حنان عبدالمعبود
هل سيتوقف وباء إنفلونز الخنازير عند هذا الحد، أم أنه كالخلايا السرطانية التي لا تعرف التوقف؟ هكذا تساءل عدد كبير من المواطنين والمقيمين، ولسان حالهم التوتر والقلق خاصة مع ازدياد انتشار الوباء يوميا ضاربا معظم دول العالم.
وعلى الصعيد المحلي، أعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل إصابة جديدة بانفلونزا الخنازير لآسيوية كانت قادمة من أميركا لزيارة ذويها في الكويت السبت الماضي على متن طائرة «يونايتد ايرلاينز» الأميركية رحلة رقم 982 ليصل الإجمالي إلى 7 إصابات.
وقال المتحدث باسم الوزارة د.يوسف النصف لـ «كونا» ان الفحوصات المخبرية أكدت إصابتها وتم نقلها لمستشفى الأمراض السارية لتلقي العلاج اللازم، مشيرا إلى انه تم فحص جميع المخالطين لها احترازيا وتم إعطاؤهم النصائح الإرشادية المتبعة حسب الإجراءات المعمول بها في منظمة الصحة العالمية. وطمأن د.النصف الجميع بالقول إنه «لا شيء يدعو للقلق وان الوزارة متفاعلة مع الحدث منذ البداية ووضعت خطة طوارئ محكمة لمجابهة هذا الوباء»، مشيرا إلى ان معظم المصابين بهذا الوباء حول العالم تماثلوا للشفاء تماما وان المصابين في البلاد حالتهم مستقرة وسيغادر معظمهم الأسبوع المقبل.
وكانت رحلة الـ «يونايتد ايرلاينز» رقم 982 التي أقلت طلبة كويتيين وآخرين من أميركا السبت الماضي حطت في الكويت «ترانزيت»، لنحو أربع ساعات وقامت وزارة الصحة باستدعاء الركاب القادمين احترازيا لفحصهم بعد أن أعلنت البحرين تسجيل حالات إصابة لطلبة قدموا على نفس الرحلة.
وسجلت الكويت خلال الأيام الثلاثة الماضية 6 إصابات لمواطنين من بينهم طفلة وامرأة مسنة إضافة إلى الآسيوية التي اكتشفت إصابتها أمس بإنفلونزا الخنازير، وقامت وزارة الصحة باتخاذ جميع الإجراءات المتبعة حسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
وأشارت آخر إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية إلى إصابة أكثر من 35 ألف شخص بڤيروس «اتش 1 ان 1» في 76 دولة حول العالم معظمهم تماثل للشفاء في حين توفي منهم 163 شخصا.
وفي الوقت الذي سارعت فيه وزارة الصحة الى طمأنة المواطنين والمقيمين معلنة انه لا شيء يدعو للقلق وانها وضعت خطة طوارئ محكمة لمواجهة انفلونزا الخنازير سادت حالة من الخوف والارتباك بين عدد كبير من المواطنين والمقيمين، وخاصة من القادمين من الخارج او ممن خالطوا قادمين من دول موبوءة. وزاد من حالة الخوف ارتفاع عدد الحالات المصابة الى 7 حالات والاشتباه في عدد من الحالات الاخرى.
وقبل اعلان «الصحة» امس عن اكتشاف الاصابة السابعة بالمرض قالت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان هناك اشتباه في اصابة حالتين جديدتين بانفلونزا الخنازير الأولى لخادمة من الجنسية الفلبينية وتعمل لدى احدى العوائل التي اصيب احد افرادها بالڤيروس منذ ايام اما الحالة الثانية فهي لمواطنة كويتية قدمت من البحرين منذ ايام وراجعت مستوصف منطقة سلوى حينما شعرت بعوارض المرض، بالاضافة الى هذا فقد صرحت مصادر اخرى انه تم تحويل ثلاثة طلاب كويتيين يوم امس الاول من مستشفى مبارك الكبير الى مستشفى الامراض السارية للاشتباه في اصابتهم بالڤيروس وكان الطلاب الثلاثة قد عادوا للبلاد من اميركا يوم الاثنين الماضي وقاموا بمراجعة المستشفى لظهور اعراض مشابهة لأعراض الڤيروس عليهم.
ومع تزايد المخاوف من انتشار المرض امتلأت صالات الانتظار والملاحظة بمستشفى الأمراض السارية مساء امس الاول حيث قدمت اليها حشود كبيرة من المواطنين والوافدين الذين يريدون الاطمئنان على صحتهم، واغلب الحضور كانوا اما قادمين من خارج الكويت، سواء من أميركا أو ايطاليا أو فرنسا وغيرها من الدول او هم اشخاص خالطوا اناسا آخرين قدموا من السفر، وقد اصاب الاندفاع الكبير وغير المتوقع لمراجعي المستشفى العاملين بالارتباك الشديد خاصة ان مؤشر زيادة الخطر في الانتشار كان مرتفعا بشدة مع وجود هذا الكم من البشر في مبنى واحد وقد يكون احدهم حاملا للڤيروس دونما ظهور اعراض، وللاسف كان التعامل مع الجمهور المحتشد يقتصر على قياس حرارة الجسم والانصراف. وكان الاجدر ان يقف طبيب متخصص ويتحدث مع الناس منتهزا فرصة تجمع هذه الحشود لاعطائهم تعليمات صحية حول الاعراض والمخاطر والاجراءات الصحية الواجبة في هذه الحالات.
الجدير بالذكر ان هناك الكثير من الاتصالات الهاتفية التي تلقتها «الأنباء» يوم امس من الجمهور يتساءلون فيها عن الدول الموبوءة نظرا لانهم مرتبطون بموعد سفر لبعض الدول ويخشون الاصابة كما يتساءلون عن الاجراءات الواجب اتباعها لحماية انفسهم والامصال والادوية التي يصطحبونها معهم.
و«الأنباء» بدورها تحمل هذه التساؤلات الى ادارة التوعية الصحية بالوزارة كجهة متخصصة في الجانب التوعوي برجاء اعداد نشرة خاصة بهذا الأمر واعلانها عبر القنوات الاعلامية لتصل المعلومات الصحيحة الى من يحتاج اليها.