- الرقم الذي حصل عليه المرشح حمد بو حمد «صك براءة» تجمع العدالة والسلام من عدم الالتزام مع مرشح الرسالة الإنسانية السابق أنور بوخمسين في انتخابات 2009
- نجاح الدويسان نتيجة لتواصله مع أبناء الدائرة وتبنـي قضـاياها وإيمـانه بالـدفاع عن متبنيات الشارع بالإضافة إلى ظهوره الإعلامي المستمر
-
- الحركات الليبرالية وضعها مهلهل أكثر من التيارات الإسلامية إلا أنـه يظـل فـي الإطـار الطبيعي والمـقـبول
-
- نعم أوباما لديه الكثير من الطموح والآمال في حل كثير من الأمور وإنهاء الأزمات لكن الأمنيات وحدها لا تكفي
أسامة أبوالسعود
اكد رئيس المكتب السياسي في تجمع العدالة والسلام م.عبدالله خسرو ان نتائج الانتخابات الاخيرة وما حصل عليه مرشح الائتلاف حمد بوحمد تعد «صك براءة» للتجمع من عدم الالتزام مع المرشح السابق انور بوخمسين والذي حصل على قرابة 5000 صوت بتحالفه مع التجمع. وشدد م.خسرو ـ في لقاء موسع مع «الأنباء» ـ على ان التجمع استطاع الحفاظ على مقعده في المجلس رغم كل ما جرى في الانتخابات الاخيرة «من حملة تضليل منظمة والضرب تحت الحزام وادعاءات كاذبة ضدنا».
وقال ان المكتب السياسي للتجمع يقيم نتائج الانتخابات الاخيرة حاليا ويجري مراجعة شاملة للملف الانتخابي، واوضح ان تدني المشاركة في الانتخابات الاخيرة جاء نتيجة يأس الشارع الكويتي والمواطن من ممارسة البرلمان وبعض وسائل الإعلام الساعية إلى ضرب الممارسة الديموقراطية والعملية الانتخابية. وشدد م.خسرو على انه «لولا تشتت أصوات الكنادرة وقبيلة العوازم نتيجة كثرة مرشحيهم لخسر التحالف الإسلامي الوطني اي تمثيل برلماني».
واشار الى ان أكبر الخاسرين في الانتخابات هم التجمع السلفي والحركة الدستورية والتحالف الإسلامي الوطني وكان التقدم للمستقلين والمرأة على حساب هذه الكتل بشكل لافت، مؤكدا ان المرأة استفادت من خوضها لأكثر من انتخابات برلمانية كما ان ثقافة التغيير سادت بين الناخبين بالإضافة إلى أن النائبات الفائزات يتمتعن بشهادات عليا وسيرة ذاتية مليئة بالانجاز والتاريخ السياسي المشرق وثلاث منهن خضن انتخابات سابقة والرابعة وزيرة سابقة ذات حضور متميز ولسن نتاج قوى وتيارات إسلامية. واكد ان حصول معصومة على المركز الأول جاء نتيجة التصويت الكثيف من المرأة لها، علاوة على استثمارها الإعلامي الصحيح لقضية الاستجواب «الظالم» الذي تعرضت له أثناء فترة توزيرها الى جانب عوامل اخرى، مشيرا في الوقت ذاته الى ان نجاح الدويسان جاء نتيجة تواصله مع أبناء الدائرة وعمله الدءوب والمتواصل في الساحة وتبني قضاياها، هذا بالإضافة إلى صدقه مع نفسه وإيمانه بالدفاع عن متبنيات الشارع بالإضافة إلى ظهوره الإعلامي المستمر. واكد م.خسرو ان من يثير الفتن بين الكويت والعراق يسعى للإضرار بمصالح الدولتين والمستفيد من هذه الحالة هم بقايا البعثيين الذين تضرروا من أجواء الحرية والديموقراطية في الجارة العراق وهذه الفئة تسعى للنيل والانتقام من الكويت لدورها الرائد في تحرير العراق من براثن الطاغية المقبور صدام، ومن يساعد في تأجيج هذه الحالة هو كـ «نافخ الكير». وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية كيف تقرأون نتائج تلك الانتخابات الاخيرة؟
في البداية يجب أن نضع في الاعتبار تدني نسبة المشاركة التي أثرت كثيرا على النتائج، وهذا التدني بنسبة المشاركة جاء نتيجة يأس الشارع الكويتي والمواطن من ممارسة البرلمان وممارسات بعض وسائل الإعلام الساعية إلى ضرب الممارسة الديموقراطية والعملية الانتخابية، أما فيما يتعلق بالانتخابات الأخيرة فقد جاءت هذه النتائج معبرة عن توجه الشارع الكويتي الذي سعى إلى تغيير تركيبة مجلس الأمة السابق، وأعتقد أن النتيجة كانت طبيعية فأغلب من وقف ضد المشاريع الشعبية والقوانين التي كانت تهدف للنهوض بالمستوى المعيشي للمواطن خسر في الانتخابات أو تراجع موقعه كما ان كل من سعى لتأزيم الأجواء السياسية انكشف للناخب وتضررت نتائجه، أضف إلى ذلك ان نتائج القوى السياسية تأثرت بشكل كبير وخاصة الإسلامية منها ولعل أكبر الخاسرين هم التجمع السلفي والحركة الدستورية والتحالف الإسلامي الوطني وكان التقدم للمستقلين والمرأة على حساب هذه الكتل بشكل لافت.
فوز 4 نساء
وكيف تنظرون لفوز 4 نساء في الدوائر المختلفة وصعود د.معصومة المبارك إلى المركز الأول في الدائرة الأولى ود.أسيل العوضي بالمركز الثاني في الثالثة التي توصف بأنها دائرة الإسلاميين؟
أولا لنتحدث عن نجاح المرأة الذي جاء بعد تكرار التجربة فقد نضجت المرأة الكويتية من حيث الممارسة الانتخابية واستفادت من خوضها لأكثر من انتخابات برلمانية كما ان ثقافة التغيير سادت بين الناخبين هذا بالإضافة إلى أن النائبات الفائزات يتمتعن بشهادات عليا وسيرة ذاتية مليئة بالانجاز والتاريخ السياسي المشرق، ولعل الملاحظ ان ثلاثا من اصل أربعة من الناجحات خضن انتخابات سابقة والرابعة وزيرة سابقة ذات حضور متميز ولكن ما يلفت النظر أن العضوات الأربع لسن نتاج قوى وتيارات إسلامية، اما بخصوص حصول د.معصومة على المركز الأول فقد جاء نتيجة التصويت الكثيف من المرأة لها علاوة على ذلك استثمارها الإعلامي الصحيح لقضية الاستجواب (الظالم) الذي تعرضت له أثناء فترة توزيرها هذا الى جانب عوامل أخرى ساعدت على ذلك، أما حصول د.أسيل على المركز الثاني قي دائرة توصف بأنها ذات توجه إسلامي فقد جاء نتيجة انتكاسة التيار الإسلامي بشكل كبير في هذه الدائرة هذا بالإضافة إلى أن الشارع تعاطف معها جراء الحملة الشرسة الذي قاده بعض (الرجعيين) ضدها، اضافة إلى الفتاوى التي كانت تحارب التصويت للمرأة وإذا أضفنا نفس العوامل التي ساعدت على نجاح د.معصومة فان ما حدث كان طبيعيا، فالظروف كلها كانت مهيأة لنجاح المرأة والحكومة سعت بقوة لإنجاحها فتحقق لها ما أرادت.
مؤشر جيد
وهل وصول المرأة لأول مرة للبرلمان الكويتي يعتبر مؤشرا جيدا على تغير عقلية الناخب بحيث تكون المرحلة المقبلة على أساس الأحزاب وليس الاختيار الطائفي والقبلي؟
يجب ألا نبالغ في تفسير ظاهرة وصول المرأة إلى البرلمان حتى لا نحمل المرأة أكثر من طاقتها، نحن نعيش تجربة جديدة تحتاج إلى وقت طويل حتى نحكم عليها، في المطلق العام ربما تكون مؤشرا جيدا ولكن يجب ألا ننسى أن المرأة نجحت في دوائر لا تعاني من الفرز القبلي، فالدوائر الأولى والثانية والثالثة دوائر متنوعة ذات نسيج مختلف الأطياف، اعتقد ان أردنا أن نكون موضوعيين فيجب أن نقرأ نتائج الدائرتين الرابعة والخامسة فمتى ما نجحت المرأة هناك نقول ان العقلية تغيرت وان الناخب لا يختار على أساس قبلي أو طائفي، وأنا هنا لست متشائما بقدر ما أتحدث بواقعية وموضوعية، أعتقد اننا نحتاج الى مزيد من الوقت فالمجتمعات لا تتطور في أيام بل تحتاج سنين او ربما عقود.
اداء التيارات السياسية
والى اي مدى راقبتم اداء التيارات السياسية المختلفة من الاخوان والسلف والشيعة في تلك الانتخابات؟
خسارة الإخوان (الحركة الدستورية) كانت كبيرة ولعلهم أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات وهذا عائد لحالة التخبط الذي تعيشه الحركة منذ فترة ليست بالقصيرة كما ان المشاكل الداخلية في الحركة طفت على السطح هذا بالإضافة لتبنيها قضايا خاسرة مثل (الداو كيميكال والمصفاة الرابعة) ولا ننسى أن استجوابها الأخير لرئيس الحكومة أضر بها كثيرا، أما التجمع السلفي فدفع ثمن ابتعاده عن نبض الشارع ووقوفه ضد القضايا الشعبية بالإضافة إلى ان تحالفه المباشر مع الحكومة في كل شيء افقده دعم الشارع ويجب ألا ننسى ان الصراع الذي يعيشه التجمع السلفي مع الحركة السلفية في الخفاء والعلن جعل التجمع السلفي يدفع الثمن غاليا، أما التيارات السياسية الشيعية فحققت تقدما واضحا باستثناء التحالف الإسلامي الوطني الذي خسر مقعد النائب السابق (أحمد لاري) وكاد يخسر مقعده الثاني بحصول النائب (عدنان عبدالصمد) على المركز العاشر بفارق بسيط بينه وبين المركز الحادي عشر، وجاءت نتيجة التحالف معبرة عن حالة الارتباك الواضحة التي يعيشها التحالف منذ فترة فالمراقب لسير حركة التحالف الإسلامي يكتشف مدى التضارب الذي يعيشه أحد أكبر أقطاب المعارضة في السابق ولعل تحول التحالف من رمز للمعارضة إلى خط الدفاع الأول عن الحكومة كان أحد أقوى أسباب تقهقره وتراجعه هذا بالإضافة إلى التعاطي الخاطئ مع الملف الانتخابي فخروج د.حسن جوهر كان قاتلا للتحالف وكان بمنزلة القشة التي قصمت ظهرهم. هذا بالإضافة إلى وقوفها ضد القوانين الشعبية مثل شراء قروض المواطنين.
هزيمة أم انتصار؟
يرى البعض انكم منيتم بهزيمة كبيرة في تجمع العدالة والسلام بسقوط امين عام التجمع بينما يرى آخرون ان هذه هي النتيجة العادلة طبقا لشعبيتكم في الدائرة الاولى؟
في البداية أود ان أؤكد أن تجربة خوض الانتخابات بقوائم هي تجربة جديدة على جميع التيارات السياسية ونحتاج لبعض الوقت حتى نحقق الاستفادة من هذه الممارسة ونحن في المكتب السياسي بتجمع العدالة والسلام نقوم حاليا بدراسة تقييمية لنتائج الانتخابات ومراجعة شاملة للملف الانتخابي وسنخرج بعد فترة برؤية جديدة نعرضها على الهيئة التنفيذية بالتجمع نحدد فيها آلية العمل مع الملف الانتخابي للفترة المقبلة على مختلف الأصعدة، أما فيما يتعلق بنتائج الانتخابات الأخيرة فاستطعنا كتجمع العدالة والسلام الحفاظ على مقعدنا رغم كل ما جرى من حملة منظمة مورس فيها «الضرب تحت الحزام» وادعاءات كاذبة ضدنا وحملة تضليل منظمة كانت تستهدفنا من جانب، اما من الجانب الآخر فقد حاولنا في التجمع العمل على إضافة مقعد آخر إلى جانب المقعد الذي يمثلنا في البرلمان ولم نتمكن من تحقيق هذا الهدف لعدة أسباب أهمها اننا خضنا الانتخابات منفردين دون تحالفات، فنحن خضنا الانتخابات في قائمة يمثلها مرشحان من تيار وتوجه واحد، كما يجب ألا نغفل أن الدائرة الأولى من أشرس الدوائر.
حملة شرسة
والى اي مدى نظرتم لخسارة التحالف الوطني الاسلامي بسقوط النائب السابق احمد لاري وفوز د.الزلزلة من الائتلاف وكذلك سقوط مرشح الحساوية حمد بوحمد؟
أولا أود أن أقول إن نتيجة انتخابات 2009 أثبتت أن الحملة «الشرسة» التي تعرض لها تجمع العدالة والسلام بعد نتائج انتخابات 2008 كانت كلها ظالمة والرقم الذي حصل عليه مرشح الرسالة الإنسانية حمد بو حمد هو «إعلان صك براءة تجمع العدالة والسلام» من عدم الالتزام مع مرشح الرسالة الانسانية السابق أنور بوخمسين والذي حصل على قرابة خمسة آلاف صوت بتحالفه مع تجمع العدالة والسلام، في الوقت الذي حصل المرشح حمد بوحمد على أربعة آلاف صوت تقريبا نتيجة تحالفه مع قوتين، تجمع الميثاق والذي يمثله د.زلزلة والتحالف الإسلامي الوطني والممثل في أحمد لاري وسيد عدنان، أما فيما يتعلق بالنتائج فمن الواضح للعيان أن د.يوسف الزلزلة هو الوحيد الذي استفاد من وجوده بالائتلاف فمرشحا التحالف أحمد لاري وسيد عدنان أخفقا فالأول فشل في الوصول إلى البرلمان والثاني كاد أن يفقد مقعده، ولولا تشتت أصوات الكنادرة وقبيلة العوازم نتيجة كثرة مرشحيهم لكان التحالف الإسلامي الوطني الآن لا يحظى بتمثيل برلماني، أما نتيجة مرشح الرسالة الإنسانية حمد بوحمد فإنها تثير التساؤل والاستغراب فمرشح «الرسالة الإنسانية» في الانتخابات السابقة حصل على أصوات تفوق ما حصل عليه مرشحهم حاليا رغم ان في العام 2008 كانت «الرسالة الإنسانية» متحالفة مع قوة واحدة «العدالة والسلام» والآن مع قوتين سياسيتين وهذا يقودنا إلى تفسيرين لا ثالث لهما اما انه لا توجد قاعدة التزام للرسالة الإنسانية في الدائرة الأولى أو ان هناك من لم يلتزم بالتصويت لمرشح الرسالة الإنسانية في العام 2009 فمن المفترض ان يفوق رقم المرشح حمد بوحمد رقم المرشح السابق أنور بوخمسين الذي وقف بكل قوته بهذه الانتخابات مع مرشح الرسالة الإنسانية والائتلاف.
المال السياسي
تحدث البعض عن تفشي المال السياسي في الانتخابات وانه كان السبب وراء نجاح بعض القوى وهزيمة الاخرى، كيف تنظرون لذلك؟
سمعنا كما سمعتم عن هذا المال السياسي، وأعتقد ان هذا اتهام يحتاج إلى دليل ملموس وإن كانت هناك فعلا ممارسات من هذا النوع فمسؤولية مواجهة هذه الحالة تقع على الحكومة مدعمة بأجهزتها الأمنية، فيجب على الحكومة أن تعمل على كشف هذه الحالات والعمل على القضاء عليها لان هذه الممارسات تدخل ضمن مخالفة القانون والتعدي عليه.
البعض يرى ان الشعب الكويتي مل من التأزيم السياسي وأراد التغيير بمعنى التخلص من فرض الوصاية البرلمانية من التكتلات السياسية باختيار المستقلين، كيف تنظرون لذلك؟
نعم... الشعب أراد التغيير وسعى إليه رغبة منه في تطبيق نداء صاحب السمو الأمير بتصحيح المسار وكان التوجه على ألا يعود المؤزمون للبرلمان وفعلا سقط بعضهم، ومن ناحية أخرى استطاع المستقلون ان يحققوا تقدما واضحا على الساحة الانتخابية وفي رأيي هذا عائد إلى تشرذم وضع القوى السياسية وتطاحنها وسعيها إلى إلغاء بعضها البعض فبعض القوى السياسية للأسف لا ترى الا مصلحتها الذاتية، واعتقد ان الدرس كان قاسيا جدا على الكثير منها في هذه الانتخابات وإذا أرادوا عدم تكرار هذه الحالة مستقبلا فيجب ان يسعوا إلى إعادة التنسيق فيما بينهم.
الدويسان اكتسح
كيف نظرتم لاكتساح فيصل الدويسان في نتائج الانتخابات؟
نجاح النائب الفاضل فيصل الدويسان جاء نتيجة تواصله مع أبناء الدائرة وعمله الدءوب والمتواصل في الساحة وتبني قضاياها هذا بالإضافة إلى صدقه مع نفسه وإيمانه بالدفاع عن متبنيات الشارع بالإضافة إلى ظهوره الإعلامي المستمر، نتمنى له التوفيق فالمرحلة المقبلة تحتاج لأشخاص مثله وأتمنى ان يكون عند حسن ظن الشارع به.
البعض يرى ان تيارات الاسلام السياسي في الكويت ـ وبعد نتائج الانتخابات الاخيرة وما سبقتها ـ هي في مرحلة «تشتت يعقبه اضمحلال» كيف تنظرون لذلك؟
تشهد الساحة السياسية تراجعا في الحركات السياسية كافة فالوضع لا يقف عند التيارات الإسلامية فقط بل أيضا التيارات والحركات الليبرالية تعيش نفس الحالة بل إن الحركات الليبرالية وضعها مهلهل أكثر من التيارات الإسلامية وبنظرة سريعة على وضع المنبر الديموقراطي والتحالف الوطني الديموقراطي سنجد مدى التراجع الذي تشهده تلك الحركات على الساحة السياسية، ولكن رغم هذا التراجع في وضع الحركات السياسية إلا انه يظل في الإطار الطبيعي والمقبول فالعمل السياسي في صعود وهبوط وهذا شيء طبيعي، وإذا وضعنا في حساباتنا التجارب السابقة فسنجد انها دورة طبيعية تعيشها كل الحركات السياسية، وفي اعتقادي ستتجاوز هذه القوى السياسية هذه المرحلة وتعود لقيادة الساحة من جديد فالحركات والتيارات السياسية «كالعقار يمرض ولا يموت».
تركيبة أفضل
هل تعتقدون ان تركيبة المجلس الحالي هي الافضل وبها سيكمل المجلس مدته القانونية؟
المرحلة المقبلة تتطلب تعاونا من الطرفين الحكومة والمجلس ومطلوب من النواب أن يمنحوا الحكومة الوقت الكافي للعمل كما يجب على النواب أن يتعاملوا مع الأحداث وفق المواءمة السياسية ويحددوا الأولويات، كما أنه مطلوب من الحكومة أن تكون حساسة تجاه الاستجوابات التي تقدم لها وان تتعامل معها وفق إطار الدستور ومواده، فتركيبة المجلس تعبر عن اختيار الشعب وإرادته ومتى ما تعاملت الحكومة مع هذا الواقع وفق ما ينص عليه الدستور الذي يعتبر الفيصل بين جميع السلطات وينظم عملها بصدر رحب أتوقع أن يستطيع المجلس أن يكمل مدته.
هل الحكومة الحالية حكومة تغيير بالفعل بحيث تستطيع انتشال الكويت من التأزيم السياسي السابق وتعيد التنمية المفقودة خاصة انها تضم عددا من العناصر الوزارية الجديدة؟
نحتاج إلى وقت حتى نستطيع أن نحكم على الحكومة وعلى أدائها واعتقد ان المسألة لا تعتمد على تغيير الأسماء بقدر اعتمادها على تغيير منهجية العمل وآلية عمل مجلس الوزراء، وهذا يتمثل بأن تبادر الحكومة بطرح خطتها للسنوات القادمة ومشاريعها التنموية وبرامج عمل وزاراتها حتى يتسنى لمجلس الأمة أداء دوره بشكل كامل، فمن غير المعقول أو المقبول ان لا تتقدم الحكومة بخطة عمل تحدد فيها مسارها وتطلعاتها، أما فيما يتعلق بانتشال الكويت من التأزيم السياسي فلابد من أن تلتزم الحكومة بالعمل وفق الأطر الدستورية وتطبيق مواده في تجاوز خلافاتها مع المجلس وأن تؤمن بحق النائب في مساءلتها متى ما رأى في ذلك مصلحة، وهذا يتطلب وجود حكومة قوية بوزراء أقوياء لديهم رؤية وخطة وقدرة في الدفاع عن تصوراتهم، متى ما توافرت هذه العوامل أعتقد ان التأزيم لن يعود فمفتاح حل التأزيم بيد الحكومة، فإذا كان بعض أعضاء المجلس يسعون للتأزيم فالحكومة هي من يعطي السبب للتأزيم.
مشاريع وقوانين
ما ابرز المشاريع والقوانين التي تعتقدون ان الحكومة ستقرها في المرحلة المقبلة وهل تتوقعون تمرير قانون الأحزاب السياسية؟
بالطبع ستركز الحكومة على إقرار قانون الاستقرار الاقتصادي ومراسيم الضرورة التي أصدرتها في فترة غياب المجلس، أما فيما يتعلق بقانون الأحزاب فلا اعتقد ان الحكومة ستمرر هذا القانون في القريب العاجل وذلك لاستفادتها من حالة التشرذم السائد في العمل السياسي بين القوى السياسية، كما ان الحكومة تفضل العمل مع مجلس ذي أغلبية من المستقلين لسهولة السيطرة عليهم وتوجيههم.
هجوم عراقي
كيف تنظرون إلى الهجوم العراقي النيابي والإعلامي الأخير على الكويت؟
سبق أن عبرنا عن موقفنا تجاه هذه القضية، ونرى أن من يثير الفتن بين الكويت والعراق يسعى للإضرار بمصالح الدولتين والمستفيد من هذه الحالة هم بقايا البعثيين الذين تضرروا من أجواء الحرية والديموقراطية في الجارة العراق، وهذه الفئة تسعى للنيل والانتقام من الكويت لدورها الرائد في تحرير العراق من براثن الطاغية المقبور صدام، ومن يساعد في تأجيج هذه الحالة هو (كنافخ الكير)، فلا يخفى على احد ان هذه الفئة تهدف إلى زعزعة الاستقرار بين البلدين، ومن جانب آخر اعتقد ان التصريح الرسمي للحكومتين الكويتية والعراقية حول الموضوع خفف قليلا من هذه الأجواء المحتقنة، أما فيما يتعلق بالملفات التي نشأت نتيجة للاحتلال العراقي للكويت فهذه تحل وفق اطر مؤسسات المجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة والكويت ممثلة في هذه الهيئات والمؤسسات.
كيف قرأتم خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما للمسلمين من جامعة القاهرة؟
الولايات المتحدة الأميركية اكبر قوة في العالم وخيوط كل الأزمات السياسية في العالم بيدها ومن الطبيعي إذا تغير الوضع فيها ان يتغير الوضع في العالم كله، ولا شك ان وصول اوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة خلق توجها جديدا للعالم بسبب أطروحاته، فمن الواضح بأن الرجل لديه الكثير من الطموح والآمال في حل كثير من الأمور وإنهاء الأزمات والملفات العالقة، ولكن الأمنيات وحدها لا تكفي فالعالم يحتاج إلى مؤشرات على الأرض، أما فيما يتعلق بخطابه الأخير في جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية فهو في مجمله العام رسالة ايجابية وتدل على نهج جديد في التعامل مع قضايا العالمين العربي والإسلامي ولعل أهم نقطة هي ملف القضية الفلسطينية، فمتى ما تعامل اوباما بجدية مع هذه الملف وحول خطابه الإعلامي إلى مشروع على الأرض وسعى إلى تطبيق القرارات الدولية على الكيان الصهيوني الغاصب وإيقاف المستوطنات نستطيع ان نقول بأن هناك صفحة جديدة بدأت بين العرب وأميركا.
لا هايف يمثل السنة ولا العطار يمثل الشيعة فالعقيدة الإسلامية وحب الوطن يجمعاننا ولا خلافات بين سنة وشيعة الكويت ولله الحمد
خلال اللقاء، سألنا خسرو: ما تعليقكم على ما تناولته وسائل الإعلام من قيام الحاج جواد العطار بزيارة النائب محمد هايف بهدف «عدم التصعيد بين الطرفين وتجنب الخلافات» كما أعلن في الخبر؟ فأجابني قائلا «لا أعرف ظروف هذه الزيارة، وتابعتها من خلال وسائل الإعلام وبإحدى الصحف المحلية، لم أفهم من المعني بمصطلح الطرفين، لكن إذا كان المعني بالطرفين هما الشيعة والسنة في الكويت فأطمئن الحاج جواد العطار والنائب محمد هايف المجتمعين بأن سنة الكويت وشيعتها يعيشون كإخوة نجمعهم كلمة لا اله إلا الله ورسول واحد وقبلة واحدة وقرآن واحد أنزله المولى عز وجل على خاتم رسله النبي الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، كما يجمعهم حب هذا الوطن الذي امتزجت تربته وارتوت بدمائهم على طول القرون الثلاثة الماضية في الدفاع عن تربته الغالية، أما الأمر الآخر فأهل الكويت يعلمون أن الحاج جواد العطار يمثل نفسه ولا يمثل شيعة الكويت مع احترامنا وتقديرنا لشخصه الكريم، كما ان النائب محمد هايف لا يمثل إلا نفسه ولا يمثل سنة الكويت، في رأيي يحق لأي شخص ان يقول ويفعل ما يريد ويزور من يريد، لكن لا يحق ان يتحدث باسم غيره، وأختم بأن أهل الكويت شيعة وسنة بدوا وحضرا لا يحتاجون من يحل الخلافات بينهم لأنه لا خلافات بينهم بإذن الله، وان خرج أحد «شاذ» عن القاعدة التي تربى عليها أهل الكويت من تسامح ومودة وقبول الآخر فهو بلا شك يمثل نفسه ولا يمثل أهل الطيب أهل الكويت.