القاهرة ـ هناء السيد
أوصى المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في ختام اجتماعه امس بحظر الحج والعمرة على كبار السن «اكثر من 65 عاما» والأطفال «اقل من 12 عاما» واصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والقلب والكبد والسمنة المفرطة وغيرها.
وأوضح البيان الختامي الصادر عن «اجتماع الدورة الاستثنائية للجنة الاقليمية بشأن جائحة الانفلونزا «اتش 1 ان 1» لعام 2009 والترتيبات اللازمة للحج والعمرة» ان الدول الاعضاء ستقوم باتخاذ اجراءاتها والتنسيق مع المملكة العربية السعودية بهذا الصدد وذلك لحماية هذه الفئات باعتبارها الاكثر عرضة لمرض انفلونزا الخنازير والاكثر تأثرا بتداعياته.
كما قرر الاجتماع اعتماد وتنفيذ تدابير الصحة العمومية التي أوصت باتباعها في الحج والعمرة الحلقة العملية الاستشارية الدولية التي عقدت في جدة نهاية يونيو الماضي على ان تقوم السعودية بتحويلها لاشتراطات للحج والعمرة لهذا العام مع توضيح هذه الاشتراطات.
وطالبت اللجنة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدول الاعضاء بتقوية نظم الترصد والمواجهة للتبكير باكتشاف ما يطرأ من تغيرات على الڤيروس ورصد اتجاهات المريض ابان الوباء فضلا عن تقوية نظم ترصد الامراض الشبيهة بالانفلونزا والامراض التنفسية الحادة الوخيمة.
كما طالبت اللجنة الاقليمية الدول الاعضاء بترشيد استعمال الادوية المضادة للڤيروسات لتقليل فرص نشوء المقاومة لها ووضع استراتيجية وطنية للتطعيم ضد الوباء بما في ذلك توزيع اللقاحات مع مراعاة خصائص كل دولة فضلا عن تقوية قدرات السلطات التنظيمية على تسجيل وترخيص اللقاحات وترصدها بعد تسويقها.
وأوصت بالنظر بعناية في انواع التدابير غير الدوائية المتاحة واعطاء الاولوية لاستعمالها بناء على تطور ڤيروس «اتش 1 ان 1» والمرحلة التي بلغتها ووضع استراتيجية للابلاغ عن المخاطر وضمان اشتمال هذه الاستراتيجية على ابلاغ رسائل منتظمة الى عموم الناس ومهنيي الرعاية الصحية تتسم بالقوة والاتساق وسهولة الفهم اضافة الى اتخاذ جميع التدابير لمكافحة العدوى.
من ناحية اخرى، طالبت الدول الاعضاء اللجنة الاقليمية في البيان الختامي بتشكيل لجنة فنية اقليمية تضم خبراء من دول الاقليم وتحديث جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بتطور انتشار مرض انفلونزا الخنازير والتغير الڤيروسي والعمل على تحديد معايير مناسبة لقياس شدة الاصابة.
وحثت الدول الاعضاء باقليم شرق المتوسط كذلك بمواصلة دعم انشاء الشبكة الاقليمية للانذار بالفاشيات والتصدي لها وتقديم دعم اضافي من خلال تنظيم مشاورات تقنية بشأن مكافحة العدوى والوقاية منها اضافة الى دعم الدول الاعضاء في مجال نقل التكنولوجيا اللازمة لتنمية القدرات على انتاج اللقاحات المضادة للانفلونزا واللقاحات الاخرى.
وطالبت دول اقليم شرق المتوسط اللجنة الاقليمية كذلك بمساعدة الدول الاعضاء على الحصول على كميات كافية من اللقاحات فور انتاجها والدعوة لاجتماع عاجل فى حالة حدوث مستجدات كبيرة تستدعي ذلك.
ودعت الى تنظيم لقاء تشاوري في السعودية مع رؤساء البعثات الطبية للتنسيق حول التدابير الاحترازية لموسم الحج والعمرة وتشكيل لجنة خاصة لبحث امكانية التزود المشترك باللقاحات المضادة لڤيروس انفلونزا الخنازير وتنمية علاقات شراكة في مجال تصنيع هذه اللقاحات.
إلى ذلك أكدت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي ووزيرة الصحة بالنيابة د.موضي الحمود على أهمية الاجتماع الطارئ لوزراء صحة دول شرق المتوسط وتوقيته، مشيدة بالنتائج والقرارات التي توصل اليها الاجتماع للحد من انتشار وباء انفلونزا الخنازير.
وذكرت الحمود ان وزراء الصحة العرب أكدوا ضرورة القيام بحملات توعوية حول سبل الوقاية من الاصابة بڤيروس «اتش 1 ان 1» المعروف بانفلونزا الخنازير.
واضافت ان هذا الاجتماع خصص لبحث وتدارس الترتيبات والاجراءات الاحترازية والاستعدادات خاصة لموسمي الحج والعمرة حيث يتوافد ملايين المسلمين الى الأراضي المقدسة لأداء مناسك هاتين الشعيرتين.
وأشادت بالنتائج التي خرج بها الاجتماع آملة في ان تصب هذه النتائج والقرارات في صالح وحماية صحة الملايين من المسلمين خاصة ان موسم الحج يتزامن هذا العام مع قدوم فصل الخريف الذي تتزايد فيها معدلات الاصابة بالانفلونزا العادية، موضحة ان هذه الاجراءات هي لحماية زوار بيت الله الحرام.
وأكدت الحمود حرص الدول العربية على اتخاذ اجراءات احترازية والقيام بحملات توعوية للحد من انتشار مرض انفلونزا الخنازير والحفاظ على صحة المواطن العربي تنفيذا لقرارات وزراء الصحة الخليجيين الذي عقد مؤخرا في قطر.
وأشادت الوزيرة الحمود بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ازاء مواجهة وباء انفلونزا الخنازير والحد من انتشار ڤيروس «اتش 1 ان 1» خاصة انها مقبلة على موسمي الحج والعمرة.
وأشارت في هذا السياق الى استضافة السعودية لأكثر من 50 عالما ومتخصصا لاجتماع عقد بجدة في مجال الوقاية من انفلونزا الخنازير للخروج بتوصيات واجراءات ووضع خطة عمل خلال موسمي العمرة والحج للحد من انتشار هذا الوباء.
يأتي ذلك في الوقت الذي اعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل ست اصابات جديدة بانفلونزا الخنازير لقادمين من الخارج ليصل عدد الحالات المسجلة في البلاد الى 60 اصابة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة د.يوسف النصف ان الفحوصات المخبرية اكدت اصابتهم بالڤيروس «ايه اتش 1 ان 1» وسيتلقون العلاج اللازم في مستشفى الامراض السارية، مشيرا الى ان حالتهم مطمئنة.
وأوضح النصف ان الحالات المصابة كانت لمواطنين اربعة قادمين من دبي وتايلند وفرنسا في حين بقية الحالات كانت لوافدين قادمين من مصر واندونيسيا، مشيرا الى انه سيتم فحص جميع المخالطين لهم احترازيا واعطاؤهم النصائح الارشادية المتبعة حسب الاجراءات المعمول بها في منظمة الصحة العالمية.
وأوضح ان 47 من المصابين الـ 60 غادروا مستشفى الامراض السارية بعد شفائهم من المرض، مشيرا الى ان المصابين المتبقين يتلقون العلاج ويتماثلون للشفاء وسيغادرون المستشفى تباعا.
واكد ان الوزارة تتابع الوضع الصحي المتعلق بمرض «اتش 1 ان 1» بصورة دقيقة مع استعداد جميع المرافق الصحية والجهات المختصة للتعامل مع أي طارئ وذلك طبقا لقواعد وتوصيات منظمة الصحة العالمية.
كما اكد النصف ان الوزارة اتخذت كل الاجراءات الكفيلة باحتواء المرض من خلال الرصد والمراقبة لجميع الحالات، مشيرا الى ان معظمهم تماثلوا للشفاء وغادروا المستشفى وعادوا الى ممارسة حياتهم الطبيعية.