بشرى الزين
اوضح رئيس قسم الشرق الاوسط في معهد العلوم السياسية في باريس البروفيسور جيل كيبل ان الوجود العسكري الفرنسي الجديد في منطقة الخليج اشارة تدل على اهمية المنطقة في السلم العالمي، مشيرا الى ان حماية امنها مهم جدا للخليجيين وللعالم اجمع، مبينا ان خمس الاستهلاك اليومي العالمي للنفط يمر عبر مضيق هرمز، مؤكدا ان أمن الخليج يحظى بأهمية كبرى لدى الأوروبيين بشكل عام والفرنسيين على وجه الخصوص.
وذكر كيبل في حديث لـ «الأنباء» على هامش زيارته الى الكويت لبحث مشروع «منتدى يورو غولف» الذي سيعقد في فبراير المقبل ان العلاقات العسكرية والأمنية بين فرنسا والامارات العربية المتحدة بدأت منذ العام 1995 التي تطورت بتدشين القاعدة العسكرية البحرية في أبوظبي الاسبوع الماضي التي وصفها بمعسكر صغير يعمل على امداد المساعدات للعمليات البحرية لشرطة البحر، مبينا انها قاعدة ليست مضادة لأي بلد كبير مثل ايران، التي ترفض اي وجود عسكري في المنطقة غير خليجي، لافتا الى ان الايرانيين يعيشون فترة انتخابات ما دفع الرئيس احمدي نجاد الى استخدام سلاح استفزازي يندد من خلاله بوجود قاعدة عسكرية فرنسية في أبوظبي لجذب المؤيدين في اطار سياسته الداخلية.
وذكر كيبل ان عهد الرئيس الاميركي باراك أوباما يواجه تحديات متعددة تشمل الازمة في الشرق الاوسط ووقف الاستطيان ما يولد ضغطا شديدا على الحكومة الاسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو اضافة الى المشاكل الداخلية الفلسطينية ـ الفلسطينية في ظل عدم وجود اتفاق بين حماس وفتح للوصول الى حكومة وفاق وطني وكيف يمكن للادارة الاميركية ممارسة ضغط على الحركتين للوصول الى هذا الاتفاق، مشيرا الى ان ذلك ممكن بتأثير سعودي ومصري على الاطراف الفلسطينية، مضيفا ان هذا لا يكفي ويجب اختيار مفتاح لحل الازمة الفلسطينية التي توجد في المنطقة الساخنة وهي الخليج وكذلك المحور الخليجي ما يحيط بالعلاقات العربية ـ الإيرانية التي وصفها بالصعبة، لافتا الى قوة الضغوط الايرانية في ملفات الشرق الاوسط عبر حركة حماس في فلسطين وحزب الله في جنوب لبنان.
وبين كيبل ان الوجود الفرنسي في المنطقة غير مضاد للوجود الاميركي وغير منافس له بقدر ما هو تكامل لدورين مهمين في عالم متعدد الاقطاب، موضحا ان الولايات المتحدة لا تستطيع وحدها ان تلعب دورا في المنطقة بعدما ثبت مثلها في العراق فكان لابد من فرنسا والبلدان في المنطقة ان تشارك في هذا الاطار الامني العام.
وتابع ان عمليات التسليح الفرنسي لعدد من دول المنطقة ايضا جزء من السياسة الامنية في المنطقة كلما شعرت الدول الصغيرة والغنية بتهديدات واخطار كان لزاما على الاصدقاء ضمان حمايتها وأمنها والدفاع عن الثروات النفطية. كما وصف ان الثقافتين الفرنسية والاميركية جزآن من الثقافة العالمية، مشيرا الى ان شعوب ودول المنطقة لها ارادة الاختيار لعلاقات متعددة لخدمة مصالحها كدول مستقلة.