- كان عضواً في المجلس التأسيسي ونائباً للأمة لستة فصول تشريعية
- حفظ أجزاء من القرآن الكريم في طفولته وأتقن بعضاً من علوم المحاسبة
- ساهم في دواوين الإثنين واعتزل العمل السياسي عام 1999
بعد مسيرة وطنية حافلة بالعطاء فقدت الكويت أحد أبرز رجالها الذين ساهموا في مرحلة تأسيس الدولة العصرية بكل ما فيها من صعاب وشهدت له أعماله الجليلة التي قدمها للوطن وللمواطنين، حيث أسهم في وضع ومناقشة الدستور، وكان -رحمه الله- عضوا في المجلس التأسيسي ثم عضوا في لجنة تنقيح الدستور، ثم نائبا في مجلس الأمة من عام 1963 حتى عام 1992، وقد عرف عنه، رحمه الله، أنه طراز فريد من الرجال لم تكن تلهيه المناصب عن خدمة البسطاء والسعي في مطالبهم.
ولد عباس حبيب المناور، رحمه الله، في مايو سنة 1930 وبالتحديد في فريج عليوة بالقرب من دروازة العبدالرزاق.
تعليمه
كانت الكويت قديما تعتمد على التعليم الأهلي (مدارس الملا) وكغيره من الكويتيين ادخله والده مدرسة ملا الشويعر بالقرب من مسجد هلال المطيري، وهناك تعلم القراءة والحساب، وحفظ من القرآن عشرين جزءا في طفولته، وبعد ذلك انتقل، رحمه الله، الى مدرسة ملا مرشد في المرقاب، وكان التعليم فيها أكثر تقدما، وتعلم القراءة والكتابة والخط، وبعد ذلك انتقل الى مدرسة ملا ناصر المسفر التي كانت تقع بالقرب من مدرسة الشويعر وفيها تعلم التجويد والتجريد وختم القرآن الكريم.
عمله
كان أول عمل له بعد الدراسة مع والده، فبعد مرحلة الغوص اتجه الوالد للعمل بالسيارات، وظل مرافقا لوالده وعمال التنزيل والشحن الذين كانوا ينقلون البضائع من السفن الراسية بالميناء الى الأسواق للتجار، وعمل كاتباً في شركة النفط عام 1946 وعمره لا يتجاوز السادسـة عشرة.
شركة النقل
في سنة 1954 تأسست شركة النقل فالتحق بها، واستمر فيها حتى عين مراقبا، ثم ترك العمل والتحق بدائرة الكهرباء والماء عام 1955، وقد طالب رحمه الله في رسالة بعثها الى المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح يطالبه فيها بضرورة انشاء مدرسة للفتيات في الفروانية فرحب بالفكرة وأيده على ما يقوم به، وقال له اذهبوا واستأجروا، بيتا للمدرسة، وبعد شهر تم افتتاح مدرسة البنات وتم تعيين معلمة مصرية واحدة للتدريس فيها وكان عدد الطالبات 10 فقط، وفي السنة الدراسية الثانية زاد العدد ثم زاد الإقبال على تعليم البنات.
شركة النفط
ذهب -رحمه الله- الى مكاتب شركة النفط بالقبلة وقدم طلبا للعمل واشتغل سائقا بالشركة من عام 1946 حتى عام 1948 وطلب منه والده ترك العمل، وفي تلك السنة كان قد بلغ من العمر ثمانية عشر عاما، ثم التحق -رحمه الله- بالعمل في دائرة الصحة، وكان موقع الادارة مقابل قصر السيف، وتعلم اللغة الانجليزية بالممارسة، ثم انتقل -رحمه الله- إلى دائرة الاشغال العامة ليعمل سائقا، حيث خُصص له تنكر جديد شفر، وكان ينقل الماء من بركة الشرق، وبقي في الأشغال تقريبا ستة أشهر ثم ترك الأشغال واشتغل على سيارة الوالد، ثم عمل سائقا عند القنصل الأميركي، واشتغل سنة ونصف السنة عند القنصل مراقبا على السفارة.
مستوصف الفروانية
ذهب ـ رحمه الله ـ مع أخيه مناور العام 1957 إلى وزير الصحة حينها الشيخ صباح السالم -رحمه الله- لإنشاء مستوصف في الفروانية وعين د.يوسف الكيلان كأول دكتور في المنطقة.
ولأن الدوغة كانت لم تصلها الكهرباء في تلك الفترة فقد التقيا بالشيخ جابر العلي رئيس دائرة الكهرباء وأمر بإقامة مكتب للكهرباء في منطقة الفروانية.
لقد كانت لعباس المناور ـ رحمه الله ـ جهود واضحة لتحسين الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية قبل إنشاء المجلس التأسيسي العام 1961 وتفكيره في ترشيح نفسه.
وتعلق بالقراءة والاطلاع منذ صغره الى درجة انه كان ينتظر بالساعات امام مكتبة الرويح.
حياته النيابية
بدأ حياته النيابية عندما اتخذ الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله قراره بإنشاء المجلس التأسيسي العام 1961 فرشح نفسه عن دائرته التي كانت تضم الفروانية والشامية وحالفه الحظ ونجح.
عاش الراحل 6فصول تشريعية أجرى فيها أكثر من 10 استجوابات ويؤمن بأن الديموقراطية تكتمل باحترام الكبير وعدم استخدام الاستجواب كتخويف وإرهاب للوزير أو للتهديد.
في العام 1949 وعندما كانت تجرى الانتخابات في القاهرة ويستمعون للنتائج في الراديو كان يحلم بأن يكون في الكويت مجلس مشابه.
وخاض انتخابات مجلس الأمة عام 1963 في الدائرة الرابعة، وحصل على 548 صوتا، وحل بالمركز الخامس، وفاز بالانتخابات.
وشارك في انتخابات مجلس الامة عام 1967 عن الدائرة الرابعة نفسها، وحصل على 730 صوتا، وحل بالمركز الخامس وفاز بالانتخابات، كما شارك في انتخابات مجلس الأمة عام 1971 وعام 1975 وفاز في انتخابات عام 1985 وانتخابات عام 1992 بعد ان خسر في انتخابات 1981 وانتخابات عام 1996.
وقد ساهم في حركة دواوين الاثنين المعارضة لحل البرلمان عام 1990.
وفي عام 1999 قرر اعتزال العمل السياسي والتفرغ للأنشطة الاجتماعية والتجارية، ويعتبر عباس المناور من رموز الكويت السياسية والاقتصادية ومن الرعيل الأول الذي حمل هموم الكويت، ما جعله من وجهاء البلد والقبيلة.
كما كان رئيسا لجريدة الأيام التي كانت تصدر في الإمارات العربية المتحدة، وعضوا في الكثير من مجالس الإدارات الأخرى كجمعيات ونوادي النفع العام.
آراؤه السياسية في حوارات سابقة
كانت للراحل مجموعة من الآراء السياسية في حوارات صحافية اجريت معه، منها رأيه في إنشاء الأحزاب السياسية حيث قال: انه كان مؤيدا لوجود الأحزاب السياسية عندما كان شابا، لكن الإنسان عندما يكبر وينضج تفكيره ويرى أكبر التجارب أمامه ان كان في العراق او لبنان او السودان او الجزائر وحتى في بريطانيا والولايات المتحدة، فعندما يصبح الحزب في الحكم يأتي بجماعته، وبالنسبة للكويت فليبقوا يعملون في الخفاء دون إشهار، أفضل من إعلانهم الأحزاب.
وعند سؤاله عن الدائرة الواحدة أجاب ـ رحمه الله ـ إذا وجدت فممتاز، فالدائرة الواحدة تجعل الناس أحرارا ينتخبون من يريدون، في انتخابات الدوائر الـ 5 سترون ما سيحصل فيها، وبرأيي الخاص لن تكون الانتخابات كما يجب، وستكون الرشاوى علنية.
أما عن «الخصخصة»، فقال: أنا مع الخصخصة بشرط ان تحافظ على الموظفين الكويتيين الموجودين في الوزارات وفي المؤسسات، فالخصخصة إنتاج شركاتها أكبر من إنتاج الشركات الحكومية وأشجعها.
وعن رأيه في سيرة المرأة، الكويتية، أما زالت بعض حقوقها مهدرة، كالمتزوجة من غير كويتي ومشكلة أولادها؟ اجاب بان هناك قانونا يقول: ان الكويتية المتزوجة من غير كويتي يجب مرور 15 سنة على الزواج للحصول على الجنسية، وهذا قانون واضح ولا أجد أي حق مهدر للكويتية.
كلمة للنواب
وجه الراحل عباس المناور -رحمه الله- كلمة لنواب مجلس الامة قائلا: «احرصوا على بلدكم، الكويت مطموع فيها من كل الجهات من دون استثناء، راعوا الله في بلدكم وحكومتكم وشعبكم، واذا نظرنا الى الدول الاخرى، فنجد حكومتنا من افضل الحكومات، واعيب من الناس الذين يقولون سني وشيعي فنحن طول عمرنا عايشين مع بعضنا لا فرق بيننا».
النائب للشعب
أكد الراحل أن هذه قاعدة عامة يجب ألا تغيب عن كل نائب وخصوصا من النواب الجدد، ان عضو مجلس امة يمثل الشعب الكويتي باكمله، وليس دائرته فقط، وهذه القاعدة انا وغيري من النواب المخضرمين يعرفونها تماما، صحيح يهتم بدائرته وبالناخبين الذين اوصلوه الى المجلس ولكن هذا لا يعني الا يساعد ويقف مع كل مواطن فوق هذه الارض المباركة فكلنا لها فداء سواء كنا في داخل ضواحي الكويت او في مناطقها الخارجية، فالكويت واحدة لا تنقسم والشعب الكويتي واحد وما اكثر ما تحركت في سبيل الدفاع عن مناطق اخرى، واذكر انني قمت يوما بزيارة صديق في منطقة «العقيلة»، فوجدت البيوت فيها متهالكة قديمة حتى ان اسلاك الكهرباء فيها مكشوفة فاقترحت على الحكومة القيام بتثمين بيوت هذه المنطقة ليتمكن اصحابها من تحسين اوضاعها وسكناهم وفعلا استجابت الحكومة لهذا الاقتراح وعلى ما اعتقد كان ذلك عام 1964 وهذه المنطقة لم تكن ضمن حدود دائرتي الانتخابية فالنائب في مجلس الامة هو ممثل للامة اي للشعب الكويتي بأسره، وليس لمنطقته الانتخابية فقط.
الراحل في سطور
٭ هو ابن النوخذة حبيب مناور مطلق صاهود المسيلم ومن بيت الامارة لقبيلة الرشايدة ومن عائلة امتهنت مهنة الغوص على اللؤلؤ وكان والده حبيب واجداده مناور، ومطلق، وصاهود نواخذة في سفن عائلة بورسلي.
٭ تلقى تعليمه في الكتاتيب على يد الشيخ الشويعر وملا مرشد وناصر المسفر.
٭ عمل في شركة نفط الكويت 1946.
٭ عمل في وزارة الصحة 1949.
٭ عمل في ميناء الشويخ 1954-1958.
٭ عمل في وزارة الكهرباء 1958-1961.
٭ انشأ منطقة العباسية وسميت باسمه منذ نشأتها في عام 1963.
٭ انتخب عضوا في مجلس الامة للمجلس التأسيسي 1962-1963 وعضوا في مجلس الأمة للفصول التشريعية الاول 1963-1967 والثاني 1967-1970 والثالث 1971-1975 والرابع 1975 -1976 والسادس 1985-1986 والسابع 1992-1996 ومثل الكويت في العديد من الوفود البرلماني.
٭ عضو لجنة تنقيح الدستور 1980.
٭ نائب رئيس اتحاد المزارعين 1976.
٭ عضو جمعية الهلال الأحمر الكويتية.
٭ عضو جمعية الصحافيين الكويتية.
٭ تمت تزكيته رئيسا فخريا لنادي التضامن الرياضي.
٭ تمت تزكيته رئيسا فخريا لنادي النصر الرياضي.
٭ صاحب حملة المناور للحج والعمرة منذ عام 1985 حتى عام 2000.
٭ أقام العديد من المشاريع الخيرية داخل وخارج الكويت.
٭ العضو المؤسس لإشهار جمعية الفروانية في 1969.
٭ كان رئيساً لجريدة الايام التي كانت تصدر في دولة الامارات العربية المتحدة.