بشرى الزين
في الذكرى التاسعة لعيد المقاومة والتحرير نتذكر اليوم الذي طوّق هاماتنا بأكاليل الغار ورفع جبيننا عاليا في العالم أجمع، تلك كانت كلمات بدأ بها السفير اللبناني د.بسام النعماني الاحتفال الذي اقيم مساء أول من أمس في قاعة لبنان بمقر السفارة لإحياء الذكرى التي قدمت كؤوس الرفعة والأمل والعزة والفخر، آملا ان يكون هذا اليوم متأصلا غاليا في القلوب الى الأبد.
وأضاف د.النعماني «كانت هذه المرة الأولى التي تندحر فيها اسرائيل من أرض احتلتها لمدة 23 عاما بقوة المقاومة العسكرية التي اضطلع بها شعب الجنوب والبقاع الغربي الصامد الذي رفض الاحتلال وقدم الضحايا والشهداء»، مشيرا الى ان الشعب اللبناني والدولة اللبنانية كانا رافدا لهم وخير معين حتى انسحبت اسرائيل في مايو من العام 2000.
وأضاف «بهذه المناسبة أوجه تحية باسمكم إلى القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي ومعلومات على النجاحات التي قاموا بها في كشف شبكات التجسس الاسرائيلي بمهنية عالية واحتراف تقني رفيع».
وذكر ان لبنان لم يكن وحده مشيدا بدعم الدول والشعوب العربية والدول الصديقة، فلولاها لما استطاع هذا البلد الصغير بامكانياته والعظيم بعنفوانه ان يحقق هذا النصر الكبير.
وأشاد بما قامت وتقوم به الكويت تجاه لبنان موجها ألف تحية لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي مهنئا أعضاء المجلس الجديد آملا ان تكون الانتخابات اللبنانية المقبلة على نفس القدر من الشفافية والتنظيم والسلامة.
وأشار الى انه في هذه المناسبة يجب ان نستذكر قرار مجلس الأمن 425 الذي حمل في طياته مطالبة اسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية بلا قيد ولا شرط، كما هو المدماك الذي ارتكز عليه لبنان لحشد التأييد الدولي له ضمن قواعد القانون الدولي بما فيها حق المقاومة ضد الاحتلال، مذكرا بأنه «علينا ألا نغمض أعيننا عما يحيط بنا من أخطار وان نظل يقظين الى ان أجمل وأقدس من هذا الانتصار هو أواصر المحبة والوحدة والألفة التي تجمعنا في لبنان. مضيفا «ان الروح اللبنانية السمحة مازالت كالشمس تغزو بأنوارها العالم وبالرسالة التي نحملها من علم وإخاء ولنكن كلبنانيين فوق كل ما يفرقنا أو ينشر بيننا الضغينة والحذر فالمحبة وحدها تبني الجسور الإنسانية وتحصن الأوطان».
ومن جهته، قال رجل الأعمال البناني م.مايكل شاهين: كان للمقاومة اللبنانية عظيم الفضل في إجبار العدو الاسرائيلي الغاشم على الانسحاب من جنوب لبنان.
مشيرا الى ان اسرائيل من طبعها المراوغة والتنصل من الاتفاقات الدولية ـ فليس صحيحا ان قرار اسرائيل الانسحاب من لبنان جاء بناء على الاستجابة للاتفاقات والقرارات الدولية، ولكن الصحيح ان قرار الانسحاب جاء بعد ان كبدت المقاومة اللبنانية اسرائيل خسائر فادحة في الجنوب اللبناني، فاسرائيل لا تعترف الا بمبدأ القوة، ولذلك ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وهذا ما فعلته المقاومة اللبنانية الباسلة التي لقنت العدو الاسرائيلي درسا لن ينساه، بأن في لبنان رجالا يضحوا بكل ما هو غال ونفيس فداء لتراب وطنهم.
وذكر: ان الخطأ التاريخي الذي ارتكبناه هو ما نشاهده الآن من كون الأكثرية الساحقة من رجال المقاومة ينتمون إلى مذهب واحد.
فعدم اندماج جميع المذاهب اللبنانية في المقاومة اعتبره خطأ تاريخيا كان علينا ان نتلافاه في حينه وكان من واجب الدولة ان تتنبه اليه.
ولفت الى انه لو اندمجت جميع المذاهب اللبنانية في المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وكان جميعها في خندق واحد لما كنا قد وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن من انقسامات مذهبية واختلافات وتباين في الآراء، موضحا اننا بحاجة الآن اكثر من اي وقت آخر لأن يسود التضامن والتماسك بين جميع افراد الشعب اللبناني، وان تشملهم روح الوفاق والوئام والمحبة، وان تختفي النعرات الطائفية، وان يكونوا جميعا صفا واحدا لمواجهة المحن التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان، فالتماسك والتضامن بين افراد الشعب الواحد قوة عظمى تقهر جميع القوى مهما بلغت عظمتها، كما ان التماسك والتضامن هما سبيل التقدم والازدهار، بعكس التفكك والانحلال فهما سبيل التأخر والانكسار، كما ان التضامن والتماسك الداخلي يمنع التدخلات الخارجية، فلو كنا نحن افراد الشعب اللبناني متضامنين ومتحدين داخليا لما حدثت اي تدخلات خارجية ولا اندلعت الحروب الأهلية في لبنان.
وذكر ان اروع مثال للتضامن والتماسك والاتحاد شعب الكويت العظيم في زمن الاحتلال العراقي الغاشم على ارضه، فتضامن شعب الكويت وعدم تعاون اي فئة منه مع النظام العراقي كان حائلا عظيما في مواجهة الاحتلال العراقي واستمرار تواجده على الارض الكويتية.
وقد اصبحت الكويت اليوم بتضامن شعبها وحكمة حكامها تتمتع بأرقى نظام ديموقراطي في الشرق وبقضاء نزيه غير مسيّس.
أما نحن في لبنان فإننا بحاجة ماسة لأن نحرر نفوسنا من الاحقاد، ونحرر نفوسنا من النعرات المذهبية، ونحرر نفوسنا من التبعية، ونحرر نفوسنا من اللاأخلاقيات السياسية، وايضا بحاجة ماسة الى مقاومة الفساد، ومقاومة التدخلات السياسية في القضاء ومقاومة التدخلات الخارجية من اي جهة جاءت.
من جانبه، قال امين سر تجمع الشباب الكويتي ـ اللبناني لدعم الصمود علي جمال ان هذه المناسبة لا تقتصر على اللبنانيين فهي مناسبة لجميع العرب والأحرار في العالم.
وأضاف: ان الكويت قلب مفتوح لجميع اللبنانيين، وان لبنان قلب كبير للكويتيين، مشيرا الى ان تجمع الكويت لدعم الصمود قدم العون للبنانيين في حرب الـ 30 يوما والذين قدموا الأرواح والدماء، مؤكدا ان الكويت بلد داعم للحريات والصمود، خاصة للقضية الفلسطينية، لافتا الى ان الكويت لاتزال على عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وستكون آخر من يطبع مع اسرائيل.
وأشار الى ان لبنان أعطت لشباب العرب ثقافة جديدة بعدما اطلعوا على الهزائم والنكسات، إلا ان المقاومة أعطت ثقافة الكرامة والعزة والانتصار وان المرحلة المقبلة سترسم خريطة جديدة للعالم أجمع، آملا ان يسود الأمن والوئام في لبنان القلب النابض في العالم.