قال رئيس جهاز متابعة الأداء الحكومي الشيخ محمد العبدالله ان تحقيق التنمية الوطنية لا يمكن أن يتم بمعزل عن التخطيط المنظم وامتلاك القدرات التنافسية، مع الاستفادة بأكبر قدر ممكن من نشاط البحث العلمي الذي يتيح فهما عميقا للمشكلات ووضع الحلول لها، وأشار إلى أن تبني وتوطين التكنولوجيا المتقدمة من خلال مشاريع كبرى ينبغي أن يكونا هدفا تتكاتف لتحقيقه مختلف دوائر المجتمع، مع توفير أقصى درجات الدعم والمساندة للمؤسسات التي تتصدى لنشاط البحث والتطوير. جاء ذلك خلال زيارة قام بها العبدالله إلى معهد الكويت للأبحاث العلمية، وكان في استقباله مدير عام المعهد د.ناجي المطيري، ونائب المدير العام للمعلومات د.نادر العوضي، ونائب المدير العام للأبحاث د.محمد السلمان، وساهرة الدوسري نائب المدير العام للإدارة والمالية، ومديرو الإدارات البحثية، حيث اطلع على عرض مرئي عن نشاط المعهد، وتعرف على قدراته وإداراته وبرامجه البحثية.
كما استعرضت إدارة المعهد الخطة الخاصة بمشروع «التحول الاستراتيجي» ومكوناته، والأثر الذي سوف يحققه في تطوير أداء المعهد وتأثيره الكبير في برامج التنمية الوطنية، وكذلك أهم ملامح الخطة الخمسية الجديدة للمعهد، وخطة السنوات العشرين القادمة التي ستنفذ في إطار مشروع التحول الاستراتيجي، والتعريف بمراكز التميز التي ستنشأ في إطاره.
وعلى إثر ذلك قام رئيس جهاز متابعة الأداء الحكومي بجولة في مرافق المعهد، حيث زار مقر الشبكة الوطنية لرصد الزلازل، واطلع على البيانات المتوافرة بها، وكيفية رصد الزلازل من خلال المحطات الثمانية الموزعة في أرجاء الكويت، ومنها سبع محطات ذات مدى زمني وترددي قصير، أما المحطة الثامنة فتشتمل على جهاز رصد عريض في المدى الزمني والترددي ويقوم برصد الزلازل على مستوى العالم، وأوضح المسؤولون أنه من خلال هذه الشبكة التي ترتبط بمركز رئيسي بالمعهد يتم الاعلان آليا عن حدوث أي زلزال فور وقوعه.
ثم زار رئيس جهاز متابعة الأداء الحكومي مقر شبكة الكويت الوطنية للمعلومات المناخية والتي تضم محطات لها القدرة على قياس سرعة الرياح في خمس مستويات جوية، وتمكنها قدراتها الدقيقة من تقديم بيانات عن حركة الرمال، كما اطلع على موقع الأرصاد البحرية في الكويت الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي، حيث يقدم معلومات على مدار الساعة حول حالة البحر والسواحل الكويتية، بما في ذلك حركة المد والجزر والتيارات البحرية وارتفاع الأمواج، وعاين العبدالله من خلال هذا الموقع نموذجا رياضيا لحركة المد والجزر منذ عام 1970 والتقديرات المتوقعة لذلك حتى عام 2037.
وبعد ذلك قام بزيارة محطة «النويدات المشعة»، وهي المحطة المنشأة في المعهد بالتعاون مع منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وتدار من قبل باحثين ومتخصصين كويتيين وتعتبر أول محطة من نوعها في الشرق الأوسط، واطلع العبدالله من خلال شاشة عرض في هذه المحطة على بيانات مستوى الإشعاع التي تبث بشكل حي ومباشر من مقر المنظمة في ڤيينا، وتكشف البيانات المقدمة منها عن أية تجربة نووية تتم في أي بقعة من العالم، وهو ما يساهم في التعرف على مواقع الحوادث والتسرب الإشعاعي.
كما شملت جولة العبدالله في معهد الأبحاث زيارة مركز الجيومعلوماتية، واطلع على شبكة المعلومات البيئية المتكاملة للكويت، وهي شبكة وطنية تعنى بكافة عناصر البيئة الأرضية والبحرية والهوائية، باستخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية، كما قدم المسؤولون عن المركز عرضا حول التطور العمراني في الكويت من عام لآخر وذلك من خلال خرائط وصور أقمار صناعية ترصد التوسع العمراني في الكويت، واطلع على خريطة المخاطر المتوقعة من انتشار وباء انفلونزا الطيور التي أنتجها المركز مع نموذج للتوقع المستقبلي لانتشار هذا المرض على مستوى العالم، وبالإضافة إلى ذلك قدم المسؤولون بالمركز نبذة عن المشاريع الجاري تنفيذها وأثرها بالنسبة للقطاعات التي تستفيد منها، ومنها مشروع نظام معلومات جغرافي للمرافق والخدمات التعليمية بالكويت، مع وزارة التربية، والذي سيتم من خلاله حصر وتوثيق كل المنشآت والمرافق الخاصة بالعملية التعليمية وخدماتها، وانتاج مؤشرات اقتصادية واجتماعية مرتبطة بها.
وأعرب الشيخ محمد العبدالله عن تقديره لدور المعهد وثقته في نتائج أبحاثه، وأبدى اهتماما بنشاط مركز الجيومعلوماتية، وأهمية تعظيم دوره في خدمة المجتمع وقطاعاته، ليكون بمثابة مركز وطني في مجال اختصاصه، خصوصا مع الدور المتنامي لمجال الجيومعلوماتية في كافة المشاريع والقطاعات، كما اعرب عن مساندته لمشروع التحول الاستراتيجي، وخطط المعهد المستقبلية التي تهدف إلى تأسيس مراكز تقنية متقدمة تتيح للكويت قدرات متعاظمة في عدد من المجالات، وشدد على أهمية تهيئة بيئة محفزة على الابداع والابتكار لنتمكن من امتلاك عوامل التقدم العلمي والتكنولوجي.
من جانبه اعرب مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.ناجي المطيري عن اعتزازه وأسرة المعهد بزيارة العبدالله، واهتمامه بتعظيم دور البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في التنمية الشاملة والمستدامة، وأشاد بالدور المهم لجهاز متابعة الأداء الحكومي في تحقيق التكامل بين المؤسسات الوطنية، وقال ان خطط المعهد لإنشاء مراكز تميز في مجالات ذات أولوية وطنية تتطلب أكبر دعم ومساندة من دوائر المجتمع ذات العلاقة.
وعقب ذلك قام رئيس جهاز متابعة الأداء الحكومي بزيارة محطة «النويدات المشعة»، وهي المحطة المنشأة في المعهد بالتعاون مع منظمة حظر التجارب النووية، وتدار من قبل باحثين ومتخصصين كويتيين وتعتبر أول محطة من نوعها في الشرق الأوسط، واطلع العبدالله من خلال شاشة عرض في هذه المحطة على بيانات مستوى الإشعاع التي تبث بشكل حي ومباشر من مقر المنظمة في ڤيينا.