هاني الظفيري
بحضور النواب مبارك الخرينج ود.رولا دشتي وم.خالد الطاحوس وسعدون حماد ومحمد هايف اقيم امس الاول في سوق السالمية حفل الملتقى الخامس لمكافحة المخدرات الذي تقيمه سنويا الادارة العامة لمكافحة المخدرات، وشهد الحفل حضور عدد من القيادات الامنية والسياسيين من بينهم وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن العام اللواء ثابت المهنا ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل السابق المستشار بدر الدويلة، كما حضره محافظ حولي عبدالله الفارس وعدد كبير من الفنانين والاعلاميين من بينهم الفنان طارق العلي ومحمد العجيمي وعبدالرحمن العقل، وسط حضور جماهيري كبير.
وفي كلمة الحفل الافتتاحية أكد مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات العميد الشيخ احمد الخليفة بدء العد التنازلي للقضاء على آفة المخدرات مطلع العام المقبل بشكل نهائي وردع كل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمن البلد من خلال جلب هذه المواد المخدرة، مشيرا الى ان رجال المكافحة سطروا ملاحم وطنية مشرفة يشهد لها القاصي والداني في ملاحقة تجار المخدرات.
وقال الخليفة «في مثل هذا اليوم (اليوم العالمي لمكافحة المخدرات) تحتفل كل الدول المتحضرة بآفة المخدرات لاسيما انها احد اخطر الاسلحة التي يستخدمها اعداء الانسانية ضد الامم المتحضرة كافة.
التوعية والارشاد
واضاف ان الادارة العامة لمكافحة المخدرات قطعت شوطا كبيرا في القضاء على المخدرات وعملت بنسبة 80% في التوعية والارشاد من مخاطر هذه السموم عبر وسائل الاعلام المختلفة بشكل عام والصحف بشكل خاص متوجها بالشكر الى رؤساء تحرير الصحف على جهودهم الحثيثة في توعية الجمهور من خطر هذه السموم.
واكد ان العاملين بالادارة العامة لمكافحة المخدرات بدعم من الحكومة ووزارة الداخلية ومجلس الامة يعملون جاهدين في محاربة هذه الآفة بجميع الاساليب حتى لا تنال من عقول ابنائنا وبناتنا، مجددا تأكيده على التصريحات التي اعلن عنها في العام الماضي عن جعل الكويت الحبيبة خالية من المخدرات من خلال هذه الاعمال التي يقوم بها رجال المهمات الصعبة الذين يواصلون الليل والنهار في ملاحقة هؤلاء التجار وردعهم بكل قوة وحزم، موضحا ان تلك التصريحات صدقت من خلال الارقام والاحصائيات، حيث انخفضت نسبة المخدرات بعون الله تعالى وبجهود رجال المكافحة بنسبة 70%، مشيدا في الوقت نفسه بدور رجال المكافحة في تنظيف البلاد من هذه السموم.
واعرب الخليفة عن اسفه لترديد البعض أنه توجد رؤوس كبيرة لتجار المخدرات وان من يتم القبض عليهم هم من الموزعين للمخدرات، مبينا ان هذا غير دقيق وليس له اساس من الصحة، مؤكدا ان الكويت لا توجد بها عصابات ولا جريمة.
وأوضح العميد الشيخ أحمد الخليفة ان تجارة المخدرات في بلدنا الحبيب اصبحت فردية والهدف الرئيسي منها هو جني المال بالدرجة الاولى، مبينا «اننا لن نجامل نهائيا في قضية المخدرات»، مؤكدا في الوقت ذاته ان القانون سيطبق على الجميع اينما كان مجددا تأكيده بأنه «لا أحد فوق القانون».
وقال ان الكويت تحتفل باليوم العالمي لمكافحة المخدرات لتوضح للعالم ان الكويت تلاحق تجار المخدرات وتكافح هذه السموم من خلال عمل منظومة امنية متكاملة.
التأثير في التنمية
من جانبه اكد الوكيل المساعد لشؤون الأمن العام اللواء ثابت المهنا ان آفة المخدرات تشكل خطورة جمة على الشعوب وتؤثر بشكل كبير على تنميتها وتقدمها، مشيرا الى ان مواجهة آفة المخدرات ليست ملقية على عاتق وزارة الداخلية ممثلة بالادارة العامة لمكافحة المخدرات وانما على الجميع داعيا الى تضافر جهود الجميع في حماية ابنائنا من هذه السموم التي اصبحت تشكل خطرا عليهم.
واوضح اللواء المهنا ان رجال الادارة العامة لمكافحة المخدرات يخاطرون بأرواحهم من اجل ملاحقة تجار المخدرات، مؤكدا أنهم العين الساهرة في التصدي لهؤلاء المخربين لامن البلد من خلال ادخال تلك السموم عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية.
واكد ان الادارة انشئت عام 2006 ووصلت انجازاتها الى العالم من خلال الضبطيات الكبيرة التي قامت بها خلال السنوات الماضية، موضحا ان هذه الانجازات ما هي الا دليل على تفانٍ وفكر متطور يسلكه العاملون بالادارة وعلى رأسهم العميد الشيخ احمد الخليفة الذي قام بدور منشود في عملية المتابعة والرقابة الامنية.
واوضح اللواء المهنا ان رجال ادارة مكافحة المخدرات يخاطرون بأرواحهم من اجل ملاحقة تجار المخدرات وهم العين الساهرة للتصدي لهؤلاء العابثين بأمن البلد.
دمار المجتمع
من جهته قال النائب مبارك الخرينج ان آفة المخدرات تشكل دمارا على المجتمع لاسيما ان تجار المخدرات مريضون نفسيا مؤكدا انه على الاجهزة الامنية التصدي لكل من تسول له نفسه الاتجار في هذه السموم التي اصبحت تشكل كابوسا مزعجا لابنائنا.
واوضح الخرينج ان الكويت مستهدفة بأن تكون ترانزيت لهذه المخدرات خصوصا ان المجتمع الكويتي يعيش في رفاهية مشددا على ضرورة تكاتف الجهود حتى يتجنب ابناؤنا هذه السموم موضحا ان المسؤولية مشتركة من قبل الاسرة والتربية والداخلية حيث ان هناك من يريد تخريب البلد بهذه السموم مشيرا الى ان دور العميد الشيخ احمد الخليفة كبير في ملاحقة هؤلاء المخربين مثنيا بالوقت نفسه على جهود الخليفة ورجاله في التصدي لهذه الآفة.
وبدوره اعتبر النائب سعدون حماد أن آفة المخدرات دخيلة على الشعب الكويتي حيث انه في السابق لم يكن هناك شيء اسمه مخدرات مشيرا الى ان السبب الرئيسي في تعاطي هذه السموم هو قلة الوازع الديني.
وعقب حماد على كلمة العميد الشيخ احمد الخليفة بقوله انه في مطلع عام 2010 ستكون الكويت نظيفة من المخدرات قائلا له: «ان اخوانك في مجلس الامة يعطونك كل الدعم في مواجهة هذه الآفة والقضاء عليها».
واوضح حماد انه لابد من متابعة الاسرة لابنائها وتصرفاتهم ومعرفة من هم اصدقاؤهم حتى لا ينجرفوا وراء اصدقاء السوء ويجب على وزارة الداخلية والجمارك ان تراقب الحدود البرية والجوية والبحرية حتى تكون الكويت في عام 2010 نظيفة من المخدرات ونحتفل في العام القــادم بتنظيف البلاد من هذه السموم كما اعلن العميد الخليفة في كلمته.
ومن جانبه اعلن النائب م.خالد الطاحوس انه سيقدم اقتراحا لانشاء كادر خاص برجال الادارة العامة لمكافحة المخدرات لما يقومون به من مهمة خطيرة في مواجهة هذه الآفة.
وقال ان دور الادارة العامة لمكافحة المخدرات كبير في مواجهة هذه القضية والتصدي لها مشيرا الى ان هذا ما شهدناه خلال يوم اول من امس بضبط رجال العميد الخليفة مزرعة للماريغوانا بالكويت وهو ما يؤكد ان رجال الخليفة هم العين الساهرة لحفظ امن الكويت من السموم.
ومن جهتها قالت النائب د. رولا دشتي ان آفة المخدرات تدمر عقول شبابنا الواعد مؤكدة انه في ظل تفشي المخدرات لا يمكن التطلع الى مستقبل واعد موضحة ان الجميع مسؤول عن هذه القضية.
واكدت دشتي ان مجلس الامة يقدم كل السبل الى الادارة العامة لمكافحة المخدرات والتي يرأسها العميد الشيخ احمد الخليفة للقضاء على هذه الآفة.
من جانبه شدد النائب محمد هايف على ضرورة زرع الوازع الديني لدى الشباب من خلال التوعية، محذرا الشباب من هذه الآفة الخطيرة داعيا الجهات المعنية الى ان تستغل الجانب الاعلامي في القضاء على هذه الآفة ووضع صور المدمنين وقصص التائبين ليكونوا عظة للآخرين.
ومن جهته اكد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل السابق المستشار بدر الدويلة ان آفة المخدرات مشكلة اجتماعية واقتصادية وامنية، مشيرا الى ان احدى العائلات وقع احد ابنائها في آفة المخدرات وتفككت تلك الاسرة اجتماعيا وموضحا ان الادمان على المخدرات يؤثر على المجتمع.
واوضح الدويلة ان هذه الآفة تؤثر سلبا على الاقتصاد كون المدمن لا يستطيع ان يعمل لبلده ويقدم اليه شيئا الى جانب اعتقال المدمنين ووضعهم في السجون ورعايتهم من قبل مؤسسات اجتماعية وغيرها وهو ما يؤثر اقتصاديا على الدولة في تحمل تكاليف هذه الاجهزة سواء امنية او معنية بحل هذه القضية.
ولفت الدويلة الى انها تمثل مشكلة امنية ايضا اذ هناك عناصر امنية تلاحق المدمنين ويصلون الليل بالنهار لضبط موزعي المخدرات وهو ما يتطلب رجال امن يواجهون كل المخاطر من اجل القضاء عليهم.
واكد الدويلة انه يجب تسخير جميع الوسائل المتاحة ومساهمة الاسرة والمجتمع ولابد من تضافر الجميع لمواجهة هذه الآفة مشيرا الى ان احدى الدراسات اكدت ان 10% من الشبان يلجأون الى المخدرات لأسباب غير مقنعة منها محاولة نسيان المشاكل الشخصية والبحث عن البهجة وقلة الوازع الديني الى جانب ضعف هيبة القانون فضلا عن التغلب على حالة الاكتئاب.