تشمل الدوائر الانتخابية الخمس التي تجرى انتخابات مجلس الامة وفقا لها جميع المناطق العمرانية، بمعنى انها واكبت التطور العمراني وتوسع المدن فلم يتم التغافل عن أي منطقة الا ان الدوائر الانتخابية العشر التي تجرى على اساسها انتخابات المجلس البلدي لم تسر بموازاة هذا التطور وظلت جامدة، اذ انها لم تشمل المناطق السكنية الجديدة.
وحول هذا التباين في وضعية الدوائر الانتخابية بين المجلسين قال استاذ الجغرافيا في جامعة الكويت د.جاسم العلي ان الدوائر الانتخابية العشر للمجلس البلدي وجداولها تعاني من القدم وعدم التطور.
واشار في لقاء مع «كونا» الى عدم وجود امتداد جغرافي يجمع المناطق كوحدة واحدة في الدائرة الانتخابية مما ترتب عليه اجحاف بحق المناطق التي لم يتم ادراجها ضمن جداول الدوائر الانتخابية.
واكد د.العلي وجود هوة كبيرة بين عدد المناطق التابعة للدائرة الواحدة مقارنة بدائرة أخرى.
وقال ترتبت على زيادة عدد المناطق في دوائر معينة كثافة سكانية ما أوجد زيادة في عدد الناخبين مقارنة بدوائر اخرى، موضحا ان مناطق جنوب السرة كالسلام وحطين والزهراء والشهداء تمثل وفقا للامتداد الجغرافي رأيين فاما ان تلحق بالدائرة الرابعة فيزيد عدد الناخبين بشكل كبير جدا، اضافة الى عدد المناطق او ان تلحق بالدائرة السادسة (ابرق خيطان) وهنا ستمثل امتدادا جغرافيا وتوازنا اكبر من ناحية اعداد الناخبين.
واضاف: ان هناك تداخلا بين النظامين الانتخابيين من ناحية توزيع المناطق وكشوفات الناخبين فمن الممكن ان يكون الناخب مسجلا في الدائرة الرابعة وفقا لنظام مجلس الامة، ولكنه ليس كذلك وفقا لنظام المجلس البلدي.
من جانبه، قال استاذ الاجتماع في جامعة الكويت د.يعقوب يوسف الكندري لـ (كونا) ان المتتبع لتوزيع دوائر المجلس البلدي يلاحظ انه لم يراع المناطق الاسكانية الجديدة من جهة ولا التوزيع السكاني من جهة أخرى، حيث لا توجد عدالة على مستوى المناطق الموزعة والمدرجة ضمن الجداول ولا في اعداد المواطنين غير المشمولين في كشوفات الانتخابات بما يعني حرمانهم من ممارسة حقهم الانتخابي. وأوضح ان مناطق مثل القرين والقصور ومبارك الكبير والعدان وضاحية فهد الاحمد وضاحية عبدالله المبارك والرحاب وصباح الناصر وغيرها من المناطق العمرانية والاسكانية الجديدة لا تدخل ضمن الدوائر الانتخابية العشر أسوة بغيرها من المناطق.
وقال ان الحاجة اصبحت ملحة وماسة لإعادة النظر في النظام الانتخابي للمجلس البلدي، اذ انه لم يراع المشاريع والمدن الاسكانية المقبلة كمدن جابر الاحمد وصباح الاحمد وسعد العبدالله، وهي آخذة في التوسع على حساب التقلص العددي لمناطق الوسط وخاصة منطقة العاصمة التي تعد من اقل المناطق في عدد السكان.
وذكر د.الكندري انه من الخطأ العمل بهذا النظام خلال الانتخابات البلدية المقبلة بحكم وجود العديد من مناطق الكويت خارج الحسبة، مما ينعكس بشكل سلبي على نتائج الانتخابات وحجم الحضور للتصويت فيها.
وشدد على ضرورة معالجة لهذا الخلل مقترحا نظام الدائرة الواحدة أو التوزيع حسب المحافظات الست، خصوصا ان الخدمات التي يقدمها المجلس البلدي الحالي بما فيها لجانه قائمة على تقسيم المحافظات الست.
وأعرب عن استغرابه من وجود نظامين انتخابيين مختلفين احدهما يخص مجلس الامة والآخر يخص المجلس البلدي، في حين ان الناخبين الكويتيين هم أنفسهم ما يولد حالة إرباك لدى المرشح والناخب.