أميرة عزام
أعرب سفير باكستان لدى الكويت محمد اسلم خان عن سعادته بأقوال القائد محمد علي جناح مؤسس باكستان ذاكرا مقتطفات لنماذج المشاهير الذين تقلدوا به وجعلوه تاجا وقدوة لهم.
ولفت خان خلال حضوره لتوقيع الكاتبة الصحافية زيبا رفيق لإصدارها «القائد العاشق محمد علي جناح» إلى حب الكاتبة وإخلاصها لوطنها وحرصها على وصول الثقافة الباكستانية للعرب قائلا عنها: «هي بنت الشرق وتحب والدها كثيرا وبهذه المحبة أطلقت أول إصداراتها ثم توالت الإصدارات».
من جانبه، رحب مدير جمعية الصحافيين ونائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد، بالسفير الباكستاني والحضور، مشيرا إلى أن باكستان بلد كبير ولا توجد مواد مكتوبة عنها باللغة العربية، موضحا أن إصدار الكاتبة زيبا رفيق يساعدنا كعرب في التعرف عن قرب عن ثقافة الشعب الباكستاني الشقيق، مؤكدا حرص الجمعية على دعم أبنائها الصحافيين إضافة لترحيبها بجميع الأقطار الصديقة والشقيقة.
وفي بداية كلمتها، تقدمت الكاتبة زيبا رفيق بشكرها لامين سر جمعية الصحافيين عدنان الراشد على الفرصة الطيبة لتقديم إصداراتها كما شكرت السفير الباكستاني محمد أسلم خان، وسفير جمهورية طاجيكستان زبيد الله زبيدوف قائلة: «انا ولدت في الكويت ولم أر باكستان حتى بلوغي الثامنة عشرة من عمري إلا أن الشعور بالفخر كباكستانية زرع في داخلي كما أنني في ذات الوقت شعرت بالفخر والانتماء تجاه الكويت، الأرض التي وجد والدي فيها قوت عيشه، وهي كانت بنفس مواصفات الأرض التي سلمها القائد الأعظم محمد علي جناح لنا كباكستانيين لم يسبق وأن كانت الكويت موطنا ثانويا بالنسبة لي طالما أنها استحوذت على ما استحوذته باكستان تماما من مشاعري الداخلية، فلم يتم التعامل معي كمواطنة ثانوية هنا، كنت محترمة ومحبوبة من قبل من هم حولي كالجيران والأصدقاء في المدرسة والناس الذين قابلتهم، لم أعتبر أو ينظر الي بشكل مختلف عن الآخرين، وبنفس الطريقة لم أكن أعرف ما الذي يشكل الفرق على أساس الانتماء إلى أي أصل أو أسرة أو طبقة اجتماعية، بل رأيت الكويت جنة للتعايش والمحبة والتسامح، ولكن الأهم أنه بإمكان الجميع أن يعيش هنا بشخصيته المستقلة.
درست في مدرسة باكستانية وكل مرة كنت أتعرف على تاريخ باكستان كان قلبي يشهد بأن الأرض الطاهرة التي حلم بها شاعر المشرق والفيلسوف الإسلامي هي مثل هذه الأرض التي أعيش عليها وهي «الكويت» كما تخيلتها.
وكلما كنت أقرأ عن معاناة الأقليات في الهند في الماضي كنت افهم لماذا كان يجب أن نسعى إلى وطن مستقل، ربما لا أحد يستطيع ان يفهم أهمية الانفصال الا في حالتين أولا إذا كان يعاني من سوء المعاملة وانتهاك الحقوق الإنسانية في بلد مليء بالتعصب والعنصرية، ثانيا إذا كان يعيش على الأرض المحبة والتعايش وبإمكانه ملاحظة الفرق».
وتابعت رفيق مستطردة: «محمد علي جناح حقق حلم الشاعر العلامة إقبال وقدم لنا الأرض الطاهرة باكستان كي نستطيع العيش بكرامة ولقب القائد الاعظم هو اقل ما نستطيع أن نقدم له كباكستانيين، أحببت الكتابة عن هذا الانسان العظيم حتى اذكر العالم بشخصيته، فأولا: كتبت كتابي باللغة العربية «القائد العاشق» لأعرف القارئ العربي بشخصية القائد الأعظم محمد علي جناح المؤسس الأول لدولة باكستان، وكونه شخصية قيادية من الطراز الرفيع، وما حملني على هذا الأمر هو أنه بين الناس لا يوجد اتفاق على شخصيته، وإنما هناك آراء متضادة حوله، وهذا الأمر ليس خاصا بالقائد وإنما هو مرتبط بكل شخصية سياسية عموما».
وأضافت: «ثانيا: القارئ العربي لا يعرف الكثير عن القائد جناح، وإنما النذر اليسير فقط، والأكثرية تظن أنه كان غنيا جدا ومن عائلة ارستقراطية، نفذ ما رآه صحيحا من غير أن يلتفت لأحد، إلى جانب أنه لا يغير رأيه ولا يهتم بآراء الآخرين، وهذا ما دفع البعض للاعتقاد بأنه ديكتاتوري»، مشيرة إلى أن هدفها من إطلاق هذا الكتاب أن يتعرف الناس عليه كشخصية إنسانية، فمحور كتابها هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله»، موضحة انها تطرقت الى حياته الشخصية كي يروه كما هو ابنا وأبا وأخا بالإضافة إلى إظهار معدن شخصيته».
ولفتت رفيق انها عندما ترجمت الكتاب لقراء اللغة الانجليزية شعرت بأن القارئ اختلف، فالقارئ هنا ليس القارئ العربي، وإنما أصبح القارئ باكستاني من ابناء بلدها ولذلك لم تكن بحاجة إلى أن تعرفهم على الشخصية، وإنما لتذكرهم بالقائد الأعظم، وما هي باكستان التي كان يحلم بها وسلمها للباكستانيين، وما زالت كما هي بتضاريسها وحدودها، متأسفة على عدم الحفاظ على باكستان التي أنشأها وأرادها، فباكستان اليوم ليست حلم الشاعر الفيلسوف محمد إقبال، ولا أمنية القائد الأعظم محمد علي جناح، بحسب القانون الذي انتهجه لبناء هذه الدولة الدرة، ولكن للأسف لم يتم ما أراده في الحفاظ على الأمانة، وهذا ما يستدعي العودة إلى الماضي واستعادة ما تم فقده خلال السنوات الماضية.
وفي لفتة جريئة قالت: «إن انفصالنا عن الهند في الماضي كان بسبب أننا لم نحصل على حقوقنا كأقلية، واليوم نحن نعامل الأقليات التي عندنا بنفس الطريقة التي فررنا منها وكرهناها، والاختلاف الذي نشهده حاليا ليس اختلافا في العقائد فحسب، بل تجاوز الأمر إلى الاختلاف في الهدف والعقيدة الواحدة والأفكار والتشرذم ونشر الفوضى والتعصب»، مذكرة أبناء شعبها بالمحافظة على باكستان الأرض الطاهرة، وهي اسم على مسمى، ليتم تطهيرها من التعصب والعرقية والطائفية والأفكار الدخيلة، ولنعامل الأقليات التي تعيش على أرضها كما كنا نتمنى أن تتم معاملتنا عندما كنا في الهند».
واختتم زوجها نائل السيف بشهادته على المراحل الطويلة التي مرت بها الكاتبة من اجل هذه الإصدارات، مفتخر بانتمائها وولائها للكويت وباكستان على حد سواء.