- نحتاج لثقافة استهلاك تراعي التكلفة العالية للإنتاج وتحفظ المال العام لمستقبل الكويت وأبنائنا
- 7 مراكز طوارئ تعمل على مدار الساعة دون توقف لضمان متابعة العمل وإصلاح أي عطل يطرأ في أي مكان
محمد هلال الخالدي
بحديث موجز لكنه مكثف ودقيق أبرز وكيل وزارة الكهرباء والماء م.محمد بوشهري إنجازات الوزارة وأثنى على الجهود الكبيرة التي يبذلها آلاف العاملين من أجل ضمان استمرار حصول المواطنين والمقيمين على المياه النظيفة والكهرباء على مدار الساعة، وأكد في كلمة ألقاها خلال حضوره حفل تكريم عدد من الزملاء الإعلاميين من قبل «مجموعة الصرح الإعلامي» في ديوان الفضالة مساء أول من أمس حرص وزارة الكهرباء والماء على إيصال خدماتها للمواطنين والمقيمين دون انقطاع، مشيرا إلى أنهم يتعاملون مع أمور لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها لدقائق وهي الكهرباء والمياه، وموضحا أننا بكل سهولة نفتح الصنبور أو نضغط على زر تشغيل فنحصل مباشرة على المياه النظيفة أو الكهرباء بأرخص الأثمان، ولكن خلف هذه العملية البسيطة بالنسبة للمستهلك هناك جهود جبارة ومراكز عمل متعددة تنتشر في مختلف مناطق الكويت وأكثر من 18 ألف موظف بين مهندس وفني وإداري معظمهم من الكويتيين يعملون على مدار الساعة لتحقيق هذا الإنجاز.
كما طمأن بوشهري الجميع حول كفاءة العمل وجودة الخدمات وتوافرها بكميات فائضة بعد عمليات التطوير الأخيرة، قائلا إن الكويت لديها اليوم مخزون كبير من الإنتاج بالنسبة للكهرباء والمياه أيضا، وفصل الحديث بداية عن قطاع المياه قائلا: إن الكويت تصنف على أنها من الدول الفقيرة بالموارد المائية، ومع هذا تمتلك الكويت اليوم أعلى مخزون للمياه الصالحة للشرب على مستوى الشرق الأوسط كله، مشيرا إلى أن إنتاج المياه في الكويت يعتمد أساسا على تحلية مياه البحر من خلال محطات كثيرة تنتشر على السواحل، حيث تبدأ العملية بتقطير مياه البحر ثم تنتقل لعملية الخلط والمزج ثم إلى شبكة تتكون من آلاف الأميال من البايبات ومنها إلى أبراج المياه التي تنتشر في مختلف المناطق السكنية لتزود المساكن بمياه شرب نظيفة ونقية وعذبة.
وأوضح أن هناك 7 مراكز طوارئ تعمل على مدار الساعة دون توقف لضمان متابعة العمل واصلاح أي عطل يطرأ في أي مكان. وشدد بوشهري على جودة المياه في الكويت قائلا: إنها تطابق أعلى المعايير وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لافتا إلى وجود مختبرات وعمليات قياس وفحص تعمل على جميع عمليات الإنتاج منذ التقطير وانتهاء بجمع المياه في الخزانات.
أرقام وحقائق
واصل م.محمد بوشهري حديثه عن إنجازات وزارة الكهرباء والماء بسرد مجموعة من الأرقام والحقائق التي تؤكد ذلك، قائلا بأننا وصلنا اليوم إلى قدرة إنتاج بالنسبة للمياه تصل لـ 530 مليون غالون امبراطوري، يقابلها معدل استهلاك يومي يقدر بـ 380 مليون غالون، ما يعني أن لدينا فائضا بمقدار 150 مليون غالون امبراطوري.
ولفت إلى مسألة الاستهلاك بالقول بأن معدل استهلاك الفرد في الكويت يقدر بـ 450 ليترا يوميا، مقابل استهلاك الفرد الأوروبي الذي يقدر بـ 220 ليترا رغم تمتعهم بمصادر متنوعة وكثيرة للمياه العذبة، وأوضح بوشهري أننا بحاجة لتوعية وثقافة استهلاكية جديدة تراعي تكلفة انتاج هذه المياه الكبيرة، وناشد الجميع ضرورة الالتزام بترشيد الاستهلاك خاصة أننا لا نزال نشاهد البعض ممن يقومون بغسل الشوارع والسيارات بالمياه العذبة وبتبذير كبير. وذكر أن التكلفة الفعلية لإنتاج ألف غالون من المياه هي 10 دنانير ولكنها تقدم للمستهلك بسعر 800 فلس فقط.
وأكمل م.محمد بوشهري حديثه عن استعدادات وزارة الكهرباء والماء وحول إنجازات الوزارة بالنسبة لقطاع الكهرباء قائلا بأنها لا تقل عن الإنجازات بالنسبة للمياه، مشيرا إلى أن قدرة الإنتاج بعد دخول المحطات الجديدة بلغت أكثر من 15 ألف و500 ميغاوات، يقابلها أعلى معدل استهلاك متوقع قد يصل لـ 13 ألف ميغاوات، وهذا يعني وجود فائض بالإنتاج يبلغ حوالي 2000 ميغاوات ستكون في خدمة المواطنين والمقيمين عند الحاجة.
وأوضح أن تكلفة انتاج الطاقة الكهربائية في الكويت ترتبط بأسعار النفط كونها المصدر الأساسي لإنتاج الطاقة، موضحا أن فاتورة إنتاج الكهرباء التي تدفعها الوزارة مقابل الوقود المستهلك بلغت للعام الماضي حوالي 3 مليارات دينار كويتي، وهي تكلفة كبيرة جدا لإيصال الكهرباء بمبلغ زهيد هو فلسين للكيلو وات، في حين تبلغ التكلفة الفعلية 40 فلسا، ما يعني أن الدولة تتحمل 95 دينارا لكل فاتورة بمبلغ 5 دنانير لدعم هذه الخدمة.
وأشار بوشهري كذلك لجهود الوزارة في تحصيل مستحقات الوزارة المالية من المستهلكين، مؤكدا أن حملة تحصيل المستحقات بدأت بالقيادات العليا أولا من وزراء ووكلاء ووكلاء مساعدين وغيرهم كونهم القدوة، ثم انتقلنا لتحصيل المستحقات من بقية المستهلكين ونتج عن هذه الحملة التي انطلقت منذ سبتمبر 2012 وإلى اليوم تحصيل أكثر من 610 ملايين دينار.
ضرورة ترشيد الاستهلاك
وبحس وطني كبير يستشعر المسؤولية، تحدث بوشهري عن ضرورة ترشيد استهلاكنا للمياه والكهرباء، قائلا بأن الحديث عن وجود فائض في الإنتاج بفضل الله ومن خلال جهود المخلصين من أبناء الكويت ينبغي ألا تؤخذ كدعوة للإسراف والتهاون في استهلاك هذه الخدمات، مشيرا إلى أن الكويت تحرق الملايين من براميل النفط من أجل إنتاج الطاقة اللازمة لتحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية، وبالتالي فالتوفير في استخدام هاتين السلعتين يعني التوفير من المال العام من أجل مستقبل أبنائنا، لافتا إلى أن كل نسبة مهما كانت صغيرة من الترشيد ستعود بالفائدة على البلد.
وشدد بوشهري بالقول إننا لا ندعو إلى التقتير والحرمان من الخدمات، فالدولة حريصة على توفير السلع والخدمات للمواطنين لكي يستفيدوا ويستمتعوا بها، ولكننا ندعو لحسن الاستخدام، بحيث لا نسرف بالاستخدام الزائد عن الحاجة وأن نستخدم الأدوات المتوافرة في الجمعيات والأسواق والتي تساهم في حسن وترشيد الاستهلاك مثل الأضواء الاقتصادية الموفرة للطاقة وأدوات ترشيح ودفع المياه وغيرها.
بعد ذلك تم تكريم عدد من الزملاء الإعلاميين على جهودهم في دعم حملات التوعية وهم الزميل الإعلامي المميز علي حسين، والإعلامي المميز سامي الفضلي، والإعلامي المميز سعد الشمري.