بدايته كانت من ذاك المكتب الصغير الواقع في شارع التخصصي بمدينة الرياض في ظل إمكانيات محدودة 5 موظفين من جنسيات مختلفة ورجل طموح يعمل الليل مع النهار وفكرة جديدة لم تخطر على بال أحد بل كانت مفاجأة أن يقوم أحد بالدخول في مجال السياحة والسفر في ذاك الوقت الذي كان أغلب أفراد المجتمع يفكرون في الوظيفة الحكومية، ويصعب أن تجد من يفرط فيها ويذهب إلى العمل الخاص لأنهم كانوا يعتبرون ذلك مغامرة، ولذا استطاع ضيفنا أن يفوز بالمغامرة محققا بذلك نجاحا باهرا في صناعة تعتبر من أخطر الصناعات وهي صناعة السياحة.
تجربة رائدة عاشها ضيفنا لهذا الأسبوع أحد أبناء المملكة العربية السعودية، وهو د.الشريف ناصر بن عقيل الطيار، ورغم أننا اعتدنا إجراء لقاءات رحلة نجاح مع مواطنين كويتيين لنقل خبراتهم وتجاربهم إلى شبابنا لعلها تفيدهم في طريق كفاحهم وبناء مستقبلهم، إلا أن ما يجمع الشعبين الشقيقين من روابط، وتشابه البيئة الجغرافية، والعادات والتقاليد، إضافة إلى النواحي الاقتصادية في البلدين، كل ذلك شجعنا على أن نلقي الضوء على تجربته التي تستحق أن يتم تسليط الضوء عليها، فقد كافح هذا الرجل في ميادين الحياة منذ سن مبكرة بعد أن أبصر النور في قرية صغيرة التي احتضنته لسنوات ثم بعد ذلك انطلق منها إلى مدينة الرياض وفيها جرب العمل في أماكن متفرقة فأصبحت حياته ما بين الدراسة والعمل ولذلك وأنت تقلب أوراق حياة هذا الرحل لن تجد مجالا للفراغ فالأيام ملئت بالعمل الجاد.
المكتب الصغير تحول بفضل الله ثم إرادة وطموح د.ناصر بن عقيل الطيار إلى مجموعة بها مئات المكاتب في المملكة العربية السعودية وأنحاء متفرقة من دول العالم لتزداد المشاريع وتزدهر الأنشطة في رحلة من الإنجازات المتواصلة والنجاحات المتتالية، ويقدر عمر هذه الرحلة 29 عاما حتى هذه اللحظة تخللتها الكثير من الأحداث الصعبة التي يروي لنا بعضها عبر هذا اللقاء.
وعلى جانب الحياة الدراسية فقد واصل الطيار دراسته حتى البكالوريوس ثم توقف فترة من الزمن وعاد بعدها ليكمل مسيرته التعليمية بدراسة الماجستير والتي كانت حول إدارة الأعمال ثم الدكتوراه حول التسويق السياحي للمملكة العربية السعودية.
د.الشريف ناصر بن عقيل الطيار مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الطيار للسياحة والسفر يحدثنا عن رحلته التي بدأت منذ سنواته الأولى في وسط مجموعة من العقبات وفي ظروف قد لا تساعد على النجاح والتميز، فكيف استطاع الطيار أن يتصدر عالم السياحة والسفر في المملكة، هذا ما سنعرفه عبر هذا اللقاء، فإلى التفاصيل:
في مطلع هذا اللقاء لعلنا نتعرف على بداياتك وكيف أبصرت النور؟
لقد أبصرت النور في عام 1957م في قرية العقلة بمنطقة الزلفي وهي المنطقة التي عشت فيها 8 سنوات من الطفولة والذكريات الجميلة وطبعا تعلم ضعف الإمكانيات في تلك الفترة وبساطة الحياة وبالتالي شعرت بالمسؤولية في سن مبكرة، ثم انتقلنا بعد ذلك للعيش في منطقة الرياض وفيها أكملت السلم التعليمي إلى أن التحقت بجامعة الملك سعود تخصص علوم سياسية.
هل كنت تجد من يساعدك في التوجيه والإرشاد التربوي في تلك الفترة؟
الحقيقة في تلك السنوات لم يكن هناك من يساعدني في اختيار التخصص الدراسي أو في الإرشاد والتوجيه وبالتالي كانت المسؤولية، مسؤولية الطالب نفسه هو من يختار وهو من يقرر ويتحمل نتيجة الاختيار، وأنا وإن كنت أقرب ما أكون في تلك الفترة إلى الاقتصاد والتجارة، حيث إن عائلتي الطيار لها في التجارة ولها في علوم الدين إلا أنني اخترت العلوم السياسية لأن تخصص الاقتصاد لم يفتح بعد.
وهل مارست العمل الاقتصادي مباشرة بعد التخرج أم أنك اخترت مكانا آخر؟
بعد التخرج من جامعة الملك سعود التحقت بوزارة الخارجية السعودية لأنها تتلاءم مع طبيعة دراستي في العلوم السياسية وأمضيت في وزارة الخارجية 9 أشهر فقط استفدت منها كثيرا على الرغم من قصر الفترة الزمنية في «الخارجية»، إلا أنني لم أجد نفسي في ذلك المكان ووجدت أنني من الممكن أن أحقق نجاحا أكبر خارج الوزارة، كما أنني من الممكن أن أخدم المجتمع من مكان آخر فقررت إنهاء فترة العمل في الوزارة وطبعا وجدت معارضة شديدة من الأهل والأصدقاء، وكان البعض يعتبر ذلك القرار غير موفق، وبعضهم راهن على أنني سأندم، لكنني كنت مؤمنا بأن الله سبحانه وتعالى سيوفقني وسأنجح، لإيماني بأن الحياة تحتاج إلى نوع من التضحية والمغامرة المحسوبة وخاصة أنني جربت العمل في القطاع الخاص منذ دخولي الى المرحلة المتوسطة.
تجارب مفيدة
بما أنك مارست العمل في فترة مبكرة من عمرك، هل لك أن تحدثني عن هذه التجربة وأبرز ما استفدته منها؟
تجربتي الأولى كانت تجربة إعلامية بالتعاون مع صحيفة اليمامة السعودية مع الأستاذ الفاضل تركي السديري، كان ذلك وأنا في الصف الثاني المتوسط، وبعد ذلك جاءت تجربتي الثانية في أحد البنوك السعودية في قسم خدمة العملاء وكنت وقتها في المرحلة المتوسطة فتعلمت الكثير من الأشياء التي استفدت منها فيما بعد وكان أبرزها تعلم الأرقام والرموز المحاسبية والإحساس بالمسؤولية، وأذكر تماما أنني كنت أتقاضى ما يقارب الـ 900 ريال سعودي وإذا جاء آخر الشهر لا تجد معي ريالا واحدا، لكنني كنت حريصا على أن أتعلم وأطور مهاراتي فكانت تجربة أعطتني الكثير. وبعد ذلك كانت لي تجربة مهمة في الخطوط الجوية السعودية وهي تجربة رائعة ومفيدة فمن خلال العمل في الخطوط السعودية استطعت أن أكون علاقات اجتماعية واسعة وأن أطوف بكثير من دول العالم المتقدمة وأتعرف على العالم الآخر فأنا أشكر الخطوط الجوية السعودية وأدين لها بالفضل بعد الله عز وجل، إضافة إلى أنني تعرفت من خلالها على الكثير من الأمور المتعلقة بمجال الطيران والسياحة والسفر ثم بعد ذلك عملت في طيران هونغ كونغ واستطعت أن أكون العديد من العلاقات الاجتماعية إضافة إلى أنني كنت حريصا على الاستفادة من كبار الموظفين، ثم بعد ذلك عملت في الخطوط الفلبينية وكنت شغوفا بالعمل وكل هذه الوظائف عملت بها وأنا مازلت طالبا لم أتخرج بعد، فنصيحتي لكل شاب يريد النجاح أن يحرص على التعلم الجيد والدخول إلى الميدان العملي مبكرا دون الخوف من العقبات أو اليأس من تجاوز الأزمات.
وهل كنت تشعر بصعوبة الجمع بين الدراسة والوظيفة؟
الحقيقة لم أكن أشعر بصعوبة في الجمع بين الوظيفة والدراسة لأنني أحب العمل وغير ذلك كنت أرتب وقتي بالشكل الذي لا يتعارض فيه العمل مع الدراسة.
تطور ملموس
بما أنك تعتبر أحد رواد العمل في مجال صناعة السياحة والسفر هل لك أن تحدثني عن رحلتك في هذا المجال وأبرز ملاحظاتك حول هذه الصناعة؟
رحلتي مع صناعة السياحة والسفر بدأت تماما بعد أن أنهيت عملي في وزارة الخارجية فقد رأيت أن هذا المجال لم يدخل فيه أي سعودي والبيئة وقتها كانت تفتقر إلى مثل هذه الأنشطة، وعلى الرغم من أن صناعة السياحة والسفر أمر ليس سهلا إلا أنني وكما ذكرت لك تعلمت الكثير من خلال عملي بالخطوط الجوية السعودية وغيرها من الخطوط وبدأت في فتح مكتب صغير في شارع التخصصي في مدينة الرياض ومازلنا نحتفظ بهذا المكتب وأجد أنه يذكرني بالأيام الجميلة وكان عدد العاملين معي في تلك الفترة 5 موظفين فقط، بينما الآن يعمل معي أكثر من 1300 موظف إضافة إلى العاملين في مكاتبنا وفروعنا في الخارج.
نجحت في التوسع والانتشار في مجال السياحة والسفر فما العوامل التي ساعدت على ذلك؟
رحلة التوسع والانتشار كانت لله الحمد في فترة وجيزة فكنت أجد في نفسي الرغبة الجادة للتوسع والانتشار ولكن بشرط أن يكون التوسع بطريقة مدروسة فبعد أن تأكدت أن المكتب الصغير أصبح ناجحا ويستطيع الاستمرار فتحت مكتبا آخر وعملت على تطويره ثم توسعت وفتحت مكتبا ثالثا في الرياض ثم انتقلت إلى جدة وفتحت فيها مكتبا، ثم في المنطقة الشرقية وهكذا، وكنت أحرص على أن أستثمر المال الذي أربحه في نفس المجال، لأن من أسباب فشل الكثير من التجار ورجال الأعمال أنهم يعتقدون أن المال الذي في حساب الشركة ملك لهم، وبالتالي يسحب الواحد منهم من هذا المال ويصرفه إلى أن يجد نفسه في مشاكل كثيرة لأن هذا المال لأطراف أخرى فكنت أهتم بعدم الوقوع في مثل هذه الأمور والآن الحمد لله لدينا أكثر من 250 مكتبا في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية ولدينا فروع في كثير من دول العالم ونحن الشركة العربية الأولى التي تمتلك مكاتب في أميركا وكندا وماليزيا والسودان ولبنان ومصر.
الاستفادة من التكنولوجيا
يقال إن التوسع سلاح ذو حدين ومن الممكن أن يكون سببا في انهيار النشاط التجاري فما رأيك في ذلك؟
لا شك أن التوسع له سلبياته من حيث الصعوبة في الإدارة والمراقبة وغير ذلك من الأمور إلا أنني تجاوزت هذه العقبة بدفع مبلغ 2 مليون ونصف المليون دولار للاستثمار في التكنولوجيا لأنها تساعد في عملية الرقابة والإدارة وكل عملياتنا التي تتم في الفروع والمكاتب الخارجية مرتبطة بالمكتب الرئيسي ونحن أول من يطبق هذا النظام بعد أن تعلمته في بريطانيا عندما التحقت بإحدى الدورات التدريبية.
التعامل مع العائلات
النجاح في أي مجال له عوامل تساهم بشكل كبير في تحقيقه فما العوامل التي ساعدت في أن تحقق نجاحك في السياحة والسفر؟
من الأشياء التي ساعدتني توفيق الله لي في أن أتوجه إلى التركيز بشكل كبير على العائلات السعودية، فالمكاتب السياحية التي هوت في تلك الفترة كانت تركز بشكل كبير على التعامل مع الشركات خصوصا أن المملكة في تلك الفترة كانت تعيش مرحلة بناء وفيها الكثير من العمالة التي بطبيعة الحال تحتاج إلى السفر لبلدانها لكنني كنت حريصا على التعامل مع العائلات السعودية وطبعا كثير من الوجهات لم تكن معروفة وكثير من العائلات لا تعرف كيفية القيام بالحجز وكيفية اختيار الدولة المناسبة فقمت بعمل رحلات سياحية لبعض العائلات السعودية لكثير من الدول وكانت تجربة جديدة لأول مرة تطبق على أرض الواقع في المملكة، وكنت حريصا على أن أكسر الحاجز النفسي بين العائلات السعودية وفكرة السفر، ولهذا فإنني لم أكن لأحقق ما حققته في عالم السياحة والسفر لولا توفيق الله، ثم العائلات السعودية التي أعطتني ثقة غالية أحرص دائما على أن أكون أمينا عليها، وأيضا من الأشياء التي ساعدتني على النجاح في هذا المجال الإلمام بأسرار هذه الصناعة لأنها صناعة خطرة وحساسة وتحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل.
فيما يخص العاملين معك في المجموعة كيف توفر لهم البيئة المناسبة للعمل؟
أنا أؤمن بأن الموظف شريك وليس موظفا وبالتالي لابد من التواصل معه والاستماع له وأنا حريص على هذا الجانب ولي تجربة قمت بها في عام 2005 عندما تحولت المجموعة إلى شركة مساهمة فقد قمت بمنح الموظفين أسهما من حصتي مقابل شروط معينة منها أن يكون الموظف ملتزما وحريصا على العمل إضافة إلى من كان لهم دور في بناء الشركة ونجاحها.
سبب الأزمة المالية
نعيش اليوم أزمة مالية تضررت منها الكثير من الشركات برأيك ما السبب في حدوث هذه الأزمة؟
فيما يخص الأزمة المالية الحالية التي تجتاح كثيرا من دول العالم وكثيرا من المنظمات الاقتصادية، أعتقد أن سببها الرئيسي مخالفة الشريعة الإسلامية وانتشار الربا واستغلال الناس وكل هذه الأمور بوجهة نظري الشخصية والتي ربما يختلف معي البعض فيها هي السبب الرئيسي لهذه الأزمة، وبالتالي كل نظام إسلامي يلتزم بالشريعة الإسلامية ولا يحتال على قوانينها بلا أدنى شك سيكون ناجحا لأنه للأسف الشديد وجد من يحتال على النظام الإسلامي ويستغل الاسم وهذا الأمر أثر بشكل سلبي على سمعة النظام الإسلامي.
وما النصيحة التي تقدمها للشركات والمؤسسات المالية التي تضررت من الأزمة المالية؟
النصيحة التي أقدمها للشركات والمؤسسات المالية هي ضرورة التعامل مع الواقع وليس مع الخيال وأن تعيد الشركات والمؤسسات حساباتها بطريقة سليمة تكون مبنية على الدراسة والتحليل والتخطيط وأن تبتعد عن الصفقات المشبوهة وأن الاستثمارات المبالغ فيها والأزمات تكشف الغطاء عن الشركات الناجحة التي تستحق البقاء والشركات التي لا تستطيع الاستمرار.
هل تعتقد أن الحكومات قادرة على حل هذه الأزمة أم أنها عاجزة؟
لا شك أن الحكومات لها دور كبير في هذه الأزمة المالية وهي تستطيع أن تساهم في حلها من خلال إعادة الأنظمة الاقتصادية مرة أخرى بأن تقوم بدعم ومساعدة الشركات التي تأثرت بالأزمة ولكن بشروط وحسب أهمية الشركة للاقتصاد وللمجتمع وليس فقط أهميتها لتواجدها أو لاعتبارات أخرى، وكان لابد من تدخل الحكومات لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار وبالتالي ينهار المجتمع كله.
دور حيوي لرجال الأعمال
البعض يردد أن الحكومات غير ملزمة بدعم الشركات لأنها غير مستفيدة من رجال الأعمال فما تعليقك؟
غير صحيح أن الحكومات لا تستفيد من رجال الأعمال لأنهم يساهمون في إنعاش الاقتصاد وكذلك هم يدفعون الرسوم والالتزامات المالية التي تستفيد منها الدولة إضافة إلى أنهم يساهمون في حل الكثير من مشاكل التوظيف والبطالة، كما أن رجال الأعمال عن طريق المشاريع الناجحة يساهمون في تطوير البنية التحتية للدولة وزيادة الخدمات التي تحتاجها ولا يمكن لأي بلد في العالم أن ينمو ويتطور إذا لم يكن من بين مواطنيه رجال أعمال ناجحون يبتكرون مشاريع تنموية نافعة ورائدة.
للشركات دور كبير في تنمية المجتمع وهو ما يعرف بمفهوم الشراكة الاجتماعية كيف تنظر إلى مثل هذه المفاهيم؟
نحن في مجموعة الطيار منذ أن بدأنا رحلتنا في صناعة السياحة والسفر اعتبرنا المشاركة الاجتماعية عنصرا من العناصر المهمة والتي لا يمكن التخلي عنها في الشركة لأنني شخصيا أؤمن بأن للمجتمع حقا على الشركات ورجال الأعمال من خلال دعم المشاريع الخيرية والأنشطة والبرامج التربوية التي تساهم في رقي ونهضة وتطور الدولة.
تحديات كبيرة
خلال فترة عملك في هذا المجال لا شك أنك واجهت العديد من الأحداث الصعبة حدثني عن بعض هذه المواقف وكيف تغلبت عليها؟
خلال الفترة التي عملت فيها في مجال السياحة والسفر واجهت العديد من العقبات واعترضت طريقي كثير من الأحداث الخطيرة التي لا يملك الإنسان أمامها إلا أن يتخذ القرار إما بالانسحاب أو الاستمرارية في نفس المجال، فعلى سبيل المثال الاحتلال العراقي للكويت كان صدمة كبيرة بالنسبة للجميع وعلى ضوئها أغلقت المطارات في البلدين، حتى جميع مكاتب شركات السياحة والسفر العاملة فيهما، لكنني قررت البقاء من أجل خدمة المجتمع والقيام بواجبي ولكن بصورة أخرى حيث أخبرت الموظفين أن الشركة ستستمر في عملها فحولت النشاط من الجو إلى البر بالاستعانة بالباصات الحديثة وبدأت أضع الإعلانات في الصحف وكنت بهذا أفكر في أمرين الأول إخراج العائلات من الجو الذي كان يسيطر في تلك اللحظة والثاني إيصال العائلات المنقطعة بالخارج فأنا كنت أشعر بأن هذه المهمة واجب إنساني وإن كلفتني خسارة مادية فهي بلا أدنى شك إنجاز أفتخر به وتجربة كان لها الدور الكبير في تعزيز اسم ومكانة الشركة محليا وعالميا وهناك تحديات كثيرة لا أنساها في الحج إلا أننا كنا نتغلب عليها بفضل الله وتعاون القيادات السياسية في المملكة، ولا شك أن المهمات الصعبة دائما تكون إضافة إلى الإنسان على الرغم من خطورتها.
مشاريع مستقبلية
ما أبرز المشاريع المستقبلية التي تسعى إلى تطبيقها على أرض الواقع؟
نحن الآن نعمل على تحويل الشركة إلى شركة مساهمة عامة ففي عام 2005 قمنا بتحويلها إلى شركة مساهمة سعودية مغلقة، بزيادة رأس المال من 25 مليون ريال إلى 150 مليونا، والآن ولله الحمد رأسمال المجموعة 600 مليون، ومن المشاريع التي ننوي القيام بها أيضا التحول من وسيط في تقديم الخدمات إلى شركة تمتلك الخدمات، ولذا قمنا مؤخرا بشراء شركة لتأجير السيارات كما اشترينا شققا فندقية في مناطق مختلفة.
برأيك ما أبرز العوامل التي تساعد على النجاح في عالم الاقتصاد بشكل عام؟
أعتقد أن من أهم العوامل التي تساعد على النجاح في عالم الاقتصاد والمال الصدق والأمانة والإخلاص وكل هذه الكلمات هي مفاهيم يجب أن تطبق على أرض الواقع وألا تكون فقط مجرد شعارات يتم تداولها دون الالتزام بالتطبيق، إضافة إلى ضرورة الإلمام بالمجال الذي يتاجر فيه الإنسان وأن يكون لديه رأس المال الكافي وأن تكون الأهداف والسياسات واضحة المعالم.
ماذا تضيف لك المنافسة في مجال السياحة والسفر؟
المنافسة في كل المجالات مطلوبة وبالنسبة لي هي تعطيني فرصة أكبر للإبداع والتميز وأن أكون دائما متواصلا من أجل إيجاد الأفضل وأرحب بالمنافسة الشريفة بل ولا أبالغ عندما أقول بأنني أستمتع بوجودها وأعتبرها عاملا من عوامل الاستمرارية.
مراعاة احتياجات المجتمع
كيف تقوم بعملية تقديم وجهات جديدة للسائح؟
فلسفة الكشف عن وجهات جديدة للسائح تتم عبر أكثر من طريقة فنحن نحرص على المشاركة في المعارض الدولية بمختلف أنحاء العالم وفيها نقوم بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات ثم بعد ذلك أقوم بنفسي بأخذ جولة على الوجهات حتى أخوض تجربة تمكنني من معرفة ما إذا كانت هذه الدولة تتلاءم مع احتياجات ورغبات المجتمع فأنا أحرص على تقديم الوجهات التي تتلاءم والمجتمع.
ماذا عن أبرز المشاكل التي تواجهكم في مجال صناعة السياحة والسفر؟
من المشاكل التي تواجهنا في صناعة السياحة والسفر القوانين الصارمة والصعبة التي تفرضها بعض السفارات من أجل الحصول على تأشيرة الدخول، فتخيل عندما تتقدم أسرة إلى إحدى السفارات ويحصل الجميع على التأشيرة ويمنع الأب أو الأخ أو أحد أفراد الأسرة دون سبب وهذه المشكلة من 5 سنوات وهي للأسف الشديد بازدياد، كما أن بعض الدول تعتبر مسألة التأشيرات مصدر دخل لها وبالتالي تقوم باستغلال عملية منح التأشيرة وهو أمر يؤثر على البرامج السياحية.