تمر على الكويت اليوم الذكرى التاسعة لتولي سيدي حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مقاليد الحكم، وهي المناسبة العزيزة على قلوبنا، والتي تقود الاحتفالات بالأعياد الوطنية المقامة هذا العام تحت عنوان قائد العمل الإنساني، وهو اللقب الذي أطلقته الأمم المتحدة باعتبارها أرفع مؤسسة عالمية على صاحب سمو الأمير، تقديرا لجهوده وعمله الدؤوب لخدمة الإنسانية دون أي تمييز.
كما يشرفني بهذه المناسبة بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أسرة محافظة حولي من مواطنين ومقيمين أن أهنئ سيدي حضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ صباح الأحمد، بمناسبة الذكرى التاسعة لتوليه مقاليد الحكم وبداية الاحتفالات الوطنية التي تقام هذا العام تحت شعار قائد العمل الإنساني.
وإذا كانت مكانة الدول تقاس بحجم إنجازاتها وعطائها، فمن المؤكد أن التاريخ سيضع الكويت في مقدمة صفحاته، لما تميزت به من عطاء لا محدود في ظل عهد سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعضده وولي عهده سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.
ومنذ تولي الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم قبل تسعة أعوام، والكويت تشهد حركة دؤوبة للنهوض بالإنسان والعمران، وهي الرؤية التي حملها سموه ولخصها في رغبته تحويل الكويت إلى مركز مالي عالمي، يربط الشرق بالغرب، ويكون عاصمة العالم الديبلوماسية، عبر إعلاء قيم الحوار والحضارة في مواجهة الإرهاب العابر للقارات، وآلات القتل والتدمير التي تجتاح بقاع متناثرة من العالم.
ولا يمكن إغفال الدور الإقليمي المحوري لسمو الأمير في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حينما قاد مبادرة مدعومة من أخيه الراحل خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، تترجم نجاحها بانعقاد قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، والتأكيد على ضرورة ارتباط دول مجلس التعاون وتماسكها في مواجهة ما يمر بالمنطقة من تقلبات تؤثر على استقرارها.
كما لا يمكن إغفال الدور العالمي لصاحب السمو الأمير منذ توليه وزارة الخارجية على مدى خمسة عقود، ولا يزال، والمكانة الرفيعة التي يحملها لدى جميع دول وقادة العالم، وهو الأمر الذي جسدته تسمية الأمم المتحدة لصاحب السمو الأمير قائدا للعمل الإنساني واختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني العام الماضي، وهو أقل ما يمكن ان يقال في حق قائد يعمل باستمرار على تعزيز استقرار العالم والسلام بين دوله.
واستكمالا لجهود سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد، ها نحن نرى موافقته الكريمة على استضافة الكويت مؤتمر المانحين الثالث لدعم الأوضاع الإنسانية في سورية بعدما ترأس سموه الجهود لإنجاح المؤتمر في دورتيه الأولى والثانية خلال العامين 2013 و2014، بالإضافة إلى توجيهه لاستضافة اجتماعات المنظمات الإنسانية غير الحكومية في الكويت بشكل سنوي، وهو ما جعل الكويت تحتضن العالم في قلبها، وتنسق على أرضها جهود العمل الإنساني في مختلف الدول وعبر مختلف المنظمات الإنسانية والإغاثية العالمية الرسمية والأهلية.
إن الاحتفال اليوم برفع العلم وتدشين الاحتفالات بالأعياد الوطنية مناسبة سنوية تستوجب التوقف أمامها وتأملها لما تحمله من تعبير عفوي لمحبة الكويتيين لبلادهم وتقديرهم للقيادة السياسية حيث يرفرف علم الكويت فوق البيوت وتتشح فيه المباني الرسمية وتزدان الأماكن العامة والشوارع والمجمعات التجارية احتفاء بهذه المناسبة.
وفي الختام لا يسعني إلا الدعاء إلى المولى عز وجل أن يحفظ الكويت وشعبها وقيادتها من كل مكروه وأن يديم الكويت واحة أمن وأمان في ظل قيادة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد، وعضده وولي عهده سمو الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك.
كما نبتهل إلى المولى عز وجل أن يتغمد بواسع رحمته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي انتقل إلى جوار ربه بعدما قضى حياته في خدمة بلاده وإعلاء كلمة الدين، ولا يخفف مصابنا الجلل برحيل الملك عبدالله سوى مبايعة الشعب السعودي أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكا للمملكة العربية السعودية، واختيار أخيه مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد وتسمية الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، أعانهم الله جميعا على تحمل المسؤولية.