عمان - منى ششتر
أشاد رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس بالعلاقات الفلسطينية ـ الكويتية على المستويات كافة واصفا علاقته بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بأنها «قديمة وممتازة».
وقال عباس خلال لقائه وفد جمعية الصحافيين في العاصمة الاردنية عمان: «علاقتي مع صاحب السمو الأمير ممتازة منذ السبعينيات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا ولم تؤثر عليها القطيعة بين الكويت وفلسطين» وكذلك هي العلاقة مع الكويت.
واضاف: «ما حصل ايام العدوان الصدامي على الكويت كان أمرا مؤسفا جدا بالنسبة لنا وكان الموقف الفلسطيني آنذاك مؤسفا وما كان يجب ان يكون وهو ما أدى الى القطيعة وهذا من حق الكويتيين».
واستنكر المواقف السابقة قائلا: «كنا وإخوتنا الكويتيون نعيش معا وامتزجنا، بل ان هناك احياء كاملة في الكويت كان يقطنها فلسطينيون، فكيف للكويت حكومة وشعبا ان تقبل بعد ذلك موقف السلطة الفلسطينية ازاء العدوان الصدامي عليها».
وتطرق عباس الى زياراته المتكررة بعد ذلك للكويت واعتذاره للشعب الكويتي عن الموقف الفلسطيني، مؤكدا رغبة السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في طي تلك الصفحة، لاسيما ان سنين طويلة مرت منذئذ «ونتمنى ان نتخلص من ذيول تلك المشكلة».
وقال ان الكويت لم تتوان يوما ما في تقديم الدعم بأشكاله كافة الى الشعب الفلسطيني، مبينا ما يكنه شعبه من محبة وتقدير واخوة للشعب الكويتي.
واضاف مخاطبا اعضاء الوفد الصحافي «لعلكم رأيتم بأنفسكم كيف استقبلكم شعبنا في الاراضي المحتلة، وإن شاء الله تتحسن الأمور وتتقدم الى الأمام».
ورحب عباس بالوفد الصحافي الكويتي قائلا: «كنا ننتظر منذ زمن بعيد زيارات الأشقاء العرب لأن زيارتهم دعم لشعبنا في الداخل»، موضحا ان زيارة الوفد الكويتي للأراضي الفلسطينية المحتلة لا تعني بأي حال من الأحوال زيارة السجان (اسرائيل) او التطبيع معه، بل تعني زيارة السجين (الشعب الفلسطيني) والاطلاع عن قرب على أحواله والظروف التي يعيش فيها، وبالتالي تقدير المعاناة اليومية التي يمرون بها.
وقال ان «المعاناة التي نعيشها كبيرة لاسيما تلك المتعلقة بالاستيطان والجدار الفاصل، فنحن نرزح تحت نير الاحتلال ولا ننكر الواقع او ندعي اننا حررنا البلاد، نحن لم نحررها بعد».
واضاف: «نستخدم في سبيل تحرير بلادنا اشكال المقاومة السلمية كافة التي من شأنها ان تحرج اسرائيل ولا تضعنا في موضع الاتهام، اما المقاومة العسكرية فلا يمكننا القيام بها».
واوضح في هذا السياق، ان الانتفاضات الفلسطينية المتكررة، لاسيما تلك التي كانت بين عامي 2000 و2005 دفعت باسرائيل الى «تدمير الأبنية الحكومية كافة في قطاع غزة وكذلك في مدن فلسطينية أخرى».
وقال: «ما واجهناه من تدمير للأبنية وقتل للأرواح دفعنا الى التفكير في أسلوب آخر للمقاومة لا يعني على الإطلاق الاستسلام فنحن مصرون على الحفاظ على حقوقنا وعلى ثوابتنا ولن نتخلى عنها أبدا».
وأضاف: «لن نتنازل عن سنتيمتر واحد من حدود 67 لا في القدس ولا في اي مدينة فلسطينية» مؤكدا ان السلطة الفلسطينية تعتبر المستوطنات الاسرائيلية «غير شرعية مهما كان وضعها».
وأكد مثابرة الشعب الفلسطيني وصبره على ما يواجهه من مضايقات مستمرة يتعمدها الاسرائيليون، مشيرا على سبيل المثال الى ان المستوطنات تم تشييدها على اراض ذات مياه جوفية «بما يمكنهم من استخراج المياه ومن ثم بيعها لنا ومع ذلك فنحن صابرون».
وقال ان السلطة الفلسطينية تنتهج الحوار مع الأطراف الأخرى، لاسيما ما يتعلق بمطالباتها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي ترفض تطبيقها اسرائيل «ويبقى موقفنا ثابتا تجاه قضايانا وهذا ما جعلنا نكسب تأييد اميركا واوروبا وروسيا والعالم اجمع لما نقوم به».
خارطة الطريق
وعن الموقف الاميركي من مواقف الحكومة الاسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو أوضح ان المشكلة الاساسية بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونتنياهو هي خارطة الطريق التي يريد اوباما من الاسرائيليين تطبيقها وفيها رؤية الدولتين والمبادرة العربية للسلام وقرارات الأمم المتحدة كما فيها خطوات عملية يجب على كل طرف ان يقوم بها «وهذا امر مهم جدا».
وقال عباس ان السلطة الفلسطينية عملت ما كان يجب عليها عمله ومن ذلك ضبط الأمن داخل الاراضي المحتلة الذي يأتي في الدرجة الاولى لصالح الشعب الفلسطيني وليس اسرائيل.
واكد ان الامن مضبوط داخليا لكن على الطرف الاسرائيلي في الوقت ذاته ان يوقف الاستيطان وان يزيل البؤر الاستيطانية وان يعمل على إعادة فتح عدد من المؤسسات التي تم إغلاقها في القدس وتطبيق قرارات الأمم المتحدة.
واستذكر زيارة الرئيس اوباما للاراضي المحتلة عندما كان مرشحا «واكتشفنا انه رجل يعي ما يدور ويفهم الحقائق ويبحث عنها وان كان في النهاية يطبق القرارات الاميركية».
وقال «عندما زارنا اوباما اول مرة عرضت عليه المبادرة العربية وبعد ان قرأها تساءل: لماذا لم يقبلها الاسرائيليون؟ فقلت له: اذا نجحت في الانتخابات الرئاسية فواجبك ان تسعى في هذا الأمر».
واضاف: «وهذا ما كان عندما تولى الرئيس الاميركي منصبه الجديد وبدأ يتحدث عن المبادرة العربية التي لم تصبح عربية فقط بل اسلامية وأممية بعد ان دخلت في خطة خارطة الطريق واصبحت قرارا في مجلس الأمن تحت رقم 15/15 ولا مجال للعب ببنودها».
وأكد ان السلطة الفلسطينية «متمسكة بالشرعية وبالمبادرة العربية ونحن نسير بهذا الاطار وعملنا ما كان يجب عمله والآن ننتظر ان ينفذ الطرف الآخر ما عليه».
واشاد عباس بالاجواء الايجابية للعلاقة الحالية بين السلطة الفلسطينية والادارة الاميركية «من دون مغالاة في الطلبات لذا عندما أطالب بالعودة الى حدود 67 فلا احد يقول لا».
واشار الى اجتماع عقدته وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس في الاراضي المحتلة مع السلطة الفلسطينية والاسرائيليين، واكدت خلاله للطرفين ان الاراضي المحتلة هي الضفة الغربية وغزة والقدس ونهر الأردن والبحر الميت والمنطقة المحايدة «ووافقنا نحن والإسرائيليون على ذلك الا ان الطرف الاسرائيلي لايزال يرفض الاتفاق حين التفاوض بشأنها».
وضع القدس
وعن وضع القدس قال: «لم نتفق ابدا ولكن المبدأ موجود وموضوع القدس لا نقاش فيه فالعربي عربي واليهودي يهودي وطلبنا منهم عدم اعادة تقسيمها وإزالة الجدار الفاصل وان تكون الاماكن المقدسة للجميع وإعادة الاراضي التي تم احتلالها في عام 1967».
واشار عباس الى دعوة الرئيس اوباما خلال اجتماعه الأخير معه في واشنطن الى ضرورة ان تعترف اسرائيل بالدولتين الفلسطينية واليهودية وان توقف الاستيطان من اجل الدفع باتجاه بدء المفاوضات بين الطرفين.
ونقل عن الإدارة الاميركية تأكيدها أهمية حل قضية الشرق الأوسط الا وهي فلسطين «لأن ذلك سيحل المشاكل الأخرى في المنطقة بالعراق وأفغانستان وغيرهما».
واوضح ان موقف السلطة الفلسطينية منسجم مع اشقائنا العرب كافة وليس هناك خلاف ابدا مع اي منهم، مبينا ان السلطة اعدت كل شيء بدقة من اجل تقديم رؤية لتطبيق المبادرة العربية ـ الاسلامية التي تقول الارض مقابل السلام فينسحب الاسرائيليون من الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان ومزارع شبعا وتقوم الدولة الفلسطينية ونقوم بالمقابل نحن العرب والمسلمين جميعا بتطبيع علاقاتنا معهم.
وتساءل: ماذا يريدون اكثر من ذلك، مشيرا الى ان هذه فرصة تاريخية لم تحصل ابدا وتحتاج الى ميكانيكية تتألف من عدد من الجهات وهي اللجنة العربية المشكلة من الجامعة العربية برئاسة الامين العام للجامعة ولجنة اسلامية من بعض الدول الاسلامية المعنية والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي واللجنة الرباعية الدولية. وأكد عباس ان ايادي السلطة والشعب الفلسطيني ممدودة للتعاون من اجل العيش بسلام لكن ليس على حساب مصالح الشعب الفلسطيني او حقوقه المشروعة.
واشاد بمواقف الرئيس اوباما التي تقوم على الانفتاح على دول العالم اجمع، مشيرا في هذا السياق الى ما ورد في خطاب اوباما الاخير في القاهرة الذي كان خطابا منفتحا لاسيما على العالم الاسلامي وارجو ان نقتنص هذه الفرصة.
وقال ان الرئيس اوباما ادرك ان الارهاب لا يقتصر على الاسلام فهناك من الارهابيين من هو غير مسلم لذا توجه الى العالم الاسلامي وفتح صفحة جديدة وان شاء الله تقبل تلك الصفحة وتفهم ولا يساء فهمها، بيد انه اوضح ان الرئيس الاميركي مواطن اميركي يحافظ على المصالح الاميركية ويطبق السياسة الاميركية التي تطبخ في المؤسسات الاميركية العليا لاسيما مؤسسات الدراسات التي لا حصر لها ومنها الكونغرس ومجلس الامن القومي ووزارة الخارجية والدفاع وحصيلة هذا كله سياسته وليس عواطفه.
واعرب عن الامل في ان يبدأ الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين قريبا على اساس ان يقبلوا بشروط اميركا وهي ليست شروطا مسبقة بل هي طلبات موجودة منذ عام 2001 منذ ايام لجنة ميتشل الأولى.
وعن آخر تطورات مؤتمر فتح قال ان المؤتمر سيعقد في اوائل شهر يوليو المقبل داخل الاراضي الفلسطينية.
لا للوطن البديل
وردا على سؤال حول ما تنادي به اسرائيل الى ان تكون الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين اوضح انه «ليس هناك وطن بديل لشعبنا ولا اقبل ان تكون الاردن الا وطنا للاردنيين»، مشيدا بالروابط التاريخية التي تربط الشعبين والحكومتين والدعم المستمر الذي تقدمه الاردن لفلسطين.
وعن اسباب الدور المتغير للاتحاد الاوروبي تجاه القضية الفلسطينية قال عباس ان موقف اوروبا معنا جيد ودعمها المادي مستمر وكذلك مساعداتها الخاصة ببناء المؤسسات والأمن وهي تريد الانفتاح قليلا على حركة حماس ونحن لا مانع لدينا.
واشار الى ان دول اوروبا اخذت تقدم اخيرا مساعدات لفلسطين لتعزيز ميزانيتها في الصرف على الخدمات المقدمة لاسيما لقطاع غزة من الكهرباء والمياه والوقود.
وبين ان الاوروبيين اخذوا موقفا جيدا تجاه منتجات المستوطنات التي تقام في الاراضي المحتلة بعدم التعامل معها وهذا يعني ان موقفهم كان متقدما عن الادارة الاميركية وكذلك علاقاتنا الثنائية مع الدول الاوروبية جيدة وان كان اغلبها تميل الى اسرائيل.
وعن ضمانات ان قرار الامم المتحدة رقم 15/15 لن يتم وقفه من قبل اسرائيل أو اميركا قال عباس ان قرارات الامم المتحدة يقرها مجلس الامن ولكنها غير مطبقة «لذا لا نتوانى في اللجوء الى مجلس الامن كلما كانت هناك قضية لاننا لن نخسر شيئا وان كنا لا نعول كثيرا على ذلك».
واضاف «ليست هناك قوة تنفيذية لتطبيق القرارات لكن هذا لا يمنع ان نأخذ قرارات ونستند اليها لانه ليس هناك حل غير ذلك».
حماس والسلطة
وعن علاقة السلطة بحركة حماس وعما اذا كانت الخلافات بين الطرفين تضعف الموقف التفاوضي للسلطة في الخارج قال «لا شك ان خلافنا يضعفنا وانقسام الضفة وغزة يعطي نتنياهو الحجة للزعم بأن ليس لديه من يتفاوض معه من الفلسطينيين، نعم الخلاف ليس من مصلحتنا».
واشاد في هذا السياق بالدور الذي تقوم به مصر في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية واعادة تماسك اللحمة بين افراد الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان مصر ستعرض في السابع من شهر يوليو المقبل اتفاقا مع حماس ونحن حريصون على تطبيق ذلك الاتفاق وتنفيذ بنوده ايا كانت مادامت تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية. وقال علينا ان نبدأ في تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل الفلسطينية كافة على ان تباشر اعمالها فورا لاعادة الاعمار لاسيما في قطاع غزة الذي تدمر جزء من ابنيته ناهيكم عن اعداد العاطلين والمشردين من ابناء الشعب الفلسطيني هناك.
واضاف انه على الحكومة المعنية ان تتعامل مع المحيطين بها من اسرائيل واوروبا واميركا وان تنسجم مع الشرعية الدولية فهناك الكثير من القضايا التي يجب على الحكومة ان تتعامل وتتفاوض بشأنها مع الطرف الآخر (الاسرائيلي) ويجب ان نتعامل مع الحكومة الاسرائيلية مباشرة لاننا نرزح تحت نير الاحتلال.
وطالب عباس بعدم اطلاق الصواريخ «العبثية» بحجة المقاومة لان ذلك من شأنه ان يفتح نيران الآلة العسكرية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في معركة غير متكافئة وانا من واجبي ان احمي الأمن ومن واجبي ان اكون دولة وسلطة واحدة وقانونا واحدا وبندقية واحدة.
وقال: لن اسمح بثلاثة اشياء اولها تبييض المال والعبث بالامن واخيرا اقتناء المتفجرات والسلاح فهناك سلطة وقانون يفرضان علي ان احمي شعبي ليعيش حياته الاجتماعية الطبيعية.
واكد ان مقاومة الاحتلال في الظروف الحالية «تعني تدمير البلد»، مشيرا الى ان ذلك من شأنه اعطاء ذريعة لاسرائيل ودفعها الى ارسال طائراتها للتدمير فـ «المعركة غير متكافئة وهذا ما يجب ان نعترف به» والمواطن هو فقط من يدفع الثمن فهل من المعقول ان يكون لدينا شعب معاق او شعب من ارامل وايتام.
وعما اذا كانت هناك خيارات اخرى امام الشعب الفلسطيني في حال فشل المبادرة العربية قال الرئيس عباس «نحن جزء من الامة العربية ولا نريد ان نأخذ موقفا كقفزة في الهواء بل نحن على استعداد لتنفيذ ما يراه الاخوة العرب في شأن تلك المبادرة».
واضاف: «لا احب الخروج عن الثوب العربي واذا افترضنا ان لا نتائج وراء تلك المبادرة فسأعود للعرب وهم الذين سيقررون لان القدس ليست لي وحدي وكذلك القضايا الاخرى مثل اللاجئين والامن والمياه» فهي لا تخص فلسطين فقط بل الدول المجاورة لها أيضا.
وأكد عباس حاجته الى الدعم العربي والموقف العربي الموحد فدونهما «لا استطيع السير» لاكمل المشوار ولست على استعداد لذلك من دونهما.
وعما يثار حول ما تعانيه السلطة الفلسطينية من فساد وسرقات قال ان لدى السلطة حسابا واحدا اسمه حساب رئيس مجلس الوزراء ولا يأتي أي فلس من أي مكان في العالم الا على هذا الحساب ولا يخرج الا بميزانية والميزانية تنشر على الانترنت وفي الصحف شهريا. واشار الى ما ذكره مدير البنك الدولي والرئيس اوباما ومسؤولون اوروبيون عن شفافية السلطة حيث قالوا بلغة واحدة هذه السلطة لديها شفافية غير موجودة في المنطقة.
وقال من السهل جدا القول بأن السلطة الفلسطينية تعاني من الفساد وانا لا ابرئ احدا ولا اقول ان اعضاء في السلطة كانوا ملائكة بل اقول ان اردت ان تكون فاسدا فهذا من السهل جدا واذا اردت ان تكون امينا تستطيع ان تكون كذلك. واضاف: وعندما توضع الامور في نصابها ومن خلال ميزانيات مكشوفة ومعروفة لا يمكن ان تسمح بأي فساد وادارة الرئاسة الفلسطينية لها ميزانية وانا بصفتي رئيسا أتسلم راتبا في آخر كل شهر.
وعن موضوع العملة الفلسطينية قال عباس: «لدينا الآن سلطة النقد وهي المشرفة على كل البنوك وفكرنا في البداية ان تكون عملتنا الدينار لكننا لم نتمكن من عمل شيء بسبب تكرار الانتفاضات». واستذكر كيف كانت العملة الفلسطينية في الثلاثينيات من القرن الماضي قوية وكان الجنيه الفلسطيني الواحد يعادل جنيها استرلينيا مبينا انه ليس لدى السلطة حاليا اي احتياطيات مالية.
وعما اذا كانت السلطة الفلسطينية تراقب اموال الجمعيات الاسلامية قال عباس «لست انا من يراقب فهناك سلطة النقد التي تراقب البنوك وحركتها لمنعها من عمليات تبييض الاموال».
وعن قضية المستوطنات وعما اذا كانت هناك سيناريوهات واقعية للتعامل معها اوضح عباس ان «هذه فرضية لا اريد ان اناقشها فهم يستوطنون ارضا ليست ارضهم».
واستذكر في هذا السياق كيف ازالت اسرائيل مستوطناتها من شرم الشيخ في عام 1974 وكيف قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون ان يزيل عددا من المستوطنات في غزة وجنين في ليلة واحدة وانا متأكد انه لن يبقى عندي مستوطن واحد فلماذا افترض.
العلاقة مع سورية
وعن فحوى لقائه الاخير مع الرئيس السوري بشار الاسد قال ان علاقتي بالرئيس بشار الاسد ممتازة وممتازة جدا ونناقش معه كل شيء يخص الوضع الفلسطيني والمفاوضات.
واضاف لا اذيع سرا فأنا سأقوم بزيارته خلال اسبوع وعندما رجعت من رحلتي الاخيرة الى واشنطن ارسلت له تقريرا مفصلا في اليوم التالي عما جرى هناك فبيننا وبينه الابواب مفتوحة والقنوات مفتوحة.
ومضى يقول سورية تؤيد حماس وهذا شأن خاص بها لاسيما انها دولة ذات سيادة ولها مصالح فهي حرة فيمن تؤيد ولكن تأييدها لحركة حماس لا يعني ان نفسد علاقتنا معها.
واشار الى ان الرئيس الاسد يعي ذلك تماما وهناك قنوات كثيرة ومواضيع كثيرة نتحدث فيها ونتفق عليها وننسجم فيها.
وعن مطالبة نتنياهو بدولة يهودية قال الرئيس عباس عندما سئلت عن ذلك في مؤتمر انابوليس قلت لهم لكم ان تسموا الدولة بما شئتم وانا اسميها دولة اسرائيل، مضيفا ان نتنيناهو لكي يهرب من بعض الامور يطالب الفلسطينيين بأن يعترفوا اولا بأن اسرائيل دولة يهودية.
واشار في هذا السياق الى سعي اسرائيل إلى توطين ومن ثم تهويد غير اليهود ومنهم نصف مليون مسيحي روسي هربوا من ديارهم اثر انهيار الاتحاد السوفييتي منذ عشر سنوات متحدية بذلك ارادة وحقوق الشعب الفلسطيني في ارضه وتبرر ذلك بالقول ان هؤلاء لا يشكلون خطرا على الدولة الاسرائيلية كما هو الفلسطيني وكذلك من السهل تهويدهم مستدركا بالقول «من يقبل بذلك؟».
وردا على سؤال في حول رؤيته لفلسطين عام 2025 اعرب الرئيس عباس عن ثقته بأن الدولة الفلسطينية ستكون موجودة على الخارطة ان عاجلا أو آجلا وسيكون ذلك في القريب العاجل.