رندى مرعي
أكد وزير الاعلام الأسبق محمد السنعوسي ان السياسة عامل ملوث لكل من يتعاطى بها حتى وسائل الإعلام، فالإعلاميون متأثرون بالاستقطاب السياسي، الأمر الذي بدا واضحا في الانتخابات الأخيرة».
جاء ذلك خلال الندوة الشهرية السادسة التي نظمها المنتدى الثقافي في جمعية الروضة وحولي، وشارك فيها استاذ الاعلام في جامعة الكويت د.حسن الإبراهيم وأدارت الندوة الإعلامية شعاع القاطي.
وقال السنعوسي ان الاعلام يتطور بسرعة مذهلة ولكن تطوره من دون تطور المجتمع امر غير مجد، وتساءل السنعوسي عما إذا كان بريق الاستوديوهات كافيا لنقول اننا نجيد الابداع في الإعلام؟ فنحن وارثون للعمل الاعلامي من دون إبداع ونسير به حتى اليوم.
واضاف ان القوة الاقتصادية اليوم تتحكم في الإعلام الذي يغيب عنه المحترفون، الأمر الذي يجعل هذه الوسائل تتأثر بالأزمات المالية، بالتالي حتى التأثير على الناس يتغير بالوضع الاقتصادي.
وقال ان هناك مرضا في العقول في الكويت لعدم فهم الأنظمة والتشريعات والسماح للمصالح الذاتية والأنانية بأن تفرض نفسها.
وانتقد كوننا مجتمعا ينادي بشعارات كبيرة وضخمة معتبرا ان الاكثر تشتتا هم المنادون بالحرية.
وقال السنعوسي ان الاعلاميين في كل الوطن العربي يعانون من نفس المرض والتشويه والتشويش وهناك فرص ليكون مستوى الإعلام افضل واحسن ولكن الحقل الاعلامي فيه نخبة معدودة والاغلبية يسترزقون من الاعلام ولا يعكسون صورة حضارية للكويت.
من جانبه، تحدث د.حسن الإبراهيم عن واقع الاعلام في المجتمع، معتبرا انه أمرا لا يحتاج الى تفسير متطرقا الى اثر الاعلام على الافراد، قائلا: ان الحقائق الاساسية هي ان المعلومات التي يتلقاها الانسان تؤثر عليه بشكل مباشر وكبير، واليوم الاعلام هو المصدر الاساسي للمعلومات لدى الناس، وهو اهم وسائل الاتصال بين الناس والسلطات والمواطنين.
واعتبر ان الاشكالية الرئيسية هي عندما تنقل هذه الوسيلة الاتصال بين الناس من دون ضابط.
واكد الإبراهيم انه يجب التفريق بين حق حرية التعبير وحق امتلاك الصناعة الاعلامية، فالاخيرة يجب ألا تكون من دون ضوابط، وذلك لأن الاعلام صناعة تؤثر على الناس وتهيمن على حياتهم. ومن يملك هذه الصناعة وحياة الناس من خلال المعلومات التي يرسلها فإنه يستطيع التلاعب بعقولهم ومشاعرهم وتوجهاتهم، الامر الذي يشكل الاشكالية الرئيسية والتي تطرح سؤالا وهو لماذا دور الاعلام سلبي في الغالب؟
واضاف الإبراهيم ان قانون المطبوعات عام 2006 لم يضع هذه الضوابط لمن يريد انشاء وسيلة اعلام أو فتح وسيلة اعلام مرئية أو مسموعة.
وهنا يجب التوجه بالسؤال الى المسؤولين عن هذه الوسائل لمعرفة من هو المسؤول عن المعلومات التي تصل للقارئ أو المشاهد من خلال الصحف أو البرامج التي تبث.
وشدد الإبراهيم على ان الحرية لا علاقة لها بالتلاعب بعقول الناس ويجب ان نعطي الناس ما يحتاجون اليه.
وتابع: ان المادة الاعلامية أصبحت تشكل ضررا كبيرا وذلك لارتباطها بالعامل التجاري والمنفعة المادية. لذلك يجب ترسيخ المهنية في صناعة الاعلام كغالبية الاعلام الغربي الذي يلزم صاحب المؤسسة الاعلامية بأن يكون ذا مهنية وحرفية عالية.