بقلم السفيرة ديبورا جونز
سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت
في الرابع من الشهر الجاري قدم الرئيس باراك أوباما في خطابه الذي ألقاه في القاهرة، المركز التاريخي للحضارة العربية والإسلامية والعلوم، تحية للعالم الإسلامي نابعة من القلب، الرئيس أوباما أعلن في خطابه عن بداية جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والمسلمين من جميع أنحاء العالم، تلك البداية التي تقوم على اسس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، لقد أعلن الرئيس اوباما في خطابه عن شراكة جديدة في مجالات مختلفة مثل التعليم، والتنمية الاقتصادية، العلوم والتكنولوجيا والصحة العالمية، هذا النوع من الشراكة هو الذي يجمع الناس كافة من مختلف الثقافات والمعتقدات الدينية معا من اجل تحقيق هدف موحد.
الرئيس أوباما شدد على أهمية تساوي الفرص في الحصول على التعليم الاساسي وايضا تساوي الفرص للحصول على التعليم الجامعي المتقدم، لقد تعهد الرئيس اوباما بزيادة عدد برامج التبادل الثقافي، هذا بدوره سيعطي الفرصة لعدد كبير من الطلاب المسلمين ذوي الكفاءات العالية للذهاب الى الولايات المتحدة الاميركية، وبالمثل سيكون باستطاعة الطلاب في الولايات المتحدة الاميركية زيارة البلاد العربية والاسلامية ليتعرفوا بأنفسهم على مدى ثراء الثقافة الاسلامية وتنوعها، هذه هي فرصتنا لكي نعزز من التواصل العلمي والتبادل الثقافي بين المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة الاميركية والكويت والتركيز على التعليم ضمن قاعات الدراسة وخارجها، في المنزل، في العمل، او حتى عن طريق شبكة المعلومات (الإنترنت).
النمو الاقتصادي والتنمية والتنوع في الموارد الاقتصادية ستضمن لنا جميعا الحصول على مستقبل افضل.
الرئيس اوباما أعلن عن تأسيس هيئة جديدة من رجال الأعمال المتطوعين ستجعل الخبرات التجارية الاميركية العملية ـ التي تم الوصول اليها عن طريق تجربة الصواب والخطأ ـ متوافرة للعالم كله. الثقافة التجارية المبنية على اسس المشاريع الابتكارية في الولايات المتحدة كان لها الأثر في التأكيد على ان جميع فئات المجتمع الاميركي بإمكانها تحقيق الازدهار، المشاريع الابتكارية والأعمال الحرة الصغيرة هي المفتاح من اجل تنمية الاقتصاد في الدول النامية وعنصر اساسي في تحقيق التنوع في الموارد الاقتصادية في الاسواق الكبيرة. هذه هي فرصتنا لكي نقوم بتكييف العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الاميركية والكويت لكي تحقق النجاحات في عالمنا الحديث الذي اصبح التواصل فيه يشغل اهمية كبيرة.
في قرون مضت قام العلماء العرب والمسلمون بابتكار اسس العلوم، الآن يمكن للعلماء من العالم العربي والاسلامي ونظرائهم في الولايات المتحدة الاميركية وفي العالم بأسره أن يعملوا جنبا الى جنب في تجاربهم لمواجهة التحديات العلمية والتقنية التي تواجهنا اليوم، على سبيل المثال: التنمية المستدامة، ادارة الموارد المائية، التغيرات المناخية، والنظم المعلوماتية. الولايات المتحدة ستقوم بالاستثمار في المستقبل العلمي المشترك بيننا عن طريق تقديم الدعم للعلم والعلوم والتكنولوجيا من خلال صندوق التنمية والتطور التكنولوجي، حيث سيقوم عدد من الباحثين الأميركيين بزيارة بلدان مختلفة لتبادل الخبرات مع نظرائهم في العالم، كما اننا سنقوم بتأسيس مراكز للتفوق العلمي في الأبحاث العلمية التي ستقوم بدعم التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابحاث العلمية، هذه هي فرصتنا لكي نوحد جهود الكوادر العلمية والتجارب العلمية في كل من الكويت والولايات المتحدة الاميركية لكي نقوم ببناء شراكة اميركية ـ كويتية قوية.
الاحداث المعاصرة هي خير دليل على ان الصحة والبرامج الصحية هي مسألة ذات اهتمام عالمي، لهذا يجب علينا جميعا ان نعمل معا لكي نستطيع حماية الشعوب من الأوبئة الصحية القديم منها والحديث، المحافظة على الصحة العالمية تستوجب بناء جهود مشتركة وشراكات عالمية، الرئيس اوباما أعلن في خطابه عن الشراكة القائمة بين الولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي في مجال محاربة مرض شلل الأطفال، هذه هي فرصتنا لكي نسلط الضوء على التعاون الكويتي الأميركي في مجال الصحة العامة لكي يكون مثالا يحتذى به.
ماذا تعني كل هذه المبادرات بالنسبة للعلاقات الوثيقة أصلا بين الولايات المتحدة الاميركية والكويت؟ إنها تعني ان كلا البلدين تربطه بالآخر مسؤولية مشتركة في عدم السماح لهذه الفرص والمبادرات التي ذكرتها سابقا ان تمضي دون الاستفادة منها، هذه دعوة لنا جميعا لكي نستثمر العلاقات السياسية والتجارية التي تجمع بين بلدينا من اجل تعزيز مصالحنا المشتركة في مجالات التعليم والاقتصاد وفي العلوم ايضا، معا سيكون بإمكاننا ان نحقق حاضرا أفضل ومستقبلا زاهرا لشعبي بلدينا.