أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح أمس انه بحث مع نظيره البريطاني ديڤيد ميليباند قضية السلام في الشرق الأوسط والعراق وأمن الخليج خلال اجتماعهما بعد ظهر أمس مؤكدا على العلاقات القوية والراسخة مع بريطانيا. وشدد الشيخ د.محمد الصباح في تصريح لـ«كونا» وتلفزيون الكويت عقب المحادثات مع نظيره البريطاني التي حضرها سفيرنا لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان على «أهمية أن يبدي الطرف الإسرائيلي مواقف ايجابية وبناءة خاصة بعد ان سمعنا تصريحات سيئة جدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص القدس والمستوطنات». وقال انه أكد لميليباند ضرورة أن تتخذ بريطانيا موقفا علنيا يدين تصريحات نتنياهو ويطالبه بان يلتزم بما تم الاتفاق عليه من خلال المبادرة العربية للسلام وقرارات اللجنة الرباعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وبالنسبة للعراق قال الشيخ د.محمد الصباح أن الكويت أكدت أن ما يهمها بالدرجة الأساسية هو التزام العراق بقرارات الأمم المتحدة لان هذا الالتزام يعطي الطمأنينة للجميع. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ان «الكويت تأمل في ان يقوم الاخوة في العراق بتنفيذ مجموعة من القضايا على رأسها الحدود لانه لاتزال هناك تعديات عراقية على الحدود». واشار الى انه سيعقد اجتماعا خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال الشيخ د.محمد الصباح ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في مطلع الشهر القادم. وأضاف ان «الكويت تحرص على دعم الاستقرار السياسي والأمني في العراق وعلى ان يكون العراق داعما للأمن في المنطقة».
وقال ان الكويت تعمل بشكل دؤوب على حل هذه القضايا السياسية والاقتصادية مع العراق مشيرا الى انه توصل الى اتفاق مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في هذا الشأن.
وشدد على ان هناك الكثير الذي يجمع بين الكويت والعراق مع اهمية ان يعقد اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين لتعزيز اوجه التعاون بينهما.
وقال ان الموضوع الاخير الذي تطرق اليه مع ميليباند كان موضوع الملف النووي الايراني والانتخابات الايرانية واكد في هذا الصدد على موقف الكويت الراسخ من خلال التعامل مع الملف النووي الايراني عبر الشرعية الدولية. وقال «جرت انتخابات رئاسية في ايران اخيرا ونتمنى ان يكون هناك عهد جديد والتزام بالشرعية الدولية» . وذكر ان الكويت تستعد لقيادة العمل الخليجي عندما ترأس مجلس التعاون الخليجي آخر العام الحالي موضحا انه عندما ترأس الكويت دورة مجلس التعاون فان عليها الدخول في حوار جاد مع الأشقاء في إيران والتأكيد على ان هناك حاجة لان تبعث الرسائل الواردة على الطمأنينة للجميع.
وأشار الشيخ د.محمد الصباح الى ان «هذا الامر لن يتأتى الا من خلال بناء الثقة بين المجتمع الدولي وايران وان تبعث ايران برسائل تطمئن الى سلمية برنامجها النووي». وقال ان نظيره البريطاني شاركه خلال المناقشات «احباط بريطانيا من تصريحات نتنياهو» ومن موقف اسرائيل من المستوطنات كما بين ميليباند ان بلاده تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة الأميركية بهذا الخصوص مشيرا الى ان الموقف الأميركي متقدم بالنسبة لاهمية التوصل الى حل على اساس قيام الدولتين والى التزام اسرائيل بوقف الاستيطان ووقف سرقة الاراضي الفلسطينية.
واختتم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح تصريحاته بالقول ان ما سمعه من وزير الخارجية البريطاني ديڤيد ميليباند يطمئن الى ان المجتمع الدولي يأخذ خطوات مهمة في هذا الشأن.
من جهة أخرى، اختار مجلس امناء جامعة اكسفورد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح عضوا في مجلس امناء مركز اكسفورد للدراسات الاسلامية في الجامعة. وكان المجلس عقد اجتماعا ليلة اول من امس في مقره بمدينة اكسفورد جنوبي انجلترا بحضور اعضاء مجلس الامناء في المركز ومن بينهم صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود ومدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.علي الشملان وسفير دولة الامارات العربية المتحدة السابق في لندن عيسى القرق.
والقى الشيخ د.محمد الصباح كلمة بالمناسبة اكد فيها على اهمية دعم مؤسسات الحوار بين الاديان ومؤسسات الوسطية والاعتدال للتصدي للتطرف والنزاعات العنصرية والاسلاموفوبيا (التعصب واثارة المخاوف من الاسلام). واشاد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بمركز الوسطية في الكويت الذي يهدف الى مواجهة التطرف والتعصب الديني، كما اشاد بالدور المهم الذي يضطلع به مركز اكسفورد للدراسات الاسلامية بجامعة اكسفورد في هذا المجال. كما اشاد الشيخ د.محمد الصباح بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تدعو الى حوار الاديان والتأكيد على ان هذا الحوار ينبغي ان يتركز على مبدأ فضيلة التنوع والتعدد لبناء جسور الثقافة لخدمة البشرية جمعاء.