محمد هلال الخالدي
قال الشيخ مبارك الفهد السالم ان تكريم الشخصيات الكويتية التي ساهمت في بناء الكويت ونهضتها في المؤتمر الوطني السادس «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» يعبر عن لمسة وفاء وتقدير لجهودهم المخلصة وتنقل للأجيال الجديدة قصص كفاح الآباء والأجداد وتضحياتهم من أجل الكويت، جاء ذلك خلال حضوره ممثلا عن أسرة الشيخ فهد السالم رحمه الله أحد الشخصيات المكرمة لهذا العام مساء أمس الأول.
وأضاف الشيخ مبارك الفهد أنه يشعر بالسعادة لوجوده في هذا المؤتمر حيث استمع إلى نبذة عن مآثر العديد من رجالات الكويت وتعرف على جوانب جديدة لم يكن يعرفها من قبل عنهم وهذه مبادرة طيبة تعكس أصالة الشعب الكويتي.
من جانبه، قال رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر المحامي يوسف الياسين: ها هو أميرنا وولي أمرنا يضع بين أيدينا منهاج عملنا اليومي والحياتي فيرسم لنا ملامح واستراتيجيات سلوكية، تتمثل في حفاظنا على وطننا وأمننا واستقرارنا ووحدتنا وتنميتنا، ولا شك هي جميعها غايات نبيلة نودي بها في مؤتمركم «من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي»، وهي بالوقت ذاته نداؤنا ورسالتنا إلى أجيالنا المقبلة من الشباب والناشئة، فوالله كأنني بها تصلح لكل زمان وأوان.
رموز وطنية
وأضاف: نحن هنا معا في معية الأمير الراحل، طيب الذكر، سمو الشيخ أحمد الجابر الذي كفى ووفى وأعطى فما ادخر وما بخل.. فها هي بصماته شاخصة للعيان وأياديه نتلمسها في كافة جنبات هذا الوطن الأبي الشامخ، ففي عهده ـ طيب الله ثراه ـ أبرمت معاهدة العقير لترسيم الحدود بين العراق والسعودية والكويت، وفي عهده انطلق مجلس الشورى وأسس المجلس التشريعي الأول والثاني واكتشف نفط الكويت وصدرت أول شحنة للخارج، فنسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته.
وأضاف: مادمنا بصدد الحديث عن عرسنا الديموقراطي الذي يعكس مدى تلاحمنا وتآزرنا وتعاضدنا، فتحية هنا في معية هؤلاء الأجداد والأعمام والآباء والأمهات الذين سطروا لنا تلك المآثر والمناقب التي أضاءت طرق ديموقراطيتنا ومهدت درب وحدتنا، نحن في معية سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح ـ رحمه الله ـ أبو الديموقراطية ومفجر طاقات الاستقلال، فيا له من أمير سبق عصره وزمانه بما حمل من فكر ورؤية ثاقبين وبما رسم ملامح ديموقراطيتنا، فقبل عقود مضت وقف ـ رحمه الله ـ وأعلن أمام شعبه وأهله الكويتيين وأمام العالمين العربي والدولي معلنا الريادة والسبق لبلده الكويت في إرساء معالم العصرية ووضع إستراتيجية مظفرة نسير وتسيرون عليها نحو مزيد من الرخاء والوفاء لبلدنا أعزه وحفظه المولى تعالى.
وأكمل: جئنا لنلتف معا أمام تلك السير الخالدة لأصحاب القيم والشيم النبيلة، الشيخ فهد السالم الصباح الذي أسميه الشيخ الرئيس الذي ترأس البلدية والإنشاء والصحة والإسكان، وكذلك الشيخ يوسف بن عيسى القناعي قاضي القضاة ـ رحمه الله، والعم جاسم محمد عبدالرحمن البحر فارس الاقتصاد الكويتي رحمه الله، والشيخ حمد مبارك الهيم الشيخ الإمام ـ رحمه الله، والعم عبد اللطيف سليمان العثمان العم النوخذة ـ رحمه الله، والعم خالد سليمان العدساني الأديب والشاعر والسياسي ـ رحمه الله، والشهيد أحمد محمود قبازرد الشهيد البطل الصامد ـ رحمه الله، والشيخ جاسم محمد علي الإبراهيم داعم حركات التحرير ـ رحمه الله، والمربية الفاضلة بدرية فرج العتيقي معلمة الجيل ـ رحمها الله، والعم جاسم محمد العيسى الخليل الرياضي المؤسس ـ رحمه الله، والشهيدة أسرار محمد مبارك القبندي خالدة الذكر ـ رحمها الله، والمطوعة شريفة حسين العمر، المطوعة المربية ـ رحمها الله، والعم عبد الكريم حسين بو الملح النوخذة العميد ـ رحمه الله. فهؤلاء ليسوا نخبة، بل نخب مجتمعة كل منهم رجل دولة أو سيدة مجتمع، فعلى مدار أيامنا المقبلة بإذن الله تعالى، سنعيش ونتعايش معهم من خلال عطرهم الفواح وأريجهم الزكي.
مناقب لا تنسى
بعد ذلك تحدث د.حمد المطر عن مناقب سمو الشيخ أحمد الجابر ـ رحمه الله ـ مشيرا إلى أهم الانجازات التي تحققت في عهده والى علاقته الطيبة بأهل الكويت وتواضعه الجم مع الكبير والصغير، وأشار إلى أن سموه ـ رحمه الله ـ قد تسلم مقاليد الحكم في الكويت وهو في سن الخامسة والثلاثين بما يدل على القدرات الهائلة التي كان يمتلكها خاصة في ظل الانجازات الكبيرة التي تحققت ومنها كثير من الأوليات في الكويت فقد أنشأ سموه ـ رحمه الله ـ أول مدرسة للبنات وصدرت أول شحنة من النفط الكويتي وتأسس أول مجلس للشورى وغيرها من الانجازات العظيمة.
وتحدث أيضا المهندس سامي الفهد عن مآثر ومناقب الشيخ فهد السالم الصباح ـ رحمه الله ـ حيث استذكر مواقفه الإنسانية العديدة والتي تدل على طيبته وتواضعه وحبه للكويت وأهلها، وذكر أن الشيخ فهد السالم ـ رحمه الله ـ كان أول من قدم للكويتيين القروض الميسرة والهبات، وأول من قرر ونفذ مشروع تكييف المستشفيات والمراكز الصحية في الكويت وساهم في إحداث نقلة نوعية في الخدمات والمرافق العامة خلال فترة توليه رئاسة البلدية والصحة والإسكان.
محسنون من بلدي
وبدوره ألقى د.عبدالمحسن الخرافي كلمة تحدث فيها عن تلاحم أهل الكويت وترابطهم مركزا على مفهوم «الفزعة» الذي تميز بها الشعب الكويتي، وموضحا نماذج وصور توضح فزعة الكويتيين لبعضهم عند الشدائد والمواقف اليومية مثل بناء البيوت والسفن ومساعدة بعضهم البعض في الزواج من خلال «العانية» وغيرها، كما تحدث عن صور الإحسان العديدة التي ميزت أهل الكويت وحبهم لعمل الخير مما يؤكد أصالة هذا الشعب وحبه للخير.
تكريم
بعد ذلك تم تكريم ممثلي الشخصيات المكرمة في المؤتمر الوطني لهذا العام، حيث تسلم الشيخ مبارك الفهد السالم درع التكريم عن أسرة سمو الشيخ أحمد الجابر ـ رحمه الله ـ وعن أسرة الشيخ فهد السالم ـ رحمه الله، كما تسلم د.شملان العيسى درع تكريم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وتسلم طلال جاسم البحر درع تكريم العم جاسم محمد البحر، وعيد الهيم عن أسرة الشيخ مبارك الهيم، عبدالعزيز العثمان عن أسرة العم عبداللطيف العثمان، السفير عبدالله بشارة عن أسرة العم خالد العدساني، سليمان قبازرد عن أسرة الشهيد أحمد قبازرد، خالد الابراهيم عن أسرة الشيخ جاسم الابراهيم، خالد السالم عن أسرة المربية بدرية العوضي، خليل جاسم عن أسرة الشيخ جاسم محمد الخليل، عدنان القبندي عن أسرة الشهيدة أسرار القبندي، ابراهيم العمر عن أسرة المطوعة شريفة العمر، فهد الثويني عن أسرة العم عبدالكريم بو الملح، ثم تم تكريم الشركات الراعية واللجنة المنظمة.
من أجواء المؤتمر
حرصت النائب د. معصومة المبارك على حضور حفل افتتاح المؤتمر فتجمع الإعلاميون حولها وبدأوا بطرح الأسئلة عليها فقالت «شوي شوي بس آخذ نفس».
أشاد سفير سلطنة عمان الشقيقة الشيخ سالم المعشني بفكرة المؤتمر وحسن التنظيم وقال لـ «الأنباء» إن مثل هذه الأنشطة تساهم في ربط الماضي بالحاضر وتقدير من الشخصيات التي لها إسهامات كبيرة في بناء الأوطان.
لوح الحضور بأعلام الكويت عاليا عندما عرض أوبريت عن الكويت وتفاعلوا مع الأغاني الوطنية مما أشاع جوا من المشاعر الوطنية الجميلة.
دعا رئيس اللجنة المنظمة الشعب الكويتي إلى حضور المؤتمر الذي يستمر لأربعة أيام ويتضمن معرضا عن مناقب الشخصيات المكرمة في المؤتمر السادس.