اوضحت الناشطة السياسية نورية السداني ان الكويت ستشهد اول تفعيل في العالم لخطاب الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الاميركية، حيث سارعت تنامي (التجمع الوطني للنهوض بأدوار المجتمع المدني) لتفعيل ما جاء في الخطاب بالترحيب «بالشراكة بين الاميركيين والمواطنين والمنظمات الاهلية» هذه الشراكة التي تفعلها «تنامي» اليوم برعاية جريدة «الأنباء» عبر جمع «المفكرين والمثقفين واصحاب الرأي على طاولة نقاشية تتناول الخطاب من خلال اربعة عشر محورا وردت خلاله وتناولت العلاقة بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة الاميركية والطموح لتحقيق عالم انساني تسوده المحبة والسلام والحرية والعدل.
وزادت كان خطاب الرئيس باراك اوباما الذي ألقاه في القاهرة وثيقة حدد فيها معالم شخصيته التي تأثرت بالاسلام منذ ان كان طفلا حتى اصبح رئيسا للولايات المتحدة الاميركية، ودعت السداني الجماهير لحضور هذه الحلقة التي تعقد لاول مرة في العالم وتخصص لمناقشة خطاب الرئيس باراك أوباما الذي ألقاه في القاهرة 4 يونيو الماضي وتنعقد الندوة في الجامعة الاميركية من الساعة الثامنة حتى العاشرة من مساء اليوم.
وتابعت السداني: بدأ الرئيس الاميركي باراك اوباما خطابه بتحية الاسلام «السلام علكيم» وهذا ما نتمناه ان يعم السلام العالم وايمانا من «تنامي» بتقارب الشعوب وفهمها للعالم الاسلامي الذي اسهم في تقدم الحضارة التي قدمها العلماء المسلمون للعالم فأصبحت مصدرا رئيسا للحضارة العالمية وقد جاءت شهادة الرئيس الاميركي باراك اوباما من خلال الخطاب (الوثيقة) الذي ألقاه في جامعة القاهرة لتؤكد عمق شخصيته وثرائه الفكري وتاريخه الانساني المرتبط بحضارة الاسلام والمسيحية فقد كان قدره ان يولد من اب مسلم وام مسيحية ليشكل تلك الشخصية المؤثرة، التي ابرز فيها من خلال خطابه (الوثيقة) قدرة العالم الاسلامي على العطاء والمساهمة في حضارة الانسان وفوق هذا وذاك التسامح العريق الذي يفخر به الاسلام وقد استشهد الرئيس باراك اوباما بهذا التسامح الاسلامي من خلال تاريخ الاندلس وقرطبة ومشاهدته لهذا التسامح الاسلامي بنفسه حينما كان طفلا يعيش في اندونيسيا واستذكاره هذه الفترة من حياته بسماع الاذان في مواعيد الصلاة ورؤيته عن قرب للتسامح الديني الذي تتميز به المجتمعات المسلمة، واستطردت الناشطة السياسية بأنه مما لاشك فيه ان شخصية الرئيس الأميركي باراك اوباما وخطابه (الوثيقة) يستحق منا جميعا التوقف عنده فهو يشكل الامل في قلب صفحة من تاريخ العلاقات الاميركية ـ الاسلامية التي شابها التوتر بعد احداث 11 سبتمبر 2001 والبدء بصفحة جديدة يملؤها الامل والحلم في عالم متكامل من التفاهم والتقارب والشراكة في صناعة الحضارة المشتركة والقائمة على السلام العادل، حيث اكد في خطابه (الوثيقة) على هذه الشراكة بين اميركا والعالم الاسلامي واهمية استنادها الى حقيقة الاسلام والتصدي للصور السلبية عن الاسلام، وتعهده ان تكون هذه جزءا من مسؤوليته وتأكيده على ان الاسلام جزء لا يتجزأ من اميركا حيث استشهد بوجود 1200 مسجد في الولايات المتحدة الاميركية وسبعة ملايين مسلم اميركي وتوثيقه التاريخي لاول دولة مسلمة اعترفت بأميركا وهي «المغرب» وبذلك اصبح الاسلام جزءا لا يتجزأ من قصة أميركا، حيث ساهم المسلمون الاميركان في اثراء أميركا فقد دافعوا عن الحقوق المدنية واسسوا المؤسسات ودرسوا في الجامعات وفازوا بجوائز نوبل شيدوا اكثر المباني ارتفاعا في الولايات المتحدة واشعلوا الشعلة الاولمبية وعندما انتخب اول مسلم اميركي في الكونغرس قام بأداء اليمين الدستورية مستخدما نفس النسخة من القرآن الكريم التي احتفظ بها احد المؤسسين لاميركا «توماس جيفرسون» في مكتبته الخاصة وقد استشهد الرئيس اوباما بما قدمه العلماء المسلمون من اسهامات حضارية للعالم من خلال فن العمارة والطب والخط والشعر والطباعة.
واوضحت ان الرئيس الاميركي باراك اوباما حرص على ان يستشهد في خطابه بآيات من القرآن الكريم كان لها الصدى في قلوب وعقول المسلمين في جميع انحاء العالم وقد كان الخطاب وثيقة تاريخية لتساؤل لابد ان يجيب عنه المستقبل؟، فهل سيكون الخطاب بداية جديدة للعالم؟ وهل سيؤدي لانهاء التوترات القائمة وقلب صفحتها التاريخية لصفحة من التنمية الانسانية العالمية المشتركة القائمة على احترام الانسان؟