- الحفيان: مفهوم التراث في العالم العربي لايزال غائماً حتى اليوم
لميس بلال
قال مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة د.فيصل الحفيان ان مفهوم التراث في العالم العربي «لايزال غائما حتى اليوم، ولذلك لا بد من التأسيس اللغوي والمصطلحي الذي يفصل فيما يفصل بين المقدس والإنساني». جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «مستقبل التراث» أقامها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساء أمس الأول في المكتبة الوطنية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 21. وأضاف «ان هناك إشكاليات تتخذ شكل الثنائيات، من مثل ثنائية العروبة والإسلام التي تتصل بالهوية، وثنائية اللغة والحرف، حيث الحدود الوهمية التي تحاصر التراث او تحصره في اللغة العربية، وتغفل عن الحرف العربي، وثنائية التراث والزمن التي تثير مسألة الحدود التاريخية، لتقفز أسئلة من نوع: متى يبدأ التراث، ومتى ينتهي؟ وهل التراكم الزمني جزء من الوقود الذي ينضج الشيء فيجعل منه تراثا؟ وثنائية الصنعة والتقاليد القديمة من جهة والتقنيات الحديثة من جهة أخرى، بمعنى هل يأخذ التراث ـ بالضرورة ـ شكل المخطوط القديم، ام انه يمكن ان يكون كتابا مطبوعا أو قرصا مدمجا؟
وأشار الى ان التراث العربي يعاني إشكالية الجهل به على عدة مستويات هي «الأفراد والمراكز الوطنية والمؤسسات الإقليمية». وعرض رؤى استشرافية وخطوات لبلوغ منهج خاص لتحقيق التراث العربي من خلال حضوره في الحياة العامة وإشكالياته ومنها نقد هذا التراث.
ولفت د.الحفيان الى دور العولمة التي يعيشها العالم اليوم في حفظ التراث وتوصيله الى الأجيال القادمة، وأشار إلى تفكيك مفهوم التراث، فليس التراث معلومة تاريخية وصلت إلينا عبر بوابة الزمن فحسب، وإنما هو إلى جانب ذلك مناهج وطرائق تفكير تملك القدرة على الحياة وتتجدد باستمرار، ويمكن توظيفها والإفادة منها بصور مختلفة.
مشددا على ضرورة التفكير الكلي في التراث حتى نؤسس لمنهج جديد في التعامل معه، يقوم على الإيمان به بوصفه أولا ثابتا من ثوابت الشخصية الحضارية، من دون ان يعني ذلك التقديس من جهة، ومن دون ان ينفي المساءلة.
كما يقوم على ان التراث أعلى من الأثر المادي الذي نراه بالعين، ومن النص المعرفي الذي يرتبط بالمعرفة المنتمية إلى حقل علمي محدد.