أسامة دياب
أكد مرشح الدائرة الرابعة في انتخابات المجلس البلدي راشد مساعد بورسلي ان المجلس البلدي لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن دور مجلس الأمة، نظرا لأهمية الدور الذي يلعبه في دفع عجلة التنمية في البلاد، فهو من يرسم السياسات ويضع الخطط ويقر المشروعات في مختلف أنشطة البلدية العمرانية والبيئية والصحية والتي ترتبط بحياة المواطن منذ لحظة ميلاده حتى وفاته.
وأوضح أنه علينا أن نعترف بمناحي القصور الموجودة في جسد البلدية، معتبرا ذلك أولى خطوات الحل، مشيرا إلى أنه يتبنى فكرة اللامركزية الإدارية كمشروع إصلاحي شامل وعلاج ناجع لهموم وأوجاع البلدية، مشيرا الى ضرورة تطوير قطاعات البلدية بصورة تعزز من دورها في العملية التنموية.
وشدد على أهمية أن تولي الدولة بصفة عامة والبلدية بصفة خاصة أهمية قصوى للتنمية البشرية المستدامة كأعلى درجات الاستثمار وحجر زاوية لا يمكن إغفاله في التنمية العامة للبلاد. وبين أنه مهموم بالحفاظ على الهوية الكويتية ويحتل ذلك موقعا مميزا على قمة أولوياته، معربا عن خشيته من تلاشيها ومحاولات طمس ملامحها، داعيا لضرورة تضافر الجهود الحكومية والمدنية للحفاظ على هويتنا وزرعها في نفوس الأجيال القادمة. ولفت إلى أن إحياء المدن الحدودية بعد استراتيجي لا يمكن إغفاله وضرورة اقتصادية لا غنى عنها قادرة على صنع الفارق، مؤكدا على ضرورة تطوير الجزر الكويتية من خلال مشروع وطني كبير ينقل الكويت نقلة اقتصادية نوعية ويعزز من سيادتها.
وأشار إلى أهمية نفض الغبار عن العاصمة وتطويرها بالشكل الذي يليق بالكويت ومكانتها مع الحفاظ على هويتها التراثية، موضحا ضرورة إعادة النظر في آلية اختيار أسماء الشوارع من خلال ضوابط واضحة بعيدة عن الأهواء والشخصانية.
وشدد على أن التغيير لا يأتي بالإحجام عن المشاركة أو مقاطعة الانتخابات ولكن المشاركة الفعالة تصنع التغيير، داعيا الناخبين إلى حسن اختيار ممثليهم، موضحا أن التأزيم ليس طريقا للتنمية بينما الحوار الهادئ العقلاني الذي يغلب المصلحة العامة هو أول سبل الإصلاح. «الأنباء» التقت المرشح راشد بورسلي وقلبت معه أوراق أجندته الانتخابية وناقشته في أولوياته وأهم القضايا على الساحة فإلى التفاصيل:
لماذا رشحت نفسك في انتخابات المجلس البلدي؟
أنا على يقين بأن الكويت تمر بمرحلة حرجة ومنعطف تاريخي تحتاج فيه إلى جهود أبنائها في جميع المجالات من أجل دفع عجلة التنمية وتحقيق سبل الاستقرار الاقتصادي، وبالتالي جاء قرار ترشحي من خلال مبادرة وطنية ورغبة في التغيير انطلاقا من الحس الوطني والغيرة على الكويت وأهلها وخصوصا أنني أعترف بأني منحاز للمواطن الكويتي وحماية حقوقه على رأس أولوياتي. وفي حال وصولي للمجلس البلدي أعد الجميع بأنني سأكون صوتا للشعب في المجلس حاميا لحقوقه مدافعا عن مطالبه متبنيا كل قضاياه بالوسائل الشرعية والدستورية.
البعض يعتقد أن انتخابات مجلس الأمة عبرت عن رغبة الشارع في التغيير وإعطاء الفرصة للوجوه الجديدة، إلى أي مدى تتفق مع هذا الطرح؟
بداية علينا أن نعترف بان الشارع السياسي الكويتي مل الصراع والتأزيم، خصوصا بعد ما نراه ونسمعه يوميا في وسائل الإعلام، وبعد أن تحول مجلسنا التشريعي إلى ساحة للصراعات وتصفية الحسابات وتغليب المصالح الشخصية على مصلحة البلد، وهذا برأيي ما عزز رغبة الناس في التغيير. وإن كنت أرى أن التغيير يجب ألا يكون من أجل التغيير، ولكن يجب أن ينبع من قناعة شخصية ودراسة فاعلة لبرامج المرشحين ومؤهلاتهم حتى لا ندور في حلقة مفرغة تأتي بنفس المحصلة التي صنعت التأزيم.
الأجندة الانتخابية
ماذا تحمل في جعبتك لأهالي الدائرة الـ 4 أو بالأحرى ما أبرز محاور برنامج الانتخابي؟
لدي عدد من الخطط الطموحة التي أنوي طرحها في حال وفقت للوصول لعضوية المجلس البلدي أهمها المراجعة الدورية للوائح والقوانين لتلافي سلبياتها وتدعيم نجاحاتها، تطوير الخدمات التي تقدمها الــــبلدية للمواطنين بما يوفر عليهم الجـــــهد والوقت من خلال استخدام أحدث التقنيات الحديثة التي تنقل البلدية من المعاملات الورقية إلى الاليكترونية وعلى رأسها الأرشيف الذي دار حوله لغط كبير، المحور البيئي أتبناه بصفة شخصية ويحظى باهتـــــمام كبير على رأس أجندتي الانتخابية نظــــرا لارتباطه المباشر بحياة المواطن، تطوير العاصمة مع المحافظة على هويتها التراثـــية، محاربة العشوائيات وهجوم العزاب على مناطق السكن العائلي، وضع الحلول الموضوعية لمشكلة الاختناقات المرورية، الرقابة على سلامة الأغذية، بالإضافة إلى محاربة الروتين والبيروقراطية والمركزية في البلدية وغيرها من القضايا الأخرى التي تهم الوطن والمواطن.
الحس الوطني
قلت في ندوتك الانتخابية ان الحس الوطني أفعال لا أقوال، كيف يمكن أن نحول هذا الشعار إلى واقع ملموس يشعر به المواطن ويغير من اتجهاته؟
كما قلت وأكدت سابقا فان المواطن الكويتي ملّ من الكلام وبحاجة ماسة إلى أفعال رجال يمتثلون لفكر وإرشاد ربان السفينة الكويتية الذي دعا أبناءه في أكثر من موضع إلى ضرورة نبذ الخلافات والتعاون على الأهداف المشتركة، فمن يبني ليس لديه وقت للصراع. ولذلك أرى أن صاحب الحس الوطني والغيور على مصلحة بلده يتسامي عن الصغائر في سبيل هدف كبير هو الكويت، وعلينا أن نعزز من لحمتنا الوطنية بعيدا عن المصطلحات الفئوية الدخيلة على مجتمعنا وأن نعمل على تعويض ما فاتنا من خلال نظرة مستقبلية ورؤية شاملة تعيد للكويت مكانتها عربيا وإقليميا.
دعوت للحفاظ على الهوية الكويتية واعتبرتها على رأس أولوياتك فما سبل تحقيق ذلك؟
المجتمع الإنساني في حالة حراك دائم وتفاعل مستمر، ما يؤدي إلى تغيره وتطوره، وحالة عدم الثبات في المجتمعات الإنسانية ترجع إلى عدة عوامل مشتركة ومــــتداخلة، بعضها يرجع للتفاعلات المستمرة بين مؤســـسات المجتمع بعضها البعض، والبعض الآخر ناتج عن عمليات الاتصال بين المجــــتمع وغيره من المجتمعات وما يترتب على هذا من تأثيرات متبادلة في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية.
ومن هنا تظهر الحاجة الماسة للحفاظ على الهوية الوطنية التي تميز مجتمعا عن آخر وتعتبر مخزون عاداته وتقاليده التي تحدد الإطار العام فيه.
واقع البلدية
كيف ترى واقع البلدية هذه الأيام؟
الفساد في البلدية أزكم الأنوف ويحتاج لتدخل سريع للقضاء عليه من خلال خطة عمل مدروسة ومشروع إصلاحي شامل يعتمد اللامركزية كأساس له من خلال تفكيك البلدية وتفعيل دور بلديات المحافظات وإعطائها صلاحيات أكبر مما يعزز من روح التنافس بينها، بالإضافة إلى أنه سيعمل على تحديد المسؤولية عن المخالفات ومن هنا يتضح أن اللامركزية الإدارية مشروع إصلاحي شامل وعلاج ناجع لهموم وأوجاع البلدية.
التنمية البشرية
كيف تقيم التنمية البشرية المستدامة في البلدية وهل هي قادرة على خلق الكوادر المؤهلة لتولي مسؤولية الرقابة فيها؟
يهتم مفهوم التنمية البشرية بدعم القدرات الخاصة بالفرد الذي يتكون منه المجتمع، وقياس درجة مستوى معيشته، ومدى تحسن اوضاعه.
واختلفت أيضا المفاهيم حول هذا المصطلح وبدأت تتطور بتطور الفكر الإنساني وتطور الأمم وتقدمها بعدما كان يعتقد أن التنمية البشرية مجرد إشباع مادي قد يرغب في تحقيقه الفرد في مجتمعه حتى يصل إلى مرحلة الكمال أو الرفاهية.
ومن هنا يتضح لنا أن التنمية البشرية المستدامة هي أعلى درجات الاستثمار وحجر الزاوية في نمو وتقدم الدول، ولكن ما يشعرني بالأسى هو أننا نوليها الاهتمام اللائق بها فأين البلدية من الدورات التخصصية لكوادرها والمراجعة الدورية للمستوي الفني لهم؟ هذا الموضوع بحاجة لثورة شاملة تعيد النظر في فلسفة تعامل الإدارة مع مفهوم التنمية البشرية.
المدن الحدودية
ما موقع المدن الحدودية من اهتماماتك؟
المدن الحدودية درع الكويت الواقية وحصنها المنيع لما لها من أهمية كبعد استراتيجي أمني ومحور اقتصادي استثماري لا يمكن إغفاله، وبالتي فهي تحتل مكانا مميزا على قائـــــمة اهتماماتي.
وأرى ان إحـــــياء المدن الحدودية واستغلالها اقتصاديا وتجاريا يعمل على تكامل الرؤى الإستراتيجية والاقتصادية حيث انها من جهة تصون حدودنا من العبث والإدعاءات ومن ناحية أخرى ستلعب دورا في التوسع الاقتصادي والتنموي في البلاد.
ألا ينطبق هذا الكلام على الجزر الكويتية؟
لدينا 9 جزر أكبرها بوبيان وأصغرها أم النمل من أجمل مواقع العالم البحرية والغنية بتنوعها بمختلف الأشكال والكائنات البحرية ولكنها للأسف غير مستغلة الاستغلال الأمثل وتشكو الإهمال وتطويرها يحتاج لمشروع وطني كبير ينقل الكويت نقلة اقتصادية نوعية ويعزز من سيادتها.
وما قلته بشأن المدن الحدودية ينطبق أيضا على الجزر التي من الممكن أن تقام فيها أكبر المشروعات السياحية البحرية في المنطقة العربية لتكون أهم عناصر جذب السائح العربي والأجنبي خصوصا في فصلي الشتاء والربيع.
أثير جدل في الآونة الأخيرة بسبب آلية تسمية الشوارع فما المخرج المثالي من هذه الأزمة؟
بداية لا نحمل أي نوع من أنواع التحفظ على الأسماء التي اختيرت للشوارع ولكننا ضد العبث والعشوائية في اتخاذ القرار، وبالتالي فإن اختيار الأسماء وفق آلية موضوعية وضوابط ومعايير محددة يضع حدا لهذا اللغط والاتهامات المتبادلة فكلنا أبناء وطن واحد وتطبيق القانون على الجميع أسمى أنواع المساواة. وأزمتنا الحقيقية في الكويت أزمة نفوس وليست أزمة نصوص والحل يتمثل في تطبيق القانون على الجميع.
تطوير العاصمة
ألم يئن الأوان لتطوير العاصمة الذي قتل بحـــثا ولكنــها مازالت تعاني من أوجاعها؟
العاصمة في أي دولة من دول العالم هي واجهة البلد وقبلة زوارها وتحضر العاصمة والتزامها بالضوابط هو معيار تحضر الدول ولكن الواقع لدينا يبين أن عاصمتنا تعاني الإهمال والتجاهل الذي شوه منظرها وأساء إلي المشهد الحضاري للكويت.
ولذلك أرى أن ملف العاصمة من أهم الملفات التي تحتاج لتدخل سريع لتطوير العاصمة وتجميلها وإزالة المخالفات فيها مع ضرورة الحفاظ على هويتها التراثية.
ما تصورك لحل الأزمة المرورية التي تعاني منها الكويت؟
مشكلة الاختناقات المرورية تعتبر مشكلة عالمية ولا تقتصر على الكويت وحدها، إنما تنتشر في العديد من دول العالم، ولكن السبب المباشر لاستفحالها في الكويت يرجع إلى التوسع في إعطاء رخص القيادة لأي شخص دون الالتزام بالضوابط القانونية بالرغم من أن القانون حدد الفئات التي تستحق الحصول على إجازات القيادة.
مشكلة الاختناقات المرورية يمكن علاجها بعمل مداخل ومخارج إضافية للمناطق ذات الكثافة العالية وكلها أمور بسيطة تحتاج إلى السعي لإقرارها من خلال دراسة ميدانية لاحتياجات كل منطقة. كما يجب علينا أن نستعين بفكر الشباب وأطروحاتهم المميزة التي كان لها الأثر الفاعل في تطوير الدائري الخامس.
لا تكاد تخلو منطقة في الكويت من مساحات من الأراضي الفضاء ومع ذلك نعاني من قلة الملاعب على من يقع اللوم في ذلك؟
المسؤولية مجتمعية يتحملها الجميع وعلينا أن نؤمن بأن ممارسة الرياضة أحد أهم عوامل السلام الاجتماعي وبالتالي فإن تحويل الأراضي الفضاء لملاعب رياضية يحمي الأجيال القادمة من الانحراف والأمراض.
ما رسالتك للناخب الكويتي؟
عليكم بحسن الاختيار وتغليب المصلحة العامة على أي غاية شخصية، اختاروا من يمثلكم لا من يمثل عليكم وأعاهدكم أمام الله أنني سأكون صوتا لكم في المجلس حاميا لحقوقكم مدافعا عن مطالبكم، متبنيا كل قضاياكم بالوسائل الشرعية والدستورية.