اكد مدير ادارة البيئة والتنمية الحضارية في معهد الكويت للابحاث العلمية د.ضاري العجمي اهمية الدور الذي تضطلع به منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية لمنع انتشار الاسلحة النووية.
وقال العجمي الذي يرأس وفد الكويت الى اعمال المؤتمر الدولي للدراسات العلمية المعقود في ڤيينا بالتعاون بين منظمة حظر التجارب النووية ووزارة الخارجية النمساوية في حديث خاص لـ «كونا» ان الكويت التي تعد من الدول الاوائل التي وقعت وصادقت على معاهدة حظر الانتشار النووي تدعم هذه المنظمة انطلاقا من ادراكها بالدور الذي تقوم به في رصد اي تجارب نووية تقع فوق وتحت سطح الكرة الارضية وفي المحيطات والفضاء واحتواء الكوارث الاشعاعية الناجمة عنها.
واكد العجمي ان المنظمة اثبتت فاعليتها في اكتشاف العديد من التجارب النووية التي وقعت في اماكن مختلفة من العالم.
واشار الى ان الكويت وفي اطار تعاونها القائم مع المنظمة اقامت في اراضيها اول محطة من نوعها في منطقة الشرق الاوسط متخصصة في رصد النويدات المشعة في معهد الكويت للابحاث العلمية ويدار من قبل باحثين ومتخصصين كويتيين في مجال الاشعاعات النووية.
واوضح ان الكويت على الرغم من صغر حجمها الا انها تساهم بشكل فعال في هذا المجال العلمي وتحرص على مواكبة كل المستجدات في هذا الحقل العلمي والتعرف على طبيعة الانتشار النووي وكيفية التصدي للتلوث الاشعاعي الذي قد يحدث نتيجة لاجراء التجارب النووية.
وردا على سؤال حول مشاركة الكويت في مؤتمر الدراسات العلمية المعقود حاليا في ڤيينا الذي يحضره اكثر من 400 باحث وعالم يمثلون 70 دولة من مختلف انحاء العالم قال العجمي ان هذه المشاركة نابعة من ايمانها باهمية الدور الذي تلعبه منظمة حظر التجارب النووية من جهة ومن حرصها الدؤوب على مواكبة الاكتشافات العلمية الجديدة والاطلاع على مدى قدرة محطات الرصد التابعة للمنظمة على جمع وتحليل وتخزين المعلومات واسترجاعها ومن ثمة قدرة هذه المحطات على تحديد مواقع التجارب النووية.
ولفت العجمي الى ان صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد يحرص على دعم البحث العلمي ومشاركة الكويت في المؤتمرات العالمية وبما يرفع من مكانة الكويت في المحافل الدولية.
وبين ان مشاركة الكويت تهدف الى الاطلاع على قدرة الانواع الاربعة من التكنولوجيا المتخصصة في رصد الانبعاثات الاشعاعية من التجارب النووية، موضحا ان هذه التكنولوجيا متخصصة في رصد النويدات المشعة والترددات الزلزالية في المحيطات والتعرف على الترددات الصوتية التي تحصل على سطح الارض نتيجة للتفجيرات النووية.
وفيما يتعلق بدور معهد الكويت للابحاث العلمية وعلاقاته بمنظمة حظر التجارب النووية في ڤيينا قال ان المعهد يعتبر نقطة الاتصال الرسمية بين الكويت والمنظمة بناء على اتفاقية وقعت بين وزارة الخارجية الكويتية ومنظمة الحظر الشامل للتجارب النووية، مشيرا في هذا الخصوص الى وجود اتصالات علمية مستمرة بين الجانبين مكنت الكويت من الحصول على المعرفة العلمية المتواصلة بشأن الوضع البيئي في العالم.
وذكر انه تم بالتعاون مع المنظمة بناء محطة لرصد النويدات الاشعاعية في معهد الكويت للابحاث العلمية وتم تدريب باحثين كويتيين متخصصين في مجال النويدات المشعة لادارة وتشغيل هذه المحطة، مضيفا ان الكويت تتابع باستمرار نشاطات المنظمة وتشارك معها في المؤتمرات وورش العمل والندوات.
وحول اهمية محطة الكويت لرصد النويدات المشعة، اكد العجمي اهمية هذه المحطة باعتبارها الاولى من نوعها في منطقة الشرق الاوسط وتحتل المرتبة الاربعين من مجموع 80 محطة موزعة في مناطق مختلفة من العالم.
وخلص العجمي الى القول ان منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية لديها اطلاع واسع بما يحدث في العالم من تجارب نووية وانبعاثات اشعاعية بفضل التقنية والخبرة التي تملكها، مشددا في ذات الوقت على اهمية تعاون دولها الاعضاء في تزويدها باحداث التقنيات في هذا المجال لكي تقوم المنظمة بواجبها بشكل فعال.
يذكر ان المنظمة اثبتت جدارتها ونجاعتها في كشف التجربتين النوويتين اللتين قامت بهما كوريا الشمالية عامي 2006 و2009 حيث تمكنت بفضل شبكاتها المنتشرة حول العالم من قياس اثار هذه التجربة ومدى قوتها.
وكانت منظمة حظر التجارب النووية التي تتخذ من ڤيينا مقرا لها قد تأسست في 10 سبتمبر 1996 وفتحت باب توقيع معاهدة حظر التجارب النووية في 24 سبتمبر من نفس العام بمقر الامم المتحدة في مدينة نيويورك.