دارين العلي ـ رندى مرعي
لم تعد قاعة عبدالله السالم ذكورية بعد ان فرضت المرأة الكويتية نفسها بقوة فاقت كل التوقعات وتخطت كل الحواجز الاجتماعية التي طالما فرقت بين الرجل والمرأة واتت مجالس ذكورية عملت على استبعاد المرأة عن معظم المرافق، خصوصا السياسية منها، حتى جاءت الانتخابات الكويتية الاخيرة بالبرلمانيات الفائزات اللاتي غيرن هذه المفاهيم بوصولهن الى الكرسي الاخضر في قاعة عبدالله السالم من دون كوتا ومن دون اي دعم من تكتلات سياسية او تحالفات تضع المرأة على لائحتها، لكن جاء وصول كل من د.معصومة المبارك ود.اسيل العوضي ود.رولا دشتي ود.سلوى الجسار الى البرلمان بارادة شعبية بحتة تدل على زيادة الوعي لدى الناخب الذي صبت قناعته في ايصال نساء ذوات كفاءات عالية الى قبة البرلمان لتقف الى جانب الرجل في خدمة الوطن والمواطن لما فيه خير ومصلحة الكويت.
«صانعات التاريخ» كن ضيفات تجمع تنامي وجريدة «الأنباء» في حفل تكريمي يعبر عن فخر المجتمع الكويتي بتحقيقهن هذا النجاح.
وقد شاركهن فرحتهن الشيخ صباح ناصر الصباح وعدد من السفراء وممثلي الهيئات الديبلوماسية الى جانب عدد من المرشحات السابقات والناشطات السياسيات وحشد من الكوادر الاجتماعية.
استهل الحفل بكلمة عضو المجلس التأسيسي لـ «تنامي» نورية السداني قائلة إن صفحة من التاريخ طويت يوم السادس عشر من مايو 2009 حينما وجه الشعب الكويتي أصواته لتحقيق الحلم الدستوري العادل للكويت، حيث لا تمييز بسبب الجنس، وبذلك سجل عهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الريادة في هذا العالم الذي نعيش فيه ريادة الحق والعدل والمساواة.
وقالت: إن تربية الانسان لا تبنى على الخوف بل تبنى على الاحترام والاحترام هو أسمى القيم في الحياة لذا علينا أن نربي الطفل على عدم الخوف بل على الاحترام حتى يصبح مجتمعنا بكل مؤسساته مبنيا على لغة الاحترام لا الخوف وبذلك نضمن دولة قوية تستحق احترام العالم.
وأكدت ان الفرح الذي ساد الكويت بوصول المرأة للبرلمان يستحق التوقف عنده من قبل علماء السياسة والاجتماع والنفس ذلك انه حالة مجتمعية ستنعكس على مستقبل الكويت وفق المتغيرات التي حدثت عند ظهور نتائج الانتخابات.
وتوقفت عند قولها في مؤتمر التآزر الوطني ان زمن الشعارات انتهى وزمن الواقعية بدأ وهذا ما سوف يدفع بعجلة التنمية في بلدنا.
ووجهت السداني تحية لجريدة «الأنباء» و«تنامي» وأول رئيسة تحرير جريدة يومية في الكويت الفاضلة بيبي خالد المرزوق.
وأود أن أقول إلى د.معصومة المبارك د.رولا دشتي، د.أسيل العوضي، د.سلوى الجسار، أعانكن الله على حمل الأمانة – أعانكن الله على حمل الأمانة – أعانكن الله على حمل الأمانة.
ثم كانت كلمة الشيخ صباح ناصر الصباح قال فيها: «إن الكويت تعيش فرحة ديموقراطية حقيقية إذ حصلت المرأة الكويتية على حقها المشروع ولهذا الفوز دلالات سياسية لا تخفى على أحد.
وتابع الصباح ان حصول نساء الكويت على عضوية مجلس الأمة حق تفخر به المرأة ويعتز به الرجل فالمرأة هي الأم والأخت وهي الزوجة والمعلمة في إطار الأسرة الصغيرة ومحافل المجتمع الكبير.
وأعتبر انه من حسن الطالع ان تكون الفائزات ممن شغلن مقاعد العلم وتمرسن بتربية الأجيال.
كما شاء حسن الطالع أن تكون صاحبة هذه الدعوة الكريمة إحدى رائدات العمل الصحافي في الكويت الفاضلة بيبي خالد المرزوق، وتشاركها «تنامي» التي تنامت على يد إحدى رائدات العمل السياسي في الكويت نورية السداني.
وفي تصريح قال الصباح إن الكويت فيها كفاءات كثيرة من النساء لذلك يمكن توزير امرأة من خارج البرلمان ولكن الحكومة تفعل ما فيه خير لهذه الأرض الطيبة.
وأكد على أن تقدم المرأة في المجال السياسي أمر جيد، وتمنى أن تحقق مبتغاها قائلا: إنه إذا كان للمرأة نصيب فقد تصل الى رئاسة المجلس وهي قادرة على أن ترجح أي كفة في المعادلة السياسية.
وردا على سؤال قال الشيخ صباح إن الاستقرار يجب ان يبدأ بالعلاقة بين المجلس والحكومة، وتمنى ان تسود لغة الحوار في المجلس، معتبرا ان المرأة اضافة جديدة للمجلس.
وفي رسالة وجهها مدير تحرير جريدة «الأنباء» الى كل من لايزال إلى اليوم يعارض دور المرأة ويحاول الوقوف حجر عثرة بوجه تقدمها قائلا:
يا من تتمترس خلف أقبية الجهل
ويا من تتمنطق بالردة المعرفية
أمنح عقلك مساحة.. كي تشارك في الانتصار
الانتصار غاب عنك لسنوات، لا لشيء سوى لأنك لم تمنح عقلك المساحة التي يريد. المساحة التي تمنحه افقا لكي يتنفس الحرية، فالعقل كالنبتة ينمو حين يجد من يهتم به بعيدا عن اثقال وحصار العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة.
الآن.. وبعد انتصار الحرية،
لم يعد ممكنا ان تحل قضايا المرأة بالوكالة كما كان يحصل سابقا، حين كانت تتم مناقشة قضاياها على طاولات الرجال ان سنح الوقت لهم بذلك.
التاريخ سيسجل بعد 16 مايو الجاري ان قاعة عبدالله السالم ستشهد متغيرا ليس فقط في حضور المرأة بل في آلية العمل البرلماني.
واذ نعيش احتفالاتنا هذه باكتمال الديموقراطية علينا الا ننسى دور المرأة ليس فقط في خدمة قضايا المرأة باعتبارها اكثر تلمسا لاوضاعها، بل نريدها في الاقتصاد كما تبرهنه د.رولا دشتي، وفي السياسة كما ترسمها د.معصومة المبارك، وفي تطور لغة الحوار والطرح السليم كما تطلقهما استاذة الفلسفة د.أسيل العوضي التي نفتخر كل الفخر بأننا ساندنا الحق من خلالها حينما وقفنا معها في وجه الحملة المغرضة التي حاولت تشويه صورتها الناصعة، ونحتاج ايضا الى كيفية تنظيم علاقاتنا الاجتماعية كما سترشدنا في هذا المجال د.سلوى الجسار، مع التأكيد على تقديرنا لجهود كل من السيدات الفاضلات في المجالات الاخرى في غير تخصص كل منهن، ولا يفوتنا ان نتوجه بتحية كبيرة للمحامية ذكرى الرشيدي التي سنراها ان شاء الله الى جانب زميلاتها في المجلس بالدورة المقبلة بعد النتيجة المهمة التي حققتها.
وتابع: ببالغ السعادة اقف معكم اليوم لاوجه تحية باسم جريدة «الأنباء» الى «التجمع الوطني للنهوض بأدوار المجتمع المدني» (تنامي) على جهوده الكبيرة التي اثمرت نتائج مبهرة خلال الفترة القصيرة نسبيا لعمله، ومن هذه النتائج احتفاؤنا اليوم بفوز اربع سيدات فاضلات بعضوية مجلس الامة لاول مرة في تاريخ الكويت.
لاشك في ان المجتمع المدني هو الطريق الامثل لازالة كل مظاهر العصبوية في اي مجتمع، اثنية كانت أو عرقية او طائفية او عائلية او قبلية، ففي هذا المجتمع، اي المجتمع المدني، تتلاقى السواعد والعقول لتنطلق من اساس وطني بحت لا يعرف عائلة او قبيلة او طائفة او حزبا الا الوطن ومن هنا كان تأييدنا الدائم ومباركتنا لكل الجهود المبذولة من فريق «تنامي».
واعتبر ان نتائج انتخابات 2009 جاءت لتؤكد حيوية وتميز وفرادة المجتمع الكويتي الذي اوصل باقتراع مباشر، من دون احزاب ودون «كوتا» 4 نساء، كانت كفاءاتهن واداؤهن خلال حملاتهن الانتخابية الطريق الى النجاح الكبير الذي حققنه بجدارة، وجاء مفاجئا لكل المراقبين في دول المنطقة والعالم وسمعنا كما سمعتم كيف اصبحت المرأة الكويتية النموذج الذي تدعو وسائل الاعلام في الدول الاخرى مثل لبنان والبحرين للاقتداء به، وجاء فوز السيدات الاربع بعضوية المجلس استجابة للرغبة السامية للامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، وتتويجا لجهود صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، حفظه الله، ودعمه المتواصل لحقوق المرأة في كل المناصب التي تولاها حتى تبوأ سموه مسند الامارة.
هذا الفوز جاء ايضا ليتوج جهودا شعبية صادقة بذلها الكثير من المناضلين والمناضلات في مجال الدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية للمواطن عموما والمرأة خصوصا على مدى سنين وفي المقدمة تأتي «الأم الشرعية لحقوق المرأة الكويتية» السيدة الفاضلة نورية السداني فلها منا كل التحية.
واضاف: نحن في «الأنباء» ايضا كانت لنا تجربة مهمة مع المرأة، حيث كنا لسنوات بقيادة رئيسة تحرير تتحلى بكل معايير القدرة والكفاءة وهي الاخت بيبي خالد يوسف المرزوق التي نفتخر بأننا تخرجنا من مدرستها في الصحافة وتميزها كان خير دليل على القدرات القيادية للمرأة الكويتية.
وختم قائلا: نتعهد في «الأنباء» بأن نواصل مسيرة دعمنا الكامل للمرأة الكويتية وحقوقها على الدوام، ونبارك للسيدات الاربع الفائزات بعضوية المجلس، ونسأل الله ان يوفقهن مع زملائهم لما فيه خير البلاد وصالحها، وان تستمر المسيرة الرائعة والجهود المباركة لفريق «تنامي».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )