- ندعو فريق العمل إلى الاستفادة من الكنوز التاريخية والمقتنيات التراثية في الكويت
محمد هلال الخالدي
أثنى سفير دولة قطر الشقيقة حمد بن علي آل حنزاب باهتمام أهل الكويت وعنايتهم بالتراث واقتناء الآثار التاريخية بصورة عامة والمتعلقة بماضي المنطقة وتاريخها بصورة خاصة.
جاء ذلك خلال حفل الاستقبال والمؤتمر الصحافي الذي عقده السفير القطري مساء أول من أمس للإعلان عن الاستعدادات لتنظيم معرض «مال لوّل ـ الثاني» المزمع إقامته في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من ديسمبر 2014 إلى فبراير 2015 بمشاركة عدد كبير من المهتمين بالمقتنيات التراثية في دول مجلس التعاون.
وقال آل حنزاب إن إقامة هذا المعرض للمرة الثانية يعد فرصة جيدة لتعميق العلاقات الأخوية، خاصة في مجال السياحة والآثار، ويؤكد على ترابط دول مجلس التعاون الخليجي وأن «خليجنا واحد» فعلا وليس قولا، وأن النجاح في أي مشروع في أي دولة من دول مجلس التعاون هو نجاح للجميع في هذه المنظومة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المشاركة في المعرض ستكون من جميع دول مجلس التعاون الخليجي بلا استثناء.
كما دعا آل حنزاب اللجنة المنظمة إلى زيارة المواقع المعنية بالتراث والمعارض الخاصة والدواوين التراثية المعروفة في الكويت، وذكر منها دواوين الشملان، العسعوسي، النصف، والملا، وكذلك بيت الكويت، إضافة إلى المواقع التاريخية المنتشرة في عدة مناطق، وحث فريق العمل على الاستفادة مما فيها من كنوز تاريخية تعكس اهتمام أهل الكويت وحبهم وعنايتهم بالتراث والمقتنيات، وذلك لإثراء معرض «مال لوّل» بالأفكار الجديدة والخبرات الكويتية.
كما دعا آل حنزاب فريق العمل من هيئة متاحف قطر إلى بحث إمكانية تقديم عروض سياحية جيدة بالتعاون مع الخطوط الجوية القطرية لجذب أكبر عدد ممكن من الزوار للمعرض، مؤكدا أن الغاية من المعرض إبراز التراث الخليجي وحفظه وتقديمه للأجيال الجديدة، وهو يعكس رغبة واهتمام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الذي يولي عناية خاصة بهذا الجانب ويشرف بنفسه على مشاريع حفظ التراث، وكذلك اهتمام صاحب السمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وأميرة الثقافة الشيخة المياسة بنت حمد.
من جهته، قدم رئيس اللجنة العليا لمعرض «مال لوّل» ناصر الحمادي عرضا تقديميا مميزا للمعرض الذي سيقام في نسخته الثانية هذا العام بعد نجاح نسخته الأولى التي أقيمت عام 2012، وأوضح ان فريق العمل استفاد كثيرا من تجربة المعرض الأولى وقام بتطوير العديد من الأفكار والمشاريع الجديدة وكذلك تم استثمار التكنولوجيا الحديثة لخدمة التراث وإبرازه بصورة ملائمة، مشيرا إلى أن الشيخة المياسة بنت حمد رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر قد وجهت بتخصيص مساحات خاصة لمشاركة المقتنين من دول مجلس التعاون الخليجي ليتمكنوا من عرض مقتنياتهم للجمهور، ولهذا يقوم فريق العمل بجولة خليجية للتعريف بالمشروع والدعوة للمشاركة، فكانت الكويت أول محطة لأنها دائما سباقة وكانت أولى الدول التي أكملت متطلبات المشاركة.
وأضاف الحمادي أن المعرض سيتضمن العديد من الأنشطة التي تدور كلها في فلك التراث وخدمة المقتنيات التاريخية المهمة، وستكون هناك عروض فنية ومساحة للأطفال وعدة مواقع مخصصة لعرض المقتنيات الشخصية من قبل الهواة والمقتنين من دول مجلس التعاون الخليجي، معلنا عن مشاركة 150 عارضا سيشاركون بخمسة آلاف قطعة، مؤكدا أنه رقم كبير يندر حدوثه في أي معرض آخر حيث لا تتجاوز المعروضات في معظم المعارض أكثر من 2000 قطعة.
كما قدم الحمادي نبذة تعريفية بفكرة المعرض ابتداء بالتسمية «مال لوّل» وهي كلمة خليجية تعني «المتعلق بالقديم»، وأضاف أن تصميم المبنى الذي سيتم بناؤه خصوصا لهذا المعرض يحاكي التراث الخليجي، بتصاميمه وحتى بأسماء أجزائه، فنجد «الطوفة» و«الدكان» و«الداعوس» و«السكة» وغيرها من الأجزاء التي سيحتضن كل منها نشاطا محددا معنيا بالتراث.
وأشار الحمادي إلى تخصيص قاعة لكبار الزوار حيث ستتم دعوة شخصية من كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.
وتابع أننا لاحظنا في النسخة الأولى من المعرض الذي أقيم في 2012 أن حوالي 60% من الزوار أجانب، ولذلك حرصنا على إبراز «التراث الديني» في هذا المعرض ليكون بمثابة رسالة حول ديننا وتعاليمنا السمحة، مشيرا إلى إبراز أذان الصلاة و«المطوّع» (رجل الدين) وقراءة القرآن الكريم وغيرها.
وأكد أنه سيتم تخصيص مساحة جيدة للشباب لتقديم إبداعاتهم ومقتنياتهم وأفكارهم ومشاريعهم التي تخدم التراث وتسهم في جهود حفظه ونقله للأجيال الجديدة.
نقاش
بعد انتهاء العرض التقديمي تم فتح باب النقاش حول المعرض، حيث أبدى عدد من الحضور من المهتمين بالتراث والمقتنيات التاريخية بعض الملاحظات والأفكار والتساؤلات، كما أشاد الحضور بجهود دولة قطر الشقيقة في هذا الجانب، وأثنوا كثيرا على الجهود المتميزة التي تقوم بها أميرة الثقافة الشيخة المياسة بنت حمد في العناية بالتراث والمهتمين به.