حمد العنزي
قال مرشح المجلس البلدي عن الدائرة الثامنة م.عبدالله العنزي ان الفساد ضرب بشكل كبير في جهاز البلدية وأصبح الآن لا يمكن انجاز أي معاملة إلا بدفع الرشوة.
وطالب العنزي في حوار أجرته معه «الأنباء» بمحاربة الفساد أينما وجد واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض الإصلاح واستئصال الفساد بعيدا عن سياسة التردد والتسويف، لاسيما فيما يتعلق بإصدار القرارات الإصلاحية، حيث ان التأخر في محاربة الفساد سيضاعف العبء مستقبلا، وأشار إلى أن الخدمات الصحية في الدائرة الثامنة ترهلت بشكل كبير وأصبحت المستشفيات تنتظر المحسنين وكأنه لا توجد في الكويت ميزانية أو أن الكويت لا تستطيع أن تبني مستشفى، مطالبا أيضا بسرعة تنفيذ مشروع الواجهة البحرية للصليبخات فهو الحلم الذي يتمنى أهل الجهراء والدائرة الثامنة تحقيقه. وفيما يلي نص الحوار:
ما هو برنامجك الانتخابي ورؤيتك للمرحلة المقبلة؟
برنامجي الانتخابي ينصب كله على خدمة أبناء الدائرة الثامنة من خلال استكمال الكثير من المرافق التي تحتاجها الدائرة والاهتمام بالفرد وتحقيق متطلباته وطموحاته من خلال حل مشاكله سواء في الإسكان أو الصحة والتعليم والبطالة والتنمية والبيئة وتوفير كل الخدمات التي يحتاجها حتى يتسنى له العمل والعطاء بما يعود بالنفع على الوطن لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وتدعيم وتعميق الوعي ومحاربة الفساد والقضاء عليه لوضع أسس للتعامل مع جميع المواطنين بعدالة وبنفس الحقوق والواجبات دون تفرقة بينهم.
مشكلات الدائرة الثامنة
كل دائرة تعاني من مشكلات معينة وكل مرشح لديه برنامج لحل هذه المشكلات فما المشكلة التي تحتاج الدائرة الثامنة إلى حلها في أسرع وقت؟
لا يمكن القول ان هناك مشكلة يجب حلها وتأجيل أخرى فجميع المشاكل سواء في الصحة أو التعليم أو البيئة أو الإسكان تمس احتياجات المواطنين وان كانت هذه الاحتياجات تتفاوت من مواطن لآخر ومن منطقة إلى أخرى، فبالنظر إلى الدائرة الثامنة وأوضاعها في المجالات السابق ذكرها نجد أنها تعاني من مشكلات عدة والتي تتطلب العمل والبحث عن حلول لجميعها في ذات الوقت، فلا يمكن تأجيل مشكلة لحين الانتهاء من حل اخرى، فمن الممكن أن يستغرق هذا الحل سنوات، لذلك لابد من السير بخطى مدروسة في حل جميع المشاكل في وقت متزامن، ولكن تبقى مشكلة التلوث في صدارة الأولويات فهي مشكلة تمس حياة المواطنين جميعا وتهدد صحتهم، حيث تعد الدائرة الثامنة من اشد مناطق الكويت تلوثا لقربها من المواقع النفطية، ما زاد نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية وإمراض الصدر، خصوصا بين الأطفال، لذلك لابد من الإسراع في إيجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة ومنها نقل مواقع ردم النفايات إلى مواقع بعيدة عن المناطق السكنية للتقليل من حجم التلوث الحادث في المنطقة واستحداث طرق لإبعاد ملوثات المصانع النفطية، والاستعانة بخبرات المؤسسات العالمية في التخلص من التلوث البيئي، والتحرك السريع والفاعل بإزالة القسائم الصناعية المخالفة للاشتراطات لنحمي ارواح الناس، ووضع اجهزة قياس التلوث، واقامة حزام اخضر للمنطقة.
ما تقييمك للاوضاع الصحية في الدائرة الثامنة؟
الاوضاع الصحية في الدائرة الثامنة متدهورة بشكل كبير فالدائرة منذ فترة تشهد ترهلا في الخدمات الصحية المقدمة بالاضافة الى نقص المستشفيات والمستوصفات وعدم استيعابها الاعداد المتزايدة من السكان حيث ان آخر مستشفى تم بناؤه منذ اكثر من 25 عاما، لذلك لابد من انشاء مستشفى جديد في المنطقة وتطوير المستشفيات والمستوصفات القائمة حاليا.
هناك نقد كبير موجه للقانون 5/2005 فما ابرز سلبياته؟
القانون 5/ 2005 صدر منذ اربع سنوات وبعد تطبيقه ثبت انه يحتاج الى كثير من التعديل في مواده، ومن اهم سلبياته انه جرد المجلس من سلطته وجعله اشبه ما يكون بالمجلس الاستشاري اذ يكتفي بإبداء الرأي واصدار التوصيات غير الملزمة من دون ان تكون له القدرة على متابعة هذه التوصيات وتنفيذها، وبعد صدور هذا القانون اصبح المجلس البلدي مقيدا من الناحية المالية الامر الذي ساهم في تحجيم صلاحياته وتهميش دوره الى حد كبير اذ ان موازنته مرتبطة بالجهاز التنفيذي في حين انه من المفترض ان يقوم بدور الرقيب على هذا الجهاز وقد حمل هذا القانون في ثناياه تناقضا واشكالية حيث ان الاكتفاء بالفصل الاداري دون الفصل المالي كما جاء في القانون اثار اشكاليات كثيرة بين المجلس البلدي والجهاز التنفيذي وبالمقارنة مع القانون السابق 15/72 فان اعضاء المجلس البلدي فقدوا الكثير من صلاحياتهم واختصاصاتهم.
أداء المجلس السابق
ما تقييمك لاداء المجلس السابق؟
اداء المجلس السابق كان مقبولا لتفعيله دور الرقابة وسعيه نحو اقرار مواقع مدن خاصة بالعمال تتمتع بميزة انخفاض كلفة اجرة شققها وخدماتها، مما يشكل عامل جذب للعمالة اليها وبالتالي التقليل من سكن العمالة الوافدة في مناطق السكن الخاص وتلافي المشاكل التي تتسبب فيها.ولكن يؤخذ على المجلس السابق افتقاده زمام المبادرة فضلا عن انه كان خاضعا لادارة الجهاز التنفيذي وتشتت اداراته بشكل جعل العمل يسير على نهج غير سليم.
ما تصوراتك للمجلس المقبل؟
اتوقع ان يشهد المجلس المقبل غربلة في كامل الادارات البلدية وقطاعاتها تمهيدا لافساح المجال امام الطاقات الشابة القادرة على العطاء والانجاز، حيث ان هناك الكثير ممن لم يقدموا شيئا على مدى الفترة التي امضوها في اماكنهم ومن ثم حان الوقت لتمهيد الطريق امام الكفاءات الوطنية الشابة لتتبوأ المناصب في خدمة الوطن والمواطنين من منظور جديد يعتمد على الكفاءة ولا يقتصر على الخبرة وحدها.
ما الحلول لتنفيذ المشاريع التنموية المعطلة في البلاد منذ سنوات؟
اولا يجب تفعيل العمل البلدي لسرعة انجاز المشاريع المعطلة وتعديل بعض القوانين لتتواكب مع التغيرات المستمرة في الخريطة التنموية للبلاد، بالاضافة الى تنظيم القواعد والاسس لمشاريع القطاع الخاص وتفعيل قانون الـ «b.o.t» لجني ثمار هذا القانون الاقتصادي المهم بدلا من اهماله حيث انه نظام عالمي اثبت نجاحه اقتصاديا وماليا وبما يعود بالنفع على الدولة ككل مع تدارك جوانب القصور فيه مستقبلا واقرار قوانين اخرى تمكن المواطنين من العمل في هذه المشاريع ما يعني فرصا وظيفية كثيرة للمواطنين، كذلك لابد من ان تقوم الحكومة بدعم مشاريع القطاع الخاص وطرحها محليا وعالميا من اجل جذب رؤوس الاموال الى الكويت وانتعاش الوضع الاقتصادي ككل.
ما الحلول للمشكلة الاسكانية من وجهة نظرك وخاصة انك مهندس؟
الحلول تكمن في التوسع باتجاه المناطق الحدودية ولابد من استصلاح اراض جديدة وبناء مدن اسكانية حيث ان المساحة المستغلة من ارض الكويت تقدر بـ 7% فقط والبقية مازالت فضاء، ووضع خطط طويلة الامد للاحتياجات من المساكن تكون مبنية على الزيادة المتوقعة في اعداد السكان والتنسيق بين وزارات الدولة المختلفة لتنفيذ هذه الخطة وتوفير الاراضي اللازمة لبناء مساكن جديدة وان تكف الحكومة يدها عن كثير من الاراضي وتطرحها لبناء مدن اسكانية جديدة تستوعب الاعداد المتزايدة في اعداد السكان وفي نفس الوقت تغيير مفهوم السكان في المجتمع الكويتي لبناء مساكن منخفضة التكلفة.
ما رأيك في المخطط الهيكلي للدولة؟
المخطط الهيكلي للدولة جيد ولكننا نطالب بشيء من المرونة وان يسمح ببعض التعديلات المدروسة وفق اسس فنية وعلمية بناء على طلب جميع وزارات الدولة وابداء رأيها في المخطط العام للدولة حيث كان للجنة المخطط الهيكلي اكبر الاثر في دراسة مدى توافق المشاريع مع المخطط الهيكلي للدولة ومراحل اعداد مشروع المخطط الهيكلي ومراجعته بشكل دوري. ونتمنى أن تنفذ قرارات المجلس البلدي على أرض الواقع وذلك بزيادة ميزانية البلدية لتستطيع إنجاز هذه المشاريع.
مشكلة الزحام المروري من المشاكل التي يعاني منها أهل الكويت عموما ومحافظة الجهراء خصوصا فما الحلول؟
مشكلة الزحام المروري نتجت في الأساس من سوء في عملية التخطيط في كل أرجاء الكويت وزادت المشكلة تعقيدا سياسة المركزية التي تنتهجها الحكومة بتركيزها جميع الهيئات الحكومية في العاصمة والحلول تكمن في تبني الحكومة سياسة اللامركزية فإذا كانت الحكومة جادة في حل هذه المشكلة فعليها أن تبعد المركزية عن العاصمة، فأهل الكويت جميعا حتى ولو كانوا من سكان الجهراء يذهبون إلى العاصمة ويتكبدون المشقة لاستخراج أي مستند وإن كان بسيطا جدا. لذلك نطالب بفتح مراكز خدمة في الدائرة الـ 8 وفي جميع المحافظات لتخفيف الضغط المروري عن العاصمة والزحام الشديد وإنشاء مجمع الحكومة مول في الدائرة الـ 8، كما ان حل هذه المشكلة يتطلب أيضا تضافر الجهود ويحتاج إلى فكر مستنير للدفع باتجاه تشكيل قاعدة أوسع للتنمية العمرانية والمدنية في الكويت لحل العديد من المشاكل المعقدة ومنها مشكلة الزحام وأزمات المرور.
في حال دخولك المجلس البلدي ما المطالب التي ستطالب بها وزير البلدية؟
سأطالب وزير الدولة لشؤون المجلس البلدي بمحاسبة المتسببين في تدهور أداء المجلس واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض الإصلاح واستئصال الفساد بعيدا عن سياسة التردد والتسويف، لاسيما فيما يتعلق بإصدار القرارات الإصلاحية، حيث ان التأخر في محاربة الفساد سيضاعف العبء على الوزير مستقبلا، ومن ثم لن يكون قادرا على التصدي لهذا الفساد الذي يجب أن يتتبع مكمنه ويتعرف على الطرق المؤدية إليه والطرق التي يمكن من خلالها التخلص منه. ويجب على الوزير فتح ملفات الفساد والتصدي للضالعين في قضايا التجاوزات والمخالفات والعمل على جعل البلدية بمختلف إداراتها قادرة على فرض الانضباط الوظيفي. ووضع الخطط الأساسية لمعالجة النقص الواضح في قطاعات التخطيط العمراني ووضع الخطط اللازمة لتدعيم البنية الهيكلية للبلدية وتأهيلها وإغلاق جميع الثغرات التي كانت ولاتزال أماكن للتنفيع والاستغلال والتكسب.
ما المشروع الذي لن تتخلى عنه حتى يتم تنفيذه؟
مشروع الواجهة البحرية للصليبخات فهو الحلم الذي يتمنى أهل الجهراء والدائرة الـ 8 تحقيقه، حيث ان الحكومة وعدت منذ ما يقارب الـ 20 عاما بتجهيز واجهة الصليبخات البحرية لكنها لاتزال لا تمتلك القرار في الإقدام على هذه الخطوة، الأمر الذي سبب إزعاج وامتعاض أبناء المنطقة.
هل للمرأة نصيب في برنامجك الانتخابي؟
المرأة في الجهراء لها حيز كبير في برنامجي الانتخابي، حيث انه يقع عليها ظلم كبير وتعاني الكثير من المشاكل، وقد قطعت عهدا على نفسي أن أكون حريصا على مصالح النساء ومطالبا بحقوقهن وداعما لكل ما يرتقي بمكانتهن. والمرأة رغم حصولها على حقوقها السياسية، لكنها لاتزال مظلومة في كثير من الأمور.
ما المـــشاكل التي تعاني منها النـساء في الجهراء؟
الظلم في العديد من الأمور نذكر منها سياسة التوظيف حيث انها تنطوي على ظلم كبير للمرأة من حيث العدد والرواتب والبدلات، والمرأة في الجهراء لديها الكفاءة والمؤهلات وأثبتت انها على قدر عال من المسؤولية في تحمل جميع المشاكل، كما ان المرأة في الجهراء تعاني من قلة الخدمات الصحية والتعليمية ونحن نريد أن تتوسع مشاركة في كل المجالات لعلها تنجح في إصلاح مختلف المشاكل التي عجز عنها الرجال، فنحن لا نريد ان يقود الرجل فقط عملية الإصلاح بل نريد أن تشاركه المرأة في مختلف المجالات. والمرأة الجهراوية أعطت مثالا رائعا يحتذى في المشاركة النسائية في الانتخابات البرلمانية السابقة وأيضا أعطت مثالا رائعا يحتذى في المشاركة في جميع الأنشطة سواء السياسية والاجتماعية أو حتى الاقتصادية. ومشاركة المرأة الجهراوية هي رسالة واضحة مفادها أنها لن تكون مغيبة بعد الآن ولن تقتصر مشاركتها في الانتخابات البرلمانية فقط بل ستشمل جميع الأنشطة سواء انتخابات بلدية أو نقابية أو حتى انتخابات التعاونيات، وكل ذلك ما هو إلا البداية الفعلية لبنت الكويت ممثلة بالمرأة الجهراوية.