
من جهته عبر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة عن سعادته باستضافة الكويت ممثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هذا المعرض الفني الجميل.
وقال اليوحة في تصريح لـ «الأنباء» إن فكرة المعرض جاءت من قبل سفيري تركيا وپولندا، ولم نتردد أبدا في المشاركة فيها نظرا لكونها فكرة إنسانية رائعة هي من صميم ثقافتنا الكويتية ويحث عليها دستورنا الذي ينص صراحة على احترام الديانات وهو ما يترجمه فعلا وجود الكنائس في الكويت بتعدد طوائفها، وأكد أن هذا التسامح الديني مفيد جدا للحياة الاجتماعية لأي مجتمع.
وأثنى اليوحة على هذه الفكرة وهذا المعرض قائلا إن السفير الپولندي والسفير التركي قد وفقوا فعلا باختيار هذا المعرض لإبراز التسامح الديني والانفتاح الثقافي كأفضل تعبير عن عمق العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن كثيرا من المساجد والكنائس المعروض صورها في المعرض هي مبان تاريخية داخلة ضمن لائحة التراث الإنساني الخاصة باليونسكو، مضيفا أن هذا يمثل لنا أهمية أكبر.
وأعلن عن توجه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للعمل على إدراج أبراج الكويت في هذه القائمة بعد النجاح الذي تحقق في جزيرة فيلكا في هذا الجانب، مؤكدا أن الصيف المقبل سيشهد البدء في عملية الترشيح وسنبذل كل جهد ممكن لإنجاح هذه الجهود ورفع اسم الكويت عاليا، داعيا الجمهور لزيارة معرض «المساجد والكنائس» المقام حاليا في قاعة أحمد العدواني بتنظيم سفارتي تركيا وپولندا للتعرف على هذا الجانب المشرق من حياة الشعوب، مشيرا إلى أن المعرض مفتوح للجمهور لمدة أسبوع كامل.
من جهته، عبر السفير الأميركي في الكويت دوغلاس سيليمان عن سعادته بحضور هذا المعرض، وقال في تصريح لـ «الأنباء» إنه يمثل إشراقة جميلة تبرز العلاقة المتميزة بين تركيا وپولندا، وتؤكد كذلك على انفتاح الكويت التي يقام فيها هذا المعرض بمناسبة الاحتفال بمرور 600 عام من العلاقات بين تركيا وپولندا.
وأبدى الفنان التشكيلي الكويتي محمد الشيباني إعجابه بفكرة المعرض واحتضان الكويت لمثل هذه المناسبات والأنشطة الثقافية التي تعبر عن أصالة وروح المجتمع الكويتي المتسامح والمحب للسلام.