ابتكر د.مبارك العجمي أسلوبا علميا لتقليل تركيز الملوثات وتشتيتها في منطقة الانعكاس الحراري ليلا وتغيير اتجاه الرياح وزيادة سرعتها وخلق دوامات هوائية نهارا في ضاحية علي صباح السالم.
وقال د.العجمي لـ «كونا» ان فكرة المشروع جاءت بناء على توجيهات صاحب السمو الأمير بتوحيد الجهود وايجاد حلول جذرية لتلوث الهواء اضافة الى توليد طاقة كهربائية بمقدار 80 مليون كيلو واط/ ساعة سنويا.
واوضح ان كلفة المشروع بلغت 2.8 مليون دينار مشيرا الى انه يقع في ضاحية علي صباح السالم التي تبعد عن العاصمة (الكويت) نحو 43 كيلومترا وتحتوي على 3763 وحدة سكنية تستوعب 35000 مواطن.
واشار الى ان مصادر التلوث في تلك الضاحية يأتي اغلبها من مصافي تكرير البترول ومصانع الأسمدة الكيماوية ومصانع الأسمنت والألمنيوم والبلاستيك.
واوضح ان معظم هذه الملوثات يمكن تصنيفها بأنها جسيمات ومعادن كالرصاص والصوديوم والمغنيسيوم اضافة الى ملوثات تقليدية مثل أكاسيد الكبريت والكربون والنيتروجين والأحماض الغازية كحمض الهيدروكلوريك والكبريتيك.
واشار الى انه بعد دراسة العوامل الجوية المحددة لكثافة الملوثات وهي درجة الحرارة والرياح والتهطال وُجد أن تشتيت الملوثات وتشكل طبقة الهواء يتأثران بحركة الهواء الصغرى والوسطى أي أن الظواهر الجوية الحاكمة هي سرعة الرياح واتجاهها والدوامات الهوائية وكذلك استقرار حالة الجو اضافة إلى تضاريس المكان.
وفيما يخص تأثير سرعة الرياح على تشتيت الملوثات قال العجمي «نجد انه كلما زادت سرعة الرياح الأفقية زاد حجم الهواء الذي يمر على مصدر الملوثات حيث تنعكس نسبة تركيز الملوثات عكسيا مع سرعة الرياح بينما نجد ان تغيير اتجاه الرياح يؤدي الى تشتيت الملوثات وتقليل تركيزها».
واضاف ان الدوامات الهوائية الحرارية والميكانيكية لها دور رئيسي في تشتيت الملوثات (الدوامات تعني حركة الهواء على سطح الأرض وتكون ثلاثية الأبعاد) أما فيما يخص تأثير تضاريس المكان «فنجد أن أم الهيمان تقع في محافظة الأحمدي وتحيط بها صحارى جرداء تساعد على انسياب وسرعة الرياح وزيادة حركة الهواء الأفقية».
واشار الى ان «هناك تأثيرا ايجابيا لمعدل الانحدار في درجة حرارة الجو واستقراره وحركة الهواء في الاتجاه الرأسي كلما اتجهنا الى الأعلى ويزيد ذلك من تيارات حمل الملوثات وعمليات الخلط في الهواء وتبعا لذلك يكون تشتيت الملوثات أكثر فاعلية».
وقال العجمي ان العنصر الثاني الذي يساعد على تلوث هذه المنطقة هو كثافة الملوثات المختلفة نهارا بسبب قربها من المناطق الصناعية كالشعيبة والأحمدي مشيرا الى أن سرعة الرياح وارتفاع درجة الحرارة يساعدان على عدم الاحساس بالتلوث من قبل المواطنين.