Note: English translation is not 100% accurate
الوطن ثم الوطن ثم المواطن (5)
السبت
2006/12/9
المصدر : الانباء
بقلم المواطن علي الجابر الأحمد الصباح
رسالة أتوجه من خلالها الى كل مواطن نشأ وعاش على أرض الكويت فارتوى من عطائها ونعم بسخائها واصبح لها حق عليه ان يلتفت اليها ويراعي مصلحتها واضعا إياها نصب عينيه.
نحن في كل مجالسنا ودواويننا ومن وقت لآخر نتحدث عن الماضي والحاضر ونستحضر تاريخ الكويت بحلوه ومره، مرورا بعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا، حيث صيغت الحياة السياسية في الكويت وتشكلت على مدى ثلاثمائة عام، ونستطيع القول ان الكويت كانت دوما تعيش حياة سياسية نشطة، في ظل قدر أكبر من حرية التعبير مقارنة بما هو معتاد في الدول المجاورة، ونلاحظ الفرق ما بين القديم والحديث بكل شيء.
نريد ان يضرب المثل بنا فلقد عهدنا الكويت انها تمارس عملها بنشاط حكومي وبرلماني قل نظيره، فالحياة الكويتية تعكس العديد من التوجهات السياسية المختلفة في جميع انحاء العالم العربي، ويرجع هذا الى المجتمع المنفتح والفرص الاقتصادية المثمرة التي جعلت من الكويت مكانا جاذبا وصمام أمان اقليميا، ولكن الحفاظ على هذه المكانة المميزة للكويت لا يكون إلا بطريقة وحسن تعاملنا، فنحن نتشرف بكلمة كويتي، ونريد للكويت العزة والكرامة ومطلوب منا جميعا، كل في موقعه، ان نرفع اسمها، وهذه مسؤولية الجميع، مسؤولين ومواطنين دون استثناء.
هناك ما هو أجمل من الحديث قديما وهناك ما هو أفضل من القديم حديثا، وبين هذا وذاك نقارن بين نواب مجلسي الأمة، الأمس واليوم، لنشاهد ونسمع كيفية تعامل القلة القليلة من نواب اليوم، الذين هم من المفترض ان يكونوا القدوة الحسنة لغيرهم وهم يمثلون الكويت مع زملائهم الأعضاء في المجلس وهم الوزراء.
لست مصلحا لهم ولا معلما، بل أردت من ذلك الخير لبلدي من خلال من هم بالسلطة تنفيذية كانت أم تشريعية أمام الشعب الكويتي والعالم. نلاحظ الهجوم العنيف على الوزير من قبل زميله النائب والكل يعمل لهدف واحد وهو الوطن والمواطن، ولكن لابد من الحرص على ارساء ثوابت العمل الكفيلة بصون الوطن وتحقيق المزيد من الانجازات بما يحقق الطموحات المأمولة مع الحرص على التضامن وتجسيد التعاون الايجابي المثمر في اطار دستوري ورؤية ديموقراطية.
لا ينبغي ان تكون مساءلة الوزير بهذا الشكل والأسلوب السلبي الذي لم يكن بنواب الأمس بما جبلوا عليه من أسلوب نهج رفيع لا نلاحظه بهذه الأيام، حتى لو كان للنائب حق الاستجواب والمساءلة ومن مهامه كنائب التشريع والرقابة ولكن هناك طريقة يستطيع النائب من خلالها التوصل لما يريد وتعطيه الحق بذلك، فقبل الاستجواب والمحاسبة أين ذهب الحوار بين النائب والحكومة ممثلة بالوزراء، وما يحققه هذا النهج من فائدة، فمن ناحية تلبية رغبات المجلس بالاطلاع على سياسة الحكومة وخصوصا في مواضيع وأحداث الساعة ومن ناحية أخرى يحقق النفع الكبير للحكومة عندما تتم المناقشة بروح المصلحة العامة بعيدا عن العواطف والمصالح الشخصية.
نرجو من السادة النواب المعنيين الترفع عن هذا الأسلوب وما يصاحبه من تهديد ووعيد وصراخ لا يخدم صاحبه ولا يخدم الكويت بقدر ما يسيء لها، كما انه من الوهم تصور ان البطولات والنصر يتحققان من خلال مكاسب للأهل والعشيرة بل بما يتحقق للكويت.
فمسؤولية الوزير ليست كما يعتقدها البعض مجرد منصب بل بدايتها عمل وفي منتصفها جهد وختامها إرهاق، هذا بالاضافة الى الثقة الغالية من صاحب السمو الأمير حفظه الله، وهذه بحد ذاتها أكبر مسؤولية، فالوزير لا يتهم بل يُتهم ولا يستجوب بل يُستجوب فهو مساءل من كل الجهات ومن كل الأشخاص، فمثله كمثل اللاعب الذي يتحمل ثقل المهمة وتبعاتها، والمتفرج الذي يمتع ناظريه بأنس المتابعة، وشتان ما بين الاثنين.
يتبع...
اقرأ أيضاً