- العلي: يوم عرفة يوم مبارك وتزداد بركته كونه يصادف يوم الجمعة
- السند: لا كراهة في صوم يوم الجمعة منفرداً
- السلطان: صيام يوم عرفة يعتبر من الصيام المسنون
- السنان: إذا صادف يوم عرفة يوم الجمعة أو السبت فصيامه لا يدخل في الكراهة
اسامة ابو السعود
اجمع عدد من العلماء والدعاة على فضل صيام يوم عرفة لغير حجاج بيت الله الحرام لما ورد من الاحاديث الصحيحة حتى لو جاء هذا اليوم يوم الجمعة فيصوم غير الحاج يوم الجمعة منفردا او يسبقه بصيام يوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم الخميس.وقال الدعاة في تصريحات لـ«الأنباء» ان صيام يوم عرفة هو يوم مندوب لذاته كصيام يوم عاشوراء ولا كراهة في صومه منفردا.
يوم مشهود
في البداية اكد الاستاذ بكلية الشريعة في جامعة الكويت وامام وخطيب مسجد الدولة الكبير د. وليد العلي ان يوم عرفة هو اشرف ايام الدنيا وهو يوم مشهود اقسم به الله - جل جلاله - في قوله تعالى «وشاهد ومشهود» فالشاهد هو يوم الجمعة والمشهود هو يوم عرفة، وهذا العام اجتمع الشاهد والمشهود في يوم واحد يوم عرفة.
وتابع د. العلي قائلا: «وفي هذا العام بفضل الله تجتمع فضيلة يوم عرفة مع فضيلة يوم الجمعة في يوم واحد وتجتمع ساعة الاجابة في يوم الجمعة مع ساعة الوقوف بعرفة في يوم واحد وتجتمع ساعة نزول الملائكة في عشية يوم عرفة مع ابلاغ الملائكة النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة المصلين عليه في يوم الجمعة».واستطرد قائلا: يوم عرفة يوم مبارك وتزداد بركته كونه يصادف يوم الجمعة كما قرر بذلك الائمة الاعلام وفقهاء الاسلام ومنهم الامام ابن قيم الجوزية في كتابه «زاد الميعاد في هدي خير العباد»، ومن فضل هذا اليوم لغير الحجاج صيامه، وكما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان يكفر سنتين السنة الماضية والباقية.
واشار الى ان الصائم في هذا اليوم يستشعر احوال اخوانه الحجيج الذين يقفون في هذا المشهد العظيم كما يستشعر المضحي يوم النحر في يوم العيد حال اخوانه الحجيج الذين يهدون القرابين في منى والكل متأسّ بالنبي صلى الله عليه وسلم والنبي الكريم متأسّ بأبيه ابراهيم عليه السلام».
واضاف د. العلي قائلا «وهذه من فضائل هذه العشر المباركة وخاتمتها الحسنة وزبدتها المستحبة فهي ايام مباركة تواترت فضائلها في الامم السابقة، فقد قال الله عز وجل عن امة سيدنا موسى عليه السلام «وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر» فهذه الثلاثون هي شهر ذي القعدة الحرام والعشر التمام هي عشر ذي الحجة الحرام، كما جاء ذلك مفسرا عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، ومجاهد بن جبر ومسروق رحمهم الله تعالى».
واضاف قائلا «والسعيد من ختم هذه العشر بتوبة نصوح الى ربه تبارك وتعالى وحافظ على العهد الذي بينه وبين الله وهو الصلاة التي افترضها الله - عز وجل - علينا، فاحسن خلافته في المال الذي اتاه الله - عز وجل - فعرف فيه حق الفقراء والمساكين والارامل والايتام واستشعر بصوم يوم عرفة عظم شهر الصيام وهو شهر رمضان، وان جميع هذه الاركان العظيمة وهي اركان الاسلام قد اجتمعت في فريصة الحج التي هي اخر الفرائض وكل هذه الاركان انما هي لتحقيق الاخلاص لله - عز وجل - والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، لذلك اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى ذلك في الحج في التلبية التي هي تجسيد لمعنى «لا اله الا الله» وفي قوله صلى الله عليه وسلم لتأخذوا عني مناسككم وهي تجسيد لشهادة ان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله.
خشوع وخضوع
الداعية يوسف السند قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال «يكفر السنة الماضية والباقية» رواه مسلم، ففي يوم عرفات يتعرف المسلم الى الله ـ سبحانه وتعالى ـ ان كان حاجا بالدعاء والتفرغ لله والتذلل والخشوع والخضوع لله ـ عز وجل ـ وان كان مقيما غير حاج بالصيام والدعاء والاستغفار وكل ذلك بفضل الله ـ عز وجل ـ الذي كتب على نفسه الرحمة».وعن صيام يوم عرفة اذا صادف الجمعة، قال السند: لا كراهة في ان يصوم يوم الجمعة منفردا لان المسلم لا يقصد صيام يوم الجمعة ولكن صيام يوم عرفة، فإفراد يوم الجمعة هنا لا حرج فيه من دون شك ففيه الاجر والثواب لانه اجتمع عيدان يوم عرفات ويوم الجمعة وهذا فضل من الله ـ عز وجل ـ والله اعلم.
صيام مسنون
الداعية خالد السلطان اكد ان صيام يوم عرفة يعتبر من الصيام المسنون والذي رغب فيه الشارع الحكيم ودليله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال «احتسب على الله ان يكفر السنتين الماضية والباقية».وأوضح ان يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم معلوم ومحدد يعرف وقته بدخول شهر ذي الحجة من اول ويوم العاشر هو يوم النحر، مشيرا الى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عرفة.
وتابع قائلا: «اختلف الصحابة: هل افطر النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ام لا في حجة الوداع فأرسلت ام الفضل قدحا من لبن للنبي صلى الله عليه وسلم فشرب منه وهو واقف على ناقته، مما يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم افطر يوم عرفة وهو محرم وكان مشهودا عنه صيام يوم عرفة».واضاف السلطان قائلا: «فالحاج لا يجمع وهو محرم بين الوقوف بعرفة وصيام هذا اليوم لان الافضل للحاج ان يكون متقويا على الدعاء والاستغفار في هذا اليوم، اما لغير الحجاج فيسن لهم الصيام، وهذا فضل من الله على الناس بأن شرع لهم من موائد الخير التي فيها القرب من الله وزيادة في حسناتهم وتكفير لذنوبهم وآثامهم».
وتابع السلطان قائلا: واذا وافق يوم الجمعة صيام يوم عرفة استحب للصائم ان يصوم اليوم الثامن من ذي الحجة والذي يعتبر يوم الخميس وذلك للخروج من النهي الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من صيام يوم الجمعة منفردا.
واضاف قائلا: «ومن صام الجمعة من اجل يوم عرفة او من اجل يوم عاشوراء او الصوم قضاء او الصوم للوفاء بالنذر جاز افراد يوم الجمعة بالصيام وذلك لان الصائم ما قصد صيام يوم الجمعة لذاته كمثل من يصوم الاثنين والخميس لفضلهما وانما كان سبب صومه لذات السبب وهو صيام يوم عرفة او يوم عاشوراء وبهذا يرخص للمسلم في مثل هذه الحالة، وان يفرد صيام يوم الجمعة والله اعلم».
صيام مندوب لذاته
ومن جهته، قال الداعية حمد السنان ان صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية كما جاء في الحديث المشهور، واذا صادف يوم عرفة يوم الجمعة او السبت فصيامه لا يدخل في الكراهة لان صيامه مندوب لذاته مثل يوم عاشوراء فلا يشترط صيام يوم قبله او بعده.
وتابع قائلا: «فصيام يوم عرفة او يوم عاشوراء فضائله مندوبه لذاتهما، والحاج لا يصوم يوم عرفة لما فيه من المشقة واهمية ان يتفرغ الحاج في هذا اليوم العظيم للدعاء والاستغفار في صعيد عرفات الله، اما لغير الحاج فأجمع الجمهور على استحباب صيام يوم عرفة لما ورد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يكفر سنتين السنة الماضية والمتبقية».