- أميركا والسعودية أبديتا حرصهما على أهمية الاستمرار في تعزيز العلاقة الإستراتيجية... وزيارة الملك شكلت فرصة لمناقشة جهودنا للتصدي لأنشطة إيران الخبيثة في المنطقة
- تطوير نظام الدفاع الصاروخي بين دول الخليج جزء مهم من علاقاتنا الأمنية ورادع يحمي أمن المنطقة
- الاتفاق النووي غير مبني على الثقة بإيران بل للتحقق من امتثالها لشروط الصفقة
- أحرزنا تقدما بهزيمة «داعش» وإجمالي المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين وصل إلى أكثر من 4 مليارات دولار
- إنشاء مناطق آمنة في سورية تشكل تحديات عسكرية وإنسانية ومالية كبيرة
- نتفهم مخاوف مجلس التعاون من إيران... وتخفيف العقوبات عنها لن يحدث فارقاً فيما يمكنها القيام به دوليا
أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ومدير مكتب التواصل الإعلامي الإقليمي ناثان تك عن وجود «اجتماعات مستمرة بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي منذ عقد قمة كامب ديفيد للعمل على تفاصيل التعاون مع الخليجي في مكافحة الارهاب وأمن الحدود والتخطيط العسكري والتدريب والمشتريات»، لافتا الى أن «الاجتماع الوزاري الأخير الذي عقد لمنتدى التعاون الاستراتيجي بين أميركا و«الخليجي» على هامش انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة مثل فرصة للتواصل ولاستعراض التقدم المحرز في هذا المجال وللبناء الجاد على الجهود التي تم التوصل اليها حتى الآن» مشيرا الى أن «تطوير نظام الدفاع الصاروخي بشكل متكامل بين دول مجلس التعاون سيكون جزءا هاما من العلاقات الأمنية بين أميركا والخليج، ورادعا مهما يحمي أمن منطقة الخليج».
وفي لقاء خاص مع «الأنباء» جدد تك موقف بلاده المعارض لدعم إيران للارهاب وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، مشددا على أن «الولايات المتحدة ستعمل مع دول الخليج على مواجهة تدخل إيران ولاسيما محاولاتها لتقويض الأمن والتدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي».
وفي حين ابدى تفهمهم لمخاوف «الخليجي» من إيران بعد رفع العقوبات وإمكانية استغلالها للامول التي ستستفيد منها بالمزيد من التدخل في المنطقة، الا أن تك رأى بأن «تخفيف العقوبات لن يحدث فارقا فيما يمكن لإيران القيام به على الصعيد الدولي».
ومن ناحية أخرى قال تك إن بلاده والمملكة العربية السعودية أبديتا حرصهما على «أهمية الاستمرار في تعزيز العلاقة الإستراتيجية بينهما، وذلك تحقيقا لمصلحة الحكومتين والشعبين».
ولفت تك بخصوص زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى واشنطن بداية الشهر الماضي، ومدى نجاحها في استعادة رونق العلاقات بين البلدين، «أن الزيارة شكلت فرصة للزعيمين لمتابعة التقدم الذي نحققه على جدول أعمال كامب ديفيد، إلى جانب مناقشة الاتفاق النووي، وجهودنا للتصدي لأنشطة إيران الخبيثة في المنطقة»، مشيرا إلى أن «الملك سلمان عبر عن دعمه للاتفاق النووي والرئيس أوباما رحب بذلك»، مؤكدا أن «الاتفاق النووي غير مبني على الثقة بإيران، بل على التحقق من امتثالها لشروط الصفقة».
وهذه التفاصيل:
كتبت: بيان عاكوم
كيف تقيمون زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى واشنطن؟ وهل نجحت هذه الزيارة في استعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية التي تأثرت سلبا جراء الصفقة النووية مع إيران؟
٭ بناء على دعوة من الرئيس باراك أوباما، زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز بن سلمان آل سعود الولايات المتحدة والتقى مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض بداية الشهر، ودخل الزعيمان بنقاش إيجابي ومثمر حيث استعرضا العلاقة الدائمة بين البلدين.
وخلال الزيارة، رحب الرئيس بتعبير الملك سلمان عن دعمه لخطة العمل الشاملة المشتركة (jcpoa) بين إيران ودول الخمسة زائد واحد.
ما معايير الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية التي تحددت خلال هذه الزيارة؟
٭ نمت العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل أعمق وأقوى على مدى العقود السبعة الماضية في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك، وشدد الزعيمان على أهمية الاستمرار في تعزيز العلاقة الإستراتيجية بينهما لمصلحة الحكومتين والشعبين، وأشار الرئيس أيضا إلى الدور القيادي للمملكة في العالم العربي والإسلامي.
وفي الواقع كانت زيارة الملك سلمان إلى واشنطن فرصة للرئيس لمتابعة التقدم الذي نحققه على جدول أعمال كامب ديفيد ولمناقشة صفقة إيران، وجهودنا للتصدي لأنشطة إيران الخبيثة في المنطقة، ومجموعة كاملة من القضايا الإقليمية بما في ذلك العراق وسورية واليمن، رأينا أن هذا الاجتماع فرصة لضمان أننا نواصل التشاور عن كثب لمحاذاة نهجنا بشأن مجموعة من القضايا.
كيف تقيمون موقف دول مجلس التعاون الخليجي من الصفقة النووية؟
٭ خلال الزيارة، وافق الرئيس أوباما والملك سلمان على أن خطة العمل الشاملة المشتركة (jcpoa) بين إيران ودول 5+1، عند تنفيذها بالكامل، ستمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وبالتالي تعزز الأمن في المنطقة.
وأشير إلى أن الاتفاق غير مبني على الثقة بإيران، بل على التحقق من امتثال إيران لشروط الصفقة، فليس هناك جملة واحدة أو فقرة في الاتفاق كله تعتمد على الوعود أو على الثقة، ويستند الترتيب الذي عملنا به مع طهران بشكل حصري إلى التحقق والإثبات. ولهذا السبب يتمحور الاتفاق على ما هو عليه، ويرتبط تخفيف العقوبات بشكل صارم بامتثال إيران للاتفاق، ولهذا قمنا بصياغة نظام رصد بعيد المدى وشفاف تم التفاوض بشأنه.
ما مدى دقة التقارير حول رفض الولايات المتحدة لاقتراح معاهدة الدفاع مع دول مجلس التعاون الخليجي؟
٭ الولايات المتحدة ملتزمة بأمن دول مجلس التعاون الخليجي كما نص البيان الوزاري المشترك بين الوزير كيري ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وهو التزام الولايات المتحدة بالعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي لمنع وردع التهديدات والعدوان الخارجي في حالة حدوث مثل هذا العدوان أو التهديد بمثل هذا العدوان، والولايات المتحدة مستعدة للعمل مع شركائها في مجلس التعاون للتحديد على وجه السرعة للرد المناسب، وذلك باستخدام الوسائل المتاحة لنا جميعا، بما في ذلك إمكانية استخدام القوة العسكرية، للدفاع عن شركائنا.
ألا تخشى الولايات المتحدة من زيادة التدخل الإيراني في المنطقة خصوصا بعد رفع العقوبات عنها؟
٭ نحن نفهم أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها مخاوف بشأن سلوك إيران في المنطقة، ونفهم أن لديهم مخاوف بشأن ما يمكن لإيران أن تفعله إذا حصلت على بعض من أصولها، ناقش الرئيس في كامب ديفيد مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي تقييمنا بأن إيران تعيش في ثقب اقتصادي كبير فمن المرجح أن تنفق هذه الأموال على القضايا المتعلقة بتحسين الاقتصاد ومستوى المعيشة لشعوبها، كما أن إيران لديها شلل في البنية التحتية للطاقة والتي عليها إعادة بنائها لتكون قادرة على ضخ النفط، ولديها قطاع زراعي متعطش للاستثمار، والتزامات تقاعدية ضخمة، واحتياطيات أجنبية كبيرة يتم تخصيصها لمشاريع بقيادة أجنبية، ولديهم شعب يتوقع أن يؤدي رفع العقوبات إلى تحسن ملموس في نوعية حياتهم، تخفيف العقوبات لن يحدث فارقا كبيرا فيما يمكن لإيران القيام به على الصعيد الدولي.
ومع ذلك، فإننا أيضا نعترف بحقيقة الحاجة إلى التأكد من أننا نبذل كل ما في وسعنا لمواجهة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وكان الوزير كيري واضحا في هذا الشأن عندما ذكر أننا سنبقي الضغط الدولي على إيران.
والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بسبب دعم طهران للإرهاب وسجلها في حقوق الإنسان - تلك ستبقى في مكانها، كما هو الحال للعقوبات التي تهدف إلى منع انتشار الصواريخ البالستية ونقل الأسلحة التقليدية.
إن حظر مجلس الأمن للأمم المتحدة بشحن الأسلحة إلى حزب الله، والميليشيات الشيعية في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن - كل هذا سيبقى كذلك على ما هو عليه.
كيف تقيمون العلاقات العسكرية والأمنية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وما آخر المستجدات فيما يخص محادثات نظام الدفاع الصاروخي؟
٭ منذ قمة كامب ديفيد بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، اجتمعت مجموعات العمل من إدارات ووكالات حكومة الولايات المتحدة على مدى الأشهر القليلة الماضية للعمل على تفاصيل تعاون الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والتخطيط العسكري والتدريب والمشتريات ومجموعة من المجالات الأخرى.
وقد كان وزير الخارجية جون كيري في المنطقة مجتمعا مع نظرائه الخليجيين وكان وزير الدفاع كارتر في المملكة العربية السعودية مؤخرا.
وكذلك الاجتماع الذي عقد على المستوى الوزاري لمنتدى التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، يمثل فرصة للتواصل لاستعراض التقدم المحرز، وللبناء الجاد على الجهود التي تم التوصل اليها حتى الآن.
وفيما يتعلق بالدفاع الصاروخي، نعتقد أن تطوير نظام الدفاع الصاروخي المتكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي سيكون جزءا مهما من العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ورادعا مهما يحمي أمن منطقة الخليج.
مستوى التوتر في دول مجلس التعاون الخليجي في ارتفاع نتيجة لاكتشاف خلايا إرهابية مرتبطة بإيران في الكويت والبحرين، بالإضافة إلى الخلاف على حقل نفط الدرة. ما الخطوات التي يجب اتخاذها من قبل الولايات المتحدة بجانب حلفائها في دول مجلس التعاون الخليجي لردع «تدخل إيران في شؤون هؤلاء الحلفاء»، كما تصفها دول مجلس التعاون الخليجي؟
٭ أوضح وأفضل إجابة عن هذا السؤال موجودة في البيان المشترك لاجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، في أغسطس والذي أشار إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة تجدد معارضتها لدعم إيران للإرهاب وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وتعهدوا بالعمل معا لمواجهة تدخلها، ولا سيما محاولاتها لتقويض الأمن والتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجلس، وآخرها كان في البحرين.
وشدد الوزراء على ضرورة قيام جميع الدول في المنطقة بالتعامل وفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل واحترام سلامة أراضيها.
انتقالا إلى سورية، هل هناك تغيير في موقف الولايات المتحدة بشأن سورية، وكيف تقيمون الموقف السعودي من الأزمة السورية؟
٭ لم يكن هناك أي تغيير في موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بسورية، أكد كل من الرئيس أوباما والملك سلمان خلال لقائهما في واشنطن على أهمية التوصل إلى حل دائم للصراع السوري على أساس مبادئ جنيف 1 لوضع حد لمعاناة الشعب السوري، والحفاظ على استمرارية المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والحفاظ على الوحدة والسلامة الإقليمية لسورية، وضمان قيام دولة سلمية وتعددية وديمقراطية خالية من التمييز أو الطائفية.
وأكد الزعيمان أن أي تحول سياسي هادف يجب أن يتضمن رحيل بشار الأسد الذي فقد شرعيته لقيادة سورية.
نشهد الآن موجة من اللاجئين السوريين تتجه إلى أوروبا هربا من الحرب في الوطن. البعض يضع اللوم على الولايات المتحدة للحرب المستمرة، وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لها. ما تعليقك على ذلك؟
٭ كما أعلنا مؤخرا، فقد وجه الرئيس فريقه لزيادة قبول عدد اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة العام المقبل.
وبناء على توجيهات من الرئيس، ستستمر الولايات المتحدة في لعب دور قيادي في مخاطبة الأزمة الإنسانية الحادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وخير دليل على ذلك هو إعلان البيت الأبيض مؤخرا عن تقديم نحو 419 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة استجابة للأزمة السورية، وبهذا التمويل الجديد يصبح إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة من الولايات المتحدة أكثر من 4.5 مليارات دولار منذ بداية الأزمة السورية.
وفي الواقع هذا التمويل المأوى والماء والرعاية الطبية والغذاء والحماية للملايين الذين يعانون داخل سورية ولنحو 4 ملايين لاجئ من سورية، كما يساعد أيضا في تخفيف تأثير الأزمة على الحكومات والمجتمعات التي تجهد في سبيل التمكن من استيعاب التدفق الجماعي للاجئين من سورية.
وهذا ما يجعل الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في العالم وهو مثال على قيادة الولايات المتحدة.
وهذا النوع من المساعدة المالية هو إلى حد بعيد الطريقة الأكثر فاعلية بالنسبة لنا لتلبية هذه الحاجة الإنسانية الملحة.
نحن نعرف حجم هذه المشكلة، إنها كبيرة، وهناك الملايين من الناس الذين أخرجوا من ديارهم بسبب هذا العنف، ونحن نعلم أنه بالتأكيد ليس من الممكن بالنسبة للملايين من السوريين القدوم إلى الولايات المتحدة، ولكن ما يمكننا القيام به هو التأكد من أننا نفعل كل ما بوسعنا لمحاولة توفير احتياجاتهم الأساسية.
وفي نهاية المطاف، لن تحل هذه المسألة حتى نتمكن من حل الأزمة السياسية داخل سورية في الوقت الراهن، وعدم الاستقرار والعنف مسؤولية الأسد.
وقد ذكر الوزير كيري أن أزمة اللاجئين لابد من معالجتها من خلال التعامل مع السبب الجذري، وهو العنف في سورية وفقدان الأمل والمستقبل الذي يشعر به الكثير من الأفراد في المنطقة نتيجة لأعمال العنف الحاصلة.
كل الدلائل تشير إلى فشل برنامج التدريب العسكري للمعارضة السورية، هل يعاد حاليا تقييم هذا البرنامج من قبل الولايات المتحدة؟
٭ من الواضح أننا واجهنا تحديات في برنامج التدريب والتجهيز، لكننا مازلنا نعتقد أننا بحاجة إلى القوة السورية المحلية على الأرض لكي نتمكن من العمل معهم في مكافحة داعش، كما قلنا مرارا، فإن مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة أمر أساسي لهزيمة داعش واستقرار سورية.
من المهم أن نتذكر أنه بالإضافة إلى برنامج التدريب والتجهيز، نقوم من خلال ضربات التحالف بدعم العمليات التي تقوم بها مجموعة متنوعة من القوات على الأرض في سورية، بما في ذلك العرب السوريون والأكراد والتركمان، وغيرها من الجماعات حيث ان العديد منها حقق نجاحا ملحوظا ضد داعش في شمال سورية، وطهرت في الأشهر الأخيرة الحدود التركية السورية ماعدا امتداد نحو 98 كيلومترا، وقطعوا على داعش طرق الإمدادات الرئيسية.
واليوم، بعض من تلك الجماعات هي على بعد 45 كيلومترا من الرقة، سنواصل دعمنا لتلك القوات على الأرض في الوقت الذي نواصل أيضا صقل وتحسين برنامج التدريب والتجهيز.
وأعتقد أنه من الإنصاف أن نقيم بأن داعش قد أضعفت بالمقارنة مع ما كنا عليه قبل عام واحد، ولا ينبغي أن يكون هناك شك في أننا أحرزنا تقدما خلال السنة الماضية، ونحن نعتقد أن الإستراتيجية ككل تحقق تقدما، وبدعم من التحالف وبالعمل مع القوات البرية المحلية التي تتزايد قدرتها، سنستطيع الاستمرار في إضعاف داعش وهزيمتهم في نهاية المطاف.
في سورية، فقد داعش أكثر من 17 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في شمال سورية. وضربت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الآن داعش بأكثر من 6700 ضربة جوية. وقضت قوات التحالف أيضا على الآلاف من المقاتلين ومواقع القتال والدبابات والمركبات، ومصانع القنابل، ومعسكرات التدريب.
وكما قال الرئيس، فإن عملية هزيمة داعش ستكون طويلة. ويسعى داعش لإلهام وارتكاب أعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا، ولكننا منظمون ومتحدون ونحرز تقدما لهزيمة هذه المجموعة الإرهابية.
لماذا تعارض الولايات المتحدة اقتراح تركيا بتعيين «مناطق آمنة» في سورية للاجئين؟
٭ إنشاء وتطبيق مناطق حظر الطيران ومناطق عسكرية أخرى يشكل تحديات عسكرية وإنسانية ومالية كبيرة، والتي يجب أن ننظر لها في سياق سياستنا الأوسع في سورية، فنحن نقيم باستمرار الخيارات المحتملة لدعم المعارضة السورية المعتدلة.
نحن نستشعر «غموضا أميركيا» في ملف اليمن، هل لاتزال الولايات المتحدة تدعم العمل العسكري من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية؟
٭ خلال زيارة الملك سلمان الى واشنطن، شدد هو والرئيس أوباما على الحاجة الملحة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2216، وذلك لتسهيل التوصل إلى حل سياسي على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني، وأعرب الزعيمان عن قلقهما حول الأزمة الإنسانية في اليمن واتفق الزعيمان على دعم وتمكين جهود الإغاثة الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة.
تصاعد العنف في اليمن، قد ترك 80% من سكان البلاد في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفي 16 سبتمبر، أعلنت الولايات المتحدة أكثر من 89 مليون دولار مساعدات إضافية لمساعدة الأشخاص المتضررين من الصراع الدائر في اليمن، بما في ذلك ما يقرب من 71 مليون دولار من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (usaid) وأكثر من 18 مليون دولار من مكتب وزارة الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة.
ويدعم هذا التمويل الجديد الجهود التي يبذلها المفوض السامي لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية الأخرى للأمم المتحدة، ويجلب مجموع المساعدة الإنسانية للولايات المتحدة في الاستجابة لهذه الأزمة إلى ما يقرب من 170 مليون دولار في السنة المالية 2015.
بهذا التمويل الجديد، تدعم الولايات المتحدة المساعدات الغذائية والمياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي المحسنة، والمأوى في حالات الطوارئ، والرعاية الطبية المنقذة للحياة، وخدمات التغذية، وحماية الفئات الضعيفة من السكان، تقف الولايات المتحدة مع الشعب اليمني وتبقى ملتزمة بمساعدة الملايين من الرجال والنساء والأطفال الذين لايزالون يعانون في اليمن والمنطقة بسبب هذه الأزمة.
وفيما يتعلق بالعراق، ما مدى رضا الولايات المتحدة حول المسار السياسي العراقي والخطوات التي اتخذتها حكومة حيدر العبادي؟
٭ كما صرح مؤخرا المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف العالمي لمكافحة داعش جون ألين، أظهر رئيس الوزراء حيدر العبادي قيادة سياسية متمكنة في بغداد وقطع بالحكومة المركزية شوطا طويلا، أبعد مما كنا نظن في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وقد تسلم القيادة العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت شاهدنا بعض التقدم السياسي الكبير.
العبادي غير راض عن الوضع الحالي، ولكن لديه خطة، لديه برنامج فعلي وقد تمكن من الحصول على إقرار ميزانيته، وهو يتواصل مع مختلف مكونات الشعب العراقي، إن رغبته ورغبتنا هي اتخاذ تلك الخطوات الضرورية لاستعادة وحدة أراضي العراق - كل العراق لكل العراقيين - وتمديد سيادة الحكومة المركزية في أنحاء العراق كافة، ورفضها لداعش، وإرجاع إلى أقصى حد ممكن نوعية الحياة للشعب العراقي.
لاحظنا وجود بطء في العمل العسكري ضد داعش في العراق، لماذا؟ وما الخطوات اللازمة لرؤية نجاح الحرب العراقية على الإرهاب؟
٭ في العراق، شهدنا تقدما واضحا وملموسا ضد داعش، فقدت هذه الجماعة الإرهابية حرية العمل في نحو 30% من الأراضي المأهولة التي استحوذت عليها في أغسطس الماضي.
واليوم تجري طائرات f-16 العراقية ضربات ضد أهداف داعش في العراق، ونحن نعمل عن كثب مع قوات الأمن العراقية لتحسين قدراتها التكتيكية والتشغيلية، حتى الآن قمنا بتدريب نحو 12 ألف جندي عراقي في مراكز التدريب الخمسة في العراق، وحاليا نواصل تدريب 3500 جندي وهناك نحو 2000 يلتزمون الآن في العمليات التكتيكية على الأرض، ونعمل أيضا مع وزير الداخلية لغرض مهم وهو المساعدة في استعادة الشرطة التي كانت منتشرة في أعقاب غزو داعش، لاسترجاع طاقم الشرطة مرة أخرى وإعادتهم في الزي العسكري، ومنحهم التدريب والمعدات، ليصبحوا عاملا في حياة السكان الذين سيتحررون مع استمرار الهجوم المضاد، فعلاقتنا الأمنية مع العراق هي قريبة جدا، ونحن نعمل معهم على جميع المستويات.