زينب أبو سيدو
أقام ملتقى نجلاء النقي ندوة بعنوان «المرأة والرجل والبرلمان» شارك فيها فرحان الفرحان ود.عايد المناع ومرشحة الدائرة الـ 2 منال الأحمد ومرشـح الـدائرة الـ 3 عبدالله راشد الهاجري، وغنيمة الفهد.
في البداية تحدثت محامية الدولة في الفتوى والتشريع نجلاء النقي قائلة تعمدت اختيار اسم الرجل والمرأة والبرلمان لهذه الندوة لأنه آن الأوان لتمكين المرأة الكويتية، لأن المرأة تستطيع ان تقوم بما يقوم به الرجل وستلتزم، وايضا فإن المادة 26 من الدستور الكويتي تنص على ان الناس سواسية في الكرامة الانسانية وهم متساوون لـدى القانون والواجبـات الانسانيـة، لا تمييز بينهم بسبب الاصل أو اللون او اللغة، وأكدت انه يجب اتاحة الفرصة للمرأة لممارسة دورها السياسي لانها لا تقل حبا وولاء لوطنها العزيز الكويت.
وافادت بأن الشعب كفر بالديموقراطية من سوء ممارستها فأبسط مثال هو كثرة الاستجوابات في الفترة الاخيرة من المجلس السابق بداع او دون داع.
وتمنت ان يضع النواب الناجحون مصلحة الكويت نصب أعينهم وان يقدموا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وانه يجب أن يتحد الجميع قلبا وقالبا من أجل مصلحة الكويت.
وتسلمت دفة الحوار الكاتبة الإعلامية غنيمة الفهد التي تحدثت عن ثلاثة محاور تخص المرأة أولها حق المرأة في ترشيح نفسها والانتخاب موضحة: في السنة الأولى وفي عز الصيف تم حل المجلس وسمح للمرأة بدخوله، كيف لها أن تدخل وهي مبتدئة وجديدة على السياسة، كما فاجأوها بالدخول في الذي يليه وبالصيف ايضا ورأيتم ما حدث من انهيارات البورصة وهذا اجحاف بحق المرأة.
وعن المحور الثاني، ذكرت الفهد انه متعلق بالمرأة والكفاءة ودعم الدولة، مستنكرة عدم دعم الدولة للمرأة وعدم بحثها عن الكفاءات من النساء، قائلة: من تصل الى قبة البرلمان هي المرأة المدعومة من الطائفة او القبيلة، ولماذا تتخلى الدولة عن كفاءاتها؟ وهل فكرت الدولة في نجلاء النقي وغنيمة الفهد وبدرية العوضي المحامية والكاتبة التي لديها عطاء متدفق؟
اما المحور الثالث الذي تحدثت عنه فهو القبيلة والدولة، ذاكرة ان القبيلة موجودة منذ القدم، فقد كان هناك الاوس والخزرج وقضاعة، مشيرة الى ان الانتماء للقبيلة هو انتماء نفخر به فقط، لكن لا ندعمه، لأنه بوجود الدولة تنتفي القبيلة، واتمنى من مجلس الامة ان يتحول الى مجلس شورى لنتخلص من المشكلات التي نعاني منها واتمنى ان ننصهر في عائلة واحدة بعيدا عن الطائفيات.
بعدها تحدث الباحث فرحان الفرحان عن امكانية دخول المرأة البرلمان قائلا: منذ القدم وهي عمود الخيمة والرجل يخرج للبحث عن لقمة العيش، قبل عام اتيحت الفرصة لبناتنا ان يتقدمن للبرلمان ولم يحالفهن الحظ، ففي بريطانيا اكثر من اربعة قرون والمرأة تحاول دخول البرلمان في بلد الديموقراطية، عددهن لا يتجاوز اصابع اليدين، وكذلك في البرلمانين الايطالي والفرنسي، وانا متفائل بالنسبة لبناتنا في هذه الدورة الانتخابية.
ثم تحدثت المرشحة منال الاحمد قائلة: نحن بحاجة للتغيير لنقضي على وجوه الفساد الذين اسميهم غربان الفساد وغربان الصوت العالي فهم سبب التأزيم والاستجوابات الكيدية.واضافت الاحمد: النقطة الاساسية في برنامجي الانتخابي هو اعتذاري لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد واطالبهم بالاعتذار ايضا لوطننا الكبير لاننا أسأنا الاختيار وسمحنا لأوجه الفساد بأن تفكك اللحمة بما حدث من تجاوزات وتطاولات على رموز الدولة فنحن لا نسمح ولا يسمح اي حر كويتي بذلك نحن بحاجة الى تعزيز مفهوم الولاء وبحاجة للعمل على هذه النقاط ومعالجة ذلك من خلال اربعة امور اولها المرأة والحصول على حقها والثاني هو الولاء من خلال المعلم فالمراحل الاولى من التعليم المفروض ان يكون المعلم من ابناء البلد فالعجينة الاولى وهم الاطفال يجب ان يتلقوا المعلومة من معلم كويتي واختيار الاكفأ منهم، والثالث هو البدون ولماذا لا يعطون حقهم الانساني؟ فنحن قد شعرنا بولائهم ايام الاحتلال فلماذا لا نكسب ولاءهم داخل دولتنا؟ واخيرا مزدوجو الجنسية هؤلاء لديهم سكن هنا وسكن هناك، راتب هنا وراتب هناك فليس لهم ولاء للكويت انما ولاؤهم للمصالح التي يكتسبونها، فاذا احطنا بهذه النقاط فسنعرف من معنا ومن علينا.
انتقل الحديث بعد ذلك الى المرشح عبدالله الهاجري الذي اكد على احقية المرأة في ممارسة حقها السياسي الذي منحه لها الدستور الكويتي بأمر من القيادة السياسية في الكويت، مشيرا الى انه يجب ان يكون هناك تعقل في استخدام ادوات الديموقراطية، وقال: لقد وصلت المرأة الى اعلى درجات العلم والثقافة، ولدينا سقف حرية عال جدا، واتمنى ان تكون هناك مصالحة بين الحكم والشعب عن طريق اختيار نواب يمثلون الاغلبية الصامتة.
ثم انتقل الحديث إلى د.عايد المناع قائلا: نسمع اصواتا عالية وتشددا هنا وتشددا هناك، فهذا الضجيج من سمات الديموقراطية وكذلك الاختلاف الفكري والتنوع السياسي، ويجب الا نلوم اعضاء البرلمان، بل نحن الملومون لاننا نحن الذين جلبناهم وهذه مخرجاتنا.
واضاف: المرأة ضحية ثقافة فرضت عليها ان تكون تابعة وهي حتى اليوم تعيش في جلباب الرجل وهذا ليس خطأ، انما الخطأ ان تكون معدومة الشخصية وان تكون تابعة للرجل، فعلى المرأة ان تختار من يمثلها لا من يمثل عليها.
فإذا اردنا ان يحدث تغيير فيجب ان تكون مشاركتنا كبيرة ويكون رأينا حرا وبعيدا عن اي تبعية، ومن يعتبر ان صوت المرأة حرام فليس عنده ديموقراطية، فالمادة 29 من الدستور تقول ان الناس سواسية امام القانون لا تمييز بينهم ولكنهم تناسوا هذا الحق.
وأضاف المناع: البرلمان هو صورتنا وعلينا ان نجعل هذه الصورة جيدة، نريد برلمانا يمتثل لهذا الدستور وحكومة تمتثل ايضا، فهذا الدستور هو العلاقة التي تربطنا بالآخرين، ونحن دولة دستورية لنا حقوقنا، نريد من الحكومة ان تعرف ان لكل عضو من اعضاء مجلس الأمة الحق في ان يوجه رئيس الوزراء، فهذا المجلس نحن اخترناه ونريد ان يطالب بحقوقنا وينتزعها ايضا، فالوزراء اعضاء بحكم مناصبهم ونحن نريد نوابا لهم قدرة على المطالبة بحقوقنا.
وتطرق المناع الى تدني الخدمات، مشيرا الى انه منذ عام 1980 لم تبن مستشفيات جديدة ومنذ عام 1960 لم تبن جامعات جديدة منتقدا بناء جامعات في الخارج وابناء البلد مشتتون في جامعات خارجية، وطالب بحكومة جديدة مع وضع برنامج وان تكون لديها رؤية وخطة للمستقبل، قائلا: من واجبنا ان نكون حريصين على اختياراتنا ونريد برلمانا ينبع من ضمير الامة، وعلينا ان نتحمل نتائج الديموقراطية ولا نجزع منها.
وأشار الى ان البرلمان غاب من 29/8/1976 الى 1981 فحدثت كارثة المناخ، وغاب من 3/7/1986 الى 5 اكتوبر 1992 فحدثت كارثة الاحتلال: وقال نريد برلمانا يبقى عينا ساهرة على الامة، برلمانا عقلانيا نشيطا هادئا، ونريد ان نكون اوفياء لتجربتنا البرلمانية.
وتحدث المعاق عبدالرحمن الشمري عن قضية المعاقين وتجاهل النواب لها مع ان الدستور يطلب تطبيق القانون، مشيرا الى ان المجلس الاعلى لشؤون المعاقين اسم فقط، وان المعاقين عاشوا على اماني واحلام لم تطبق وكأنهم غيروا الدستور والمادة 11 منه.
واختتمت الندوة بكلمة فراج محمد الفراج احد المثقفين والاعلاميين الذي استعرض فيها تاريخ المرأة السياسي في الكويت قائلا: ان معصومة المبارك اول امرأة صعدت لمنصب وزيرة، وكانت اول مرشحة وكان شعارها لا شيعية ولا سنية، وانما مواطنة كويتية.
وعقب د.نادر القنة على موضوع التعليم الذي طرحته المرشحة منال الاحمد قائلا: ان التعليم لا يبحث الا عن الكفاءات فقط، فنحن تعلمنا على يد عرب وليس كويتيين ومع ذلك منهم كفاءات وامريكا احتضنت د.احمد زويل المصري لخبرته وبالتالي دول العالم تفتح ابوابها امام العلم والعلماء فلماذا نقفلها نحن؟!