- اتفاقية التعاون الدفاعي المحدثة بين البلدين في 2009 حققت أفضل مستوى من التنسيق وتطوير الخطط الدفاعية المشتركة
- لوسامبلا: منتسبو الجيش الكويتي لديهم الفضول للتعلم والاهتمام بكل ما هو جديد
عبدالهادي العجمي
أكد مدير العمليات المشتركة العقيد الركن محمد الكندري أن تمرين «لؤلؤة الغرب» يعتبر أحد التمارين الرئيسية التي ينفذها الجيش الكويتي بشكل مشترك ويعد حدثا مهما لتعزيز التحالف وأواصر التعاون العسكري وتأصيل عملية التنسيق مع القوات الفرنسية، مشيرا إلى أن فرنسا تعد حليفا إستراتيجيا للكويت، معتبرا أن التعاون الدفاعي بين البلدين من أهم وأقدم الاتفاقيات التي حظيت باهتمام بالغ من القيادات السياسية والعسكرية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي تم عقده صباح أمس في مبنى تمارين «لؤلؤة الغرب 2014» بحضور الجانبين الفرنسي والكويتي، وقال الكندري ان اتفاقية التعاون الدفاعي المبرمة والمحدثة بين البلدين في عام 2009 حققت أفضل مستوى من التنسيق لمفهوم الدفاع وتطوير الخطط الدفاعية المشتركة ومتابعة تنفيذ التمارين على مختلف مستوياتها.
وأشار إلى تمارين لؤلؤة الغرب من اهم أوجه التعاون العسكري وتعد من أكبر التمارين المختلطة والمشتركة التي ينفذها الجيش الكويتي مع القوات المسلحة الفرنسية والتي تعد احد اكبر الشركاء الاستراتيجيين من القوات الصديقة (التحالف)، مما يجعلها مناسبة مهمة لتعزيز التعاون وتوحيد وتكامل قدرات القوات المسلحة للدفاع عن امن واستقرار الكويت وسيادتها ومصالحها الحيوية.
ولفت الكندري إلى أنه في تسعينيات القرن الماضي تم تصميم تمرين «لؤلؤة الغرب» تفعيلا لما نصت عليه اتفاقية التعاون الدفاعي بين الكويت وفرنسا وقد تم تطوير فعالياته تدريجيا ليصل الى مستواه الحالي، حيث أقيمت التمارين لـ «لؤلؤة الغرب» في أعوام 1996 و2000 و2004 و2009 وقد تم تنفيذها في الكويت.
وتابع أنه وفقا لما تم الاتفاق عليه في اجتماع اللجنة العليا للتعاون الدفاعي بين البلدين والذي عقد في يناير 2013 في فرنسا بأن يستضيف الجيش الكويتي تمرين لؤلؤة الغرب 2014 ليتم تنفيذه ثنائيا مع القوات المسلحة الفرنسية خلال الفترة من 15 وحتى 27 الجاري.
وقال الكندري ان الهدف من التمرين هو ممارسة إجراءات تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة والمختلطة على المستوى العملياتي من خلال إدارة وإدامة قيادة مشتركة موحدة، مشيرا الى ان مراحل التمرين فحص منظومة الاتصالات وتدريبات تمهيدية (نظرية) وتحضيرات وبروفات نهائية لوتيرة المعركة (تطبيقات عملية) يعقبها وقفة عملياتية ومن ثم يبدأ تمرين لؤلؤة الغرب 2014 مراكز القيادات وبعدها ستتم مراجعة ما بعد التمرين، لافتا الى ان عدد المشاركين في التمرين 170 ضابطا من الجانب الفرنسي و170 ضابطا من الجانب الكويتي.
وعن نوع التمرين، قال العقيد الكندري: ضمن سيناريو عام موحد، تنفيذ تمرين لؤلؤة الغرب 2014 مراكز القيادات cpx بشكل مشترك ومختلط على المستويين الإستراتيجي العملياتي من جانب عدو افتراضي وباستخدام منظومة المشبهات ولعبات الحرب jtls، وأردف أنه تم الاتفاق على أن تكون هناك قيادة مشتركة موحدة على المستوى العملياتي وان الضباط المشاركين من الطرفين يعملون جنبا إلى جنب ضمن مجموعات وخلايا عمل تلك القيادة وذلك من اجل تحقيق أهداف التمرين.
ونفى أن يكون التمرين مرتبطا وله علاقة بالأحداث التي تعيشها المنطقة من أحداث سياسية وعسكرية، خصوصا أنه تمرين مرتبط بجدول زمني دائم ومستمر، مؤكدا في الوقت نفسه أن السيناريو الموضوع لتمرين يغطي كل التهديدات المتوقعة على الكويت سواء كانت تهديدات خارجية أو حتى ان كانت تهديدات داخلية في كيفية مساندة الوزرات الأخرى، لافتا إلى أن هناك تنسيقا كبيرا ما بين الجيش ووزارة الداخلية والحرس الوطني في موضوع خطة الدفاع عن البلاد.
وأشار الى أن التمرين هو مشترك ويشمل جميع القوات المسلحة وذلك على مستوى القيادات، وأضاف أن هدف التمرين هو من أجل تدريب القيادة المركزية التي تخطط وتدير العمليات العسكرية وليس قتاليا، لافتا الى أن هناك تمارين كويتية ـ فرنسية خاصة ستجري خلال السنتين القادمتين تشمل جميع عناصر وحدات الجيش الكويتي البرية والبحرية والجوية.
وحول إمكانية أقامة التمرين في المستقبل على الأراضي الفرنسية، أشار الكندري إلى أن هذا الفكرة مطروحة، وحسب الاتفاقية الدفاعية بين الكويت وفرنسا وباقي قوات التحالف فإن التمارين تتم على الأراضي الكويتية، وأضاف انهم كجيش كويتي يحبذون أن تكون التمارين على أرض الكويت وفي نفس البيئة وعمليات التنسيق التي يقاتلون عليها. وعن إمكانية تطبيق التجربة مع قوات درع الجزيرة، قال: استضافت الكويت العام الماضي تمرينا كبيرا لقوات درع الجزيرة وذلك بمشاركة 15 ألف عنصر، وبالفعل استفدنا الكثير وهناك دروس مستفادة من هذا التمرين المميز، وهو كان بمنزلة نقطة الأساس لنجاح التمرين الحالي في تعاوننا مع القوات الفرنسية، مشيرا إلى أن قائد درع الجزيرة زار بالأمس التمرين وهم حاليا يقوم للأعداد والتحضير لتمرين مشابه لمراكز القيادات الذي سيكون في قيادة درع الجزيرة في قاعدة الملك خالد الجوية في حفر الباطن.
زيادة لغة التعاون
من جهته، قال نائب مدير العمليات المشتركة الفرنسي الجنرال فيليب لوسامبلا ان الهدف الرئيسي للتمرين هو تدريب هيئات الركن في القوي البرية والبحرية والجوية للعمليات العسكرية من أجل زيادة لغة التعاون فيما بينها وكذلك إيجاد الحلول العملية السليمة، لافتا الى أن هذا التدريب يعتبر من أصعب المستويات التي يتم تدريبها لمنتسبي القوات المسلحة.
وعن تقيميه لأداء منتسبي الجيش الكويتي في هذا التمرين، أكد أن منتسبي الجيش الكويتي لديهم الفضول للتعلم والاهتمام بكل ما هو جديد وذلك بشكل سريع، واضاف أن الضباط الكويتيين مثقفون جدا ويريدون بالفعل اتقان التعامل مع القوات الصديقة، مضيفا: أفراد وضباط الجانبين هم في تطور مستمر، والمهم حاليا هو رفع مستوى التدريب وكيفية أن نتعامل مع بعضنا البعض كقوة مشتركة.