- شهاب الدين: «التقدم العلمي» تسعى إلى توفير بيئة صحية للإنتاج وتنمية الأفكار الوطنية المبدعة من خلال تحويلها إلى مشروعات تكنولوجية مفيدة
- البناي: استطعنا أن نقطف ثمار ما زرعناه بدخولنا الأسواق العالمية بجدارة
- الاستثمار في الموارد البشرية من أنجح الاستثمارات لصالح الدولة والمجتمع
- الشمري: اختراع "ماسك الإبرة الجراحي" وجد استحسانا كبيرا في الأوساط الطبية العالمية
- دعم وتشجيع مركز صباح الأحمد كان حافزا لتحويل اختراعي إلى واقع ملموس يشيد به العالم
- الخالدي: "إيروبوت" يمكّن أي شخص من البرمجة دون الحاجة لتعلم الوحدات المعقدة
- الصالح: البرنامج وجد صدى عالميا كبيرا وتلقينا عروضا من جهات عالمية لتقديمه
رندى مرعي
أكد فراس العودة ممثل مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.عدنان شهاب الدين، أن المؤسسة تسعى إلى توفير بيئة صحية للإنتاج، وتنمية الأفكار الوطنية المبدعة من خلال تحويلها إلى مشروعات تكنولوجية مفيدة، لا تعود بالنفع على مجتمعنا فقط بل وعلى البشرية قاطبه.
كلام العودة جاء خلال كلمة ألقاها بالإنابة عن مدير عام مؤسسة التقدم العلمي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي بحضور مدير عام مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع د.عمر البناي، لاستعراض إنجاز المخترع الكويتي د.حسن الشمري في اختراعه ماسك الإبرة الجراحي والذي يوشك أن يتم تسويقه عالميا، كما تناول المؤتمر الصحافي استعراضا لمشاركة المهندسين م.ناصر الخالدي وم.أحمد الصالح، في معرض «ميكرفير» العالمي الذي استضافته ولاية نيويورك الأميركية.
وأعرب العودة في كلمته عن فخره بإنجازات مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، معتبرا أنه يعد قاطرة الكويت نحو عالم الإنتاج التكنولوجي الحديث، لتصبح الكويت على خارطة الدول المؤثرة في مستقبل التكنولوجيا على مستوى العالم.
وأضاف أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تواصل جهودها لتشجيع الموهوبين من الشباب وتحفيزهم على اقتحام مجال ابتكار واختراع المنتجات التكنولوجية، بما لديهم من أفكار فريدة من نوعها، لافتا إلى أن جهود المؤسسة تؤتي ثمارها عاما بعد عام، وهو ما يقوي من عزيمتنا ويحفزنا لبذل المزيد من الجهود، كي نرفع اسم الكويت دائما في المحافل الدولية، ونعزز من مكانتها العلمية.
من جهته، قال مدير عام مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع د.عمر البناي إننا نلتقي اليوم لنتناول حصاد جديد يستحق الفخر، فهو حصاد يوضع في رصيد الكويت، ويعلي من شأنها في مجال الاختراعات العلمية على مستوى العالم، مهنئا الكويت أميرا وحكومة وشعبا ببدء إنتاج ابتكار د.حسن الشمري في الولايات المتحدة الأميركية ومشاركة الكويت كأول منتج خليجي في معرض ميكرفير بالولايات المتحدة.
وأضاف د.البناي لقد استطعنا أن نقطف ثمار ما زرعناه بدخولنا الأسواق العالمية بجدارة، وها نحن نرى أحد ابتكاراتنا يتم تصنيعه وتسويقه في الولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن دعوة الكويت للمشاركة في أكبر المعارض العالمية في مجالات التكنولوجية، ومبادرة الكثير من الشركات العالمية للتفاوض من أجل تصنيع مبتكرات مخترعينا، وهو ما يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح نحو تأصيل ثقافة الاختراع في نفوس شبابنا ورسم مستقبل جديد للكويت في المجالات العلمية والتكنولوجية.
واردف البناي أن سياسة المركز أثبتت نجاحها في تسويق الاختراعات الكويتية عالميا والتي من خلالها تبوأت الكويت مركزا مرموقا في هذه المجالات، فضلا عن المكاسب الاقتصادية الكبيرة التي ستعود من انتشار هذه الابتكارات بعد تحولها إلى منتجات حقيقية، وهو ما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، زيادة الموارد الإنتاجية للدولة، لافتا إلى أهمية دعم المخترعين لتصنيع وتسويق اختراعاتهم من خلال إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة لتصنيع الاختراعات محليا، والاستثمار فيها عالميا، بالإضافة إلى المساهمة بفاعلية في دعم ورعاية المخترعين والتغلب على العوائق التي تواجههم.
وأشار إلى أن الاستثمار في الموارد البشرية يعد من أنجح الاستثمارات إذا أحسنا وضع الخطط الكفيلة بتشجيع الموهوبين من خلال دورات تدريبية ومشاركات متنوعة في المعارض العالمية، ومساعدتهم على تصنيع ابتكاراتهم، مؤكدا على أهمية اقتناص الفرص المستقبلية الواعدة والمفاوضة بها لنواصل مسيرتنا في التنافس العالمي، ونمد المجتمع الدولي بالمزيد من إبداعات وابتكارات مخترعينا المميزين.
اختراع طبي كويتي فريد
بدوره، تحدث د.حسن الشمري حديثه عن اختراعه الطبي الذي بدأ إنتاجه وجار العمل على تسويقه في السوق الأميركية، مبينا أن شركة إفينتيس الأميركية بدأت الإعداد لخطة مبيعات الجيل الأول من اختراعه، وهو عبارة عن «ماسك الإبرة الجراحي» المعدل بنظرية الخياطة العمودية.
وأوضح أن هذا الاختراع وجد استحسانا كبيرا في الأوساط الطبية سواء بين الأطباء أو شركات الأدوات، إذ تلقى عددا من العقود الآجلة لتصنيع وشراء هذه الآلة بأحجام مختلفة في كل من أميركا وكندا وهولندا.
وعن توصيف الاختراع قال د. الشمري إنه عبارة عن إبرة خياطة جراحية تعتمد على نظرية الخياطة العمودية مع وضعية الراحة لليد، والتي تستخدم في خياطة الأنسجة بطريقة مستقيمة بدلا من الطريقة التقليدية نصف الدائرية، مبينا أن الطريقة التقليدية في حامل الإبرة (بسائق الإبرة) الجراحي اليدوي أو التي تستخدم في أجهزة المناظير المستخدمة بالعمليات تواجه صعوبة في الحركة خلال الظروف الجراحية الصعبة، مثل الوصول إلى الأنسجة البعيدة أو التحرك في المساحات الضيقة بسبب الحركة الشبه بيضاوية ووضعية اليد غير المريحة.
وأضاف أنه تم تطبيق نظريته على الجيل الأول من الآلات اليدوية الجراحية بتغيير التكوين الميكانيكي لحامل الإبرة الجراحي بطريقة تسمح للإبرة بالتحرك والمناورة في أي مستوى مواز للمحور الطولي للآلة الجراحية، أي ان الحركة تكون مستقيمة وعمودية بينما تظل يد الجراح في وضعية الراحة، ويتوافر ليده المزيد من الثبات والدقة في دخول النقاط المحددة لخياطة الأنسجة، وبالتالي تقل نسبة الخطأ مقارنة بالأدوات التقليدية بسبب انعدام زاوية الميل أو الانحراف لحركة الإبرة.
وعن مميزات هذا الاختراع، قال د.الشمري إنه يعطي سهولة وسرعة أكثر لخياطة الأنسجة في الوضعيات الصعبة أو المساحات الضيقة، كما أنه يوفر دقة أكثر للخياطة بسبب انعدام مسافة الميل أو الانحراف لحركة الإبرة، وفي الوقت ذاته يد الجراح تكون في وضع مريح وثابت، بسبب عدم وجود حركة بيضاوية لليد، كما أن هذا الاختراع يعد أفضل من تقنية الروبوت لأنه لا يحتاج إلى تدريب، فضلا عن أنه غير معقد وغير مكلف وسهل التصنيع ويمكن استخدامه على نطاق واسع في جميع غرف العمليات وجميع التخصصات الجراحية.
«إيروبوت».. يجذب العالم للكويت
من جهة أخرى، تحدث المهندسان ناصر الخالدي وأحمد الصالح عن مشاركتهما وتجربتهما في معرض الصناع الخامس (ميكرفير) الذي أقيم في نيويورك خلال الفترة من 20 إلى 21سبتمبر 2014، معربين عن فخرهم لدعوة الكويت إلى هذا المحفل الدولي.
وقال م.ناصر الخالدي إن تمثيل الكويت في هذا المعرض العالمي يعتبر إنجازا كبيرا يسجل اسمها عاليا في المحافل الدولية كونها دولة سباقة في هذا الشأن لافتا الى أن المشاركة في المعرض جاءت من خلال مشروع تكنولوجي جديد يسمى «إيروبوت» وهو يستخدم لبرمجة وحدات التحكم بسهولة ما يمكن أي شخص عادي من البرمجة دون الحاجة إلى تعلم وحدات البرمجة المعقدة.
وذكر أنه تم تقديم هذا البرنامج في اليابان واسبانيا وكندا والسعودية وقطر والإمارات والبحرين، ما دفع أميركا لدعوتنا إلى معرض «ميكرفير» للاطلاع على هذه التقنية الحديثة التي ابتكرها مركز صباح الأحمد للموهبة الإبداع من خلال مهندسين وفنيين.
من جانبه قال م. أحمد الصالح إن مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع يعمل على نشر ثقافة الابتكار والإبداع في المجتمع، مبينا أنه يتم نشر هذه الثقافة من خلال فلسفة « stem»، وبعد البحث تأكد أن أحسن طريق لتطبيق هذه الفلسفة يكون من خلال أنظمة الروبوت لأنها تحظى بحب الناس وخصوصا اليافعين.
وقال الصالح إننا خلال البحث عن أفضل نظام للروبوت انتهى بنا المطاف إلى تصميم نظام خاص بمركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، يشتمل على كل المواصفات التي تخدم أهدافنا التعليمية، وهو ما دفع بمهندسي وفنيي المركز للعمل على ابتكار برنامج متطور حظي بإشادة كل العالم.
وأوضح الصالح أن نظام «الأوردوينو» كان الأشهر في العالم، إلا أنه كان يعاني من مشكلات كثيرة، خصوصا في أسلوب البرمجة التقليدي المشابه لنظام الـ «دوس»، لذا قام مهندسونا ببرمجة «سوفت وير» خاص ليكون نافذة لوحدات التحكم، بحيث يستطيع أي شخص عادي برمجة هذه الوحدات بسهولة.
وأضاف أنه بعد هذا الإنجاز تم تطوير لوح إلكتروني (إيروبوت) خاص بمركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، ليكون بمنزلة نسخة مطورة من نظام «الأوردينو»، ونظرا لتميزه تمت دعوتنا للمشاركة في معرض ميكرفير الذي أتاح لنا وضع بصمة للكويت في هذا المحفل الدولي الكبير ورفع علم الكويت فيه، وكان جميع زوار المعرض يتوافدون للاطلاع على التقنية الحديثة التي ابتكرها مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع.
وأشار إلى أن البرنامج الجديد وجد صدى عالميا كبيرا، وقد تلقينا عدة عروض من جهات عالمية لعقد ورش عمل في دول مختلفة بهدف التعريف بالبرنامج وتطبيقه لديهم.
واختتم الصالح حديثه بتوجيه الشكر إلى وزارتي التربية والأوقاف لتعاونهما في اختبار وتطبيق البرنامج الجديد عبر طلبة مدارس التربية وفصول السراج المنير، كما أثنى على جهود كل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز من مسؤولي ومهندسي مركز صباح الأحمد.