حنان عبدالمعبود
اعلنت الكويت عن 4 اصابات بانفلونزا الخنازير h1n1 لطلاب كويتيين كانوا في دورة تدريبية في اميركا وعادوا للبلاد السبت الماضي على متن طائـــــرة الـ «يونايتد»الاميركية التي كانت متوجهة إلى البحرين وتوقفت في مطار الكويت لمدة 4 ساعات حيث كانت تحمل 51 طالبا كويتياً وكان وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة د.علي السيف قد اعلن في مؤتمر صحافي اقامته الوزارة بحضور المتحدث الرسمي للوزارة د.يوسف النصف ومدير ادارة الصحة العامة د.راشد العويش ونائب مدير ادارة الصحة العامة د.يوسف مندكار ومدير ادارة العلاقات العامة فيصل الدوسري في الساعة الواحدة والنصف ظهر امس حيث قال ان مختبر الصحة العامة في الساعة العاشرة والنصف صباحا قد ابلغنا بتشخيص حالة لانفلونزا الخنازير h1n1، مضيفا ان البداية كانت بتلقي د.راشد العويش اتصالا من وزارة الصحة بالبحرين يبلغوننا بأنه قد تم تشخيص 7 حالات اصابة بانفلونزا الخنازير وهذه الحالات قد راجعت المراكز الصحية بالبحرين، وهذه الحالات السبع ضمن 13 حالة وهم مجموعة من الطلاب البحرينيين الذين كانوا يدرسون بالخارج في احدى الدورات التدريبية كانوا قد عادوا على احدى الطائرات ترانزيت الكويت وكان معهم مجموعة من الطلبة الكويتيين عددهم 15 طالبا الملتحقين بنفس الدورة التدريبية وهبط الطلبة الكويتيون الى الكويت بينما الطلبة البحرينيون مكثوا بمطار الكويت لمدة 4 ساعات ونصف ومن ثم اخذوا طائرة اخرى الى البحرين.
ولم يكن هناك اي اعراض لاي واحد من المجموعة سواء الكويتية او البحرينية ولهذا لم يتم اكتشافهم بالكويت او بمطار البحرين، ولكن في اليوم التالي وهو الاحد حينما بدأت الاعراض بالظهور على الطلبة البحرينيين قاموا بمراجعة المراكز الصحية هناك والتي تعاملت معهم بأخذ عينات اتضح منها اصابة 7 من 13 طالبا، وحسب الاتفاق بين دول مجلس التعاون عند ظهور اي حالة يتم ابلاغ ضابط الاتصال وبالتالي تم ابلاغ د.راشد العويش والذي بادر باتخاذ الاجراءات عبر البطاقات حيث تم معرفة 15 طالبا تم الاتصال بهم وحضروا لادارة الصحة العامة، وتم اخذ عينات منهم، ومنهم واحد تم تأكيد اصابته بالڤيروس، والباقون اثنان منهم ثبت انه ليست لديهما اي اصابة والآخرون مازالت عيناتهم قيد الفحص بمختبر الصحة العامة.
الوضع جيد
وطمأن د.السيف المواطنين والمقيمين بأن الوضع الصحي بالكويت جيد، وقال ليس هناك اي خوف حاليا والوزارة منذ البداية اتبعت جميع الاجراءات المطلوبة منها حيث بدأت بالمطارات والمراقبة بالبيوت وتعاملت مع ظهور حالات بالدول المجاورة بمراقبة الحدود البرية والبحرية ولهذا يجب ان يطمئن الجمهور.
مضيفا ان هناك كمية كبيرة من الأدوية المعالجة سواء «تاميفلو» او غيره من العقاقير المعالجة التي تكفي كما كبيرا من السكان بالكويت، وكذلك تم تجهيز المختبرات بأحدث الأجهزة، حيث ارسلنا فريقا تدرب بمختبر «نمرو» بجمهورية مصر العربية لتشخيص الحالات، وأحضرنا جميع الأدوات والكواشف الخاصة بالمرض.
شفافية ووضوح
من جانبه، طمأن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة ووكيل الوزارة المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة د.يوسف النصف الجمهور، وقال ان الاجراءات الصحية تقوم بها الوزارة بالاتفاق والتعاون مع منظمة الصحة العالمية، مؤكدا ان الوزارة تتبع الشفافية والوضوح في الاجراءات، وقال لم يكن هناك اي تردد في اعلان الاصابة لأحد الطلبة القادمين على الطائرة حينما اثبتت التحاليل اصابته بالڤيروس ما بين الساعة 10 و11 حيث اصدرنا بيانا أوليا نشر عن طريق وكالة الأنباء الكويتية، وليست هناك اي معلومات نحجبها عن المجتمع وانما نعلم بجميع الأمور أولا بأول.
واضاف النصف: نحن مطالبون بتبليغ منظمة الصحة العالمية بهذه الاخبار أولا بأول، وقال نحن لا نتردد في الاعلان عن اي اصابات لأنه لدينا الخطط والبرامج والأجهزة والعلاجات ايضا والتي تبلغ من 9 الى 10 ملايين حبة علاج، ولاتزال الأمور تحت السيطرة.
وطالب د.النصف الاعلاميين بعدم تصعيد الامور بشكل مبالغ فيه حتى لا تكون هناك حالة من الرعب، مؤكدا ان الاجراءات الصحية المعمول بها في الكويت تماثل ما يتم تطبيقه في كل دول العالم، اضافة الى عدم الاستماع الى الاشاعات فليس هناك ما يمنع الاستفسار عن اي امر، فهناك ضابط اتصال رسمي متواجد ويمثل اللجنة العليا وكل الأبواب مفتوحة لتوضيح أي أمر.
وللأسف سرت شائعة ان هناك شخصا يعمل بأحد مطاعم الوجبات السريعة اصيب، فهذا كلام عار عن الصحة، لأنه لا يمكن تشخيص المرض الا عن طريق الفحص المخبري، ولا تعني الاصابة بالزكام او النشلة انه مصاب بـ «h1n1» وبالتالي يتم التحذير من التعامل مع المطعم او فروعه ففي اعتقادي هذا نوع من التضخيم غير المبرر.
وأضاف: أتمنى اخذ المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية، ونحن متواجدون باستمرار ولن نتردد في الإعلان عن أي إصابة فورا مثلما نفعل الآن، ولدينا اتصال مع كل دول مجلس التعاون، حيث اليوم بقطر تم إعلان اصابة حالتين، والمملكة العربية السعودية اعلنت اصابة 3 حالات، والكويت اصابة واحدة، مملكة البحرين اعلنت اصابة 7 حالات، ثم زيادة 3 حالات فأصبحت 10 حالات، ان مسألة الاعلان تطمئن المواطنين ولا تخيفهم، خاصة ان لدينا استعدادا كاملا للتعامل مع هذه الحالات ومرافقيهم.
كاميرات
من جانبه، قال مدير إدارة الصحة العامة د.راشد العويش: بصفتي ضابط اتصال عن الكويت وأتشرف بالقيام بهذه المهمة بترشيح من وزارة الصحة، تلقيت اتصالا من ضابط اتصال البحرين صباح يوم الاحد الماضي ابلغني عن تشخيص 7 حالات مرضية في البحرين وانهم من بين 13 حالة، وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة.
واكد العويش على ضرورة تواجد الكاميرات بشكل اساسي بالمطارات، مضيفا انه بالرغم من ذلك ليست هي الحل الكامل لاكتشاف الحالات ولكن التوعية الصحية عن طريق الجمهور هي الأساس فأي شخص يشعر بأي أعراض مرضية تتعلق بمرض الانفلونزا لابد ان يراجع أقرب مركز صحي ولا يخجل او يخاف لأن هذا الاجراء للمحافظة على صحته وصحة من حوله.
ولهذا فإننا بالوزارة خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة وبناء على تعليمات الوزير يوم الاحد تم تعديل بطاقة المراقبة والتي تغيرت لتصبح جزأين يمكن فصلهما، الاول منه يشمل نصائح للمسافر والآخر يضم معلومات الشخص نفسه والتي يسلمها للسلطات الصحية بالمطار او بالمنفذ الحدودي، ولا يتطلب من الشخص مراجعة المركز الصحي، حيث لم يعد مطلوبا من الشخص مراجعة المركز الصحي الا اذا شعر بالأعراض المسجلة على الكارت.
كما تطرقنا خلال اجتماع اللجنة العليا الى موضوع التطعيم، حيث كان لنا لقاء اليوم مع احدى الشركات الكبيرة المتخصصة في انتاج التطعيم والتي بدورها اخبرتنا بأنه في افضل الحالات لن يتوافر التطعيم قبل 4 اشهر، اي اكتوبر المقبل، والموعد بين 4 و6 أشهر، مضيفا ان انتاج التطعيم سيكون بشكل كبير، وهناك اكثر من شركة دخلت في انتاج هذا التطعيم.
وأشار د.العويش الى ان هناك لقاء يوميا مع وسائل الإعلام الساعة الحادية عشرة صباحا لتوفير كل المعلومات عن الوضع الدولي والاقليمي والمحلي.
المرض غير خطر
وأكد د. العويش ان المرض ليس بالخطير في الوقت الحالي وهو غير مميت، حيث ان نسبة الوفاة به تعادل 0.002% (اثنين بالألف)، وهذا مقارنة بالانفلونزا الموسمية العادية لا يشكل خطورة فهي أعلى منه في نسبة الوفيات، ولكن لأنه مرض جديد وتجربتنا كبشر جديدة مع هذا الڤيروس فإن ردة فعلنا قوية وسيكون التطعيم متواجدا وهو عبارة عن جرعتين وليس جرعة واحدة لأن الڤيروس جديد على جسم الانسان.
مراقبة صحية
أما نائب مدير إدارة الصحة العامة د.يوسف مندكار فقال ان من أهم فوائد عمل بطاقة المراقبة الصحية على الطائرات ان هناك اشخاصا ظهرت عليهم الاعراض عليهم يوم الأحد بعد وصولهم، حيث وصلوا السبت الماضي الساعة الرابعة والنصف مساء، وحين ظهور الاعراض تم تحويلهم للأمراض السارية وتم اخذ عينات وأرسلت الى المختبر وكانت النتائج سلبية، بينما الحالة التي تأكدت اصابتها تم تحويلها، حيث أخذت العينات للمختبر حتى ظهرت النتيجة وعلى الرغم من هذا فقد بدأنا العلاج منذ أمس بالمستشفى مع المصاب لأن الخطة انه في حالة وجود حالة اشتباه وتم ادخاله المستشفى ولديه أعراض اضافة الى كونه قادما من دولة بها اصابات مؤكدة، فلابد من بدء العلاج معه كما بدأنا العلاج الوقائي للمخالطين به من المنزل منذ الأمس ولهذا فإن الإجراءات كافة تتم حسب توصيات وارشادات منظمة الصحة العالمية.
واضاف مندكار: لقد توصلنا للطلاب بكاملهم وعددهم 15 طالبا واخذنا عينات منهم وتم ارسالها للمختبر ومساء اليوم (أمس) ستظهر النتائج.
واكد مندكار ان منظمة الصحة العالمية تؤكد أن المرض بسيط وقد اعلنت منظمة الصحة العالمية بنشراتها ان عوارضه بسيطة، وان اغلب الحالات والتي وصلت إلى 35 ألفا حاليا بكل الدول التي ظهرت بها تشفى بدون علاج وبدون رعاية طبية، ونسبة قليلة منهم تحتاج إلى رعاية طبية، لكن مع هذا يجب الحيطة والحذر حسب التوصيات ولهذا يجب على المواطنين والمقيمين اتباع الحيطة والحذر.
واشار مندكار الى ان فترة العلاج للمصاب تستغرق 5 ايام بمعدل 10 حبات دواء حيث يتناول المصاب حبتي دواء باليوم على مرتين.
وعن الاشخاص الذين كانوا قادمين على الطائرة وعددهم 209 مسافرين قال د.مندكار: لقد وزعنا كل الركاب على حسب العناوين الموجودة على كارت المراقبة على المراكز الصحية الموجودة بكل الكويت لمراجعتهم للاطمئنان والكشف وأخذ العينات.
ومن جانبه ناشد د.يوسف النصف كافة الركاب الذين كانوا متواجدين بالرحلة 982 لشركة يونايتد الاميركية مراجعة اقرب مركز صحي فنحن توصلنا الى عدد كبير من الركاب ولكن ليس الجميع وهذه مشكلة ان البعض لا يهتم بملء كل البيانات بشكل واضح.
وعلى أي حال فإذا مرت فترة الحضانة دون أي اعراض فلن يكون هناك مشكلة.
وعن الميزانية التي صرحت وزارة الصحة بطلبها من مجلس الوزراء لمواجهة هذا المرض تم الاعلان انه تم اعتمادها بالفعل، واوضح د. علي السيف انها تغطي اي ادوية يمكن طلبها مستقبلا وكذلك التطعيمات والاجهزة وجميع المتطلبات.
«الصحة» تنفي إصابة عامل في مطعم
نفت وزارة الصحة ما أشيع عن اصابة أحد العاملين في مطعم بإنفلونزا الخنازير، ودعت الوزارة المواطنين لأخذ الاخبار من مصادرها الرسمية.
السفارة الأميركية تنفي علمها بوجود أميركيين مصابين بالمرض
نفت الملحقــــة الإعلامية في السفارة الاميركيــة نيكــــــول نوتشللـــــي علمهـا بوجود اميركييـــن مشتبــه في اصابتــــــهم بڤيروس انفلونــــزا الخنازير، واشــارت الى ان الاجـراءات التي تقوم بها وزارة الصحة طبيعية وتطبق عــلى جميـــع القادمين من الدول المنتشر فيها الڤيروس بغــض النظـــر عن الجنسـية.