دارين العلي ـ رندى مرعي
لم يعد توزير اكثر من امرأة في الحكومة الشغل الشاغل للمدافعين عن حقوق المرأة السياسية بعد ان اثبتت المرأة قدرتها على الوصول الى البرلمان عن طريق الانتخابات وإثبات ثقة الشعب بها دون الحاجة الى تعيين.
وبما ان معيار «الكفاءة» هو الأساس في تشكيل الحكومات فلا فرق إذن بين رجل وامرأة في شغل المناصب الوزارية التي تعتبر تكليفا وليست تشريفا وهي مناصب لخدمة البلاد في مختلف القطاعات والقضايا المصيرية المطروحة على بساط البحث حاليا.
وبالرغم من تفضيل البعض وجود أكثر من امرأة داخل الحكومة، ما يدعم مسيرة المرأة السياسية ويرفع عددهن داخل المجالس الرسمية الا ان وجود وزيرة واحدة فقط لن يشكل عائقا في طريقها لإثبات قدرتها، خصوصا مع وجود 4 من صاحبات الشهادات العليا والكفاءة والخبرة داخل مجلس الأمة.
هكذا نظر عدد من الناشطات السياسيات لقضية توزير امرأة واحدة داخل الحكومة وفي تصريحات خاصة لـ «الأنباء» اكدن ان النساء اليوم اثبتن قدرتهن على العمل في مراكز صنع القرار السياسي او الاجتماعي وعدم وجود اكثر من واحدة لن يشكل عائقا في مسيرتهن.
التوزير تكليف وليس تشريفاً
بداية قالت المرشحة السابقة نعيمة الحاي ان القضية الآن ليست توزير امرأة او أكثر وإنما البلد بحاجة الى مشاريع تؤدي الى نقلة نوعية، معتبرة ان التوزير تكليف وليس تشريفا، متمنية ان تعمل الحكومة من اجل الجميع في معالجة جميع القضايا المصيرية العالقة في البلاد.
وأعربت عن تمنياتها لو كانت هناك اكثر من امرأة في الحكومة ولكن وجود واحدة فقط لا يعني عدم قدرة النساء على القيام بمهام الوزارة، مشيرة الى ان هناك عددا من النساء رفضن التوزير عندما عرض عليهن ذلك، وكذلك فعل الرجال، فقبول الوزارة يتوقف على مدى امكانية قيام اي من الوزراء بعمله داخل الحكومة لأن مسؤولية الوزير كبيرة ويحق لأي كان الاعتذار عن عدم قبول الوزارة سواء من النساء او الرجال.
وباركت الحاي لأعضاء الحكومة تجديد الثقة بهم من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وللوزراء الجدد، متمنية أن يعينهم الله على خدمة البلاد وأهلها.
لا مؤشرات سلبية
بدورها دعت الناشطة السياسية عائشة العميري لعدم استباق الاحداث فعدم توزير اكثر من امرأة ليست له اي مؤشرات سلبية على مسيرة المرأة مؤكدة ان العمل السياسي في الكويت لا يمكن تجزئته بعد اليوم بين رجال ونساء خصوصا بعد وصول 4 نساء الى مجلس الأمة وهذا يعني ان معيار الكفاءة هو المسيطر.
وأشارت إلى أن هناك مؤشرات طيبة في الحكومة المشكلة حيث تتكون من اكاديميين ومتخصصين مما يحتم على الجميع اعطاءها فرصة للعمل وعدم اعاقتها لكي تستطيع ان تنتج.
ولفتت الى ان وجود امرأة في الحكومة يرفع عدد النساء الى 5 مما يعطي دعما كبيرا لعمل المرأة السياسي والاجتماعي مع وجود 4 نساء في موقع التشريع والمراقبة.
واشارت الى وجوب تخطي مسألة عدم وجود أكثر من امرأة داخل الحكومة لان التشكيل لا يعتمد من الآن فصاعدا إلا على عنصر الكفاءة بعد ان اثبتت المرأة قدرتها على الوصول الى الحياة السياسية عن طريق الانتخاب، مؤكدة ضرورة مد يد العون الى الحكومة الجديدة ومساعدتها على القيام بعملها على اكمل وجه.
توقعات بأكثر من وزيرة
الناشطة السياسية مديرة معهد الفنون التشكيلية سميرة اليعقوب عبرت عن استغرابها من توزير امرأة واحدة فقط، حيث كانت تتوقع أكثر من اثتنين، لافتة الى وجود كفاءات من العناصر النسائية قادرة على القيام بمهام الوزارات على أكمل وجه.
وقالت لا فرق بين رجل وامرأة لو كان معيار الكفاءة هو الأساس في التوزير، معربة عن اعتقادها بأن هذا المعيار تم اعتماده في تشكيل الحكومة الجديدة التي تم اختيار اعضائها من بين المتخصصين وأصحاب الكفاءات، مشيرة الى امكانية اعتذار عدد من النساء عن عدم قبول الوزارة كما يفعل عدد من الرجال.
ولفتت إلى أنه في الوقت الحالي كان من الضروري توزير أكثر من امرأة لأن النساء مازلن في بداية حياتهن السياسية وبالتالي فهن بحاجة الى وجودهن بكثرة داخل المؤسسات الرسمية لتثبيت أقدامهن واظهار كفاءاتهن وقدرتهن على العمل واعطائهن الفرصة لذلك بعد ان كن محاربات لفترة طويلة من الزمن وهذا ما يعوق أداءهن في المجال السياسي.
وقالت المرشحة السابقة عائشة الرشيد انه بعد النجاح الساحق الذي حققته المرأة بفوز 4 نساء في الانتخابات وكادت الخامسة تصل الى المجلس فلابد من ان تكون الحكومة مناصفة بين الرجل والمرأة تحقيقا لمبدأ العدالة والمساواة والإنصاف كما نص عليه الدستور.
وتابعت بأن وجود امرأة واحدة في الحكومة لا يكفي ووجود 4 نساء في المجلس لا يعني نهائيا ان ذلك يحول دون وصول المرأة الى التوزير وذلك لأن السلطة التشريعية مستقلة عن التنفيذية وان المرأة في السلطة التنفيذية مظلومة جدا بتوزير امرأة واحدة.
ومن جهتها اعتبرت الناشطة السياسية نجاة الحشاش ان لا علاقة لتوزير المرأة بوصول النساء الأربع الى المجلس وذلك لأن قرار التوزير منوط بسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي لطالما شكل وزارات بوزراء محل ثقة.
وتابعت الحشاش بأن وجود امرأة واحدة في الحكومة الجديدة لم يكن مفاجئا وذلك لأن المرأة في هذا الوقت أصبحت قادرة على نيل حقوقها وهذا ما أثبتته الانتخابات الأخيرة والساحة واسعة أمامها لتحقيق الأفضل.
واضافت ان توزير امرأة واحدة لا يوجه ضد المرأة وذلك لأن الحكومة الكويتية سبق ان عيّنت وزيرات ما يدل على ان المرأة موجودة دائما في التشكيلات الوزارية مشيرة الى انه في الحكومة الأخيرة كانت هناك وزيرتان.
وبدورها قالت المرشحة السابقة نوال البخيت ان توزير المرأة يأتي وفقا لما يراه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مناسبا وفيه خير للبلد.
وتقول انه ربما يكون هناك رابط بين وجود 4 نساء في المجلس ووزيرة واحدة معتبرة ان وجود 5 نساء في الحقل السياسي كاف ولا يضر بالمرأة ولا بقدراتها وذلك لأن ما حققته المرأة الكويتية أخيرا على الصعيد السياسي يعتبر إنجاز في تاريخها وانها قادرة على التغيير من موقعها في المجلس كما لو كانت في الحكومة.