بيان عاكوم
«عروس في ليلة زفافها» هكذا بدت النائب د.رولا دشتي اول من امس عندما احتشدت جموع غفيرة داخل مقرها الانتخابي وخارجه في منطقة الجابرية لتهنئتها بالانتصار الذي حققته في الانتخابات.
فما كان منهم الا ان زفوها الى بيتها الجديد قاعة عبدالله السالم محملين اياها أمانة التغيير تلك الامانة التي حملتها على عاتقها، واعدة بتحقيقها من خلال اطروحاتها القائمة على التطور والتغيير الايجابي لبناء الوطن وبناء الانسان.
مسؤولون واكاديميون ومحبون نساء وشيوخا وصغارا ملأت البهجة قلوبهم، جاءوا باندفاع كبير غير مصدقين ما حققته د.رولا وقريناتها من انتصار، فالمرأة اكتسحت، والكويت انتصرت لتكون حديث العالم أجمع.
وعلى وقع الزغاريد والاهازيج دخلت د.رولا مقرها الانتخابي والابتسامة لا تفارق وجهها، صافحت الجميع وتلقت تبريكاتهم وتهانيهم.
وفي كلمة للصحافة عن شعورها وهي محاطة بهذا الكم من مؤيديها قالت «شعور لا يوصف، هذه هي فرحة الكويت التي تكرست مرتين الاولى في 16/5 عندما حصلت المرأة على حقوقها السياسية والثانية في 16/5 عندما دخلت المرأة قبة عبدالله السالم، معتبرة ان هذا اليوم هو عيد وطني للكويت ويوم تعزيز الديموقراطية ويوم التغيير وبناء الوطن».
وعن اولوياتها في المرحلة المقبلة، قالت دشتي: لدي اولويات كثيرة سأعمل على تحقيقها من تعليم، صحة، حقوق المرأة والقضاء على البطالة، مشيرة الى ان لديها برنامج عمل ستبدأ العمل على تحقيقه.
وأضافت: أتينا بنهج جديد نادينا به خلال حملتنا الانتخابية وسنطبقه وهو نهج قائم على بناء الوطن والعمل الجاد والحوار البناء مع جميع اطياف المجتمع بمختلف افكارنا وانتماءاتنا.
وعن نظرتها للعلاقة بين المجلس والحكومة خلال المرحلة المقبلة بينت دشتي ان الشعب الكويتي اختار طريق التغيير وتحقيق الاستقرار على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مشيرة الى ان الشعب كما لبى نداء الوطن فالآن مسؤولية نواب الامة التعاون والتحاور مع الحكومة لبناء بلدهم.
وعن التشكيلة الحكومية الجديدة قالت: نتطلع الى حكومة قادرة على اتخاذ القرار تتعاون مع اعضاء المجلس لتحقيق التطلعات، كما تتبنى نهجا جديدا من الشفافية في التعامل وادارة رشيدة ورؤية واضحة.
وعما اذا كان عودة نواب التأزيم نذيرا بتكرار تدهور العلاقة بين السلطتين قالت: أتطلع الى المستقبل والذي يريد التطلع الى الماضي يريد تكريس ثقافة اللوم للحد من طموحات وطننا، وهذا ما لم نأت من اجله.
وعما اذا كانت تتوقع دخول 4 نساء الى البرلمان بينت انها صرحت بداية حملتها الانتخابية بأن أربع نساء سيدخلن المجلس.
وشكرت دشتي في ختام تصريحها كل من ساندها وكل اهل الكويت على فزعتهم، كما شكرت وسائل الاعلام التي وقفت الى جانب المرأة، الا انها دعتها الى المساهمة ايضا في المرحلة المقبلة بالتطلع لبناء نهج جديد وتعزيز ثقافة الحلول التي ستعمل على ترسيخها. نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي حرص على الحضور لتهنئة د.رولا على الفوز، وقال للصحافة عن فوز 4 نساء بمقاعد البرلمان «نجاح كبير حققته المرأة ونشكر كل من ساهم في تحقيق هذا الفوز للدكتورة رولا دشتي والمرأة عموما»، مشيرا الى ان للمرأة الناخبة دورا كبيرا ليس فقط في فوز النساء وانما ايضا في نوعية الاختيار بالنسبة للرجال. ولم يتعجب الحجي من دخول 4 نساء مشيرا الى انه توقع ذلك قبل اعلان النتائج.
وعما اذا كان دخول المرأة قاعة البرلمان سيهدئ لغة الحوار اكد انه بوجود المرأة والرجل العاقلين سيتحقق الحوار.
كما وصل الى المقر وزير المالية مصطفى الشمالي وزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر الى جانب وزيرة الدولة لشؤون الاسكان والتنمية د.موضي الحمود الذي بادروا بتهنئة د.رولا على الفوز الساحق الذي حققته الى جانب قريناتها الثلاث.
الشيخة د.سعاد الصباح اعتبرت فوز المرأة لحظة تاريخية معتبرة ان المرأة تستحق ان تكون مع الرجل في معركة التغيير والبناء مشيرة الى ان الفائزات في مقاعد البرلمان يستحققن ذلك لانهن يمثلن بحق المرأة الكويتية.
وقالت د.سعاد «أشكر كل انسان ادخل الفرحة الى قلبي واوصل المرأة الى قبة البرلمان».
الناشطة السياسية وصاحبة اول من طالب بحقوق المرأة السياسية د.نورية السداني اعتبرت يوم فوز المرأة يوما تاريخيا بامتياز متمنية ان تسجل المرحلة المقبلة اداء جيدا للجميع.
وقال «بناتنا الآن حملن امانة تاريخية وهن على قدر المسؤولية التي اوكلت اليهن»، مشيدة بشجاعتهن في خوض الانتخابات وحصولهن على مراكز متميزة.
ورأت السداني انه لم تكن هناك لغة تأزيم في المجالس السابقة وانما لغة حوار جيدة وسليمة مشيرة الى انه في العالم الغربي يكون هناك الكثير من المناقشات اكثر مما حصل في الكويت.
وعن شعورها بدخول المرأة خصوصا انها كانت من اوائل اللواتي طالبن بحصول المرأة على حقوقها قالت «صدمة فرح فلم تسعنا الدنيا لان حلمنا تحقق بعد 44 عاما من التضحيات والنضال». المستشار في الديوان الاميري محمد ابوالحسن اكد ان ما حققته المرأة انتصار كبير خصوصا وانه أتى عبر الارادة الشعبية وليس عبر الكوتا كما هو مطبق في كثير من دول العالم. ورأى ابوالحسن ان اقبال الناخبين واختياراتهم جاء استجابة للنطق السامي وتوجيهات صاحب السمو الامير، لافتا الى ان العالم في الخارج ينظر الى الكويت نظرة احترام وجدية.