- «إحياء التراث»: فقيد الأمة نموذج نادر لأئمة الهدى ووقف حياته لدراسة العلوم الشرعية والعمل في خدمة الدعوة وأنهى رسالة الدكتوراه في شرح الزركشي في 7 مجلدات
بعث صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد برقية تعزية الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعرب فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته لوفاة العلامة الداعية عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، مشيدا بأعمال الفقيد الجليلة في مجال الدعوة والافتاء والتعليم والتأليف خدمة للاسلام والمسلمين.
في الوقت نفسه اصدرت جمعية احياء التراث الاسلامي بيانا حول وفاة العلامة الجبرين – عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية، يرحمه الله، صدرته بقول الله عز وجل: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ـ الاحزاب).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
وجاء فيه: لقد فجعت الامة الاسلامية امس بفقد عالم وامام من بقية السلف الصالحين، رجل نحسبه ممن صدقوا ما عاهدا الله عليه، ونموذج لسيرة الصحابة والتابعين انه العلامة الداعية د.عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية، يرحمه الله، وجعل الفردوس الأعلى مثواه.
ان الفقيد نموذج نادر لأئمة الهدى ودعاة السنة جمع الله فيه أمة في رجل، يهدي بهدى الله، وينشر في الانام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقف حياته لدراسة العلوم الشرعية والعمل في خدمة الدعوة، داعيا الى الله ومعلما واماما وخطيبا وباحثا ومؤلفا ومفتيا، ومنافحا عن دين الله، وكاشفا للاباطيل والاكاذيب وداحضا للشبهات ومتصديا للخرافات.
ولد العلامة سنة 1349هـ في «القويعية» وحفظ القرآن الكريم منذ صغيره عن ظهر قلب، وتعلم مبادئ النحو والاعراب والفرائض وقرأ على والده مجموعة من الفنون المتنوعة في الحديث والعقيدة، فقرأ عليه في الاربعين النووية وعمدة الحديث واصول الايمان وفضل الاسلام، ثم التحق الداعية بمعهد امام الدعوة بالرياض وتخرج فيه والتحق بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وتخرجه فيها عام 1381هـ.
وقد انتظم الداعية في المعهد العالي للقضاء، وانهى الماجستير عام 1390هـ وقد قرأ في هذه المرحلة في الحديث والفقه واصوله وطرق القضاء وكان من جملة من قرأ عليهم الداعية عبدالله بن حميد والداعية عبدالرزاق عفيفي، رحمهم الله تعالي، وقد درس الداعية، رحمه الله، في كلية الشريعة ثم انتقل الى قسم العقيدة فدرس بها، وانهى رسالة الدكتوراه في شرح الزركشي وقد طبع في سبعة مجلدات متداولة في الاسواق الآن، وقد انتقل الداعية عام 1402هـ الى رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد كعضو افتاء، وأوضح البيان في ختامه ان للفقيد دروسا كثيرة وشروحا لعدة كتب منها: منار السبيل، عمدة الفتنة، الكافي، كتاب التوحيد، والاصول الثلاثة، وكشف الشبهات، وغيرها كثير من فنون متنوعة: كالحديث والفقه واصوله، والتفسير والنحو والسيرة وغيرها، وله العديد من الكتب منها: اخبار الآحاد في الحديث النبوي، شرح الزركشي على مختصر الخرقي، الارشاد شرح لمعة الاعتقاد، مجموعة فتاوى في ابواب متنوعة، وغيرها كثير.
وكان آلاف المسلمين قد شيعوا ظهر امس الثلاثاء جنازة الشيخ العلامة الجبرين وذلك عقب الصلاة عليه في جامع الامام تركي بن عبدالله (الجامع الكبير) وسط العاصمة السعودية الرياض.
وشهدت الشوارع المؤدية الى جامع الامام تركي بن عبدالله ازدحاما شديدا قبل صلاة الظهر، بسبب كثافة المصلين والمشيعين، ما دفع الكثيرين منهم لقطع المسافة سيرا على الاقدام للوصول الى المسجد ومن ثم مقبرة العود ـ وسط الرياض ـ حيث ووري الشيخ الثرى.
وقال شهود عيان ان مشيعين من جميع مناطق المنطقة ومن دول خليجية قدموا الى الرياض لتشييع جنازة الشيخ الجبرين.
وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان صاحب السمو الملكي الامير سطام بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض ادى بالنيابة بعد صلاة ظهر امس بجامع الامام تركي بن عبدالله بالرياض صلاة الجنازة على الجبرين.
وقد ادى الصلاة مع سموه كل من صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الامير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، كما ادى الصلاة اصحاب السمو الامراء والمعالي واصحاب الفضيلة واشقاء وابناء الفقيد وجموع غفيرة من المواطنين.
وتوفي الشيخ الجبرين ظهر امس الاول الاثنين، بعد تعرضه لانتكاسة مرضية مساء الاحد. وجاءت وفاة الشيخ بعد معاناة طويلة مع المرض، سافر خلالها في رحلة علاجية الى المانيا، عاد منها قبل عدة اسابيع الى المملكة.
وحول وفاة الشيخ الجبرين رحمه الله، نقلت مصادر صحافية سعودية عن شقيق الشيخ (زبن بن جبرين) ان حالة الشيخ كانت مستقرة حيث توفي ونزعت عنه الاجهزة وابناؤه واخوانه يلتفون من حوله.
واضاف متحدثا عن معاناة الشيخ رحمه الله مع المرض خلال الاشهر الستة الماضية: ان الشيخ ابو محمد عانى كثيرا من المرض بالرغم من نجاح العملية التي اجراها في القلب، الا انه تعرض بعدها بأسبوع الى مضاعفات وصعوبة في التنفس ادت الى اصابته بالتهاب رئوي، ما استدعى عمل فتحة للاكسجين في القصبة الهوائية، وسافر الى المانيا وبقي هناك لمدة شهر رافقه ابناؤه الثلاثة واثنان من اخوانه، ثم عاد وبقي في العناية بمستشفى التخصصي، ولم يكن يستطيع الحديث بسببها، ولكنه كان ينظر الينا ويعرفنا ويعي كل ما حوله.