محمد هلال الخالدي
اختتم مؤتمر الكويت الوطني السادس «من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي» أعماله بتكريم كوكبة جديدة من رجال الكويت الذين قدموا العديد من التضحيات فاستحقوا أن تخلد اسماؤهم كنجوم مضيئة في سماء الكويت، حيث واصل المؤتمر تقديم نماذج من حياتهم وكفاحهم في خدمة الكويت وشعبها فكانت البداية مع الزميل الإعلامي خليل جاسم الخليل الذي تحدث عن مناقب والده العم جاسم الخليل أحد رواد الرياضة الكويتية وأحد مؤسسي فرقة خيطان للفن الشعبي التي كانت بقيادة الشاعر عبدالله الحبيتر، ثم دخل مجال الرياضة التي بدأها كما هو حال شباب الكويت قديما باللعب في «السكيك» ثم قام بتشكيل فريق أطلق عليه اسم «فريق الإمارة» مع عبدالله العيسى الصالح وعبدالسلام الياقوت ويوسف اليتامى والسفير طارق رزوقي وخليفة الشطي، كما كان ضمن أول فريق لكرة السلة والطائرة في الكويت ثم انتقل الى النادي القبلي ولعب كرم القدم مع د.عثمان عبدالملك الصالح رحمه الله.
واضاف أنه بعد اغلاق الاندية الرياضية في نهاية الخمسينيات تولدت عنده فكرة تأسيس نادي رياضي في منطقة خيطان فاستأجرت بيتا وبدأ بتشكيل الفرق الرياضية والاجتماع في هذا البيت كمقر للنادي الجديد واستمر على هذا الحال إلى أن تم تأسيس الاندية الحديثة عام 1960 فانضم إلى نادي القادسية ضمن أول فريق إلى أن ساهم في تأسيس نادي خيطان الرياضي عام 1965 والذي كان يعتبره بيته الثاني، وأكمل بأن والده العم جاسم الخليل كان حريصا على توطيد العلاقات الطيبة بين الكويت ودول العالم من خلال الرياضة وذلك باستقدام مدربين من عدة دول وتوجيه الدعوات لوفود وشخصيات رياضية بارزة.
المطاوعة
بعد ذلك تحدث ابراهيم جاسم العمر عن مآثر المطوعة والمربية الفاضلة شريفة العمر رحمها الله والتي كانت من رواد العمل الخيري والتربوي في الكويت، وقال انها تنحدر من اسرة كريمة عرف عنها حبها للعلم والتدريس ولذلك لقب كثير من ابناء هذه العائلة بلقب المطوع أو المطوعة بل وأصبح كثير منهم يحمل اسم «المطاوعة» كاسم للعائلة لكثرة المربين الفاضلين فيها. واضاف ان المطوعة تلقت تعليمها على يدي والدها فشعرت بأهمية أن تقوم هي بعد ذلك بنفس الدور تجاه ابناء بلدها فبدأت بنشر العلم وتعليم البنات القرآن الكريم والقراءة والكتابة، ثم اشترت منزلا وقامت بتحويله إلى مدرسة لتعليم القرآن الكريم، وعندما ضاق البيت لكثرة الطالبات اشترت منزلا آخر أكبر مساحة واستمرت في رسالتها بكل همة وإصرار وإيمان بأهمية هذا الدور وهذه الرسالة العظيمة.
النوخذة بو الملح
كما تحدث منصور بو الملح عن مناقب والده العم النوخذة عبدالكريم بو الملح والذي كانت له اسهامات وطنية كثيرة على الرغم من صعوبة الحياة آنذاك، فقد بدأ رحمه الله حياته بالعمل في تكسير الصخور وهو عمل شاق إلى أن تمكن من امتلاك اول سفينة اطلق عليها اسم «تشالة» واستخدمها لنقل الصخور، ثم بدأ بنقل المياه العذبة من شط العرب للكويت وقام ببناء أكبر «بوم» لنقل المياه والمعروف باسم «تيسير» عام 1934، كما ساهم وبأمر من الشيخ مبارك الصباح، رحمه الله، بنقل الجنود والمؤن والعتاد للجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى وأيضا قام بنقل الاسلحة والجنود للشيخ خزعل حاكم المحمرة آنذاك أثناء الحرب العالمية الأولى، وكذلك كان دوره بارزا في نقل الجنود والأسلحة للكويتيين في حرب «الجهراء» وبناء السور الثالث وغيرها الكثير.
من الكويت نبدأ
بعد ذلك القى رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر الكويت الوطني السادس المحامي يوسف الياسين كلمة ختام المؤتمر والتي قال فيها ان مؤتمر الكويت الوطني «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» نبراس مبارك يوقد من وطنية مباركة غرسها اميرنا الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، يوم أطلق ذلك النهج وراح بمساعدة أبناء الكويت الابرار يرعون ذلك النبت الطيب فحصدوا وحصدنا. وأضاف أننا عندما أطلقنا قبل ستة اعوام رسالة المؤتمر الأول «الوطنية أصالة الآباء وامتداد للابناء» وجدناها متجذرة ومتأصلة في وجداننا ونفوسنا، ولم تكن يوما مفردات لغوية وانشائية بل هي مفاهيم وقيم ومبادئ أخلاقية. وقد حرصنا دائما على التمسك بالوسطية منهجا في جميع مجالات حياتنا والى تسليط الضوء على تلك النجوم المضيئة في سمائنا من الآباء والأجداد لتكون نبراسا لنا في حاضرنا ومستقبلنا ويعرف الشباب تضحيات آبائهم وأجدادهم وعطائهم لبلدهم وأهلهم بلا تعصب ولا منة بل من أجل الكويت وحبا في عمل الخير.