محمد راتب
في تجربة فريدة هي الأولى من نوعها في الكويت، تكللت محاولات الجهات المشاركة في عملية انتشال «القرش الحوت» الذي حل ضيفا على مياه المارينا منذ بضعة أيام بالنجاح، وتم نقله إلى منطقة رأس السالمية التي تم اختيارها لكونها فضاء بحريا سيساعد السمكة المهددة بالانقراض على الإبحار والتكاثر في بيئة تضمن لها السلامة والأمان.
السلامة والأمان، هما الغاية التي من أجلها بذلت فرق الإنقاذ جميع جهودها وسخرت كل ما تملكه من موارد بشرية وإمكانات في سبيل الحفاظ على ضيف المارينا النادرة. فقد أعرب مدير المركز العلمي م.مجبل المطوع لـ «الأنباء» عن سعادته الغامرة بنجاح عملية انتشال القرش وسحبه إلى منطقة رأس السالمية، وذلك بفضل جهود فرق الغوص التي بذلت جميع ما في وسعها لإنجاح تلك العملية، مبينا أن تلك السمكة تعتبر من الأسماك المهددة بالانقراض، وهذا ما حدا بالجهات المشاركة على الحرص على سلامتها، وعدم الإضرار بها أو إيذائها، موضحا أن تجمهر الناس لرؤية العملية أعاق إلى حد ما جهود الفرق المشاركة، لكنه في المقابل بين أن الجمهور تابع المحاولة التي استمرت لنحو 9 ساعات بكل شغف وسعادة.
وذكر ان طول القرش الحوت الذي غادر المارينا يتراوح بين 5 و6 أمتار، ويصل وزنه إلى 30 طنا، وهو بطيء الحركة، حيث لا تتعدى سرعته 5 كم في الساعة، إلا أنها تتزايد لدى شعوره بالخطر.
وفي رده على سؤال عن الوسائل التي يمكن اتخاذها لتجنب عودة القرش، قال المطوع: الأهم من ذلك أننا تعلمنا كثيرا من هذه التجربة، وستكون هناك آلية سنتفق عليها في المستقبل، فهذه الجهود علمتنا الكثير، ونحن لأول مرة نتعامل مع هذا الوضع، وسنستطيع التعامل معه مستقبلا.
أما عضو فريق الغوص علي السبيعي، فأكد أن عملية إخراج الحوت تمت بالتعاون مع المركز العلمي والهيئة العامة للبيئة، موضحا أن خطة العمل قد شارك الجميع فيها بآرائه، وذلك لوضع أفضل الحلول من أجل إخراج سمكة القرش، حيث تم ربطها من الخلف لشل حركتها لتسهيل العملية.
وقال السبيعي: إن نجاح هذه التجربة اعطانا دافعا كبيرا لتنفيذ العديد من التجارب القادمة.
وعن سبب تحديد منطقة رأس السالمية لترك سمكة القرش هناك، قال: إنها منطقة مفتوحة في البحر وبها مياه غريزة، وبذلك نضمن حياة مستدامة للسمكة.
أما عضو فريق الغوص، والباحث في الأحياء البحرية، والمنسق والمسؤول عن مشروع انتشال القرش، محمد الخرافي، فلفت إلى أن بداية محاصرة القرش كانت مغامرة جيدة لفريق الغوص، حيث تم وضعه في الحضانة بعد أن تمكنت الفرق من شل حركته، مشيرا إلى أن خطة الشباك لم تنفذ في الكويت، رغم أنها نجحت في تايوان. وكشف الخرافي عن ان سمكة القرش تعتبر من الكائنات المعرضة لخطر الانقراض، وهي تتميز بلون جلدها الرمادي الداكن المنقط بالأبيض، وبرأسها المفلطح وفمها الموجود في مقدمة الرأس، لافتا إلى أنها كائن مسالم يسبح ببطء ويتغذى بواسطة فلترة مياه البحر على الهوائم والأسماك الصغيرة. وذكر الخرافي أن أعضاء فرق الغوص انتظروا الجزر حتى يسهل عملية الانتشال على الغواصين، ولكنها كانت رغم ذلك تفلت منهم، مبينا أن تعكر الماء له ميزة سلبية وإيجابية في نفس الوقت، وهي انه يشوش على الغواصين الرؤية، لكنه في المقابل يحجب السمكة عن رؤية الحمالة، وبالتالي كان الغواصون يراوغون عليها مستفيدين من هذه النقطة، ويجعلونها تدخل في الحمالة وتستجيب للغواصين.
وقال: «لقد أدينا العمل على أكمل وجه، لكننا لا ندري إن كانت السمكة قد أضاعت الطريق أم أن مكان المارينا أعجبها، مرجحا الاحتمال الأخير، والذي لم يجد له تفسيرا، وقال: لقد حاولت أن أكشف إن كان جنس السمكة أنثى أو ذكرا، ولم أكشف عن وجود عضو ذكري لها، وهذا ما يدل على أنها أنثى على الأرجح، وبالرجوع إلى الدوائر العلمية ومراسلة أحد العلماء وموافاته بالتفاصيل، علمنا أنها لم تصل مرحلة البلوغ، بل هي في سن المراهقة، لذا فإنه من غير المرجح أن تكون حاملا. وقال: المعلومات شحيحة عن هذه السمكة مقارنة بالأسماك الأخرى التي أجريت عليها دراسات مكثفة، وقد تعلمنا من سلوكها الكثير، واستطعنا أن نعرف كيف نقودها يمينا وشمالا.
لقطات
- خرج محمد الخرافي في الساعة 11 صباحا من الماء معلنا تمكنه من تقييد ذيل القرش، فما كان من المتجمهرين الا ان ابدوا اعجابهم بهذه الخطوة وأخذوا في التصفيق للخرافي.
- في الساعة 11.30 صباحا صرح احد اعضاء فرق الغوص بأن القرش بات بلا حراك، ولم يتبق الا وضعه في الحضانة للخروج به من المكان المحاصر به الى فضاء البحر.
- محمد الخرافي عضو فريق الغوص اصيب في يده بعد ان تمكن من تقييد ذيل القرش بحبل ساهم كثيرا في معرفة تحركه على مدار الوقت.
- احد المتجمهرين تقدم الى فريق المتطوعين وسألهم عن خطتهم، وعندما اجابوه قال لهم: «ما ينفعكم الا اللي اقوله» قالوا: «ويش تقول؟» قال: «ترمونه بالرصاص» فما كان من الفريق الا ان ابدى استغرابه الشديد من هذه الفكرة، لكنهم قالوا للاخ: «ان شاء الله».
- فريق المتطوعين تذمر من تجمهر الناس على حواف المارينا لرؤية فرق الغوص خلال محاولات الامساك بالقرش، وعندما بلغ السيل الزبى وشعر الفريق بإعاقة الجمهور لعملية الامساك اطلقوا صرخة استغاثة بالجهات الامنية المتواجدة في مكان العملية، غير ان عناصر الامن لم يفلحوا في ثني الجمهور عن مشاهدة المسرحية وتصويرها بكل فصولها.