أسامة دياب
تابعت اللجنة المنظمة للمؤتمر الوطني السادس «من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي» والمزمع انعقاده في الفترة من 3 الى 6 يونيو المقبل في مركز المؤتمرات والرويال سويت بالمنطقة الحرة، محاضرتها الجماهيرية للتعريف بالمؤتمر وكان رواد سوق شرق على موعد يوم أمس الأول مع محاضرة نالت استحسان الجميع شارك فيها كل من العالم الفلكي د.صالح العجيري ود.موسى الجويسر ورئيس لجنة الأشراف العليا للمؤتمر المحامي يوسف العزيز مهلهل الياسين ومستشارة المؤتمر المحامية كوثر الجوعان، وجدير بالذكر أن المؤتمر يكرم كوكبة من رجالات الكويت الذين قادوا ركب النهضة والتنمية في البلاد، ليعزز المثل العليا والقيم في نفوس الشباب والأجيال القادمة.
وفي البداية أعرب رئيس لجنة الإشراف العليا للمؤتمر المحامي يوسف عبدالعزيز مهلهل الياسين عن سعادته باستمرار المؤتمر للعام السادس على التوالي، مشيرا إلى أن نجاح المؤتمر هو نتاج إيمان كوكبة من أبناء الكويت بالمثل العليا وحرصهم على تأصيلها في نفوس الشباب.
ولفت الياسين إلى أن المؤتمر الوطني السادس يهدف إلى تعزيز قيم الولاء والوفاء لوطننا الغالي الكويت، نشر معنى الوسطية والوطنية في المجتمع، إحياء سير النماذج المشرقة من رجالات ونساء الكويت وحث الشباب على الاقتداء بهم، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم أدبيات الحوار الإيجابي.
كيف تحقق مفهوم المبادرة؟
ومن جهته أكد د.موسى الجويسر أن المبادرة تعتبر تغييرا في نمط التفكير وهذا لا يعني التخلي عن الثوابت والمبادرة ولكنها نوع من التدخل المبكر لصناعة القرار وتغيير النمط السلوكي.
وعرض الجويسر آلية ميسره للقيام بالمبادرة مشددا على ضرورة المحافظة على الثوابت مع تغيير نمط التفكير والاتجاهات لدى الأفراد، مشيرا إلى أن أي خطة عملية لتغير الذات تعتمد في الأساس على القدرة على اتخاذ القرار وتحديد المسؤوليات والتركيز على المعلومات النافعة واستقائها من أهل الاختصاص، لافتا إلى أهمية التخطيط المسبق لأي عمل أو نشاط.
وأضاف أن أي خطة عمل تواجهها تحديات عديدة وعلينا أن نقوم بالتوقع ووضع الإجراءات الاحترازية للتعامل معها قبل حدوثها، وخصوصا أن من أهم آفات تفكيرنا هو التركيز على المشاكل دون التفكير في ايجاد الحلول لها، مشددا على أهمية الوقاية التي تعتبر خيرا من العلاج، ساردا نقاط العلاج للمشاكل الاجتماعية التي تنحصر في وضع الخطة وتنفيذها ومتابعتها وتقيمها وتقييم نتائجها، لافتا إلى أهمية المرونة في التعامل مع المستجدات أثناء حل المشكلة، موضحا أن البحث العلمي والتجربة الواقعية أثبتت قدرة أي شخص على القيام بالمبادرة إذا طور من نمط تفكيره.
من جهتها، أشارت مستشارة المؤتمر الناشطة السياسية المحامية كوثر الجوعان الى أن اختيار سوق شرق كمكان للمحاضرة لم يكن عشوائيا، ولكنه اختير بعناية ولأسباب عديدة منها أن هذا السوق أنشئ للتركيز على منطقة تاريخية مهمة من مناطق الكويت ترجع بنا إلى ذكريات الأجداد والآباء في مرحلة ما قبل النفط.
واستطردت الجوعان قائلة: نجتمع هنا لنستذكر لحمتنا الوطنية التي كانت بعيدة عن المصطلحات الدخيلة للتفريق والتمييز بين شرائح المجتمع الواحد، داعية إلى ضرورة تماسك النسيج الوطني والحفاظ عليه ولأن الكويت تستحق منا الكثير، مستشهدة بتلاحم الشعب الكويتي ابان الاحتلال العراقي الغاشم للكويت، مشيرة إلى أن المرأة قامت بدورها الوطني ودفعت دمها من أجل تراب الوطن مثلها مثل الرجل ولم تكن هناك التقسيمات الغريبة بين أبناء الشعب وهذا شيء دخيل علينا.
وبدوره أكد العالم الفلكي د.صالح العجيري أن التواصل في كل أمر محمود ولكنه في المجد أحمد، مشيرا إلى أننا الآن في الكويت نعيش عرسا ديموقراطيا حقيقا حيث تغيرت الأوضاع وحصلت أربع سيدات على عضوية مجلس الأمة وسيشاركن النواب الرجال في الرقابة والتشريع في قاعة عبدالله السالم، داعيا الله أن يوفقهن في عملهن وان يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.
واستعرض العجيري مع الحضور جانبا من تاريخ الكويت، مشيرا الى أن عمره الآن 88 سنة أي أنه عاش الثلث الأخير من التاريخ الكويتي، حيث ان أول حاكم للكويت كان الشيخ صباح بن جابر العتبي 1765، وتعود العائلة بجذورها إلى العتوب، ومضى على حكمه 244 سنة، موضحا أنه قبل 500 سنة عاش آل الصباح ومن معهم في منطقة الهدارة في وسط الجزيرة العربية وأصيبت هذه المنطقة بالمجاعة والأمراض والحروب مما دعا آل الصباح إلى الرحيل منها والاتجاه شرقا إلى آخر شبه جزيرة العرب وسكنوا في الزبارة في قطر وتركوا مهنتهم الأصلية واشتغلوا ببناء السفن والغوص إلى أن حدث شقاق مع احدى القبائل في منطقة الزبارة في قطر فركبوا سفنهم وغادروا المكان ولكن لحقوهم إلى منطقة رأس تنورة يريدون حربهم وكان لآل الصباح النصر في هذه المعركة ثم ذهبوا بعد ذلك إلى غرب إيران ولم يطب لهم المقام هناك، فتوجهوا إلى الصفوية فكتب الوالي التركي حاكم البصرة كتابا للباب العالي سدة الدولة العثمانية يستطلع الرأي في رجال ونساء وأطفال يركبون 150 سفينة صغيرة نزلوا على الساحل وكانت إجابة الباب العالي بضرورة أن يرحلوا ومن ثم سكنوا الكويت التي اسمها بداية القرين وكانت منطقة غير صالحة للسكنى ولكن على ما يبدو أن الأجداد كانوا يعلمون أن هذه المنطقة سوف تكون من أغنى مناطق العالم.
وأوضح أن التاريخ الكويتي حافل بأحداث كثيرة بعضها تميز ببحبوحة العيش والبعض الآخر بالقحط والمجاعة مثل عام الهيلج ولكن حكمة الأمير والتجار جعلت الكويت تتجاوز الأزمة، وتطرق لمعركة الرقة حينما طمع بنو كعب الذين كانوا يقطنون شرق الكويت في الكويت متذرعين برفض حاكم الكويت خطبة أحدهم لابنته فحاربوه ودارت المعركة في جزيرة فيلكا واستنهض الشيخ همم المقاتلين الكويتيين فكان لهم النصر مستغلين الجزر ضحالة المياه وهزموا بني كعب في هذه المعركة.
ولفت الى تاريخ النشاط التجاري في الكويت وكيف كانت تصدر البضائع التي تأتي من الهند الى بلاد الشام وغيرها، وأشار الى بعض المواقع الحربية مثل حرب الصريف والجهراء، موضحا ان الكويتيين لم ينتصروا في حرب الصريف بالرغم من استعدادهم الكامل لها وهي حكمة بالغة حيث كان اعتمد الكويتيون على السلاح الكثير وعلى القبائل الكثيرة التي كانت تساندهم وكان اختلاف الرأي هو السائد آنذاك لأن كل قبيلة كانت تأتمر برئيسها وكان في ذلك عبرة كبيرة لأهل الكويت.
وتطرق لبناء السور الثالث الذي تم بناؤه خلال شهر واحد، لافتا الى الصعوبات التي واجهوها في بنائه نظرا لندرة المياه، مشيرا الى انه قد حضر سنتي هدامة 1934 و1954، واوضح ان من أهم الأحداث التي شهدها هو تدهور سوق اللؤلؤ وانحدار قيمته وذلك عند ظهور اللؤلؤ الصناعي وتحديدا في عام 1931 وقال ان الكويتيين السابقين كان التكاتف والتآلف يجمعهم والعطاء وهذا ما مكنهم من التغلب على المشكلات التي يواجهونها، ولفت الى استفادة الكويت من الحرب العالمية الثانية حيث نشطت الحركة التجارية ونقل البضائع.
وأثنى على التطور الذي شهدته الكويت مشيرا الى ان تصدير شحنة نفط كان 30/6/1946 بينما كان حفر أول بئر عام 1935، مشيدا بمؤسسات الكويت الحكومية مثل مجلس الأمة والحياة الديموقراطية التي يعيشها الشعب الكويتي ودخول المرأة للبرلمان، موضحا ان مستقبل الكويت لن يتأثر بعد النفط وستكون أغنى مما هي عليه حيث توجد العديد من البدائل الكثيرة مثل الطاقة الشمسية التي ستكون الكويت رائدة في انتاجها بالاضافة الى قوة الرياح.
وتطرق العجيري لعلاقته بالأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي كان زميلا له في المدرسة مشددا على تواضع أبناء الأسرة الحاكمة وعدم شعوره بأي نوع من أنواع التمييز بينه وبين الطلاب الآخرين في الصف، مشيدا بتواضعه ومآثره الكثيرة، كما أشاد بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وتواضعه حيث كان العجيري مدرسا في نفس المدرسة التي كان يدرس بها الشيخ صباح الأحمد مثنيا على ابتسامته الأصيلة التي لا تفارقه أبدا، مثمنا زيارة صاحب السمو الامير له أثناء مرضه.
وفي ختام المحاضرة قدم رئيس لجنة الاشراف العليا للمؤتمر المحامي يوسف عبدالعزيز مهلهل الياسين دروعا تذكارية للمحاضرين.