استهجن ناصر محمد الخرافي رئيس مجموعة شركات محمد عبدالمحسن الخرافي ما أورده النائب مسلم البراك في بيانه المنشور يوم أمس بقوله:
كما كنت متوقعا فقد كان رد النائب مسلم البراك هلاميا وعاما، ومفعما بالشعارات الفارغة، التي طالما طنطن بها بعض السياسيين في عالمنا العربي منذ أكثر من ستين عاما، وخلت من أي جديد أو مفيد، في التناول المباشر للقضايا والاتهامات، الأمر الذي يعكس روح اللامسؤولية والاختباء خلف عباءة الحصانة البرلمانية، والتي أصبحت ضربا من ضروب السلوك اللامسؤول لحديثي العهد بالسياسة ومراهقيها، حتى أهدروا المعاني السامية والقيم النبيلة لدستورنا، وأقول للنائب مسلم أنني عندما قمت بالرد عليك في بياني الأول لم أكن أريد الدخول معك في سجال عقيم، لن يقود إلى ما يفيد لأمثالك، الذين يجيدون فنون الجدل والمناورة، ولا تهمهم الحقائق، ولا يسعون إليها أو ينشدونها، ولكنني رددت عليك انتصارا للحق، وانتصارا لمجموعتنا التي أوقعت عليها ظلمك وإساءاتك المتكررة والمتعمدة، ولتعلم بأننا نستطيع الرد عليك بأي لحظة وبأسرع مما تتصور، وأبادر بسؤالك لماذا اخترت مجموعة الخرافي كي تكون هدفك الدائم دون باقي المجاميع الأخرى، والتي بعضها تجاوزت فضائحه وانتهاكاته الآفاق، ولم يشهد أحد لك تصريحا أو تلميحا، وأنت تعرفها وهي بين ضلوعك ولا تحاول أن تتذاكى علينا وعلى الشعب الكويتي، وتسألني من هي.؟ فلن يصدقك أحد، بل إن سؤالك بحد ذاته هو إدانة لك، إما لأنك جاهل أو تتجاهل، مثلما سألت محامي المجموعة ولدنا الأستاذ/ لؤي الخرافي عمن يقصدهم بمن تخوض المعارك نيابة عنهم، ومثلما سألتني أيضا عن الذئاب الذين تمثلهم وتقاتل نيابة عنهم ليحققوا حلمهم برئاسة مجلس الأمة، فعلى من تتشاطر أو تستهبل يا أخ مسلم، هذا أولا.
وأما ثانيا: وردا على سؤالك «ماذا قدمت للكويت؟» فأقول من يقدم لبلده بإخلاص لا يلزمه أن يستعرض كشفا بحسابها، فوطننا يستأهل أن نقدم له الغالي والنفيس ودون منة أو فضل، ومن ينفق بيمينه ما لا تعلم شماله فهي أعلى مراتب الإيمان، ومع ذلك ومن باب قوله تعالى (وإن تبدوا الصدقات فنعما هي) وليس زهوا أو مفاخرة أن نقول لك ولأمثالك، بأننا قدمنا الكثير لبلدنا وللإنسانية ولله الحمد والفضل والمنة، فقد ساهمنا بإعمارها عبر تاريخها، ومشاريع المجموعة تتلألأ في أرجاء كويتنا الحبيبة، وفي جميع القطاعات ومنها المقاولات والأغذية والاتصالات والبنوك وشركات التأمين والصناعات وغيرها، حتى في أحلك الظروف التي مرت بها الكويت إبان الاحتلال العراقي وإبان رئاسة والدي المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي للبنك الوطني فقد فتح البنك أبوابه لكل الكويتيين لمساعدتهم أينما كانوا في الأفرع التي يتواجد بها البنك وكذلك فتحنا مطاعمنا المنتشرة في العالم العربي لتزويد الشعب الكويتي بما يريدون بالمجان، وبعد التحرير قامت شركاتنا بالمساهمة بإطفاء آبار النفط التي أضرمها الغزاة قبل اندحارهم وساهمت شركاتنا بالسرعة القصوى لإعادة إعمار ما دمره الغزاة بالإضافة إلى مشروع معالجة مياه الصرف الصحي الذي استفاد منه مزارعو أهل الكويت بمنطقة العبدلي ورفعنا معاناتهم بتوفير المياه الصافية لمزارعهم بعد مشاكل ندرة المياه السابقة التي كانت تعاني منها هذه المزارع، فإذا كنت من روادها فسوف تكتشف هذا المنجز العظيم الذي قدمناه للكويت ووفرنا فيه مئات الملايين من الدنانير على الدولة، ونجحنا بتحويل المجاري إلى مياه صافية ومفيدة، تحيي الحرث والزرع، حتى مجلس الأمة نفسه قامت شركات المجموعة ببنائه بعد التحرير بسرعة قياسية، لننعم بالديموقراطية، وتعود أنت لتصبح نائبا، ولكن للأسف لتشتم أهل الكويت وأصحاب الأيادي البيضاء، ثم تقول ليس من شيمنا الغدر والطعن بلا ذمة.
ثالثا: إن لمزك لنا باللهف وراء الدنيا لتكديس الثروات يدل على غبش في التصور لفهمك للقيم والمعاني السامية، فصناعة الثروة التي لا تجيدها يا أخ مسلم، وعلى مدى التاريخ لم تكن إلا لإصلاح المجتمعات ورخائها، من خلال صناعة فرص التوظيف وتنمية الثروة العامة، لكن اللهاث وراء الدنيا يكون أسوأ عندما تسعى إلى تكديس السلطة، واللهاث وراء تخليص معاملات المتجاوزين على القانون، والتصدي لبعض الوزراء الشرفاء، لأن جريمتهم أنهم لا يمررون معاملاتك غير المستقيمة مع العدالة والحق، وتغض الطرف عن الذين يسيئون بشرط تسهيلهم للمعاملات المنحرفة سعيا وراء شعبية زائفة مبنية على خدمات الباطل أكثر من خدمة الحق، إن السعي يا أخ مسلم واللهث وراء السلطة هو المفسد الأكبر في طول التاريخ وعرضه، وحديثو العهد بالسلطة هم أسوء وشر مكانا حتى من حديثي العهد بالثروة، وإننا نفتخر ونتشرف بأن نكون احترفنا أشرف المهن عبر التاريخ وهي التجارة التي تعايرنا بها أنت، وأذكرك بقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) «تسعة أعشار الرزق بالتجارة»، بل شجع ديننا الحنيف على التجارة، والكسب الحلال فممارسة التجارة والاقتصاد والمصالح المشروعة والتي فيها الخير للوطن والمواطن ليفيد الجميع ويستفيد، ومن نتاج هذا الكسب والرزق أن يعمل معنا قرابة ربع مليون عامل في داخل الكويت وخارجها بأسرهم ومن يعولون، هذا بخلاف من يدرسون ويتعالجون من خيرات الله ونعمه التي ساقها لنا بفضل منه، وكان يفترض عليك يا أخ مسلم أن تدافع عن هؤلاء العمال بصفتك نقابيا سابقا خرجت من رحم نقابة العمال، لكننا نقول لك يا أخ مسلم ماذا قدمت أنت للكويت والإنسانية غير الجدل العقيم والصياح وتعطيل مشاريع التنمية بحجة وهم حماية المال العام؟!
رابعا: أما قولك بأن الحديث الذي دار بيننا عن التنمية كان في لقاء سريع أثناء تقديمك لواجب التهنئة بمناسبة زفاف نجلنا، فهذا إدعاء باطل يصطدم مع أبسط قواعد العقل والمنطق إذ كيف نتحدث عن قضايا تنموية ولو سريعة أثناء وقوفي لاستقبال المهنئين بحفل الزفاف وأنت تعرف قبل غيرك أن لقاءنا كان في مكتبنا بالشويخ وكانت لمعاملات خاصة بك ولكنك تجحدها، فمن يصدقك يا مسلم بعد اليوم عندما تضحك عليهم بهذه التبريرات الواهية.
خامسا: فمسارك السياسي يحدده الشعب الذي أنا وأنت جزء منه وليس وحدك الذي تختاره، وإذا أردت ألا يحاسبك أحد فلتجلس في بيتك فعندها لن يتعرض لك أحد، وأما قولك أني ذكرت لوزير المالية السابق بأنه إذا وقع عقد الجزيرة الخضراء والتي تدعي زورا وبهتانا أنها إحدى مشاريع المجموعة، وأنه سيوقع صحيفة استجوابه، فهذا هو التناقض بعينه فكيف يكون أحد مشاريعنا التي نريد تمريرها ثم نخوف الوزير بأنه إذا وقعها فسيوقع على صحيفة استجوابه، فهل يعقل هذا الهراء؟ ومن أين تأتي بهذا الكلام؟
سادسا: إن تفاخرك وتعدادك للمشاريع التي أوقفتها، فإنها لا تعدو أن تكون من قبيل الهدم الذي هو شعارك لا البناء والذي هو هم المواطن وطموحه، فما أسهل الهدم يا أخ مسلم ولكن يبقى سؤالنا الذي لم تجب عليه: ماذا بنيت وماذا عمرت لبلدك؟ أم أنك معول هدم فقط، فإذا كنت تجيد هذا الفن فعليك بالعافية، وإني أؤكد لك وللرأي العام أن ما تشهده البلد من بعض مظاهر التراجع والتخلف والانحدار هو بسبب إعاقتكم للتنمية والبناء، فهذه تقارير الخبراء والبيوت الاستشارية والبنوك العالمية معظمها تتحدث عن التعثر الذي تواجهه البلد، وأضرت بالمواطن بسبب التناحر السياسي والصراع الدائم مع الحكومة، وهذا ليس كلامي وحدي وإنما يشاطرني فيه كل من زار الكويت ليخرج بهذه القناعة، فأين المستثمرون الذين هربوا من الكويت ورحلت معهم رؤوس الأموال، أليست بسبب حروبكم المستمرة وإزعاجكم الدائم، أما قولك بأن جوهر خلافنا هو إيقافك المشاريع التي أضرت بمصالحنا، فأنت واهم يا أخ مسلم، فمشاريعنا حتى لو توقفت في بلدنا بسبب حسدكم وغيرة حلفائكم من الذئاب، وضعف أصحاب القرار واستسلامهم لصراخكم، فإنها ممتدة بفضل الله خارج الكويت وإذا أوصدت الأبواب أمامنا محليا، فالخاسر الأكبر هو المواطن والبلد، أما نحن فتبقى دول العالم حاضنة لمشاريعنا وتقدم لنا كافة التسهيلات، فأرض الله واسعة، «فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه» ومع ذلك فلست أنت ممن يقف ضد مشاريعنا أو يقطع أرزاقنا وأرزاق من يعيشون معنا في هذه الأرض الطيبة.
سابعا: وحتى وأنت تحاول يا أخ مسلم تبرئة نفسك من ضرب الوحدة الوطنية، فإنك تحاول أن تزرع الفتنة بين العوائل بإقحام نفسك في قضايا عائلية لا دخل لك بها، وأمور شخصية لا علاقة لك بها وليست لها محل من النقاش الدائر بيننا، ومع ذلك تدعي وتزعم أنني دفعت الآلاف من الدنانير للهجوم على عائلتي الصقر والرفاعي، وهذا محض افتراء وإفلاس بين، فأنا لم أسيء لهاتين العائلتين الكريمتين اللتين تربطنا بها علاقة أسرية وتاريخية، غاية ما في الأمر أن خلافنا انحصر مع بعض أفراد من هذه العائلات الموقرة ولم تكن إعلاناتنا إلا ردا على إعلانات من نشرها ولم تكن مبادرة منا، ولكنك إما لا تقرأ أو تقرأ بعين واحدة، وحتى في ردودنا كنا نشيد بعائلتي الصقر والرفاعي التي يشرفني مصاهرتي لها، أما أنت فقد جعلتها حربا بين عائلات وليس في حدها الطبيعي كخلاف بين أفراد.. أما الإعلان عن تقديرك لعلاقة والدك محمد البراك ـ رحمة الله عليه ـ بأخينا جاسم وعلاقة عمك د.سعد البراك وأسرتك بنا فأنت لم تقدرها ولم تحشمها ولو صدقت فيما تقول لما استمرأت إساءتك وحروبك المستمرة وتفضيلك للذئاب على أسرتك وأعمامك الذين لم تقدرهم، ولتعلم يا أخ مسلم أن الذي لا خير فيه لأهله وأسرته فليس فيه خير للناس، غير أن عقدة السعدون التي تتحدث عنها فالله الحمد لم تشكل بالنسبة إلينا أي هاجس أو قلق، بدليل فوزنا الكاسح عليه لخمس دورات متتالية اثنتان منها بالتزكية، أما أنتم فهي العقدة وهي القضية، حتى إذا لم تستطيعوا المبارزة بشرف في انتخابات الرئاسة لجأتم إلى الغدر حتى لو ضللتم الغير ورحتم تبحثون عن ضحايا تحاولون الإضرار بسمعتها وتاريخها فهذه قمة الأنانية، إن الرئاسة بالنسبة لأخونا جاسم لهي تضحية لخدمة بلدنا الغالي حتى لو كان على حساب صحته ووقته وأسرته، أما أنتم والذئاب فتعتبرونها بشت ورزة وتشريف، وهذه هي عقدتكم ومن تمثلونهم.
وأخيرا بالنسبة لقولكم عن نفاذ صبري تجاه إساءتكم لمجموعتنا وردي عليكم، وأنك تقوم بذلك بوصفك نائبا للأمة، وليس موظفا في إحدى شركاتي، فأقول لك ولأمثالك انه لا يشرفني أن ينتمي أحد إلى مؤسساتنا من في مستواك، فمن يجيد فنون المراوغة واللف والدوران والقفز البهلواني وفاقد الإنتاجية، لا يصلح ولا مكان له في مؤسساتنا المحترمة، إن مطالبتك بحقوق الدولة وأموالها من شركة صدر بحقها على حد زعمك حكما قضائيا مذيلا بالصيغة التنفيذية وأن المسؤول أمامك عن تحصيل هذه الأموال هو وزير المالية، فقد أوضحنا لك مرات ومرات بأنه لا يوجد حكم قضائي ضد شركة الاستثمارات الوطنية إلا في مخيلتك وأوهامك، وأكدنا لك عدة مرات حقيقة أوراقك ومستنداتك المضللة للجمهور، إن مثلك كمثل الرجلين اللذين شاهدا من بعيد «عنزان أسودان» أحدهما يقول للآخر أنظر إنه «عنز أسود»، والآخر يرد عليه بل هو «طائر أسود»، وبعد نقاش وجدل طار «الطائر الأسود»فقال لصاحبه ألم أقل لك إنه «طائر»، فرد عليه الآخر إنه «عنز» حتى لو طار، فهذا أنت يا أخ مسلم ترى الحقائق بأم عينك ثم تتجاهلها على طريقة هذا المثل الشعبي، ومع ذلك فإن ولدنا الأستاذ المحامي لؤي الخرافي نائب رئيس المجموعة قد تكفل بالرد عليك اليوم إضافة إلى ردنا وذلك من الناحية القانونية والواقعية وبالمستندات لعلك تعود إلى رشدك وصوابك، إننا نتمنى أن يسود الوئام والتفاهم بين أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية لما خير البلد وحتى تعود الكويت درة الخليج ولؤلؤتها، (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم.