بقلم :عفاف مختار حسين
خمس وخمسون دقيقة حاسمة حددت بداية جديدة بين الولايات المتحدة الاميركية والعالم الإسلامي، حيث وجه الرئيس الاميركي باراك أوباما خطابا الى 1.5 مليار مسلم من مصر قلب العروبة والاسلام النابض، انصف فيه المسلمين واعرب عن احترامه لموروثهم واسهاماتهم في الحضارة الانسانية.
ببديهته الحاضرة وطلاقة لسانه وتسلسل افكاره المنطقي لمس أوتار قلوب الحاضرين وخاطب عقولهم فقاطعه الحضور الذين تنوعت انتماءاتهم السياسية بالتصفيق 18 مرة لاسيما مع استشهاده بآيات قرآنية ولدى حديثه عن الديموقراطية والتسامح في الإسلام والتعايش مع الآخر ومعارضته لكل الاعمال المسيئة للاسلام ولدي ابدائه التعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي.
أوباما في خطابه حدد 7 قضايا رئيسية تثير التوتر بين اميركا والعالم الاسلامي وهي: التطرف والارهاب والصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي والسلاح النووي والديموقراطية وحرية الاديان والمرأة وفرص التطور الاقتصادي الا انه لم يقدم اي مقترحات جديدة لحل اي منها خاصة لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط، مما قد يثير المخاوف من ان يكون هذا الخطاب مجرد «تحول رمزي» في العلاقات دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع وان يكون خطوة فقط لاعادة ثقة العالم الاسلامي مجددا في الولايات المتحدة التي تضررت صورتها بشكل خطير بعد تعثر عملية السلام والحرب في العراق وفضيحة اساءة معاملة المعتقلين في سجن ابوغريب ومعتقل غوانتانامو.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نرحب بأوباما ونقدر اختياره لمصر لالقاء خطابه على أمل بداية حقيقية لصفحة جديدة تقوم على تحقيق المصالح المشتركة، وتنهي حالة العداء بين العرب والمسلمين، وإقامة علاقة تقوم على نصرة المظلوم ورد جميع الحقوق المغتصبة، علاقة تنصر الشرعية والقانون وتنهي سياسة الكيل بمكيالين، علاقة تؤكد حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه وترغم اسرائيل على وقف الاستيطان وتؤدي لاستئناف جهود السلام.