أظهرت اوراق عمل قدمت في المؤتمر التاسع عشر للجمعية الاوروبية للامراض العصبية الذي عقد اخيرا بمدينة ميلانو الايطالية ان نسبة المصابين بمرض التصلب المتعدد المعروف باسم «اللويحي» أو m.s اختصارا لـ multiple scleroses في الكويت تتراوح بين 8 و22 حالة لكل مائة الف نسمة وهي اقل من المعدلات الموجودة في المناطق الباردة التي تصل الى 300 حالة لكل 100 الف نسمة.
واستعرض المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير من الاطباء العرب والخليجيين احدث الدراسات والابحاث لعلاج المرض الى جانب استعراض اسبابه وطرق الوقاية منه.
وقال استشاري المخ والاعصاب بمستشفى الملك خالد الجامعي بالمملكة العربية السعودية د.عبدالرحمن شمينة ان ازدياد حالات الاصابة ترجع اسبابه الى ان هناك حالات لم تكتشف بعد أو لم تصل الى طبيب متخصص، في الوقت الذي حدث فيه تقدم في وسائل التشخيص مثل أشعة الرنين وغيرها، اضافة الى تحسن الوعي لدى المريض، مشيرا الى انه اجريت اخيرا في الكويت دراسة تشير الى ان نسبة الاصابة بها تتراوح بين 8 و22 لكل مائة الف، في حين تصل هذه النسبة في بعض المناطق الباردة الى 300 حالة لكل 100 الف.
واشار الى اهم الاعراض التي تظهر على المريض ومنها الشعور بوجود خلل في الرؤية، والمشي، وعدم التحكم في البول والبراز، وتغير الاحساس بأي منطقة في الجسم، مشيرا الى ان التشخيص اصبح سهلا باستخدام الرنين المغناطيسي وفحص النخاع الشوكي أو فحص التحريض الضوئي للعيون.
أعراضه شبيهة بـ «الروماتويد»
ويقول د.ديب كايد اخصائي طب المخ والاعصاب بدولة الامارات العربية المتحدة ان مرض التصلب المتعدد يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على كل او بعض المراكز الحسية والحركية، وهو عبارة عن اصابة أو عطب في غشاء الميالين المحيط أو المغلف للاعصاب.
واضاف ان عدد المصابين بهذا المرض في ازدياد ووفق آخر الاحصاءات على مستوى العالم هناك نحو 2.5 مليون شخص اصيبوا بهذا المرض، اما في دول الخليج فربما ترجع نسبة الزيادة في حدوث المرض الى الهجرة من مناطق اقل حرارة مثل تركيا وايران واستقرارهم في دول الخليج، ولا يوجد سبب معروف حتى الآن لهذا المرض، وبالتالي فلا توجد وقاية معروفة، إلا ان هناك دراسة ظهرت منذ 3 شهور اشارت الى ان تناول ڤيتامين «د» يمكن ان يساعد على العلاج والوقاية.
من جانبه، قال استشاري المخ والاعصاب ورئيس قسم العلوم العصبية في مجمع السليمانية الطبي بالبحرين د.عيسى الشروقي ان طبيعة هذا المرض انه التهاب غير جرثومي يصيب المادة البيضاء المغلفة للجهاز العصبي المركزي (الدماغ ـ الحبل الشوكي) وبالتالي فإنه يؤثر على بعض الوظائف وترتبط اعراض المرض بالمكان الذي يتأثر بالإصابة سواء في الدماغ أو الحبل الشوكي ويصيب الفئة العمرية من 20 ـ 40 سن التوهج وبداية الحياة، مضيفا ان النساء اكثر عرضة له من الرجال بنسبة 2 ـ 1 وليس للمرض سبب محدد، ولكن هناك بعض النظريات تشير الى انه ربما يكون له علاقة بالڤيروسات والالتهابات ونظريات اخرى ترجع اسبابه لارتباطه بأماكن مناخية وعلى سبيل المثال اذا كان الانسان لديه استعداد لهذا المرض وأخذ حماما دافئا ثم تعرض لتيار بارد هاجمه المرض بشدة.
تصنيف المرضى وآليات العلاج
واستعرض أستاذ المخ والاعصاب بالقصر العيني في مصر د.عادل حسنين تشخيص المرض وتصنيف مرضاه وآليات العلاج فيقول: يصنف المرضى حسب التشخيص فمنهم متعدد الانتكاسات وتحدث اعراضه في فترة اقل من شهر، وغالبا ما يحدث اختفاء كامل للاعراض وهو من النوع المبشر الذي يستجيب للعلاج الدوائي، ومريض بالمرحلة الثانوية المتدهورة وفيها تحدث الانتكاسات ولا تختفي بل تزداد تدريجيا الى ان تصل الى مرحلة التقاعد وفيها يصعب العلاج الدوائي، اما الحالة الثالثة فهي المتدهورة، حيث تبدأ حالة المريض في التدهور دون أي تحسن وفيها يستخدم العلاج الكيماوي وتكون الاستجابة ضعيفة.
أما طرق العلاج فيقسمها د.حسنين لمرحلتين، أولى اثناء الهجمة وتشمل العلاج بالكورتيزون بجرعة عالية لمدة من 5 إلى 7 أيام، ثم يصنف بعدها المريض لتبدأ المرحلة الثانية من العلاج وفق التصنيف الذي يشخصه الطبيب، فهناك مجموعة «الانترفيرون بيتا» ومنها ما يؤخذ تحت الجلد يوما بعد يوم أو 3 مرات أسبوعيا ومنها ما يؤخذ مرة كل أسبوع في العضل.